التفكير الإيجابي هو حالة ذهنيّة تعمَد إلى توقّع الأشياء الجيّدة على الدوام، واستثناء الأشياء السلبيّة، وتتعدد فوائد التفكير الإيجابي. إذ إنه يخفّض نسبة التوتر ويرفع مستوى مناعة الجسم، كما أنه يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ليس هذا فحسب، بل إنّ المحافظة على توقع الأشياء الإيجابية يضمن لك حياةً أطول أيضاً.
فيما يلي، نقدم إليك ما توصلت إليه الأبحاث بالنسبة لموضوع التفكير الإيجابي والتقدم بالعمر، وما يمكنك فعله لتحصل على أكبر فائدة.
التفكير الإيجابي يطيل العمر
أفادت دراسات أُجريت عام 2019، أن التفكير الايجابي يطيل العمر بنسبة تتراوح بين 11 إلى 15 بالمئة.
ومن المرجح البقاء على قيد الحياة حتى سن الـ 85 فأكثر. ويجب الأخذ بعين الاعتبار تأثير عدد من العوامل الأخرى كالعمر، الجنس، الدخل، الإحباط والحالة الصحية.
أظهرت الأبحاث أنّ من لديه منظور إيجابي عن مرحلة الشيخوخة خلال فترة الشباب، فُرَصُه أكبر للعيش مطولاً مقارنة بمن يخافون مرحلة التقدم في العمر.
يعود السبب في ذلك إلى أنّ تعديل رأيك في الشيخوخة وأنت ما زلت شابّـاً، يبني منظوراً إيجابياً يمكن أن يكون له تأثير هائل على متوسط العمر المتوقع.
التفكير الإيجابي يعزز القدرة على التكيّف
تشير نتائج الدراسات إلى أنّ التفكير الإيجابي بما يخص موضوع الشيخوخة يزيد عزيمة الفرد بالعيش، وتحصّنه أمام المرض وتجعله أكثر إقداماً نحو الصحة.
من المرجح تعرُّض أصحاب النظرة المتفائلة لضغط أقل، بالإضافة إلى تقليل احتمال تفاقم الأمراضالمزمنة والاضطرابات.
التفكير الإيجابي مع التقدم بالعمر يمنحك الحكمة
تميل المجتمعات لتعظيم الشباب والجمال، بينما يتم ربط الجوانب السلبية مع التقدم بالعمر.
على الرغم من ذلك؛ فإنّ التجربة المرتبطة بفترة الرشد تمنح كبار السن قوة الإدراك والحكمة. فهم غالباً أقرب بميولهم للروحانيات ويعطونها أولوية بعمق خلال ما تبقى من حياتهم.
باتباع نهج حياة بسيط وصحي، يمكنك المحافظة على صحتك وطاقتك خلال حياتك.
نصائح أخرى لتمضي الشيخوخة بشكل صحي
بالإضافة إلى التفكير الإيجابي، هناك أساليب حياة أخرى تطيل عمرك. على سبيل المثال، ممارسة التمارين الرياضية، الحفاظ على وزن صحي ثابت، تناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية، استهلاك كميات متوسطة فقط من المشروبات الكحولية (في حال شرب أي منها) وعدم التدخين.
أثبتت الدراسات أن اتباع النصائح والأساليب السابقة يطيل العمر من 12 إلى 14 سنة.
بينما تشير الدراسات إلى إطالة العمر، فهي من جهة أخرى لا تناقش تحسين جودة الحياة غالباً.
ولكن كما يكشف علم النفس، يسهم التفكير والمشاعر الإيجابيين بشكل كبير بالشعور بالسعادة؛ حينئذٍ بمقدورك الاستمتاع بحياة غنية مفعمة بالرضا.
كيف تعتنق التفكير الإيجابي؟
البقاء متفائلاً هو ممارسة تشبه التأمل واليوغا وأيّـة طقوس عناية بالذات. لحسن الحظ، الأدوات المطلوبة لذلك مجانية ويمكنك القيام بها بمفردك وعلى وتيرتك.
وفيما يلي بعض الطرق لغرس الأفكار الإيجابية بشكل واعي في حياتك اليومية:
احتفظ بمذكرة امتنان
لا يهم الشكل الذي تختاره، سواء قائمة مختصرة في جهازك المحمول، أو الكتابة دفتر الملاحظات.
إذ يُعد الامتنان طريقة قوية وفعالة للتعبير عن المشاعر وتخفيف الضغط، قد تختلف المسألة المطروحة هنا، لكن جوهرها هو الثبات والديمومة.
سوف تساعدك الممارسة بانتظام على وضع طرق جديدة للتفكير، فيمكنك بسهولة تحديد وإلغاء التفكير السلبي حال نشأته.
تكرار عبارات إيجابية
إذا قلت شيء ما بعدد مرات كثيرة من المحتمل أن تؤمن به، هذا ما يكمن وراء العبارات الإيجابية. أي تكرار التصريحات بعدد هائل من المرات حتى تغدو جزءاً من تفكيرك. كقولك مثلا: “أنا أشعر بالاطمئنان كل يوم” أو “أستطيع التعامل مع أي شيء يعترض طريقي”.
من المهم أن تُبقي تلك العبارات متجذّرة في الحياة الواقعية، إذ قد يتبادر إلى عقلك الباطن عبارات بعيدة المنال، مما يعيدك إلى حالة ذهنية سلبية.
التأمل
أظهرت الدراسات أن التأمل يزيد بشكل واضح السلوك الإيجابي.
هناك عدة طرق لممارسة التأمل، لكن الأكثر شيوعاً هو التركيز على العبارات الإيجابية. أي العبارات التي تحرض على التعاطف مع الذات والتعاطف مع الآخرين باستخدام عبارات مثل: “هل يمكنني أن أكون سعيداً!” و “هل يمكنني أن أبقى بخير؟”.
اقضِ وقتاً مع أصحاب التفكير الإيجابي
كما يقول المثل: “قل لي من تصاحب، أقُل لك من أنت”. يبدو من المنطقي أنه عندما تصاحب أشخاص آخرين يشعرون بالتفاؤل، فإنك ستميل للإحساس بالمعنويات العالية والسعادة والدعم.
لربما عليك أن تبني حدوداً لمن يقللون من طاقتك الإيجابية.
الخلاصة
أبق في ذهنك أن الإيجابية هي اختيار ولكنها ليست بذلك الخيار السهل.
قد تصعّب مشاكل الحياة الحفاظ على طريقة تفكير مشرقة، فقد تستغرق أياماً عند عدم وجود أفكار إيجابية داخلك.
لكن مع الممارسة يمكنك بناء أساس يساعدك على تغيير الأفكار السلبية، والبدء بملاحظة الفوائد التي ستنعكس إيجاباً على صحتك الجسدية، العقلية والوجدانية.
اقرأ أيضاً: ما هو الشعور بالذنب؟ وكيف يمكننا التخلص منه بخطوات بسيطة؟
المصدر: Embrace Aging With Positive Thinking
تدقيق: محمود خضرة
تحرير: جعفر ملحم