التطور الاجتماعي العاطفي (Social Emotional Development/ SED) عند الأطفال هو تنمية القدرة على تكوين علاقات إيجابية والحفاظ عليها مع الأقران والبالغين من خلال فهم المشاعر والتعبير عنها وتنظيمها بطريقة مناسبة لعمر الفرد اجتماعياً وثقافياً.
يمكن تصنيف المهارات الاجتماعية العاطفية القوية في ثلاثة مجالات مرتبطة مع بعضها البعض هي المهارات المعرفية، الكفاءة العاطفية والكفاءة الاجتماعية. بينما المهارات المعرفية عند الأطفال.
ينطوي التطور الاجتماعي والعاطفي على مختلف المهارات الشخصية ومع الآخرين الضرورية لمواجهة التحديات والتكيف مع المواقف الاجتماعية المتنوعة. بينما المهارات المعرفية عند الأطفال.
التطور الاجتماعي العاطفي عند الأطفال
يتضمن التطور الاجتماعي العاطفي عند الأطفال كلاً من المهارات العاطفية الموجهة للذات والموجهة نحو الآخرين. ويعد التطور تطوراً متعدد الأوجه ولا يمكن وصفه بطريقة واحدة نهائية. بينما المهارات المعرفية عند الأطفال.
يفهم البعض التطور الاجتماعي والعاطفي على أنه مجموعة من الأدوات التي تعزز التعلم، بينما يرى آخرون أنه وسيلة لتعزيز المرونة للتعامل مع الإجهاد الناتج عن الصدمة. يرى البعض هذا على أنه تمرين في بناء الشخصية، بينما يؤكد البعض الآخر على أهمية المهارات المعرفية. بينما المهارات المعرفية عند الأطفال.
المهارات المعرفية
تشير المهارات المعرفية إلى الوظائف التنفيذية مثل الذاكرة العاملة والتحكم في الانتباه والمرونة ضبط الانفعالات والتخطيط. وتشمل أيضاً المعتقدات والمواقف التي توجه إحساس الفرد بذاته وطرق التعلم والنمو.
الكفاءة العاطفية عند الأطفال
الكفاءة العاطفية هي القدرة على فهم وتنظيم والتعبير عن المشاعر المقبولة في ثقافة معينة. تعد القدرة على إدارة المشاعر والتعبير عنها أمراً أساسياً للنمو الاجتماعي-العاطفي الصحي. بينما المهارات المعرفية عند الأطفال.
الكفاءة الاجتماعية عند الأطفال
الكفاءة الاجتماعية هي القدرة على الانخراط في التفاعلات الاجتماعية المناسبة تطورياً مع الآخرين، والقدرة على تلبية احتياجات الفرد مع الحفاظ على علاقات إيجابية مع الآخرين. بينما الكفاءة العاطفية عند الأطفال.
أهمية التطور الاجتماعي – العاطفي
التطور الاجتماعي والعاطفي هو جوهر تطور البشرية. إن امتلاك المهارات في المجالات الثلاث يتنبأ بالعديد من النتائج الإيجابية من الطفولة إلى البلوغ. بينما الكفاءة العاطفية عند الأطفال.
تقلل القدرة على تنظيم المشاعر القوية بشكل مناسب السلوك التخريبي، العدوانية وغيرها من السلوكيات غير القادرة على التكيف، وتعزز أيضا الذكاء العاطفي والنجاح الأكاديمي. بينما الكفاءة العاطفية عند الأطفال.
يرتبط التعبير العاطفي السليم والعواطف الإيجابية والسلبية ارتباطاً وثيقاً بالمهارات الاجتماعية للمراهقين والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية والشعبية. بينما الكفاءة العاطفية عند الأطفال.
يعد فهم مشاعر المرء وتحقيق التوازن بينها وبين مشاعر الآخرين مهارات شخصية حيوية. أولئك الذين يتمتعون بوعي اجتماعي هم أكثر ثقة في تطوير علاقات صحية وحل النزاعات وتنظيم عواطفهم واتخاذ قرارات مسؤولة.
تشكل المهارات الاجتماعية والعاطفية القوية أيضاً عاملاً وقائياً يمنع ظهور المشكلات الصحية النفسية. إنها تساعد الشباب على المثابرة عند مواجهة التحديات ما يؤدي إلى المرونة في ظل الظروف العصيبة.
أولئك الذين يفتقرون إلى الكفاءات الاجتماعية والعاطفية معرضون للخطر ليس فقط الأمراض النفسية ولكن أيضاً لمشاكل سلوك الأطفال وضعف الأداء الأكاديمي والانحراف وإدمان المخدرات.
إحصائيات عن التطور الاجتماعي العاطفي عند الأطفال
يعاني ما يصل إلى 14.2% من الأطفال دون سن الخامسة من مشاكل عاطفية واجتماعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية والتي تؤثر سلباً على تطور الطفل وأدائه واستعداده للمدرسة.
في عام 2008، أفاد ييتس وزملاؤه أن 40% فقط من الأطفال في سن رياض الأطفال لديهم المهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية التي يحتاجونها للنجاح في بيئة اجتماعية. بينما الكفاءة العاطفية عند الأطفال.
عوامل الخطر
تكون صحة الطفل العاطفية ضعيفة وهشة خلال السنوات الأولى من حياته ومع زيادة عدد عوامل الخطر تزداد نتائج الأطفال سوءاً.
فيما يلي بعض عوامل الخطر المعروفة في تطور الطفل:
- الفقر.
- التعرض للعنف المجتمعي.
- العنف المنزلي.
- عادات تأديبية قاسية وغير متسقة.
- الأحداث الصادمة الجديدة.
- مستوى تعليم منخفض للوالدين.
- دعم اجتماعي محدود للأم.
- استخدام الوالدين للمواد المخدرة.
- إصابة الوالدين بالأمراض النفسية.
- إساءة معاملة الطفل أو إهماله.
- الأطفال الخدج جداً أي (مدة الحمل أقل من 30 أسبوع أو الوزن عند الولادة أقل من 1250 جرام).
- عدم مبالاة الأمهات.
- الحرمان من الاتصال باللمس.
كيفية مساعدة الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية – العاطفية
لاحظ الباحثون أن السنوات الخمسة الأولى من حياة الأطفال تؤثر بشكل كبير على تطورهم المعرفي والسلوكي والاجتماعي والعاطفي.
يشمل التعلم العاطفي الاجتماعي (SEL) مجموعة متنوعة من المهارات المعرفية لكن بعضها يعمل بمثابة لبنات بناء مهارات تزداد تعقيداً لاحقاً في الحياة.
مثلما يجب أن يتعلم الأطفال القراءة قبل أن يتمكنوا من القراءة للتعلم، يجب أن يتعلموا تنظيم عواطفهم قبل أن يتمكنوا من إصدار أحكام سليمة حول كيفية الاستجابة للمواقف الصعبة.
هذا هو الإطار العام الذي يمكن للوالدين والمعلمين اتباعه لمساعدة الأطفال على تطوير مهاراتهم العاطفية الاجتماعية المبكرة.
علاقات وثيقة مع التطور العاطفي الاجتماعي
تتطور مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي (SEL)عند الأطفال لأول مرة من خلال العلاقات بينهم وبين الوالدين.
لا يولد الأطفال مع القدرة على تنظيم عواطفهم ولا يطورون مهارات ضابطة وتنظيمية من الفراغ.
التنظيم المشترك هو العملية التي يتفاعل فيها الآباء والأطفال وينظمون العواطف معاً. عندما تتوفر علاقة وثيقة بين الوالدين والطفل يصبح من الممكن استخدام الآباء التنظيم المشترك لمساعدة الأطفال على تطوير التنظيم العاطفي.
يمكن للعلاقات في المدارس مع كل من المعلمين والأقران أن تعزز التطور الاجتماعي وتطور التنظيم الذاتي.
لمسة جسدية إيجابية
بالنسبة للرضع، مرحلة ما قبل المدرسة والأطفال الصغار يعد اللمس أو الاتصال الجسدي طريقة فعالة لمساعدتهم على تنظيم مشاعرهم الهائجة خلال نوبات الغضب.
تشير الأبحاث إلى أنه في المواقف المجهدة، مثل الانفصال الجسدي أو اختفاء المشاعر(عدم التوافر عاطفياً)، فإن اللمس يخفف من الضيق وعدم التنظيم الذي تسبب بهم ذلك للرضع.
عندما تلقى الخدج تلامساً جلدياً خلال فترة وجودهم في الحاضنة، كانت عتبات المشاعر السلبية لديهم أعلى ومعدل ضربات قلبهم أقل وتقلص بكاءهم بشكل واضح جداً.
تدريب وتوجيه العواطف
يتطلب تنظيم الحالات العاطفية مراقبة، تيسير وتثبيط المستويات المرتفعة من المشاعر الإيجابية والسلبية على حد سواء. إذ تسمح للطفل بالتعامل مع التوتر والتركيز على التعلم الاجتماعي وتحقيق الأداء الأمثل.
تؤثر معتقدات الآباء وطرقهم المتبعة للتعبير عن مشاعرهم على الأساليب التي يتفاعلون بها مع أطفالهم.
يستخدم الآباء، ممن لديهم عقلية تدريب وتوجيه المشاعر، مشاعر أطفالهم السلبية كفرص تعليمية، ويساعدون الأطفال الأكبر سناً على إدراك مشاعرهم ومعرفة كيفية ارتباطها بالموقف من خلال توجيه المشاعر.
في التدريب العاطفي، يستمع الآباء إلى أطفالهم ويتعاطفون معهم ويعترفون بحقيقة مشاعرهم ويعلمونهم كيفية تسمية تلك المشاعر وكيفية حل المشكلة. يتيح تطوير الوعي العاطفي للأطفال إبعاد أنفسهم نفسياً عن نوبة العواطف الحالية والتفكير والتأمل فيما يشعرون به.
استراتيجيات التأقلم
طوال مرحلة نمو الطفل، يمكن أن يطبق تدريجياً ما تعلمه في التنظيم المشترك لضبط نفسه، ويحدث التحول من التنظيم المشترك إلى التنظيم الذاتي تدريجياً وليس بشكل مفاجئ.
فيما يلي أربع استراتيجيات فعالة لإضافتها إلى ذخيرة الطفل الأكبر سناً في التعامل مع العواطف. يمكن للوالدين أيضاً استخدامها لضبط سلوك أطفالهم:
- الإلهاء: ابحث عن نشاط جذاب بديل
- إعادة التقييم: انظر إلى المسألة من زاوية مختلفة
- تهدئة روعك: تنفس بعمق
- تغيير رد فعلك: فكر ملياً في الموقف وتوصل إلى استراتيجيات ممكنة
لعب الأدوار (التظاهر)
يرتبط التظاهر (لعب الأدوار) بمهارات تنظيم المشاعر والمهارات الاجتماعية بشكل أفضل.
تسمح المشاركة في لعب الأدوار للأطفال بممارسة مهارات تبني وجهة النظر(التظاهر بأنك شخص آخر) ومهارات العلاقات (العلاقات المتخيلة) ومهارات حل النزاعات (التظاهر بالتعامل مع قضايا الحياة اليومية) والمهارات الاجتماعية (تخيل المواقف الاجتماعية). ومع ذلك، لم يتم تحديد علاقة سببية أو آلية واضحة لذلك.
على الرغم من عدم وضوح ما إذا كان اللعب التخيلي يؤدي إلى زيادة الذكاء العاطفي لدى الأطفال، فإنه لا يبدو أنه ضار بهم، بل تظهر الدراسات أنه يمكن أن يزيد من إبداع الأطفال.
التعلم الاجتماعي العاطفي (SEL) في المدرسة يعزز التطور عند الأطفال
يمكن صقل المهارات الاجتماعية والعاطفية من خلال برامج التعلم الاجتماعي العاطفي ذات الجودة العالية.
يُظهر استخدام تدخلات هذا التعلم القائمة على الأدلة في المدرسة تحسينات كبيرة في مهارات التعلم الاجتماعي والعاطفي والسلوك والمواقف والأداء الأكاديمي بالإضافة إلى تقليل الاضطرابات العاطفية والمشكلات السلوكية.
البيئة المدرسية السليمة
يمكن أن تؤثر جهود التعلم الاجتماعي العاطفي في السياقات المدرسية الواسعة والمنهجية بعدة طرق ولكن أكثرها وضوحاً وإثماراً هي التأثير على ثقافة ومناخ المدرسة. تحدد ثقافة المدرسة وظروفها أسلوب وتركيز العلاقات والتفاعلات بين المعلمين والطلاب.
يمكن أن تؤثر التوقعات المدرسية على السلوك (مثل استخدام لغة قائمة على الاحترام في جميع الأوقات وإظهار اللطف للآخرين) تأثيراً كبيراً على بيئة المدرسة، بالإضافة إلى الجهود المستمرة لبناء علاقات رعاية بين الطلاب والموظفين على بيئة المدرسة.
القواعد الاجتماعية – العاطفية
دحضت الأبحاث العديد من أساليب التربية التقليدية التي تبناها أجدادنا مع اعتقادهم أنها فعالة. فيما يلي بعض القواعد لمساعدة أطفالنا على تطوير قدراتهم الاجتماعية والعاطفية:
السماح للأطفال بالتحكم بالنفس وتهدئتها يساهم في التطور الاجتماعي العاطفي عند الأطفال
تظهر الدراسات أن الأبوة والأمومة أمر بالغ الأهمية لتنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال.
من خلال تبني أسلوب الأبوة والأمومة المتسم بالحنية والمرونة، قد يغدو الوالدان بمثابة قاعدة آمنة ويساعدان أطفالهم على تكوين أنماط تعلق آمنة معهم، مثلاً قد تغمر السعادة طفلة صغيرة لحلها الأحجية قبل أن تكتشف أن القطعتين المتبقيتين لا تتناسبان معاً، هنا قد يعطي مقدم الرعاية الأساسي لها حلاً أو يحاول تخفيف مشاعرها السلبية استجابة لإحباطها.
يمكن أن تعزز استجابة الوالدين باستمرار للضغوط العاطفية لهذه الطفلة شعورها بالأمان في العلاقة وقدرتها على تنظيم عواطفها. بينما الكفاءة الاجتماعية عند الأطفال.
سيتعلم الأطفال في النهاية تهدئة أنفسهم من خلال عملية التنظيم المشترك. ومع ذلك فإن القدرة على التهدئة الذاتية لا تأتي عبثياً من الفضاء. بعبارة أخرى إن “تعلم كيفية تهدئة الذات بمفرده” تشبه ترك الطفل “لتعلم السباحة” بدون توجيه والنتيجة ستكون إما تعلم السباحة أو الغرق. بينما الكفاءة الاجتماعية عند الأطفال.
استخدام التربية السلطوية يؤثر على التطور الاجتماعي العاطفي عند الأطفال
عند استخدام القوة كأسلوب مفضل للتأديب فإن التربية المؤكدة للسلطى لها آثار سلبية على الكفاءات العاطفية – الاجتماعية للأطفال. تؤثر الضوابط القاسية سلباً على سلوك الطفل وتطوره العاطفي، في حين ترتبط الأساليب الحازمة أكثر وذات السلطة الأقل بنتائج أفضل للطفل. بينما الكفاءة الاجتماعية عند الأطفال.
بالإضافة إلى عدم مساعدة الطفل على تعلم التنظيم الذاتي، يمكن أن تؤدي التربية القاسية أيضاً إلى نتائج سلبية بما في ذلك تدهور الصحة البدنية والنفسية له. بينما الكفاءة الاجتماعية عند الأطفال.
إهمال صحتك النفسية
تؤثر الصحة النفسية للوالدين بشكل مباشر على التطور الاجتماعي والعاطفي لأطفالهم. إذا كان الوالدان متوترين أو يعانيان من مشكلات صحية نفسية، فقد يصعب عليهما توفير رعاية أبوية مستجيبة، سريعة ودقيقة أو دعم عاطفي لأطفالهم. بينما الكفاءة الاجتماعية عند الأطفال.
يجب على أولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية أو الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع المشاكل العاطفية لأطفالهم طلب المساعدة المختصة في أسرع وقت ممكن.
اقرأ أيضاً: نظريات تطور الطفل وأمثلة عنها
اقـرأ أيضاً: تنمية الطفل، سلوكياً، نفسياً و معرفياً
اقرأ أيضاً: الأبوة المفرطة، دلائل وآثار الحوم المستمر حول الأطفال