هل عليك إخبار المعالج النفسي كل شيء؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الذهاب إلى جلسة علاج نفسي ليس بالأمر السهل، فذلك يتطلب منك استجماع كامل شجاعتك لتكون على استعداد لمشاركة أعمق ما تشعر به مع أخصائي الصحة النفسية. لكن هل يتحتم عليك إخبار المعالج النفسي كل شيء؟ وما هي العواقب المترتبة إن لم ترد البوح بكل شيء لمعالجك النفسي أو -بعبارة اخرى- الكذب على المعالج النفسي؟

من الطبيعي تماماً أن ينتابك الخوف من إطلاق الأحكام عليك أو حتى تتردد في مشاركة التفاصيل الخاصة في حياتك، وقد لا تجد فكرة البوح بكل شيء لمعالجك النفسي مريحة، وربما تتساءل عن مقدار المعلومات التي يجب التصريح بها له. 

هل عليك البوح بكل شيء للمعالج النفسي؟

جواب هذا السؤال بالمختصر هو نعم، عليك إخبار المعالج النفسي كل شيء، لأن الشفافية في جلسة العلاج أفضل داعم لتحقيق الأهداف التي تريدها منه. 

يمثل العلاج النفسي استثماراً كبيراً للمال والوقت. فوفقاً للإحصائيات، متوسط تكلفة العلاج هي مبلغ بسيط مقارنة بكم النتائج والتغيرات التي تحصل عليها مقابل خطة العلاج التي صممت لتناسب احتياجاتك، والتي تكون فيها الشفافية أفضل عونٍ. 

إضافة إلى ماسبق، قد يكون العلاج غالباً عملية تدوم لأكثر من ستة أشهر. لذلك، تذكر أن استثمار الوقت والمال بشكل صحيح يتطلب صدقك مع المعالج النفسي لتتأكد من أن عملية العلاج النفسي تستحق الوقت والعناء اللذان تبذلهما.

 يكذب العديد من المرضى على معالجهم النفسي رغم المنافع المكتسبة من الصدق

وجدت دراسة مؤخراً أن 93% من الناس كذبوا بالفعل على المعالج النفسي، و73% من تلك الكذبات مرتبطة بسبب لجوئهم للعلاج بحد ذاته.

تكون الأكاذيب أحياناً على شكل إعجاب بتعليقات أبداها المعالج أو القول بأن العلاج النفسي كان مفيداً. واعترف المشاركون في الدراسة لاحقاً أنهم كذبوا فقط ليبدوا مؤدبين أو مراعاةً لمشاعر معالجيهم.

الكذب بالموافقة على ما يقول المعالج أو القول أن العلاج مفيد رغم أنه ليس كذلك طرق غير نافعة وتعيق تقدم العلاج. في المقابل، شفافيتك التامة وبوحك بصدق بما تشعر به خلال العلاج سيعود عليك بأفضل رعاية ممكنة من المعالج.

تشير الأبحاث إلى الأهمية الكبيرة للعلاقة بين المريض والمعالج النفسي ودورها المحوري في تحقيق أهداف العلاج النفسي،

إذ أن العلاقة المتينة بينهما تُؤدي إلى تطورات مهمة خلال جلسة العلاج النفسي. لكن، في حال لم يكن المريض صادقاً، سيصعب بناء علاقة صادقة بينهما، ولن يتمكن المعالج من تقديم أفضل طريقة للعلاج. وذلك لأنه لا يتلقى معلومات صريحة وحقيقية من المريض ذاته. 

فكر في سبب التردد الذي يمنعك من البوح بكل ما بداخلك للمعالج النفسي 

في حال كذبت خلال العلاج أو أدركت أنك لم تقل الحقيقة كاملة، من المهم أن تفكر في سبب الكذب أو الدافع وراء ترددك في أن تبدو ضعيفاً أمام معالجك وأمام نفسك، إليك الحل.

ببساطة، لا يكفي قول أن عليك إخبار معالجك كل شي لدفعك نحو قول كل الحقيقة فوراً. لكن التفكير في الأسباب التي دعتك للكذب أو عدم الانفتاح الكامل قد تكون طريقة مساعدة، ومن تلك الأسباب ما يلي.

تأمل مشاعرك

الخجل: قد يؤدي الشعور بالخجل إلى الانسحاب نفسياً وحتى جسدياً عمن حولك. إذا وجدت نفسك تشعر بالخجل بشأن تفاصيل معينة في حياتك، أجزاء من الماضي أو حتى من الشعور الذي يراودك خلال العلاج، ربما تجد نفسك تبتعد عن العلاقة السريرية أو تفكر في إيقاف العلاج.

التردد: من الطبيعي أن تشعر بالتردد بشأن مشاركة تفاصيل حياتك مع شخص لا تعرفه جيداً. لكن تذكر دائماً أن العلاج هو مساحة آمنة خالية من الأحكام، وضع في اعتبارك أيضاً مشاركة هذا الشعور مع معالجك النفسي، حتى لو كنت غير مستعد تماماً لإخباره التفاصيل التي كنت ومازلت تتجاهل إخباره بها. قد يزودك المعالج ببعض المهارات التي تساعدك على أن تكون شفافاً أكثر، أو ربما يسألك عما تحتاجه لكي تشاركة المزيد من التفاصيل وتكون راغباً بالانفتاح أمامه.

الإحراج: ربما سبق لك وأن بالغت بردة فعلك تجاه شخص ما في حياتك وشعرت بالإحراج إزاء مشاركة ذلك مع معالجك خوفاً من أن ينتقدك أو يسخر منك، لكن هذا ليس بالأمر الصحيح، لأن المعالجون موجودون لمساعدتك في تفهم ردات فعلك وأفكارك ومشاعرك.

الغضب: ربما تكون مستاء من شيء ما قاله معالجك النفسي وتريد إخباره بما تشعر. حتى لو كان مجرد ذكر شعورك بالانزعاج، قد يخلق ذلك حواراً يمكنكما من خلاله حل المشكلة معاً. 

الخوف: من المحتمل أيضاً أنك خائف من مشاركة أمور تتعلق بحياتك، ربما لأنك تعرضت لصدمة ما أو تواجه مشاكل في إحدى علاقاتك وتخاف من ردة فعل معالجك عليها. من المهم إدراك أن المعالج ليس موجوداً للحكم عليك، فهو مدرَّب لسماع واستيعاب المواضيع التي قد يصعب التحدث عنها.

تذكر أن كل عواطفك مقبولة وصحيحة ومن الصحي مشاركتها مع معالجك.

من المهم إخبار معالجك النفسي إذا شعرت يوماً أنه يحكم عليك أو يُشعرك بالخزي، مهما كان الأمر مخيفاً لك. وفي حال استجابته بشكل غير احترافي أو وديّ، فكر في العثور على معالج جديد.

فهم حدود السرية

رغم أن السرية مطلوبة من المعالجين النفسيين عندما يتعلق الأمر بالأمور الشخصية، فعليك تذكر أن هناك وقت يجب أن يكسر المعالج حدود هذه السرية لأسباب قانونية أو أخلاقية. وعليه إخبار طرف ثالث بشأن المحتوى الذي تمت مشاركته خلال جلسة العلاج. 

الأسباب التي تفرض على المعالج الإخلال بالسرية هي ظروف طارئة مثل:

  • لديك رغبة دفينة في داخلك بأن تؤذي نفسك أو الآخرين من حولك.
  • بُحت له بمعلومات متعلقة بسوء معاملة الأطفال أو الكبار في السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • تلقي معالجك أمراً صادراً من المحكمة ( يحدث هذا في حال كان المريض متورطاً في قضية قانونية ويحتاج تقييماً لصحته النفسية).

إذا كنت ضحية لسوء معاملة في الماضي

في حال تعرضت إلى إساءة معاملة في الماضي، فبشكل طبيعي لن يُطلب من المعالج الإبلاغ عن هذه المعلومات. لكن اسأل المعالج عن الأمور المتعلقة بالسرية بحيث تكتسب فهماً أفضل لما قد يتم الإبلاغ عنه. 

ماذا تفعل في حال لم تكن تثق بمعالجك النفسي؟ 

من المزعج أن تكون شفافاً تماماً مع معالجك في حال لم تكن تثق به، وقد ينبع شعور عدم الثقة هذا في علاقة العلاج النفسي من أسباب متعددة.

ربما قد تكون ردة فعل من قبله على قضية حساسة أو مشكلة عميقة عبرت عنهما وسببت شعوراً مؤذياً، أو اختلاف في الثقافات وشعرت أنه لا يفهم ما تمر به، أو لديك مشكلة سابقة مع موضوع الثقة ولست مستعداً لإخبار المعالج بتفاصيلها. 

إخبار معالجك النفسي بما تشعر قد يساعد جداً في فهم ما إذا كنت على وفاق معه أم لا. فكثيراً ما تقيّدنا مشاكل الثقة التي نعاني منها والتي يساعدك المعالج في تجاوزها في حال كنت صادقاً معه. ومن الممكن في بعض الأحيان ألا تكون على وفاق تام مع معالجك النفسي.  

تذكر أن المعالجين هم أخصائيون في الصحة النفسية وأنهم موجودون لمساعدتك في البحث عن الأشياء المزعجة ومعالجتها حتى لو كان ذلك يعني دعم قرارك بالعمل مع معالج آخر.

العثور على معالج نفسي جديد

إذا شعرت بعدم القدرة على أن تكون صريحاً مع معالجك لأنك تراه غير مناسباً لك، قد تتساءل حول كيفية العثور على معالج جديد.

أولاً، خذ وقتاً للراحة وقدّر مدى أهمية منح الأولوية لاحتياجاتك، فالعناية بنفسك والدفاع عنها كي تحصل على أفضل دعم ممكن يُعتبران خطوة عظيمة.

للعثور على معالج جديد، ضع في عين الاعتبار طلب إحالة من مقدم الرعاية الحالي الخاص بك. 

انتبه لما تشعر به عند حديثك إليه في أول مكالمة استشارية، وليس من الغريب إطلاقاً إيجاد مقدم رعاية تشعر بالراحة تجاهه على الفور؛ بعدها، يمكنك المضي قدماً في حال اخترت ذلك.

خلاصة

قد يستغرق العثور على معالج جيد تشعر بالراحة معه خلال العلاقة العلاجية وقتاً. مع خوض رحلة العلاج، تذكر أن الصدق مع نفسك وعدم الكذب على المعالج النفسي هو المفتاح الأساسي للشفاء والتعافي.

اقرأ أيضاً: كيف يساهم نظام الدعم الاجتماعي في الصحة النفسية

اقرأ أيضاً: ما هي خطة الأزمات الصحية النفسية؟ ولماذا يجب أن تضع واحدة؟

اقرأ أيضاً: المقابلة النفسية، هيكليتها، أنواعها وفوائدها

المصدر: ?Should I Tell My Therapist Everything

تدقيق: أماني عباس

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: