تاريخ مرض الفصام، التشخيص، العلاج والتخلص من وصمة العار

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

ابتداءً من التشخيص وصولاً إلى العلاج، فإن فهمنا لتاريخ مرض الفصام يعد وسيلة مساعدة بشكل كبير على فهم كيف يُنظر لهذه الحالة في الوقت الراهن.

ابتكر الطبيب النفسي السويسري بول يوجين بلولر (Paul Eugan Bleuer) مصطلح “الفصام” (Schizophrenia) في عام 1900، وهو مصطلح مشتق من الجذور اليونانية ويتكون من مقطعين الأول “schizo”  الذي يعني “الانقسام” والثاني”Pherne” ويعني “العقل”. 

ويقدر أن 1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة مصابون باضطراب الفصام بينما هناك 20 مليون مصاب على مستوى العالم، وذلك وفقاً لما أظهره كل من التحالف الوطني للأمراض العقلية (National Alliance on Mental Illness) ومنظمة الصحة العالمية (World Health Organization).

كثيراً ما يوصم مرض الفصام بالعار ويساء فهمه، وذلك بدرجة كبيرة نسبياً مقارنةً بحالات الصحة العقلية الأخرى، ويرجح العديد من الباحثين السبب في تاريخ اكتشاف الفصام.

إذ وجدت دراسة أجريت عام 2010 أنه من الشائع أن يُنظر إلى المصابين بالفصام على أنهم خطرون، على الرغم من أن الأبحاث الأخرى تشير إلى أن معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة هم بشكل عام غير عنيفين.

وفي صدد ذلك يمكن أن يكون النظر إلى أصول الحالة بمثابة نقطة انطلاق مهمة لتغيير وصمة العار الحالية والتصور العام لمرض الفصام.

الأعراض

وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس، يجب أن يظهر على الشخص اثنين من الأعراض التالية كي يتم تشخيصه بمرض الفصام:

  • الهلوسة.
  • الأوهام.
  • السلوك الكاتاتوني (الجامود) أو غير المنظم.
  • كلام غير منظم (انحراف في الكلام أو عدم الاتساق).
  • أعراض السلبية، مثل عدم الراحة والتأثير المسطح (أي عندما لا يظهر الشخص أي علامات عاطفية) وعسر الكلام.

وإضافةً إلى وجوب ظهور عرضين، يجب أن تكون هذه الأعراض موجودة معظم الوقت لمدة 6 أشهر. وأن تكون ملحوظة بما يكفي لاعتبارها مؤثرة على كل من العلاقات، القدرة على الاعتناء بنفسك والأداء في العمل.

أصول الفصام وتاريخه

إن تاريخ الفصام محفوف بالأفكار المتعلقة بالأسباب والعلاجات الروحية، والتي قد يعتبرها البعض غير أخلاقية أو غير إنسانية.

ويعد هذا التاريخ المساهم الرئيسي في وصمة العار الحالية الملتصقة بالفصام كمرض وبأولئك الذين يعانون من الفصام.

تبعاً لتريسي ماكدونو (Tracy McDonough)، أستاذة علم النفس ورئيسة مشروع التاريخ الشفوي للفصام (Schizophrenia Oral History Project) وهي منظمة غير ربحية مكرسة لأرشفة قصص حياة المصابين بالفصام: ” ترتبط [وصمة العار المُلحقة بالفصام] ارتباطاً وثيقاً بالمعتقدات التاريخية حول الأفراد المصابين بالفصام”.

تاريخ مرض الفصام في العصور القديمة

تعود النظريات التي تبحث في الأسباب والعلاجات المحتملة لحالات الصحة العقلية المماثلة للفصام إلى العصور القديمة. إذ اعتبرت العقول القديمة في كثير من الأحيان أن الإصابة بالأمراض العقلية مثل الفصام بمثابة عقاب من الآلهة أو ربما هو استحواذ من قبل الأرواح الشريرة والشياطين.

تعود الإشارات إلى “الجنون” لوصف حالات مشابهة للفصام إلى العهد القديم وحتى إلى أبعد من ذلك.

مصر القديمة

هناك حالة مشابهة لمرض الفصام موصوفة في “كتاب القلوب” (The Book Of Hearts)، وهو فصل مخصص لاضطرابات الصحة العقلية في “بردية إيبرس” (The Ebers Papyrus)، وهي مخطوطة طبية مصرية قديمة يرجع تاريخها إلى عام 1550 قبل الميلاد.

وفقًا لـ إسميه ويجين وانغEsmé Wejin Wang‘  المؤلف الأكثر مبيعاً والذي يعاني من اضطراب فصامي عاطفي (وهو اضطراب من اضطرابات الصحة العقلية الذي يتّسم بمزيج من أعراض الفصام كالهلوسة والأوهام إضافة إلى أعراض اضطراب المزاج كالاكتئاب والهوس.) ينسب المصريون القدماء “الاختلال العقلي إلى التأثير الخطير للسم في القلب والرحم”.

تاريخ مرض الفصام في اليونان القديمة

على غرار المصريين، اعتقد اليوناني القديم أبقراط (Hippocrates)، الملقب “أبو الطب” أن حالات مثل الفصام أسبابها ليست روحية أو ميتافيزيقية (ماورائية)، بل هي حالات متجذرة في علم الأحياء.

وفقاً لأبقراط، فإن اضطرابات الصحة العقلية ناجمة عن اختلالات في “الأخلاط الجسدية الأربعة” (four bodily humors) (أو كما تسمى مذهب الأخلاط وهو نظام طبي مفصل لتركيب وعمل الجسم البشري. والذي اعتمده كل من المدرسة الرومانية القديمة والاطباء والفلاسفة الرومانيين واليونانيين وهذ الأخلاط هو السودواوية، الصفراوية، البغمية، والدموية.)، ويمكن علاجها بإحدى الوسائل التالية:

  • أنظمة غذائية خاصة.
  • المسهلات مثل الملينات.
  • تصفية أو إخراج الدم (سحب الدم من أوردة الشخص لأسباب علاجية).

تاريخ مرض الفصام في العصور الوسطى

في هذة الحقبة الزمنية كان يُنظر إلى الأعراض المرتبطة بالفصام (مثل الذهان والهلوسة) على أنها دليل مثبت على الاستحواذ الشيطاني والخطيئة في جميع أنحاء أوروبا.

ومع ذلك هناك بعض المصادر التي تعود إلى العصور الوسطى، تشير إلى وجود أسباب أخرى وراء هذه الحالات المرتبطة بالصحة العقلية مثل:

وقد بدأ إضفاء الطابع المؤسسي على أولئك الذين يعانون من اضطرابات عقلية مثل الفصام وذلك بوضعهم ضمن المصحات أو كما كانت تسمى “أبراج الحمقى” رسمياً في أوروبا خلال العصور الوسطى.

وإحدى أساليب العلاج الشائعة خلال هذة الحقبة هي عملية نقب الجمجمة (Trepanning). وهي عملية جراحية تجرى في مرحلة مبكرة تنطوي على حفر ثقوب في الجمجمة. إما لتخفيف الضغط أو كما كان يعتقد للتخلص من الشياطين والأرواح.

التنوير والعصر الحديث

استمر الاعتبار القائم على أن مرض الفصام هو “جنون” لمئات السنين، حتى منتصف القرن العشرين. إذ كان ينظر لعـلاج الفصــام على أنه تجريبي وقاسيً في أحسن الأحوال وغير إنساني في أسوأ الأحوال.

وفي أوروبا كان الناس يزورون المصحات كما لو أنهم ذاهبين لزيارة حديقة الحيوانات”. وتابع ماكدونو: “تاريخ الفصام في جوهره، هو عدم رؤية البشر كبشر”.

قال ماكدونو ذات مرة لموقع Psych Central: “في الماضي، كان يعتقد أن الأشخاص (المصابين بالفصام) لا يمكن علاجهم، وغالباً ما كان يتم حبسهم في المصحات.

فيليب بينيل (Phillip Pinel)

في أواخر القرن الثامن عشر، ساعد الطبيب الفرنسي فيليب بينيل في تمهيد الطريق للعلاج النفسي الإنساني.

رفض بينيل تقييد مرضاه ضمن المصح العقلي في باريس موسوم بالجنون. بدلاً من ذلك بدأ بممارسة ما يسمى “العلاج الأخلاقي” في عام 1798 والذي تضمن:

  • احترام الشخص الخاضع للرعاية النفسية.
  • إقامة علاقات بين الطبيب والمريض على أساس الثقة والسرية.
  • تقليل المنبهات المجهدة أو المحفزة.
  • تشجيع النشاط الروتيني وممارسة الرياضة.

كما أكد بينيل الحاجة إلى عدة أشياء لممارسة العلاج الأخلاقي على الأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة العقلية مثل الفصام وهي:

  • النظافة الشخصية.
  • ممارسة الرياضة.
  • الاحتفاظ بسجلات وتاريخ حالة مفصل لكل شخص.

“الخرف المبكر” لكريبيلين

في عام 1893، صاغ الطبيب النفسي الألماني إميل كريبلين مصطلح “الخرف المبكر” (dementia praecox)، والذي يعني “الخرف السابق لأوانه” (premature dementia) لوصف الفصام.

وقد كان كريبلين من أوائل من يصف الفصام كحالة بيولوجية تقدمية ولا رجعة فيها مرتبطة بأسباب سامة محتملة. وكانت مساهماته في دراسة الفصام تتسم بأنها علمية وطبيعية أكثر بكثير من معظم مساهمات أسلافه وذلك بشكل مقصود منه.

الفصام في القرن العشرين

ابتكر الطبيب النفسي السويسري يوجين بلولر (Eugene Bleuler) مصطلح الفصام (Schizophrenia) في عام 1900، ليحل محل مصطلح “الخرف المبكر”.

كما صاغ بلولر مصطلح “four As” الشهير لمرض الفصام والذي يصف الأعراض السلبية لهذا المرض. والتي تم تغييرها فيما بعد إلى (5 As) وقد كان إضفاء الطابع المؤسسي على المصابين بالفصام ممارسة شائعة في القرن العشرين.

وانطوت العلاجات الشائعة لمرض الفصام في القرن العشرين على ما يلي:

  • علاج غيبوبة الأنسولين (insulin coma therapy): أي حقن كميات كبيرة من الأنسولين بشكل متكرر لإحداث غيبوبة يومية على مدى أسابيع.
  • صدمة ميترازول (Metrazol shock): وهو شكل مميت من العلاج بالصدمة يتضمن حقن ميترازول (pentylenetetrazol) لتحفيز النوبات والغيبوبة.
  • العلاج بالصدمات الكهربائية (electroconvulsive therapy): تحفيز الدماغ أو صدمة بالكهرباء للحث على ظهور النوبات.
  • الجراحة (surgery): بما في ذلك شق الفص الجبهي.

ومن الجدير بالذكر أن علم تحسين النسل (Elugenics) لعب دوراً مظلماً إلى حد ما في علاجات الفصام في القرن العشرين. ففي ذلك الوقت، كان يُخشى من الفصام باعتباره حالة وراثية إلى حد كبير. وبسبب الوصمة المستمرة وسوء الفهم، خضع العديد من المصابين بالفصام للتعقيم وذلك بدون موافقتهم غالباً.

تم تطوير وإصدار أول مضادات الذهان، مثل الكلوربرومازين (Chlorpromazine) في الخمسينيات من القرن الماضي.

وقد أدى توافر هذه الأدوية وما شابهها إلى انتشار واسع النطاق متعلق بإلغاء الرعاية المؤسسية في الستينيات. ولا تزال هذه الأدوية موصوفة حتى يومنا هذا بل وتعتبر “مضادات الذهان النموذجية”.

كما شهدت فترة التسعينيات تطويراً للمزيد من الأدوية المضادة للذهان مضادات الذهان غير التقليدية والمستخدمة لعلاج الفصام.

كيف يتم تشخيص الفصام الآن؟

يستخدم الأطباء النفسيون عادةً معايير DSM-5 عند تشخيص الفصام. كما تُستخدم أدوات التشخيص الأخرى مثل نماذج الإبلاغ الذاتي جنباً إلى جنب مع التقييمات السريرية النوعية مثل:

  • مؤشر اضطرابات التواصل.
  • مقياس الأعراض الإيجابية والسلبية (PANSS)
  • BPRS [وهو مقياس تصنيف نفسي موجز].
  • اختبار الحالة العقلية المصغر (“The Mini“)

علاج الفصام اليوم

الفصام ليس حالة مستعصية بل هو حالة قابلة للعلاج. إذ يمتلك الأطباء والمعالجون الآن عدداً كبيراً من الأدوات والوسائل لمساعدة الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب في العثور على أفضل خطط العلاج الممكنة لهم.

كما أن العديد من المصابين بالفصام قادرين على التحكم في أعراضهم وعيش حياة متوازنة ومرضية.

الدواء

غالباً ما يتم استخدام الأدوية المضادة للذهان بشكل مستمر في خطط علاج مرض الفصام للتعامل مع الاضطرابات العقلية.

واليوم بشكل خاص يتم وصف فئتين من الأدوية المضادة للذهان لعلاج مرض الفصام وهما مضادات الذهان النموذجية وغير النموذجية.

العلاج نفسي

إضافةً إلى استخدام الأدوية، فقد يساعد العديد من أشكال العلاج النفسي الأشخاص المصابين بالفصام على التأقلم مع أعراضهم وتحسين جودة حياتهم.

تشمل أنواع العلاج النفسي التي يمكن أن تساعد في مرض الفصام ما يلي:

الرعاية الشاملة

تم تصميم برامج الرعاية الشاملة لدمج الأساليب العلاجية ضمن مستويات متعددة مثل: الفرد، الأسرة، التوظيف، التعليم والمشاركة المجتمعية.

وقد وجدت دراسة أُجريت عام 2016، أن برامج الرعاية الشاملة قد تقود إلى نجاح أكبر من معظم العلاجات الأخرى  لمرض الفصام.

وصمة العار ترافق تاريخ مرض الفصام

في حين أن العديد من المعتقدات الطبية حول مرض الفصام قد تغيرت بمرور الوقت، إلا أن التصورات والمواقف الثقافية لم تسر على نهجها؛ إذ لا تزال وصمة العار الهائلة حول مرض الفصام موجودة حتى اليوم، متجذرة بالمفاهيم الخاطئة التاريخية والتصوير الإعلامي.

يمكن استخدام كلمة “الفصام” بشكل عرضي لوصف الطقس أو سوق الأوراق المالية (البورصة)، لكن الأسوأ من ذلك أنه يمكن أن يُستخدم لتعريف الشخص المصاب بهذه الحالة.

كما أن الأساطير المنتشرة والمتعلقة بمرض الفصام غالباً ما ترتبط هذا المرض بشكل خاطئ بما يلي:

  • العنف
  • العقل “الطفولي”
  • الشخصية “الضعيفة”

ويجب التنويه إلى أنه عادةً ما يتم الخلط بين الفصام واضطراب “الانقسام” أو “اضطراب تعدد الشخصية” (Multiple Personality Disorder)، وهي حالة منفصلة تماماً تعرف الآن باسم اضطراب الهوية الانفصامي (Dissociative Identity Disorder).

والأمر المزعج أنه بسبب وصمة العار المرتبطة بالفصام يشعر العديد من الأشخاص بعدم الراحة إذا ما تم تشخيصهم بالفصام، ولكن كما كتبت الطبيبة النفسية والمؤلفة إيلين آر.ساكس (Elyn R. Saks) في كتابها المؤثر لعام 2007، “تشخيص المرض العقلي لا يحكم عليك تلقائياً بحياة كئيبة ومؤلمة وخالية من الرضا أو الفرح أو الإنجاز”.

كيف تحارب وصمة العار المرتبطة بتاريخ الفصام؟

إن الفصام ليس حكماً بالسجن المؤبد، كما أنه ليس شيئاً يخافه الآخرون. ويمكن أن يكون التعرف على الحالة وتجربة التعايش مع مرض الفصام، أشبه بخطوة أولى قوية في مكافحة وصمة العار هذه.

كما يمكن أن يساعد الاستماع إلى أصوات الأشخاص المصابين بهذه الحالة، في الماضي والحاضر. إذ أن هناك بعض الروايات عن المصابين بالفصام يمكن الإطلاع عليها وهي:

  • مشروع تاريخ الفصام الشفوي (Schizophrenia Oral History Project).
  • “لا يمكن للمركز الصمود: رحلتي عبر الجنون” (The Center Cannot Hold: MY journey through Madness)، بقلم الدكتورة إلين آر.ساكس (Dr. Elyn R. Saks).
  • “الفصام المُجمَّع: مقالات” (The Collected Schizophrenias: Essays)، بقلم إسميه ويجين وانغ (Esmé Wejin Wang).

الخلاصة

تم تسجيل حالات الصحة العقلية الشبيهة بالفصام وعلاجها منذ العصور القديمة. وقد تطورت النظريات حول أسباب الحالة على مدى القرون الماضية وانتقلت من العالم الروحي إلى الوسائل الفسيولوجية.

كما أن علاجات الفصام تضمنت في كثير من الأحيان “علاجات” غير إنسانية وقاسية، حتى في القرن العشرين. 

لكن بفضل الأبحاث القائمة على الأدلة والعلوم الطبية، يمتلك الأطباء والمعالجون المعاصرون كمية وافرة من الأدوات الفعالة المساعدة في علاج مرض الفصام.

تذكر إن كنت ممن يعانون من مرض الفصام، فأنت لست وحدك. وإذا تأثر شخص تحبه بهذه الحالة فقد يكون من المفيد التعرف على كيفية دعم من تحب.

اقرأ أيضاً: مراحل الفصام الثلاثة وأعراض كل مرحلة، التشخيص والعلاج

اقـرأ أيضاً: الفصام عند الأطفال، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه

اقرأ أيضاً: العوامل الاجتماعية، الجسدية والعقلية المسببة لمرض الفصام

المصدر: The History of Schizophrenia

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: