الاضطرابات الانفصالية أو الانشقاقية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الانفصال هو عملية ذهنية تعني عدم تواصل الفرد مع أفكاره، مشاعره، ذكرياته أو إحساسه بالهوية. تشمل الاضطرابات الانفصالية التي تحتاج إلى علاج متخصص فقدان الذاكرة الانفصالي، الشرود الانفصالي، اضطراب تبدد الشخصية، واضطراب الهوية الانفصالية.

يعتقد معظم مختصو الصحة النفسية أن السبب الكامن وراء الاضطرابات الانفصالية عن الواقع هو الصدمة المزمنة في مرحلة الطفولة.

غالباً ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من حدث صادم درجة من الانفصال خلال الحدث نفسه أو في الساعات، الأيام أو الأسابيع التالية له. على سبيل المثال، يبدو الحدث “غير واقعي” أو يشعر الشخص بأنه منفصل عما يجري حوله كما لو كان يشاهد الحدث على التلفاز. في معظم الحالات، يتلاشى الانفصال ويزول دون الحاجة للعلاج. لكن ينشأ عند بعض الأشخاص اضطراب انفصالي يتطلب العلاج.

الاضطرابات الانفصالية هي مشاكل معقدة ومثيرة للجدل تحتاج إلى تشخيص محدد، وإلى علاج ودعم خاص. إذا كنت تخشى أنك تعاني أنت أو أحد أحبائك من اضطراب انفصاليّ، فمن المهم أن تطلب مساعدة متخصصة.

أعراض الاضطرابات الانفصالية (Dissociative Disorders Symptoms)

تعتمد أعراض وعلامات الاضطرابات الانفصالية أو الانشقاقية على النوع والشدة، لكنها قد تشمل:

  • الشعور بالانفصال عن الذات
  • مشاكل في التعامل مع المشاعر الشديدة
  • تغيرات مفاجئة وغير متوقعة في المزاج. على سبيل المثال، الشعور بالحزن الشديد بدون سبب
  • مشاكل الاكتئاب أو القلق، أو كليهما
  • الشعور كما لو أن العالم مشوه أو غير حقيقي (تبدد الواقع)
  • مشاكل في الذاكرة لا ترتبط بإصابة جسدية أو حالات طبية
  • مشاكل معرفية أخرى (ذات صلة بالأفكار) مثل مشاكل التركيز
  • هفوات كبيرة في الذاكرة مثل نسيان المعلومات الشخصية الهامة
  • الشعور بأن الفرد مجبر على التصرف بطريقة معينة
  • اختلاط الهوية، على سبيل المثال، تصرف الشخص بطريقة يراها عادةً مهينة أو بغيضة. 

مجموعة من الاضطرابات الانفصالية

يعرّف أخصائيو الصحة النفسية أربعة أنواع رئيسية من الاضطرابات الانفصالية، بما في ذلك:

فقدان الذاكرة الانفصالي 

فقدان الذاكرة الانفصالي (الانشقاقي) يعني عدم قدرة الشخص على تذكر تفاصيل حدث مؤلم أو مجهد، على الرغم من إدراكه أنه يعاني من فقدان الذاكرة.

يمكن أن يستمر هذا النوع من فقدان الذاكرة من بضعة أيام إلى سنة واحدة أو أكثر و قد يكون مرتبطاً باضطرابات أخرى مثل اضطراب القلق.

وتشمل الفئات الأربعة لفقدان الذاكرة الانفصالي ما يلي:

  • فقدان الذاكرة الموضعي (Localised amnesia):  لا يملك الشخص أي ذاكرة عن الحدث المؤلم على الإطلاق لفترة من الوقت. على سبيل المثال، بعد الاعتداء، قد لا يتذكر الشخص المصاب بفقدان الذاكرة الموضعي أي تفاصيل لبضعة أيام.
  • فقدان الذاكرة الانتقائي (Selective amnesia): يكون لدى الشخص ذكريات مرقّعة أو ناقصة عن الحدث الصادم.
  • فقدان الذاكرة المعمم (Generalised amnesia): يكون لدى الشخص مشكلة في تذكر تفاصيل حياته بأكملها.
  • فقدان الذاكرة المنهجيّ (Systematised amnesia): قد يعاني الشخص من فقدان ذاكرة محدد للغاية؛ على سبيل المثال، قد لا يتذكر واحداً من أقربائه. 

الشرود الانفصالي

يُعرف الشرود الانفصالي أيضاً بالشرود نفسي المنشأ. لا يستطيع الشخص فجأة، وبدون أي سابق إنذار، أن يتذكر من هو ولا ماضيه. لا يدرك أنه يعاني من فقدان الذاكرة وربما يخترع هوية جديدة، وعادة ما يسافر الشخص من منزله أكثر من آلاف الكيلومترات بينما هو في حالة الشرود، والتي قد تستمر بين ساعات وشهور. 

عندما يخرج الشخص من الشرود الانفصالي، يكون عادة مشوشاً وغير قادراً على تذكر “الحياة الجديدة” التي صنعها لنفسه. 

اضطراب تبدد الشخصية /اضطراب الابتعاد عن الواقع

يتميز اضطراب تبدد الشخصية بالشعور بالانفصال عن حياة الفرد وأفكاره ومشاعره، ويفيد الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب بشعورهم بأنهم بعيدون عن أنفسهم وغير متصلين بها عاطفياً وكأنهم يشاهدون شخصية في فيلم ممل.

وتشمل الأعراض النموذجية الأخرى مشاكل في التركيز والذاكرة. قد يفيد الشخص بشعوره بأنه “مشوش” أو خارج السيطرة، و يمر الوقت ببطئ وقد يرى جسمه في شكل أو حجم مختلف عن المعتاد. في الحالات الخطيرة، لا يمكن لهؤلاء الأشخاص التعرف على أنفسهم في المرآة. 

اضطراب الهوية الانفصالية

اضطراب الهوية الانفصالية (DID) هو الأكثر إثارة للجدل بين الاضطرابات الانفصالية، و موضوع نزاع ونقاش بين أخصائيي الصحة النفسية. سابقاً كان يسمى اضطراب تعدد الشخصيات، وهذا هو النوع الأكثر حدة من اضطراب الشخصية الانفصالية.

إذ تنطوي الحالة عادةً على وجود اثنتين أو أكثر من الحالات الشخصية داخل الشخص نفسه في نفس الوقت. في حين أن حالات الشخصية المختلفة تؤثر على سلوك الشخص، فإن الشخص عادةً لا يدرك حالات الشخصية هذه و يُعايشها على أنها هفوات في الذاكرة.

قد يكون للشخصيات الأخرى لغة جسد مختلفة، ونغمة صوت مختلفة ونظرة مغايرة للحياة والذكريات، وقد يتحول الشخص إلى حالة شخصية أخرى تحت تأثير الضغط.

الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية الانفصالية دائماً ما يكون لديه فقدان الذاكرة الانفصاليّ. 

أسباب الاضطرابات الانفصالية

يعتقد معظم مختصي الصحة النفسية أن السبب الكامن وراء الاضطرابات الانفصالية هو حدوث صدمة مزمنة في مرحلة الطفولة، وتشمل الأمثلة عن الصدمات: الاعتداء البدني أو الجنسي المتكرر أو سوء المعاملة العاطفي أو الإهمال، كما قد تتسبب البيئات الأسرية المخيفة أو غير المستقرة في “انفصال” الطفل عن الواقع في أوقات الإجهاد، ويبدو أن شدة الاضطراب الانفصالي في مرحلة البلوغ ترتبط مباشرة بشدة الصدمة في الطفولة.

الأحداث الصادمة التي تحدث خلال مرحلة البلوغ قد تسبب أيضاً اضطرابات انفصالية، وقد تشمل هذه الأحداث الحرب أو التعذيب أو المرور بكارثة طبيعية. 

مضاعفات الاضطرابات الانفصالية

دون تلقي العلاج، قد تشمل المضاعفات المحتملة لشخص يعاني من اضطراب انفصالي ما يلي:

تشخيص الاضطرابات الانفصالية

إن كنت تخشى أن تكون أنت أو أحد أحبائك مصاباً باضطراب انفصالي، فمن المهم أن تلجأ للمساعدة المختصة. تتطلب الاضطرابات الانفصالية دائماً تشخيصاً ورعاية متخصصة.

قد يكون التشخيص صعباً نظراً إلى أن هذه الاضطرابات معقدة وأعراضها مشتركة مع عدد من الحالات الأخرى. مثلاً:

  • يمكن أن تسبب المشاكل البدنية (مثل أذية الرأس أو أورام الدماغ) فقدان الذاكرة وغيرها من المشاكل المعرفية.
  • قد تسبب الأمراض النفسية مثل اضطراب الوسواس القهري، واضطراب الهلع واضطراب ما بعد الصدمة أعراضاً مماثلة لأعراض الاضطراب الانفصالي.
  • تأثيرات بعض المواد، بما في ذلك بعض العقاقير الترفيهية والأدوية الموصوفة، والتي يمكن أن تحاكي الأعراض الانفصالية.
  • قد يتعرقل التشخيص أكثر عندما يترافق الاضطراب الانفصالي مع حدوث مشكلة صحية نفسية أخرى مثل الاكتئاب. 

علاج الاضطرابات الانفصالية

لم تتم دراسة فعاليّة علاجات الاضطرابات الانفصالية، وتعتمد خيارات العلاج على دراسات الحالة، وليس على البحوث، وبشكل عام قد يستغرق العلاج عدة سنوات.

ويمكن أن تشمل الخيارات ما يلي:

  • بيئة آمنة: سيحاول الأطباء جعل الشخص يشعر بالأمان والاسترخاء، وهو ما يكفي لتحفيز الذاكرة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات انفصالية.
  • العقاقير النفسية مثل الباربيتورات
  • التنويم المغناطيسي: قد يساعد على استعادة الذكريات المكبوتة، على الرغم من أن هذا الشكل من علاج الاضطرابات الانفصالية يُعتبر مثيراً للجدل.
  • العلاج النفسي: المعروف أيضاً باسم “العلاج بالكلام” أو الاستشارة، والتي تكون الحاجة إليه عادة على المدى الطويل، ومن الأمثلة على ذلك العلاج المعرفي والتحليل النفسي.
  • إدارة الإجهاد: وذلك نظراً لأن الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى أعراض الاضطراب الانفصالي.
  • علاج الاضطرابات الأخرى: عادةً، قد يكون لدى الشخص الذي يعاني من اضطراب انفصالي مشاكل صحية نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق، وقد يشمل العلاج مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق في محاولة لتحسين أعراض الاضطراب الانفصالي. 

يمكن أن تجد المساعدة عند طبيبك الخاص (من أجل إحالتك إلى مقدم خدمات صحية مختص)، أو العالم النفسي والطبيب النفسي.

أشياء يجب تذكرها

الانفصال أو الانشقاق هو عملية ذهنية تنطوي على انفصال المرء عن أفكاره، مشاعره، ذكرياته أو إحساسه بالهوية.

تشمل الاضطرابات الانفصالية التي تحتاج إلى علاج متخصص فقدان الذاكرة الانفصالي، الشرود الانفصالي، اضطراب تبدد الشخصية، واضطراب الهوية الانفصالية.

يعتقد معظم أخصائيي الصحة النفسية أن السبب الكامن وراء الاضطرابات الانفصالية هو الصدمة المزمنة في مرحلة الطفولة.

اقرأ أيضاً: علاج اضطراب ما بعد الصدمة PTSD، والأدوية المستخدمة لهذا الغرض

المصدر: Dissociation and dissociative disorders

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: