التثليث في علم النفس، علاماته، تأثيراته، أمثلة عنه وكيف تتعامل معه؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

التثليث في علم النفس هو شكل من أشكال التلاعب بالأشخاص، يستخدم فيه الشخص المتلاعب أسلوب التهديد أو الاستبعاد أو الخداع، بهدف التفرقة والسيطرة على الآخرين وينطوي على استخدام التواصل غير المباشر وغالباً ما يكون دون علم الشخص. أحد أمثلة التثليث الشائعة أنك قد ترى انتشار التثليث في العلاقات وخاصةً العاطفية منها.

التثليث في علم النفس يُعتبر من أشهر السلوكيات الضارة، ولكن ما هو التثليث بالضبط؟ وما هي أساليبه؟ وكيف يتم إدراكه؟ ولماذا يعد هذا النوع من التلاعب شائعاً بين الناس؟

علامات التثليث

التثليث في علم النفس هو منهج سلوكي يستخدمه الكثير من الأشخاص الذين لديهم قاسم مشترك وهو الإحساس بانعدام الطمأنينة. بالتالي هم على أتم استعداد للتلاعب بالمحيط بطرق سيئة ومؤذية كي يصلوا لمبتغاهم أو ليشعروا بالأمان في علاقاتهم. 

إنها استراتيجية ناجحة جداً لاكتساب الأفضلية على المنافسين المحتملين من خلال التلاعب بهم بإحداث صراعات فيما بينهم. وهي طريقة يتبعها الأشخاص الأنانيون لضمان الشعور بالراحة وحماية غرورهم.

عادةً ما يكون التواصل المباشر بين الشخصين الذين يتعرضان للتثليث محدوداً أو معدوماً، بحيث يتم التواصل عن طريق الشخص الذي يتلاعب بهما. وقد يظهر هذا التلاعب بأشكال مختلفة، والهدف من كل هذا التفرقة والسيطرة على الوضع وإشعال المشاكل بين الناس.

أمثلة على التثليلث

أحد الأمثلة على التثليث يكمن في رفض أحد الوالدين الاعتراف بشخصية طفله واستقلاليته. وفي الوقت ذاته التعامل مع أشقائه بطريقة مختلفة تماماً مع عدم تشجيع الإخوة على التواصل فيما بينهم إلا عن طريق الوالدين.

من الأمثلة على التثليث أيضاً استخدام الشريك أو الصديق شخص آخر لخلق بيئة مشحونة بالعداوة أو اختلاق المشاكل أو الضغط عليك للقيام بأمور لم تكن لتفعلها بخلاف ذلك.

يستخدم الأشخاص أيضاً التثليث لإدخال شخص آخر إلى علاقة أو صداقة دون مواجهة الشخص الذي لديهم مشكلة مباشرة معه.

يميل بعض الأشخاص المصابين باضطرابات الشخصية من الفئة ب مثل: اضطراب الشخصية النرجسية واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية الهيستيرية واضطراب الشخصية ثنائية القطب، إلى النظر إلى أنفسهم أو الحكم على ذاتهم بمستوى منافستهم للآخرين.

قد يتحول هذا الموقف التنافسي أو “موقف الربح أو الخسارة” أحياناً إلى موقف سيء. وفي نهاية الأمر قد يدفع ذلك بالشخص المصاب باضطراب الشخصية للبحث عن طرق إضعاف شخص يعتبره تهديداً محتملاً أو التلاعب به.

اضطراب الشخصية النرجسية (NPD) والاضطراب الثنائي القطب (BPD)

لنكتشف كيف يستعمل بعض الأشخاص المصابين بال (NPD) وال (BPD) التثليث إذ إنه موجود في هذين النوعين من الاضطراب النفسي.

كيف يستعمل المصابون باضطراب الشخصية النرجسية التثليث؟

قد يستعمل بعض المصابين باضطراب الشخصية النرجسية التثليث لتعزيز مشاعر التفوق على الآخرين وحماية تقدير ذاتهم والتقليل من قيمة الآخرين مع المحافظة على حالة عدم التوازن بين المنافسين المحتملين.

فهم لا يختلفون كثيراً عن الأطفال الذين يستخدمون التثليث للمساعدة على اجتياز حروب المراكز ضمن المدارس المتوسطة والثانوية.

كيف يستعمل المصابون باضطراب الشخصية ثنائي القطب التثليث؟

يركز الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية ثنائي القطب على إقناع أنفسهم بأنهم محبوبون لتجنب مشاعر الهجر. وقد يستخدمون التثليث للتلاعب بشخص ما كي يشعر بالغيرة وذلك لإثبات حبهم وإخلاصهم له.

التثليث في العلاقات

يمكن أن يأتي التثليث في ديناميكيات مختلفة ولكن أولاً دعونا نلقي نظرة على كيفية ظهور التثليث في ديناميكيات الأسرة والعلاقات العاطفية.

ديناميكية الطفل الذهبي وكبش الفداء في العائلة 

ضمن وحدة عائلية مضطربة، يُقسِّم مقدم الرعاية السام والأناني في كثير من الأحيان صورته الذاتية الجيدة وصورته الذاتية السيئة إلى جزأين متمايزين يتم إسقاطهما على أطفاله. بالتالي يصبح أحد أطفاله الطفل الذهبي الذي لا يقوم بارتكاب أي خطأ، بينما يصبح الآخر “كبش الفداء“.

الطفل الذهبي (المدلل) هو طفل مثالي معصوم عن الخطأ، نقيضاً للطفل الآخر وهو “كبش الفداء” الذي يتم التقليل من قيمته ومعروف عنه إمكانية ارتكاب الأخطاء. قد تختلف وتتغير هذه التوقعات مع مرور الوقت اعتماداً على مشاعر مقدم الرعاية تجاه الطفل حينها. 

التثليث في العلاقات العاطفية 

في العلاقة العاطفية، غالباً ما يُحضِر المتلاعب طرفاً ثالثاً إلى علاقته الحميمة لخلق الاحتكاك والارتباك والغيرة.

 يسعى الفرد الذي يقوم بالتلاعب عادةً لجذب الانتباه والاهتمام سواءً كان سلبياً أو إيجابياً. وقد يسمح للأفراد الذين يتعرضون للتلاعب بمعرفة بعضهم بعضاً حتى يتمكنوا من القتال جذباً للاهتمام.

لا يدرك الأفراد الذين يتعرضون للتلاعب أنه قد تم استخدامهم للتلاعب بالآخرين أو قد يكون واحد منهم فقط على علم بذلك، والأسوأ من هذا كله أن الشخص ذو الميول النرجسية قد يقوم بتثليث شخص لم يعد على اتصال به للتحكم بأولئك الذين هم على اتصال معهم.

عند تعرض الشريكين في العلاقة للتثليث تنهار العلاقة ويحدث الانفصال

 عند استبدال أحد الشركين بشريكه شخص آخر فإنه يعتبر الشريك الجديد شخصاً مثالياً. بينما ينظر إلى الشريك السابق على أنه مليء بالعيوب ويكون رأي الشخص الممجد والشخص المقلل من قيمته غير موضوعي تماماً ويعتمد على علاقته مع المتلاعب. 

أثر التثليث 

عندما يعاني شخص ما من التثليث، قد يشعر بالخوف من نظرة الآخرين له وينتابه الشعور بالإهانة والقلق والانغلاق على الذات. 

قد يشعر بالحاجة إلى إرجاع الأمور إلى نصابها أو حتى قد يكون له رغبة في مواجهة الأشخاص الآخرين المعنيين بذلك وعند قيامه بذلك، يسمح للمتلاعب بالفوز.

يأمل المتلاعب أحياناً عند وجود هذا النوع من ردود الفعل، أن تفقد السيطرة على زمام نفسك وأن تتصرف باندفاع وخوف وهذا أحد أكثر أمثلة التثليث انتشاراً.

قد يخفف هذا النوع من العلاقة من الضغوطات المحيطة بك مؤقتاً، ولكنه يمكن أن يكون محفوفاً بالمخاطر أيضاً لأنه يخلق أنماطاً وحلقات مضطربة داخل العلاقة. خاصةً إذا ما تم تعزيزها في مناسبات كثيرة؛ ومع مرور الوقت يخلق وضعاً فوضوياً يؤدي في كثير من الأحيان لتكوين المزيد من المشاعر المؤذية أو سوء الفهم.

التعامل مع التثليث

عند التعامل مع التثليث، من الضروري أن تتذكر أنك وحدك من يتحكم في ما تفعله وليس الشخص المتلاعب أو المستفز. تذكر أنه لا يمكن لأحد أن يجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك دون إذنك.

فيما يلي بعض الأشياء التي لا يجب عليك القيام بها كي تتجنب التعرض للتلاعب: 

  • عدم الاستجابة بسرعة للأخبار المفاجئة.
  • توقف للحظة وفكر في الحقائق والمعطيات.
  • ابذل كل ما بوسعك حتى لا تفقد أعصابك أو تفقد السيطرة على مشاعرك. بالرغم من أنك لا تستطيع التحكم في الآخرين، إلا أنك تتحكم دائماً في كلماتك وردودك الخاصة. علماً أنه كلما ازدادت قدرتك على التحكم بردود أفعالك أصبح ذلك مصدراً للقوة دائماً.
  • لا تقدم وعوداً أو التزامات أو عقوداً ضارة لعلاقتك مع الأشخاص الذين تثق بهم وتحبهم. لن يرغب أي من الأشخاص الذين يحبونك حقاً بإبعادك عن علاقات صحية وداعمة وإيجابية. 

كيف تتجنب تعرضك للتلاعب؟

فيما يلي بعض الأشياء التي يتوجب عليك القيام بها لتجنب التعرض للتلاعب: 

  • تبين حقيقة أي شيء يتم إخبارك به قبل التصرف بناء عليه.
  • ابق على اتصال مع أحبائك والأشخاص الذين تثق بهم في حياتك، وأخبرهم عن أي مشاكل أو قضايا قد تتعرض لها.
  • حافظ على توازن صحي للعلاقات بين العائلة والأصدقاء والعمل ووقت الفراغ.
  • أنهي المحادثة إذا أحسست أنها قد تحولت إلى جدال عقيم أو محادثة مضطربة.
  • حافظ على ضبط النفس، بهذه الطريقة تحافظ على قوتك وتثبت أنك غير قابل للتلاعب بسهولة.

يتطلب التواصل الصحي الانفتاح والموثوقية والعمل على حل المشاكل بدلاً من اختلاقها. الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع هذه المواقف هي التوقف للحظة ثم تقييم ما يحدث بدقة وبعدها التصرف بما يناسب لذلك. 

بعد أن تعرفت على مفهوم التثليث في علم النفس وبعد أن تعرفت على أمثلة التثليث الشائعة، إن كنت تشعر بأنك أو أحد أفراد أسرتك يمكن أن تستفيد من تقديم دعمٍ إضافي. تواصل مع أخصائي صحة عقلية مؤهل فهذه الأمور يمكن أن تساعدك على اجتياز علاقاتك التي يتخللها التثليث.

اقـرأ أيضاً: علم النفس السلوكي، تاريخه، أنواعه، تأثيراته واستخداماته

اقرأ أيضاً: تحليل السلوك في علم النفس، تاريخه، أنواعه، تقنياته وفوائده

اقرأ أيضاً: تجربة مراقبة الحي، وتفسيرها لآلية دماغنا في خلق المشاكل بشكل دائم

المصدر: ?What Is Triangulation in Psychology

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: