ما هو تأثير الخرف على طريقة الأكل والشرب؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

على الرغم من أن معظمَ حالات الخرف (Dementia) تبدأُ بحدوث اعتلالٍ في الذاكرة والوظائف العقلية الأخرى المرتبطة بالتفكير، إلا أنها عادةً ما تسبب تشويشاً على عملية تناول الطعام والشرب إلى حدّ معين. إذاً ما هو تأثير الخرف على طريقة الأكل والشرب؟

تنطوي عمليةُ الأكل على أفعالٍ إدراكيةٍ (عقلية) تتضمّن تحديدَ كيفية تقطيع الطعام، كميةَ الطعام الذي تضعه في فمك بالإضافة إلى مدة مضغه.

في هذه الحالة، يمكن أن يقترح الطبيب حلولاً مختلفة. مثل تقييم عملية البلع مثلاً، ويمكن أن يقدم أخصائيُّ النطق والكلام بعضَ النصائح التي تساعد في عمليات الأكل والشرب.

ما علاقة الدماغ بالأكل والشرب؟

يمكن لأي شخصٍ أن يواجه صعوبةً في الأكل أو الشرب من فترة إلى أخرى. ففي بعض الأوقات، نقوم بحشوٍ زائدٍ للطعام في أفواهنا عند الشعور بالجوع الشديد.

بالتالي يصبح من الصعب ابتلاعُ مثل هذه الكمية. أو عند الشرب، يمكن أن نرسل السوائل بشكلٍ غير مقصود إلى (المسار الخاطئ). أي المسارِ المتجه إلى الرئتين بدلاً من المعدة.

تحدُث هذه الصعوبات لأن الأكلَ والشربَ يعتبران وظيفتين معقدتين في الجسم يسيطر عليهما الدماغ، ويسيطر الوعي على الخطوة الأولى فيهما.

لنفترض أننا نريدُ تناول قطعةٍ من اللحم، وأمامنا عدة خيارات. هل سنقوم بتقطيعها إلى خمسة عشر قطعةٍ صغيرة أم لخمسة أجزاءَ كبيرة؟ ما هو عدد القطع التي سوف نضعها في فمنا في كلّ لقمَة؟ وما المدة التي سنستغرقها في مضغها قبل ابتلاعها؟

على الرغم من أننا لا نبذل الكثيرَ من الجهد العقليّ على هذه الأمور. إلا أننا فعلياً نتّخذ القرارات بشأنها دون وعيٍ عادةً (في عقلنا الباطن) عند تناول الطعام.

تأثير الخرف على عملية البلع

يقوم المصابون بالخرف عادةً بتقطيع طعامهم لقطعٍ كبيرةٍ جداً، ويضعون كميةً كبيرةً منه في أفواههم. ولا يمضغونه بشكلٍ كافٍ قبل ابتلاعه.

يكمن أحدُ الأسباب وراء هذا الأمر في الصعوبةِ التي يواجهها المصابون بالخرف في التحكم بأنفسهم عند الشعور بالجوع. ومن الممكن أيضاً أن يكون هؤلاء الأشخاص قد فقدوا بعض المهارات اليدوية المطلوبةِ لتقطيع الطعام. مما يزيد من صعوبة الأمر عليهم عندما يحاولون تقسيمَه لأجزاءَ صغيرة.

بالرغم من أن عملية البلع لا إراديّة، إلا أن الجزء التلقائيّ (الآلي) منها يتأثر بالخرف أيضاً. لأنه يخضع لسيطرة الدماغ، ويمكن ألا يجري بشكلٍ طبيعي عند الأفراد المصابين بالخَرَف.

بالتالي يمكن أن يصل الطعام إلى المكان الخاطئ في الفم أو الحنجرة. ويمكن أن يصبح شربُ سوائلَ “خفيفة” مثل الماء أمراً صعباً أيضاً.

بغضّ النظر عن السبب، فإن مواجهةَ صعوبةٍ في الأكل والشرب يمكن أن تؤدي إلى الاختناق (choking) (عندما يحدث انسدادٌ في مجرى التنفس أثناء تناول الطعام). وإلى ما يسمى الشفطَ الرّئوي (aspiration) (عندما يدخلُ السائل أو الطعام إلى الرئتين).

لذلك، من المهمّ أن تخبر طبيبك إذا كان أحد أهلك أو أقربائك يواجه مشاكلَ في البلع. ومن الأفضل لك و لوالديك أو ممن يهتمون بالأمر أن يتزوّدوا بالمعلومات المتعلقة بما يسمى “مناورة هيمليك” (Heimlich Maneuver). أي الضغط على البطن لإخراج الشيء العالق في المجرى التنفسي، بحيث تكونون على استعداد تامّ عند حدوث حالة اختناق ناتجة عن تأثير الخرف أو حادثة أخرى.

كيف تساعد مرضى الخرف في تجنب التعرض للاختناق؟

لتقليل احتمالات التعرض للاختناق، تأكّد بدايةً بأن طعامك مقطَّع إلى أجزاءَ مناسبة لتناولها؛ قـُم بمساعدة أقربائك ممن يعانون من الخرف على تقطيع طعامهم إذا احتاجوا ذلك.

إذا كانوا ممن لا يستطيعون استخدامَ أدوات الطعام، ضع بعين الاعتبار أن تقدم لهم أطعمةً ذات أحجامٍ صغيرة أو رفيعة، والتي تـُؤكَل عادةً بواسطة اليد “Finger Foods”.

في الحالتين، تأكَّد أنهم لا يضعون سوى قطعٍ صغيرة من الطعام في أفواههم في كل لقمة، وشجّعهم أيضاً على مضغ طعامهم جيداً قبل البلع، وفي حال لم يقوموا بذلك، قد تضطر إلى تقطيع طعامهم لقطعٍ أصغرَ من المعتاد أو إلى هَرسِه.

وإذا كانوا معرضين للاختناق عند ابتلاعهم السوائلَ الخفيفة، مثل الماء، يمكن إضافةُ العناصر المكثّفة والتي تجعل من ابتلاع السوائل أمراً أكثر سهولةً بالنسبة لهم.

إذا تعرّض أحد المقربين منك لحالة اختناقٍ كهذه، رغم التدابير السابقة، فمن الأفضل أن تستشير طبيبه لتقييم عمليةِ البلع لديه/ لديها والتي تتضمن فحصَ هذه العملية بفيديو مصوَّر ( بواسطة الأشعة السينية خلال الأكل والشرب)، بالإضافة إلى وجوب استشارة أخصائيّ في النطق والكلام، أو يمكن اللجوء إلى الحَلّين معاً لمعالجة المشكلة. يمكن استشارة أخصائي التغذية لمساعدتك في اعتماد أطعمةٍ صحيةٍ ومناسبة لهم، بغض النظر عن صعوبة تناولها.

يحتاج الأفراد الذين يصلون إلى مراحلَ متقدّمة من الخرف غالباً إلى أن يتم إطعامهم بمساعدة غيرهم. على الرغم من أن هذا الأمرَ لا يبدو مريحاً، إلا أن هناك العديد من العائلات التي لا تمانع إطعامَ أحبّائها بنفسها وتعتبره تصرفاً لطيفاً يبعث على الشعور بالاهتمام والحنان ما يجعلهم يستمتعون بالقيام به.

اقرأ أيضاً: الخرف، تعريفه، أعراضه، تشخيصه وآلية حدوثه المرضية

المصدر: How Dementia Makes It Harder to Eat and Drink

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: