المقابلة النفسية الأولى، أهدافها وأهميتها في العلاج النفسي

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يصعب على العديد من الناس اتخاذ قرار السعي بحثاً عن العلاج النفسي، إذ لا يحبذ جميعنا الإفصاح عن رغباته ومشاعره المخفية لشخص غريب، لذلك يعد العثور على معالج نفسي مناسب وتطوير علاقة يسودها الانسجام بينه وبين المريض أمران مهمان للغاية. ومن هنا تأتي أهمية المقابلة النفسية الأولى.

يميل الفرد عموماً لمكافحة مشاعره غير المرغوبة، ولايدرك أنها جزء لا يتجزأ منه وأنها تميز جوهره وتسلط الضوء عليه، وأن هذه المشاعر التي يكرهها يجب أن تلقى قبولاً كجزء من عملية فهمها وتغييرها لأنها الخطوة الأولى ليس فقط للمساعدة بل لبدء عملية العلاج النفسي نحو التغيير.

المقابلة النفسية الأولى

المقابلة النفسية الأولى هي اللقاء الأول بين المعالج النفسي والمريض والتي يتم فيها جمع المعلومات الأساسية عن المريض وما السبب الذي دفعه لبدء الجلسات النفسية. بالمقابل، يشرح المعالج الإجراءات اللازمة ويقرر ما إذا كان المريض قابلاً للعلاج معه أو يجب إحالته إلى طبيب أو مختص نفسي آخر.

قد يعرض بعض المعالجين مقابلة ثانية أو “علاج تجريبي” يدوم مدة تقريبية من 4-6 أسابيع. بعد هذا العلاج، يقرر كل من المريض والطبيب إكمال العلاج أو لا.

لا يستخدم جميع المعالجين النفسيين نفس التقنيات أو الأسلوب، إذ يحافظ بعضهم على مسافة مهنية مع المريض بينما يغمرهم آخرون بالعون والدعم. أي يمتلكون حس فكاهة في تعاملهم معه، ويجيب البعض الآخر على الأسئلة بشكل مباشر بينما يستكشف آخرون الدافع الكامن وراء كل سؤال. من وجهة نظر موضوعية، تختلف المقابلة النفسية الأولى فقد لاتحقق غايتها وتأخذ عدد جلسات أكثر؛ علماً أن العكس شائع أيضاً.

أهداف المقابلة النفسية الأولى (من وجهة نظر الأخصائيين النفسيين)

من الجدير بالذكر أولاً أن الغاية المتوقعة في اللقاء الأول هي إنشاء حوار مفتوح من خلال الأدوات التي يمتلكها أخصائي علم النفس المحترف مثل الإصغاء، الفراسة السريرية والرؤية العميقة لما هو ملفوظ وما هو شبه ملفوظ (من خلال نغمة الصوت، حدته وغيره) واللذان لايتوافقان غالباً. 

معرفة السبب الرئيسي للاستشارة هو أحد أهم أهداف المقابلة النفسية الأولى

الدافع الصريح هو ما يقوله المريض بوضوح، ويتم استكمال هذه المعلومات من خلال الاستفسار عن سياق وأصل الدافع المذكور. فلابد من الاستجواب المريض على أفضل وجه لاكتشاف هذا السبب مع مراعاة ما يقال وتقبله بانفتاح لاكتشاف الدافع الكامن الذي لا يأتي دفعة واحدة بشكل عام ويصعب جداً استيضاحه في اللقاء الأول.

متطلبات المريض

يجب أن يسأل المعالج نفسه ماذا سألني المريض؟ ماذا يجب علي فعله؟

بشكل عام، ما عليه فعله ليس بالضرورة أن يتناسب مع طلب المريض لأنه غير مجبر على فعل ما يريده. إذ يجب معرفة أن هناك مطلبان عند المريض؛ أحدهما واضح والآخر كامن وقد يتوافقان أو لا يتوافقان.

الانتباه لآليات الدفاع

لإجراء حوار فعال، يحاول المعالج مراقبة آليات الدفاع التي تغلب على المريض مع مراعاة هيكلية نضج الفرد. إذ قد يستخدم آليات دفاع معينة نموذجية في المرحلة التطورية التي يمر بها. وكلما زادت آليات الدفاع، زادت المرونة والصحة. لكن يجب على المعالج تمييزها جيداً عن السلوكيات الدفاعية.

من أهداف المقابلة النفسية الأولى تقديم التشخيص المحتمل

يجب الانتباه لكل حركة، كلمة وإيماءه يبديها المريض وأيضاً معرفة تاريخه (الأحداث التي عاشها) بفترة قصيرة. وذلك لتقييم مخاوفه بشكل مناسب والوصول إلى التشخيص المحتمل. يساعد هذا التشخيص في إجراء العلاج المناسب لمشاكل المريض أو حالته النفسية المحتملة؛ وهو جزء أساسي من مرحلة المقابلة النفسية الأولى.

لا يرتاح بعض المعالجين النفسيين تماماً لإجراء جلسة واحدة؛ إذ ربما تكون غير فعالة بشكل كاف لتحديد التشخيص بدقة. لذلك، من الوارد أن يغير الأخصائي التشخيص بعد عدة جلسات إضافية تساعده في معرفة المريض بشكل أفضل.

الدخول إلى عقل المريض ومساعدته في تجاوز معاناته

يحتاج المعالج النفسي إلى أن يتمتع بحس الاهتمام بالآخر وجعله يشعر بالرعاية المقدمة مرتكزاً بذلك على التعبيرات اللفظية والأسئلة والإيماءات. علماً أن كل مريض هو حالة متفردة تحتاج المساعدة. من الضروري معرفة معاناة أو مخاوف الآخر دون الخشية منه (النأي بالنفس الفعال/ instrumental dissociation) من خلال إدارة جيدة لانتقال ما يشعر به ويدور في خاطره إلى المعالج.

يجب معرفة كيف يواجه المريض الحياة، أي هل مو مرتبك أو مكتئب، يشعر بالألم، القلق أو عدم الأمان أو غير ذلك، إذ يفتح ذلك أبواباً جديدة أمام المعالج في عملية التحليل.

كما أن من أهدافها أيضاً تقديم الفرضيات والخيارات ذات التأثير لتأكيدها أو رفضها في المقابلات القادمة وفي تطبيق الاختبارات إذا لزم الأمر. وبالتالي وضع أول رسم تخطيطي لاستراتيجية العمل.

ما بعد المقابلة الأولى

سيغادر العديد من الأشخاص جلستهم الأولى وهم يشعرون بالارتياح، فقد انزاح العبء والخوف الذي يثقل كاهلهم مما سيفكر فيه المعالج النفسي، والقلق بشأن المقابلة التالية ورهبة جميع الأسئلة التي يطرحها المعالج، وبالتفاؤل لأنهم قد سلكوا الطريق الصحيح أو بالحزن لأنهم استعادوا بعض القصص التي كانت مؤلمة أو مزعجة.

ينتهي الأمر مع معظم الأشخاص باختيار العلاج النفسي كجزء روتيني أسبوعي. وعادة ما يتم إجراؤه مرة واحدة في الأسبوع اعتماداً على المعالج النفسي، وبشعورهم بالتقدير الكبير للوقت الذي قضوه مع الأخصائي. نظراً لأن الجلسة النفسية يمكن النظر إليها على أنها فرصة لاستكشاف طرق جديدة للوجود، التفكير والشعور عند الفرد.

اقرأ أيضاً: المقابلـة النفسيـة، هيكليتها، أنواعها وفوائدها

اقرأ أيضاً: هل عليك إخبار المعالج النفسي كل شيء؟

اقرأ أيضاً: الأسئلة المفتوحة في العلاج النفسي، أنواعها وفعاليتها في العلاج

المصدر:Objectives of the first psychological interview

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: