متلازمة الأمل الكاذب، لماذا نفشل في تحقيق بعض أهدافنا كل عام؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إذا وجدت نفسك تتصرف بنفس الطريقة في هذا الوقت من العام كما فعلت في بدايته وفي العام الذي سبقه والعام الذي سبق العام الماضي، هناك اسم لذلك. هو متلازمة الأمل الكاذب False Hope Syndrome.

إذا فشلت فشلاً ذريعاً عندما حاولت تحقيق نفس الأهداف عاماً بعد عام وما زلت عازماً على اتخاذ قرارات التغيير الذاتي مرة أخرى هذا العام فقد تكون موجوداً في وضع عجلة الهامستر (أي بمعنى آخر، دورة من الفشل).

يمكن أن يكون الإصرار والاستمرار برغم الفشل أمراً جيداً إذا كانت التوقعات واقعية ومنطقية.

العوامل الرئيسية لمتلازمة الأمل الكاذب

  • السرعة (مدى سرعة تحقيق الهدف).
  • السهولة (كيف يمكن تحقيق هدف براحة تامة).
  • المقدار أو الكمية (مقدار الوقت المطلوب، أو درجة التغيير – على سبيل المثال مقدار الوزن الذي يجب فقدانه هو الهدف).
  • العواقب (أو الفوائد).

وإذا وُضعت مستويات غير واقعية لهذه التوقعات غالباً ما تكون محاولات التغيير الذاتي “مبرمجة” لحدوث فشل ما. 

تفسير سبب الفشل له علاقة كبيرة بمستوى استمرار وإصرار الشخص (أي العودة إلى الهدف ذاته لمحاولة أخرى).

في مرحلة ما؛ تفوق الاحتمالات ما نتوقعه لدرجة أنها ستعيق عملية تحقيق الهدف بأكملها. ولكن يمكن لهذا الأمر أن يحمل في طياته بعض الإيجابيات طالما توفرت بعض المكافآت بين الحين والآخر.

إذ تجلب هذه المكافآت معها مشاعر التفاؤل والشعور بدرجة من السيطرة تكفي لجعل الشخص يشعر بأنه قادر على تحقيق هدفه، حتى لو لم يستطع فعل ذلك في نهاية المطاف.

تذبذب نتائج هذه المرحلة بين الإيجابية والسلبية

تتضمن النتائج الإيجابية لمتلازمة الأمل الكاذب الثقة أو حتى الإفراط بها، بينما السلبية منها تتفاوت بين الفشل وتدني احترام الذات والإحباط. إذ في كلا الحالتين يترتب على الأمر بعض العواقب النفسية.

كما نرغب أيضاً بأن نكون شخصاً أفضل أو أكثر جاذبية أو أكثر نجاحاً أو شعبية، إذا كنا نستطيع فقط تحقيق ذلك الشيء السخيف الذي نتمناه لوحده، مثل فقدان مقدار كبير من الوزن.

في أذهاننا، قد يكون الهدف قابلاً للتنفيذ، وبدوره أمراً قابلاً للتحقيق. “لقد فقدت بضعة كيلوغرامات خلال الأشهر القليلة الأولى من العام الماضي ولا يلاحظ الناس ذلك، وبدأت أشعر بشعور أفضل تجاه نفسي

لذلك نعود ونحدد وقت معين لتحقيق الهدف، ونتعهد بإنجاح المخطط في هذا العام الجديد. لكن المشكلة تكمن بالمكافآت الصغيرة، إذ في بعض الأحيان يقتصر الاعتراف بهذه الإنجازات على الزمن الماضي فقط.

حيث أن الشعور “في تلك اللحظة” لم يكن مُرضياً على الفور كما أردنا أن يكون، لماذا؟ ربما لأن التركيز كان على الهدف النهائي وليس على تفاصيل عملية تحقيقه.

على سبيل المثال فقدان 2 كيلو من الوزن ليست مثل 10 كيلوجرام. ولكن ما نجهله هو أن مجموعة الإنجازات الصغيرة التي نحققها هي التي تشكل الهدف النهائي للمخطط الذي وضعناه.

ونحن جميعاً نتوق بطبيعتنا إلى التقدير والإعجاب والنجاح والشعور بالسيطرة. وإذا استطعنا تغيير جانب من جوانب أنفسنا، فإن الفوائد المحققة ستكون ثانوية بالنسبة للتغيير الذي يمكننا القيام به.

إنها الطبيعة البشرية؛ أن تحب فكرة أن التغيير الذاتي سيجلب لنا ما نرغب فيه. وإذا كنا نؤمن بذلك، فإننا قادرون تماماً على تحقيق أهدافنا. 

إذا كنا قادرين على فعل شيء ما، يمكننا حينها تغيير أنفسنا. وسيكون هناك بكل تأكيد ضوء في نهاية النفق المظلم، ذلك الضوء حينها هو الفوائد المرجوة التي نسعى إلى تحقيقها منذ بداية الأمر.

ماذا يحدث في نهاية كل عام؟

نهاية العام هو أكثر وقت من العام الذي يملأ معظمه الهتاف والبهجة، ونركز فيه على جوانب أكثر متعة من الحياة.

قد ننسى الأحجار التي تعثرنا بها والأيام التي أصبحت فيها عملية تحقيق الهدف مملة وغير مرضية، أو عندما واجهتنا عقبات حقيقية تغلبت على قوة إرادتنا كالتعب وفقدان الأمل.

أيام الانتكاسات المتزايدة التي أثقلت كاهلنا ودفعتنا لتأجيل أهدافنا المتراكمة إلى يوم آخر، قد لا تكون ضمن أمورنا المقلقة بعد اليوم.

غالباً ما تكون التوقعات المبالغ فيها والثقة المفرطة أمراً جوهرياً في متلازمة الأمل الكاذب

عندما تكون غير واقعي؛ يمكن أن يفشل أي هدف مهما كان كبيراً أو صغيراً. قد يبدأ الهدف بآمال كبيرة (أي بأمل كاذب)، ولكن التوقعات غير الواقعية المتعلقة بالنتيجة يمكن أن تتلاشى وتتشوه بسهولة. وبمجرد أن تبدأ الاحتمالات بالتقلص، تتحطم الآمال وتفقد التوقعات المشوهة بريقها. والنتيجة النهائية ستكون بلا شك الإحباط وخيبة الأمل، وتصور ذاتنا بأننا فاشلون وغير مقتدرين.

لإحداث تغيير ناجح، يجب أن تتطابق مهاراتنا مع أهدافنا بطريقة واقعية. فالقدرة تكمن في مهاراتنا، وقدراتنا متوافرة دائماً لتمكيننا من تحقيق الهدف من خلال التخطيط لعملية تحقيقه. ولكن ما نجهله أن الفشل يكمن في الأمل الكاذب.

اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة انعدام الحافز؟ وكيف نفرقها عن الاكتئاب؟

المصدر: False hope syndrome

تدقيق: محمود خضره

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة