قد تكون أعراض اضطراب تعاطي المواد الأفيونية جسدية، نفسية أو سلوكية، ويشكل التعرف على العلامات أول خطوة في طريق المساعدة. المواد الأفيونية لديها احتمالية عالية للاعتماد والإدمان.
المواد الأفيونية هي فئة من العقاقير لها تأثيرات مسكنة للألم، بعضها مشروع ويصفها الأطباء وبعضها الآخر غير مشروع مثل الهيروين.
تشمل المواد الأفيونية الشائعة التي قد تؤدي إلى تطور اضطراب تعاطي المواد الأفيونية (opioid use disorder/ OUD) ما يلي:
- الكودايين (codeine)
- الهيدروكودون (hydrocodone)
- الكسيكودون (oxycodone)
- المورفين (morphine)
- الفنتانيل (fentanyl)
- الهيروين (heroin)
يُعرّف اضطراب استخدام المواد الأفيونية (OUD) وفقاً لاستخدام المواد الأفيونية التي يصعب إيقافها أو تخفيفها لعدة أسباب؛ هذا تحديد جزئي للاضطراب على الأقل لأن المواد الأفيونية لديها احتمالية عالية للاعتماد والإدمان.
وفقاً للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات، ينشأ لدى 8 و 12% من الأشخاص الذين يتناولون المواد الأفيونية لمعالجة الألم المزمن اضطراب تعاطي المواد الأفيونية.
على الرغم من أن اضطراب تعاطي المواد الأفيونية (OUD) هو حالة صعبة، فإن خيارات العلاج موجودة وكذلك الأمل بالشفاء منه. إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من هذا الاضطراب، تتوافر الكثير من الخيارات التي يمكن أن تساعدك في كيفية التعرف على العلامات.
ما الفرق بين المواد الأفيونية (Opioids) والأفيون (Opiates)
أحياناً يستخدم المصطلحان “Opioids” و “opiates” بالتبادل، في حين أن كليهما جزء من نفس عائلة العقاقير المخدرة، إلا أنهما مختلفان.
المواد الأفيونية (Opioid): هو المصطلح الشامل لأي دواء أفيوني سواء كان اصطناعياً أو طبيعياً.
الأفيون (Opiates): تستخدم لوصف الأفيونات الموجودة في الطبيعة مثل الهيروين أو المورفين.
أعراض اضطراب تعاطي المواد الأفيونية
إذا كنت قلقاً من أنك أو شخص ما تعرفه يعاني من هذا الاضطراب، إليك بعض الأشياء التي يجب البحث عنها:
الأعراض السلوكية
تشمل الأعراض الآتي:
- البحث عن المزيد من المواد الأفيونية.
- تناول جرعات أكبر من الموصوفة.
- مشاكل اجتماعية أو قانونية ناجمة عن تعاطي المواد الأفيونية.
- التراجع في العمل أو في المدرسة.
- تجنب الأنشطة الاجتماعية أو الهوايات المعتادة.
- استمرار استخدام المواد الأفيونية على الرغم من تدهور الصحة النفسية أو الجسدية للفرد.
- عدم القدرة على تقليل الجرعات.
- استخدام المواد الأفيونية في ظروف غير آمنة مثل القيادة تحت تأثير الكحول أو استخدام محاقن (أبر) غير معقمة أو ممارسة الجنس دون واقي أو طرق الحماية الأخرى.
- البحث عن وصفات طبية متعددة للمواد الأفيونية من أطباء مختلفين.
الأعراض الجسدية
- النعاس
- فقدان وزن غير متوقع
- كلام غير واضح
- طول مدة التعافي من تعاطي المواد الأفيونية
- المضاعفات الطبية من تعاطي المواد الأفيونية
- الرغبة الشديدة في تناول المواد الأفيونية
- زيادة تحمل المواد الأفيوينة
- أعراض الانسحاب (أو استخدام المواد الأفيونية لمنعها أو تخفيفها)
العلامات النفسية
- زيادة الغضب والهيجان.
- تغيرات مفاجئة في المزاج.
- الشعور بالقلق أو الاكتئاب.
- انخفاض الدافع المحفز.
- تغييرات في عادات النوم.
في حالة تناول جرعة زائدة من المواد الأفيونية
يحدث تسمم المواد الأفيونية أو الجرعة الزائدة عندما تتناول جرعة من المواد الأفيونية كبيرة بما يكفي لتسبب مرضاً شديداً أو حتى الموت .
يشجع العديد من الأخصائيين ومنظمات الرعاية الصحية الأشخاص على حمل النالوكسون الذي يعطى عن طريق الأنف، خاصة إذا كانوا يعيشون مع شخص يستخدم المواد الأفيونية (يعاني من إدمان المواد الأفيونية) أو يتواجدون حوله بشكل متكرر.
يمكن لهذا الدواء أن يعكس تأثير الجرعة الزائدة بسرعة ويمنع تلف الدماغ والموت، ولا يضر عند إعطائه لشخص لا يعاني من جرعة زائدة.
تشخيص اضطراب تعاطي المواد الأفيونية
إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه تظهر عليه علامات اضطراب تعاطي المواد الأفيونية (OUD)، فمن الأفضل التحدث مع أخصائي رعاية صحية، إذ يمكنه تقييم الأعراض وإجراء التشخيص بناءً على المعايير المنشورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية النسخة الخامسة (DSM-5):
- تكرار تناول المواد الأفيونية بكميات أكبر في كل مرة أو على مدى فترة زمنية أطول مما كنت تنوي (هذا الأمر قد يقود إلى إدمان المواد الأفيونية).
- رغبة الفرد في التوقف عن تناول المواد الأفيونية ولكنه فقد زمام الأمور في التقليل أو التحكم أو التوقف عن استخدامها.
- قضاء الكثير من الوقت والجهد في محاولة الحصول على المواد الأفيونية أو استخدامها أو التعافي من آثارها.
- الرغبة الشديدة في تعاطي المواد الأفيونية.
- صعوبة أو استحالة الالتزام بالمهام في المنزل أو المدرسة أو العمل.
- الاستمرار في تناول المواد الأفيونية رغم ما يسببه ذلك من مشكلات اجتماعية أو شخصية.
- عدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو المهنية أو الترفيهية كما في السابق.
- تعاطي المواد الأفيونية في المواقف التي قد لا تكون آمنة.
- استخدام المواد الأفيونية رغم معرفة الفرد بتأثيرها السلبي على صحته الجسدية أو النفسية.
- إظهار علامات تحمّل المادة.
- المعاناة من أعراض الانسحاب.
اعتماداً على عدد هذه الأعراض التي تنطبق عليك، قد يشخص طبيبك الإصابة باضطراب تعاطي المواد الأفيونية على النحو التالي:
- اضطراب خفيف: من 2 إلى 3 أعراض
- اضطراب متوسط: من 4 إلى 5 أعراض
- اضطراب شديد: 6 أعراض أو أكثر
طلب المساعدة في حالة اضطراب تعاطي المواد الأفيونية
التعافي من اضطراب تعاطي المواد الأفيونية ليس بالأمر السهل أو المحبب، لكن وجود فريق العلاج المناسب وشبكة الدعم هي إحدى طرق المساعدة في اتخاذ الخطوة التالية في درب التعافي.
نظراً لأن التعافي يمكن أن يؤدي إلى آثار جسدية ونفسية، فمن الجيد أن يكون لديك العديد من المتخصصين بجانبك. يستطيع المعالجون والأطباء النفسيون المساعدة في معرفة المزيد عن أصل المشكلة وما دور المنبهات والمثيرات العاطفية.
يساعد الأطباء والأخصائيون في معرفة كيفية التوقف عن استخدام المواد الأفيونية (قد يتضمن التقليل التدريجي)، تبعات الانسحاب وعلاجات بديلة للألم.
قد يشمل العلاج أيضاً الأدوية. وفقاً للأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب، الأشخاص الذين خضعوا لعملية طويلة المدى من التعافي باستخدام البوبرينورفين أو الميثادون، انخفضت نسبة خطر الوفاة لديهم 50%.
الخطوة التالية
يعد اضطراب تعاطي المواد الأفيونية شائعاً بسبب:
- ازدياد سوء استخدام المواد الأفيونية المركبة صناعياً وخاصة الفنتانيل المصنوع بطريقة غير .مشروعة.
- ازدياد تعاطي الهيروين.
- ارتفاع معدل وصف المواد الأفيونية.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، كُتبت أكثر من 153 مليون وصفة من الأدوية الأفيونية في عام 2019 أي بمعدل 46.7 وصفة طبية لكل شخص.
في حين تُظهر البيانات الصادرة عن هذه المراكز أن معدلات الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة بسبب المواد الأفيونية الموصوفة قد انخفضت، فإن معدلات الوفيات الناجمة عن سوء استخدام المواد الأفيونية الاصطناعية، وخاصة الفنتانيل المُصنّع بشكل غير قانوني، قد زادت بنسبة تزيد عن 15%.
يمكن أن يصيب اضطراب تعاطي المواد الأفيونية أي شخص حتى لو تم وصفها من قبل الطبيب، وهناك العديد من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية التي قد تشير إلى أن العلاج والتأهيل المتخصصين هما الطريقة المثلى.
هناك مساعدة متاحة إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعيش مع هذا الاضطراب، ويفيد العثور على فريق العلاج المناسب لمعالجة هذا الاضطراب ومن الممكن حضور جلسات ضمن شبكة دعم أحد أفراد أسرتك.
لا شك أنه بالإمكان التغلب على اضطراب تعاطي المواد الأفيونية مع توافر المعالجة الصحيحة.
اقرأ أيضاً: المشروبات الكحولية والإدمان عليها
اقـرأ أيضاً: نظام المكافأة في الدماغ، وعلاقته بالإدمان بشكل رئيسي
اقرأ أيضاً: طريقة الحد من الضرر، مبادئها واستراتيجياتها في علاج الإدمان
المصدر: ?What Are the Signs and Symptoms of Opioid Use Disorder
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم