تعرّف لاتيف تايلور (Lateef Taylor)، دكتوراه في علم النفس معنى العلاقة الثلاثية كالتالي: “العلاقة الثلاثية (throuple) هي علاقة بين ثلاثة أشخاص اتفقوا بالإجماع على أن يكونوا في علاقة حب ورومانسية مع بعضهم البعض بموافقة جميع الأشخاص المعنيين بهذه العلاقة”. قد يتبادر إلى مسمعك كلمات أخرى تشير إلى العلاقة الثلاثية (throuple) مثل علاقة ثلاثية الاتجاه (three-way relationship) أو علاقة الثالوث (triad) أو ثالوث مغلق (closed triad).
هل العلاقة الثلاثية هي ذاتها العلاقة المفتوحة؟
لا! العلاقة المفتوحة (Open Relationship) عادةً هي العلاقة التي تحدث بين شخصين اتفقا بشكل متبادل على فتح علاقتهما الجنسية، وليس الرومانسية أو الحب، مع أشخاص آخرين.
فإذا مارس شخصان ضمن علاقة مفتوحة (أو مغلقة) الجنس مع شخص ثالث، عندها تسمى هذه العلاقة بـ الثلاثي (threesome) وليست علاقة ثلاثية! (أي لا ينطبق أي من المصطلحات التالية عليها: علاقة ثلاثية الاتجاه، الثالوث أو ثالوث مغلق)
الأهم أن علاقة الثلاثي ذات طبيعة جنسية صريحة، بينما يمكن أن تتضمن العلاقة الثلاثية (وغالباً ما يحدث ذلك !) عنصراً جنسياً ويمكن أن لا تتضمن ذلك، والاختلاف الأخير هو أن العلاقة الثلاثية علاقة مستمرة مليئة بالمشاعر والرومانسية، في حين أن علاقة الثلاثي ليست كذلك عادةً.
ما يجعل الأمر مربكاً هو أن العلاقة الثلاثية يمكن أن تكون علاقة مفتوحة أو مغلقة.
فإذا كانت مفتوحة، فهذا يعني أن الأشخاص في المجموعة يجمعهم الشعور بالعاطفة والرومانسية مع بعضهم البعض فقط، في حين يمكنهم ممارسة الجنس مع أشخاص من خارج العلاقة.
أما في حال كانت مغلقة، فهذا يعني أن الأشخاص ضمنها يشعرون بالرومانسية اتجاه بعضهم البعض ويمارسون الجنس فقط مع من ينتمون إلى العلاقة الثلاثية.
يمكن أيضاً أن تكون العلاقة الثلاثية علاقة متعددة الأطراف/ الشركاء -polyamorous – (أي رغبة الشخص بتكوين علاقة عاطفية مع أكثر من شريك في ذات الوقت).
وهذا يعني أن الأفراد داخل العلاقة الثلاثية يمكنهم ممارسة الجنس والرومانسية أو الحب مع أشخاص لا ينتمون إلى هذه العلاقة.
توضح تايلور بالقول: “الشكل الذي ستتخذه العلاقة الثلاثية يعتمد على الأشخاص الموجودين ضمن نطاق هذه العلاقة واحتياجاتهم ورغباتهم، تماماً كما هو الحال مع العلاقة بين شخصين”.
لماذا قد يفكر الشخص بعلاقة كهذه؟
تقول تايلور: “الوجود في علاقة ثلاثية سيتيح إمكانية الوصول إلى أنواع مختلفة ومتعددة من المودة العاطفية، الحميمية، الاهتمام والمتعة”.
وإذا كانت العلاقة الثلاثية جنسية، ستُمنح جنساً، لذة ونشوة جنسية من نوع مختلف.
لتكوين علاقة ثلاثية، هناك ثلاث طرق رئيسية:
- يقرر زوجان في علاقة بالفعل إضافة شخص ثالث إلى علاقتهما ثم يبحثان بشكل مكثف عن هذا الشخص.
- يضيف زوجان ضمن علاقة عنصراً ثالثاً إلى علاقتهما بشكل طبيعي.
- يجتمع ثلاثة أشخاص معاً بشكل طبيعي ويقررون الدخول في علاقة.
الفكرة التي يجب التنويه إليها هي أن العلاقة الثلاثية لا تقتصر على جندر أو هوية جنسية معينة.
وفقاً لعالمة النفس ليز باول (Liz Powell):، “تبنى العـلاقة الثلاثيـة عادة عندما يبحث زوجان من جنسين مختلفين (hetrosexual) عن شخص مثير ثنائي الجنس -bisexual “، هذا ما يطلق على ذلك اسم صيد وحيد القرن (unicorn hunting). وتضيف أن العلاقة ثلاثية الاتجاهات قد تكون جذابة بشكل خاص للأشخاص ثنائيي الجنس (bisexual) أو أحرار الجنس (queer) أو شموليي الجنس (pansexual)”.
كيف تعرف فيما إذا كانت هذه العلاقة مناسبة لك؟
في حال كنت ضمن علاقة قائمة، فقد تكون العلاقة الثلاثية جيدة بالنسبة لك ولشريكك إذا:
- كانت علاقتكما صحية وتامة لدرجة كبيرة مع مهارات تواصل ممتازة.
- كلاكما متحمس بنفس القدر ليكون في علاقة ثالثية.
- كلاكما يشعر بما يسمى (compersion)، وهي الشعور بالسعادة إذا رأيت الشريك راض ومسرور وهو مع شخص آخر وطورتما مهارات تأقلم صحية مع الغيرة.
- لديكما وجهة نظر مشتركة حول الشكل الذي قد تبدو عليه العلاقة الثلاثية، لكن كلاكما على استعداد لتكييف هذا الرأي بناء على احتياجات الطرف الثالث.
- كلاكما على استعداد للتخلي عن امتيازات الزوجين الخاصة بكما.
أما إن كنت عازباً، فالعلاقة الثلاثية جيدة لك في حال كنت:
- تنجذب جسدياً وعاطفياً وروحياً، وإذا كانت العلاقة جنسية، فتنجذب جنسياً لكلا الطرفين.
- تشعر بحالة السعادة (compersion) ولديك مهارات التأقلم الصحي مع شعور الغيرة.
- تعرف كيف تعبر عن حدودك وتدافع عن نفسك.
هل هناك أي مزايا لكونك في علاقة ثلاثية؟
تقول تايلور: “تشبه العديد من فوائد العلاقة الثلاثية تلك الخاصة بالعلاقة بين شخصين”. وتشمل هذه الفوائد وجود:
- شخص (أشخاص) لديهم نفس هواياتك، وشخص (أشخاص) لتتعلم هوايات جديدة.
- شـخص (أشخاص) لدعمك عاطفياً في الأوقات الصعبة.
- شخـص (أشخاص) لتدعمهم عاطفياً.
- شـخـص (أشخاص) ليعلمك شيئاً جديداً.
كما أن هناك فوائد خاصة لكونك في علاقة ثلاثية. على سبيل المثال، إن كنت شخصاً يشعر بالسعادة ذات المعنى الخاص (compersion)، فستحصل على ذلك من خلال العلاقة الثلاثية، إذ ترى شخصين تحبهما، يحبان بعضهما ويحصلان على الحب من شخص آخر. علاقة الثالوث الجنس الثلاثي العلاقة الجنسية الثلاثية.
لا يتوقف الأمر هنا، فهناك أيضاً فوائد لوجستية، مثلاً، إن كنتم تعيشون معاً، فهذا يعني وجود المزيد من الأشخاص للمساهمة في الأمور المالية والحفاظ على البيئة المنزلية. وفي حال وجود أطفال، فأيضاً المزيد من العون للمساعدة في مسؤوليات تربيتهم.
هل هناك أي عيوب للعلاقة الثلاثية يجب أخذها بالاعتبار؟
ليس بالضرورة أن تكون هناك سلبيات لكونك ضمن علاقة ثلاثية، لكن توجد تصورات غير واقعية حول الشكل الذي ستبدو عليه أو كيف سيكون شعور الأفراد تجاهها أو حتى حول مقدار العمل الذي يتطلبه الأمر.
تقول باول: “يجب أن يكون الأزواج الذين يرغبون في إضافة شخص ثالث على استعداد تام لتحول علاقتهم الأصلية بشكل جذري”. علاقة الثالوث الجنس الثلاثي العلاقة الجنسية الثلاثية.
لسوء الحظ، فإن أغلب الأزواج ليسوا دائماً مستعدين لذلك. إذ تقول باول: “[غالباً] يضعون الكثير من القواعد حول الشكل الذي ستبدو عليه العـلاقة الثلاثيـة وكيف ستكون الحدود من أجل الحفاظ على العلاقة، ثم يتوجهون لمحاولة إيجاد شخص ثالث”.
أين تكمن المشكلة إذاً؟ بالنسبة للمبتدئين، سيزعج هذا الشخص الثالث بشدة!
تنوه باول بالقول: “يجب أن يناقش جميع الأشخاص المعنيين الحدود الخاصة بالعلاقة الثلاثية (علاقة ثلاثية الاتجاه)”. وتوضح: “العـلاقة الثلاثيـة ليست مجرد فكرة مختلفة قليلاً عن علاقة بين شخصين بل إنها أربع علاقات مختلفة: العلاقات الفردية الثلاثة لكل شخص ضمن العلاقة وعلاقة المجموعة الواحدة ككل”.
لا شك أن هذا الأمر يمكن أن ينجح لكنه سيتطلب الكثير والكثير من العمل والتواصل من جميع الأشخاص المعنيين.
ولن نقوم بتجميل الأمر، فإذا لم تكن جميع الأطراف مستعدة لبذل جهدها، من المستحيل أن تستمر العـلاقة الثلاثية.
إضافة إلى ذلك، وفقاً لتايلور، يجب أن نضع في حسباننا فكرة أن، “نقل علاقة قائمة بين شخصين إلى علاقة مكونة من ثلاثة أشخاص لن يؤدي إلى إصلاح أي مشكلات أساسية في العلاقة بل على العكس سيؤدي ذلك إلى تفاقمها”. وهذا صحيح بشكل خاص إذا كانت المشكلة في العلاقة هي نقص أو ضعف التواصل .
كيف تطرح الفكرة على شريكك الحالي؟
إن كنت بالفعل في علاقة مع شخص ما، قبل طرح الأمر معه، اسأل نفسك:
لماذا أنا مهتم بالعلاقة الثلاثية؟ لماذا أنا مهتم بها وليس بالعلاقة متعددة الأطراف حيث يمكن أن يكون لدي أنا وشريكي علاقات رومانسية فردية خارج العلاقة؟ علاقة الثالوث الجنس الثلاثي العلاقة الجنسية الثلاثية.
لمـاذا لا أهتم بالعلاقة المفتوحة حيث يمكنني أنا وشريكي إقامة علاقات جنسية فردية خارج علاقتنا مع بعضنا البعض؟ هل أنا على استعداد لجعل علاقتي الحالية تخضع لتحول جذري؟
تضيف تايلور: “قبل أن تقترح الأمر على شريكك، عليك أن تعرف ما إذا كنت على استعداد لمواصلة علاقتك الحالية في حال رفضه الفكرة”. أو إذا حدثت هذة العلاقة بالفعل أو أخفقت.
بمجرد أن تملك إجابات عن هذه الأسئلة، تكون على استعداد تام لطرح الفكرة على شريكك. لتسهيل ذلك ابدأ بعبارة “أنا” ، ثم اطرح سؤالاً. مثلا:
منذ أن شاهدت فيلم The L Word، أعجبني حقاً مفهوم العـلاقة الثلاثية وأعتقد أن لدي اهتمام لاستكشافه معاً. هل ستكون مهتماً يوماً ما بإدخال شخص آخر في علاقتنا، عاطفياً وجنسياً؟”
“أعتقد أن مشاهدة شخص آخر يحبك ويمارس الجنس معك سيجلب لي الكثير من المتعة والسرور. هل ستهتم يوماً بمشاركة حياتنا مع شريك آخر؟”
“لقد قرأت مؤخراً مقالاً عن العلاقة الثلاثية (علاقة الثالوث أو علاقة ثالوث مغلق) وأعتقد أن لدي رغبة في استكشافها. هل تفكر في معرفة المزيد عنها معي والتحدث عما إذا كان أسلوب العلاقة هذا مناسباً لنا أم لا؟”
تذكر: قد لا يكون شريكك مهتماً بالأمر، ولديه الحق بالرفض دون التعرض للضغط. فمن المفترض أن يكون هذا حواراً وليس جدالاً. صحيح؟
الحدود التي يجب أن تفكر فيها
يجب مناقشة جميع الحدود المالية، الجنسية، العلائقية والأسرية. الجنس الثلاثي, علاقة الثالوث.
مثلا:
- إذا كان هناك أطفال، فكيف سيتم تقاسم مسؤوليات تربيتهم؟
- كيف ستتعاملون مع الشؤون المالية؟ على سبيل المثال، من سيدفع في الفواتير؟ من سيدفع الإيجار؟
- كيـف سيكون الوضع المعيشي؟ الجنس الثلاثي, علاقة الثالوث.
- ما هي تدابير منع الحمل والممارسات الجنسية الأكثر أماناً التي سيتم استخدامها، ومن قبل مَن؟
- ما هي كمية المعلومات التي ستشاركها مع أفراد الأسرة وزملاء العمل والأصدقاء؟ كيف ستتفاعل أمام هؤلاء الناس؟ الجنس الثلاثي, علاقة الثالوث.
- هل ستكون العلاقة الثلاثية (علاقة الثالوث أو علاقة ثالوث مغلق) مغلقة أو مفتوحة؟
كم مرة يجب عليك أن تتفقد سيرورة العلاقة وحالة الشركاء فيها؟ يجب أن تقوم بذلك بوتيرة أكثر مما تعتقد!
توضح تايلور بما يخص هذا الموضوع بالقول: “لا تحتاج الانتظار حتى تظهر الأشياء قبل أن تتحدث عنها، يجب أن تستبق الأمور.” وتوصي بأن تجتمعوا بشكل أسبوعي من أجل ذلك بحضور جميع الأطراف المعنية. الجنس الثلاثي, علاقة الثالوث.
اقـرأ أيضاً: العلاقة المفتوحة، المزايا والسلبيات ونصائح مهمة
اقرأ أيضـاً: سبعة وأربعون مصطلحاً يصف الانجذاب، السلوك والتوجه الجنسي
اقرأ أيضاً: ما هي علاقة الحب-الكراهية؟ ما أسبابها وكيف تجتازها؟
