السلوك المحفوف بالخطر، أسبابه، تأثيراته الاجتماعية وكيفية الحصول على المساعدة

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يشير السلوك المحفوف بالخطر (Risk-taking behavior) إلى ميل البعض للانخراط في أنشطة قد تكون ضارة أو خطرة، وقد يشمل ذلك الإسراف في شرب الكحول، تناول مواد غير مشروعة، القيادة تحت تأثير الكحول أو ممارسة الجنس دون وسائل وقاية. أسباب السلوك المحفوف بالخطر, التأثيرات الاجتماعية للسلوك المحفوف بالخطر, عوامل السلوك المحفوف بالخطر, سلوك المجازفة.

تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن تلك السلوكيات تزيد من مخاطر الإصابات والعنف غير المقصودين.

أسباب السلوك المحفوف بالخطر

هناك عدة أسباب تجعل الناس ينخرطون في سلوكيات محفوفة بالخطر، ويكون فهمها مفيداً للمساعدة في إيجاد الطرق المناسبة لعلاجها.

السعي وراء التشويق

نظراً إلى أن السلوك المحفوف بالخطر ربما يكون مهدداً للحياة، يتساءل بعض الناس عن سبب مشاركة أي شخص في ذلك. من جهة، يعرض هذا السلوك أولئك الذين ينخرطون فيه للأذى لكنه يمنحهم الفرصة لتجربة نتيجة يرون أنها إيجابية من جهة أخرى.

قد تؤدي السلوكيات المحفوفة بالخطر كالقيادة بسرعة وتعاطي المخدرات مثلاً إلى حوادث السيارات أو الجرعات الزائدة تباعاً. لكنها في ذات اللحظة قد تجلب مشاعر إيجابية كالإثارة عند القيادة بسرعة أو الشعور بالنشوة عند تعاطي المخدرات.

في بعض الحالات، قد ينخرط الأشخاص أيضاً في سلوكيات محفوفة بالخطر لمجرد أنهم يستمتعون بالإثارة أو اندفاع الأدرينالين في الجسم والذي يصاحب ذلك. يُشار إلى أولئك الأشخاص غالباً باسم ‘الباحثين عن الإثارة’ وقد يجازفون حتى في حالة عدم وجود فائدة حقيقية من القيام بذلك.

التأثيرات الاجتماعية للسلوك المحفوف بالخطر

قد تكون السلوكيات المحفوفة بالخطر أحياناً وسيلة لكسب الموافقة أو القبول الاجتماعي. مثلاً يمكن أن يلعب ضغط الأقران دوراً مهماً في مثل هذه السلوكيات.

فإذا رأى شخص ما أصدقاءه أو أقرانه ينخرطون في سلوكيات محفوفة بالخطر وأراد الشعور بأنهم يتقبلونه كواحدٍ منهم، يزداد احتمال اشتراكه في هذه السلوكيات. أسباب السلوك المحفوف بالخطر, التأثيرات الاجتماعية للسلوك المحفوف بالخطر, عوامل السلوك المحفوف بالخطر, سلوك المجازفة.

غالباً ما يكون هذا صحيحاً وخاصة خلال فترة المراهقة، فعندما يشعر المراهقون بأن مجاراة مجموعتهم الاجتماعية والتماشي معها أمر مهم بشكل خاص، تكون المخاطرة جزءاً طبيعياً من النمو إلى حد معين.

أحياناً، ينخرط المراهقون في شيء من اختبار قدراتهم واستكشاف الحدود خلال تشكيل هوياتهم الخاصة، ما قد يصبح مشكلة عندما يهدد صحة الطفل وسلامته.

الصحة النفسية

قد تساهم بعض الحالات الصحية النفسية في المشاركة في السلوكيات الخطرة. مثلاً، يكون الأفراد المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في بعض الأحيان أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات محفوفة بالخطر. وذلك لأنهم يميلون إلى الاندفاع بشكل أكبر، وقد يكون الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب أكثر عرضة للخطر أثناء نوبة الهوس أو الهوس الخفيف.

تعاطي المخدرات والكحول

يعتبر سوء تعاطي المخدرات والكحول بحد ذاته سلوكاً محفوفاً بالخطر، ولكن استخدام هذه المواد قد يساهم أيضاً في سلوكيات خطرة. وقد يكون الناس أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات محفوفة بالخطر عندما يكونون تحت تأثير المخدرات أو الكحول، وذلك بسبب ضعف القدرة على الحكم المصاحب للتسمم.

بإيجاز، هناك عدة أسباب مختلفة تجعل الناس ينخرطون في تصرفات عالية الخطورة. كما هو الحال مع العديد من أنواع السلوك الأخرى، تؤثر العوامل الجينية والبيئية غالباً على مدى احتمالية تجربة الناس لهذه الأنواع من السلوكيات.

أمثلة على السلوك المحفوف بالمخاطر

يشمل هذا السلوك مجموعة من السلوكيات، ويحمل بعضها عواقب وخيمة أكثر من غيره. في بعض الحالات، قد ينطوي على حدوث أكثر من سلوك واحد عالي الخطورة في نفس الوقت، تتضمن بعض الأمثلة على سلوكيات المخاطرة التي قد ينخرط فيها الأشخاص ما يلي:

  • النشاط الإجرامي مثل السرقة أو التخريب أو التعدي على الآخرين.
  • القيادة تحت تأثير المخدرات أو الكحول.
  • الانخراط في قيادة خطرة، كسباقات الشوارع أو إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة.
  • ممارسة الرياضات الخطرة التي تنطوي على مخاطر عالية للإصابة أو الوفاة.
  • الشجار.
  • المقامرة، والمراهنة في كثير من الأحيان على أكثر مما يمكنهم تحمل خسارته.
  • ممارسة الجنس مع الغرباء.
  • ممارسة الجنس دون وقاية من الأمراض المنقولة جنسياً أو الحمل غير المخطط له.
  • إرسال الرسائل النصية أو مشاركة محتوى جنسي صريح على التطبيقات الاجتماعية.
  • التسرب من المدرسة.
  • تدخين التبغ.

حتى عندما ينخرط المجازفون في سلوكيات تمارس على نطاق واسع، كشرب السجائر وتدخينها، فإنهم يعرضون حياتهم للخطر لأن الوفيات المرتبطة بهذه السلوكيات أعلى من الوفيات المرتبطة بتعاطي المخدرات، لكنهم بالواقع يتجاهلون عواقب سلوكياتهم.

الفئات الأكثر عرضة للانخراط في السلوك المحفوف بالخطر

هناك عدد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية انخراط الأشخاص في سلوك محفوف بالخطر وهي ما يلي. أسباب السلوك المحفوف بالخطر, التأثيرات الاجتماعية للسلوك المحفوف بالخطر, عوامل السلوك المحفوف بالخطر, سلوك المجازفة.

العمر

قد يلعب العمر دوراً في مدى احتمالية انخراط الشخص في سلوكيات محفوفة بالخطر، فالمراهقون والشباب مثلاً أكثر عرضة لذلك من كبار السن. إذ يكون دماغ المراهق في طور النمو والنضج، ونتيجة لذلك يكون الشباب أكثر اندفاعاً وعرضةً للمخاطرة، وأقل احتمالاً للتفكير في العواقب. 

تصل السلوكيات المحفوفة بالخطر غالباً إلى ذروتها في سنوات المراهقة وتنخفض مع تقدم العمر حيث يصبح الناس أكثر نبذاً للمخاطر ونفوراً منها.

الجنس

قد يكون للجنس أيضاً تأثير على السلوك المحفـوف بالخـطر، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن الرجال يميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضة للمخاطرة من النساء. قد يتأثر هذا الاختلاف بالهرمونات، وخاصة هرمون التستوستيرون المرتبط بالسلـوك المحفـوف بالخطر.

كما أن العوامل الاجتماعية يمكن أن تلعب دوراً أيضاً مثل الضغط للتوافق مع معايير النوع الاجتماعي. فمثلاً، قد يشعر الرجال بالضغط للمخاطرة كي يظهروا “بشكل ذكوري” بينما قد تشعر النساء بالضغط لتجنب المجازفة لتبدو ‘أنثوية’.

الجينات

تلعب الجينات دوراً في السلـوك المحفوف بالخطر أيضاً، إذ تميل التوائم المتماثلة المنفصلة عند الولادة مثلاً للانخراط في سلوكيات المخاطرة بمعدلات عالية. أسباب السلوك المحفوف بالخطر, التأثيرات الاجتماعية للسلوك المحفوف بالخطر, عوامل السلوك المحفوف بالخطر, سلوك المجازفة.

الشخصية

قد تؤثر سمات شخصية معينة أيضاً على السلـوك المحـفوف بالخـطر، فمثلاً، الأشخاص الأكثر اندفاعاً أو بحثاً عن إثارة الأحاسيس أو المغامرة هم أكثر عرضة للمخاطرة. أسباب السلوك المحفوف بالخطر, التأثيرات الاجتماعية للسلوك المحفوف بالخطر, عوامل السلوك المحفوف بالخطر, سلوك المجازفة.

في حين أشارت بعض الأبحاث إلى أن الرجال أكثر عرضة للمخاطرة بشكل عام، وجدت إحدى الدراسات أن كلاً من المجازفين الذكور والإناث يتشاركون نفس سمات الشخصية، كالبحث عن الإحساس الاندفاعي، التصرف بعدائية والاختلاط الاجتماعي.

الحالات الصحية النفسية

قد تساهم بعض الحالات الصحية النفسية كاضطراب إجهاد ما بعد الصدمة في زيادة خطـر السلوكيات المحفـوفة بالمخاطر. إذ أكدت دراسة أجريت عام 2012 على 395 من قدامى المحاربين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وجود صلة بين سلـوك المجازفة والاضطراب المذكور أعلاه.

يكون لدى المحاربين المصابين باضطراب إجهاد ما بعد الصدمة ميل أكبر للعب بالأسلحة النارية مما قد يعرض حياتهم للخطر.

وقد يكون الأشخاص المصابون باضطراب إجهاد ما بعد الصدمة قد نجوا بالفعل من المواقف الخطرة، ويمنحهم سلوك المخاطرة شعوراً بأن لديهم سيطرة أكبر على الخطر الحالي أكثر من الخطر الذي أدى إلى إصابتهم بالاضطراب.

الحصول على مساعدة

إذا وجدت أنك تنخرط في سلوكيات محفوفة بالخطر كتعاطي المخدرات أو الجنس مع الغرباء أو المقامرة، فقد حان الوقت للحصول على المساعدة.

يمكن أن يتسبب سلوك المجازفة في إلحاق الأذى الجسدي بك، أو قد يؤدي إلى إصابتك بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو إلى خسائر مالية لا يمكن تعويضها دون تحمل بعض الأعباء الثقيلة.

التعامل مع الصحة والسلامة كلعبة بهذا الشكل ليس تصرفاً حكيماً. لذا، من المفضل أن تطلب المساعدة المختصة وتستعين بمعالج كفؤ. أسباب السلوك المحفوف بالخطر, التأثيرات الاجتماعية للسلوك المحفوف بالخطر, عوامل السلوك المحفوف بالخطر, سلوك المجازفة.

يمكن للمعالج النفسي أن يساعد في معالجة الأسباب الكامنة التي قد تساهم في السلـوك المحفـوف بالخطر. كما يمكنك أيضاً العثور على مجموعة مساندة للأشخاص الذين يمرون بتجارب مماثلة.

الدعم الاجتماعي مهم أيضاً، لذا ضع في اعتبارك أن تثق بشخص مقرب لمساعدتك على الشعور بالمسؤولية عندما تنتابك الرغبة في الانخراط بسلوكيات محفوفة بالمخاطر.

اقـرأ أيضاً:  السلوك العدواني السلبي، تعريفه وكيفية التعامل معه

اقرأ أيضـاً: السلوك غير الاجتماعي والسلوك المعادي للمجتمع

اقـرأ أيضاً: السلوك الخارجي ذو الطابع العدواني، أسبابه وعلاجه

المصدر: Factors Associated With Risk-Taking Behavior

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

Clear Filters
error: