الأفكار التطفلية، ما أنواعها؟ وما علاقتها باضطراب الوسواس القهري؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
مبادرة الدعم النفسي للمعتقلين السوريين وذويهم
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي

إن الإنسان بطبيعته كائن يحب التفكير ويمتلك خيالاً خصباً وهذه الميزة التي تجعله إنساناً متميزاً عن بقية الكائنات. بسبب قدرة العقل البشري الكبيرة على التخيل والإبداع، قد يخطر على بال أي شخص الآلاف من الأفكار طوال الوقت، بما في جملتها الأفكار التطفلية اللاإرادية السيئة والمزعجة. عموماً فإن هذه الأفكار الطفيلية (المتطفلة) غير المرغوب فيها تختفي بالسرعة التي تظهر بها.

في حال لم تكن لها علاقة بنا فإننا نميل إلى تجاهلها وتحاشيها ولكن في بعض الحالات تخطر تلك الأفكار بشكل متكرر لدرجة أنها كثيراً ما تضعف الصحة العقلية للشخص.

ما هي الأفكار التطفلية؟

الأفكار التطفلية اللاإرادية هي أفكار تغزو عقل أي شخص دون أن يفكر باستحضار الموضوع إلى وعيه. وقد تكون هذه الأفكار اللاإرادية عبارة عن: مخاوف بشأن الصحة أو شعوراً بالقلق على من تحب أو أفكاراً بشأن كوارث وتقلبات الطبيعة أو حتى مخاوف غير منطقية تخيم بذهننا.

يعاني حوالي 2% من السكان من الأفكار المتكررة وغير المرغوب فيها. الأفكار التطفلية اللاإرادية المتكررة وغير المرغوب فيها تأتي للعقل الواعي عندما لا يكون هذا الأمر متوقعاً وتكوّن حالات كبيرة من القلق والآثار الجانبية السلبية لدى الفرد.

تظل كل فكرة مرتبطة بالنفسية لأن ردود الأفعال العاطفية فيها هو ما يزيد من قوتها. كلما زادت أهمية الفكرة وطريقة تفاعلنا معها، زادت حدتها وهذا سيحدد أيضاً كيف ستؤثر علينا تلك الأفكار في حياتنا اليومية.

غالباً ما تأتي هذه الأفكار إلى ذهن الإنسان مصحوبة بتجارب سابقة أو أحداث صادمة سابقة. عندما تحدث هذه الأفكار، فإنها تسبب حالةً من التوتر والذعر والقلق عموماً، وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالقلق بشأن هذه الأفكار من نوبات هلع شديدة.

تأتي الأفكار التطفلية لبعض الأشخاص عندما يرهقهم الإجهاد. وقد تحدث أثناء تناول الطعام أو الاستلقاء أو مشاهدة فيلم، لأن التفكير المتطفل يختلف باختلاف كل شخص.

لا يمكن السيطرة على ظهور الأفكار المتطفلة، لأنها أفكار يقودها اللاوعي وبالتالي حتى العقل الواعي غير قادر على استبعادها.

الآثار الجانبية للأفكار التطفلية اللاإرادية:

أنواع الأفكار المتطفلة

الأفكار المتطفلة الأكثر شيوعاً بين الناس هي الأفكار التطفلية ذات الطابع العدواني أو الأفكار الجنسية التطفلية أو الأفكار التطفلية المتعلقة بالذكريات المؤلمة.

الأفكار التطفلية ذات الطابع العدواني

الأفـكار ذات الطابع العنيف شائعة عند الذين يعانون من القلق، وخاصة أولئك الذين يعانون من اضطرابات الشخصية مثل اضطراب الوسواس القهري أو الاضطراب الانفجاري المتقطع أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

بشكل عام تكون هذه الأفكار التي يتخيل فيها الشخص نفسه يقوم بأشياء عنيفة أو عدوانية كالضرب وإلحاق الأذى الجسدي.

أفكار طفيلية جنسية

حالها كحال سابقتها، يمكن لأي شخص أن يكون لديه أفكار طفيلية ذات طبيعة جنسية. قد تجتمع الأفكار الجنسية مع أفكار أخرى كالشعور بالعار أو سفاح المحارم أو الرغبات المحرمة ولكن قد هي الأخرى عنيفة إلى حد ما.

الأفكار المتعلقة بذكريات مؤلمة

يعاني الكثير من الناس من الذكريات السيئة، يعد هذا النوع واحداً من أكثر الحالات شيوعاً لدى الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة. أولئك الذين قد تعرضوا لمواقف أو نوبات قد تسببت لهم في حدوث صدمة نفسية سيكونون أكثر عرضة للمعاناة من هذه الأفكار المزعجة.

كما أن أولئك الذين يعانون من القلق والاكتئاب هم أكثر عرضة لهذه الأفكار المزعجة في الأوقات غير المرغوب فيها.

كيف تتجنب الأفكار التطفلية؟

رغم انعدام القدرة الكاملة على التحكم بهذه الأفكار عند ظهورها، إلا أنه يمكن التحكم في مدى تأثيرها على عقولنا.

تتغذى الأفكار الطفيلية على ردود الأفعال العاطفية حسب القضية أو المشكلة التي حدثت معهم فكلما زادت الأهمية زادت فترة بقائها. 

لكي تتمكن من القضاء على أنماط التفكير السلبية، يجب أن تغير من موقفك تزامناً مع استخدام أدوات تصور محددة.

إذ أن هنالك فرقاً كبيراً بين التخلص من أشكال التفكير السلبي والرغبة في التخلص من كل أشكال التفكير للأبد. 

أظهرت دراسات لقمع التفكير (Wegner، Schneider، Carter & White، 1987) أن فعل محاولة قمع فكرة ما ينتج عنه فقط تكرار أكثر وأكثر للأفكار التطفلية السيئة التي تحدث وهذا ما يسمى ب “تأثير الارتداد للفكر“.

من الطرق الجيدة للتخلص من هذه الأفكار الطفيلية القيام بتمارين الاسترخاء: 

  • ممارسة اليوجا.
  • جلسة تدليك جيدة.
  • الوخز بالإبر الصينية.
  • ممارسة تمارين البيلاتيس.
  • مجرد الجلوس على الأريكة في المنزل والتركيز على التنفس.

كما تعد ممارسة الرياضة والتمارين الجسدية طريقة جيدة لتثبيط حدة الأفكار التطفلية. أثناء ممارسة الرياضة يكون تركيز عقلك كاملاً على الجسد والتمارين، وبهذا تصبح الأفكار التطفلية ثانوية في هذه الحال لكنها قد تظهر لاحقاً.

علاقة الأفكار التطفلية باضطراب الوسواس القهري

يتم تضخيم الأفكار المتطفلة عند المصابين باضطراب الوسواس القهري، في مثل هذه الحالات قد يعاني الشخص من ضائقة مزمنة أو اكتئاب شديد مرتبط بتلك الأفكار التطفلية.

بالنسبة لأولئك الذين يعانون من هذا الاضطراب، تعد الأفكار التطفلية بمثابة “هواجس”. لأن الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري غير قادر على إيقاف التفكير السلبي بسهولة وغالباً ما يلجؤون لسلوك قهري في محاولةٍ منهم للتخلص من هذه الأفكار.

قد تظهر الأفكار التطفلية للشخص المصاب بشكل آخر ألا وهو الخوف. أولئك الذين يخافون من شيء ما يميلون إلى رؤية موضوع الخوف في كل مكان.

فمثلاً: إذا كان أحدهم يخاف من الذباب، قد يراه في أي شيء وقد يرى أن الاحتكاك معه يسبب له أذية وقد تصبح حالته نفسية صعبة جداً.

متى يجب استشارة الأخصائي النفسي؟

إذا كانت الأفكار التطفلية تحدث باستمرار وتشكل عائقاً أمام أداء مهامك اليومية، فقد يكون العلاج النفسي حلاً جيداً للتخلص منها أو التكيف معها. وبذلك ستتمكن من معالجة تلك الأفكار التي تغزو ذهنك وتزعجه مع المعالج النفسي المختص، وهذا سيساعدك على فهم تلك الأفكار والوصول لبؤرتها لمعرفة سبب استمرارها في ذهنك.

يعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر العلاجات فعالية في المساعدة على التحكم بالأفكار التطفلية، علماً أن الأخصائيين في هذه الحالة مدرّبين لتعليم الناس كيفية التحكم في أفكارهم التطفلية. ويمكنهم أيضاً توفير بعض الأدوات والطرق المفيدة لاستخدامها في المنزل وتحسين قدرتك على البقاء هادئاً عند ظهور تلك الأفكار. 

وعلى المدى الطويل، ستتعلم اكتشاف طرق للسيطرة على الشعور بالقلق لأنه السبب بحدوث الأفكار التطفلية.

اقرأ أيضاً: الأفكار السلبية، كيف تتخلص منها وتمنعها من السيطرة على حياتك؟

اقـرأ أيضاً: الهلوسة والأوهام والفرق بينهما

اقرأ أيضاً:  الحديث مع الذات، أنواعه، أسبابه وفوائده

المصدر: Intrusive thoughts

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
مبادرة الدعم النفسي للمعتقلين السوريين وذويهم
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: