You do not have permission to view this result. التفكير السحري، أمثلة عنه، سلبياته وإيجابياته | Obstan - أوبستان

التفكير السحري، أمثلة عنه، سلبياته وإيجابياته

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يشير التفكير السحري (Magical Thinking) إلى فكرة بأنك قادر على التأثير على نتائج أحداث معينة من خلال القيام بأمر لا صلة تربطه بالظروف. سنتحدث في هذا المقال عن إيجابيات وسلبيات التفكير السحري (الأفكار السحرية) وأمثلة عنه، وهل هناك ارتباط بين التفكير السحري والدين؟

إنه أمر شائع عند الأطفال مثلاً “حبس أنفاسك وأنت تسير في نفق؛ فإذا انتهى النفق، سوف تتحقق الأمنية، أو الدوس على الفواصل بين بلاط الأرصفة هو فأل سيء”. يمكن أن يستمر هذا النمط من التفكير حتى مرحلة البلوغ أيضاً.

من الممكن أنك تصالحت مع حقيقة أن الوحوش لا تعيش تحت السرير ولكن ربما لازلت تتحقق من وجودها (أو الركض والقفز على السرير خوفاً وتحسباً)، أو لديك زي يجلب الحظ ترتديه عندما تتمنى أن تسير الأمور كما تريد.

بشكل عام، ليس من الخطأ اتباع الطقوس أو الخرافات، لكن يمكن أن يكون التفكيـر السحـري أحياناً علامة على حالة صحية نفسية.

أمثلة شائعة عن التفكير السحري

يظهر التفكير السحري في كل مكان، وبعضه منتشر في أصقاع المعمورة إلى حد ما، وتتفرد ثقافات معينة ببعضه الآخر. 

الطقوس والعادات والتقاليد 

إليك بعض أشهر الأفكار السحرية:

  • أطرق الخشب لتبعد الحسد.
  • ارتداء ملابس جالبة للحظ.
  • تمني أمنية بعد النفخ على هندباء برية (طرخشقون) أو الإمساك بعظم الترقوة وشدها للتمني (أو ارتداء عظمة الحظ كقلادة) أو حتى إطفاء شموع كعكة عيد الميلاد. 
  • تخطي الصعود إلى الطابق 13 أو الغرفة التي تحمل ذات الرقم أو حتى تخطي تصميمها. 

كلها أمثلة عن التفكير السحري، وتؤديها رغبةً بتحقيق نتائج محددة. 

الخرافات وحكايات العجائز

لا يركز التفكير السحري دائماً على جعل الأمور تسير على ما يرام وله سلبيات عديدة، مثلاً إليك الآتي:

  • المشي تحت السلم يجلب الحظ السيء.
  • كسر المرآة يعني 7 سنوات من الحظ السيئ.
  • المشاكل لا تأتي فرادى. 
  • تجلب القطة السوداء التي تعبر طريقك الحظ السيئ (قد يخالف ذلك رأي الكثير من مالكي القطط في جميع أنحاء العالم).

ارتباطات أخرى غير التصنيف السابق

يتضمن نوع آخر من التفكير السحري ربط نتائج معينة بشيء لا يمكن أن يسببها بشكل مباشر مثلاً:

  • صرخت في وجه أختك ثم سقطت على الأرض وضربت رأسها.
  • ستؤدي إعادة تشغيل هاتفك إلى ظهور الرسالة المرتقبة.
  • سوف تتحرك سيارتك القديمة، إذا توسلت إليها بقوة كافية.

الدين والتفكير السحري

يعتقد بعض الناس الدين شكلاً من أشكال التفكير السحري، ومع ذلك من المهم مراعاة المرجعية الفكرية لشخص ما عندما يتعلق الأمر بهذا الجدال.

طبعاً قد تبدو بعض المعتقدات وكأنها تفكير سحري لأولئك الذين لا ينتمون إلى نفس الثقافة أو الدين؛ مثلاً بالنسبة للملحد، قد تبدو الصلاة شكلاً من أشكال التفكير السحري.

لكن التفكير السحري يتضمن عموماً القيام بأشياء تعرف (بسرِّك أو أعماقك) أنها لن تؤثر على النتيجة النهائية لأي شيء.

يصل معظم المتدينين إلى معتقداتهم من خلال تجارب عاطفية، لذا فإن الدين ليس بالضرورة مثالاً على التفكير السحري.

إيجابيات التفكير السحري الممكنة

إذاً، لماذا يمارس الناس الطقوس ويضعون الخرافات في عين الاعتبار خصوصاً في حال معرفتهم أن لا أساس منطقي لها؟

إليك الجواب.

الراحة

يمكن أن توفر هذه الممارسات والمعتقدات (الأفكار السحرية) إحساساً بالراحة في عالم لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير. قد يساعدك التفكير السحري على الشعور بتحكم أكثر في الأشياء التي لا تمتلك حقاً وسيلة لإدارتها.

عندما لا يكون لديك أي شيء آخر تتشبث به، يمكن للمعتقدات الخرافية أن تقلل الضيق أو الإحباط حتى لو لم تكن ذات قوة فعلية . يتعزز إيمانك بالخرافات إذا سارت الأمور كما تتمنى. 

مثلاً، لقد نجحت في ذلك الامتحان الذي كنت قلقاً بشأنه؟ بالطبع نجحت، كنت تستخدم قلمك المحظوظ.

التفاؤل

يمكن أيضاً أن تُعتبر قوة التفكير الإيجابي تفكيراً سحرياً نوعاً ما. لا يوجد دعم علمي لفكرة أن التفكير بأفكار إيجابية قد يكون الشفاء لحالات صحية نفسية مثل الاكتئاب أو السرطان. 

رغم ذلك، تشير الدلائل إلى أن الحفاظ على الإيجابية يمكن أن يغير نظرتك ويساعدك على ضبط التوتر والاكتئاب بسهولة أكبر.

يجعل التفاؤل المتزايد ملاحظة الأشياء الجيدة من حولك أسهل والتي تساعد في تخفيف الإجهاد العاطفي، حتى لو لم تتحسن صحتك جسدياً، يمكن أن تساعدك النظرة الجديدة أحياناً في الشعور بالتحسن؛ لو قليلاً.

يمكن أن تساعدك هذه الأفكار في الوصول إلى ذهنية تشعر فيها أنك مهيأ بشكل أفضل لاتخاذ خطوات ملموسة كي تعالج المشكلات التي تواجهها.

الثقة

يشير أحد الأبحاث أيضاً إلى أن الخرافات قد تؤثر تأثيراً إيجابياً على الأداء. إبقاء أصابعك متقاطعة أو حمل تميمة الحظ أو تمني الحظ لشخص ما بقول “حظ سعيد!” يمكن أن يساعد في تعزيز الثقة مما يؤدي إلى أداء أفضل.

سلبيات التفكير السحري

بغض النظر عن كل هذه الفوائد، يمكن أن يكون للتفكير السحري (الأفكار السحرية) بعض العيوب. إذا وضعت كل إيمانك في الخرافات والطقوس دون التفكير في الاحتمالات الأخرى أو بذل جهد خاص بك، فقد تواجه صعوبة في تحقيق النجاح.

تجنب العلاجات المدعومة علمياً لصالح التفكير السحري يمكن أن يكون له أيضاً عواقب وسلبيات وخيمة إذا كنت تتعامل مع مشكلة صحية خطيرة أو تهدد حياتك.

يمكن أن يصبح التفكير السحري معقداً ومخادعاً بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بشيء ملموس، مثلاً على الرغم من أنك درست لعدة ساعات فإنك لم تشعر بالقدرة على اجتياز الاختبار بدون قلمك الرصاص (بفرض أن قلم الرصاص يجلب الحظ).

لكن ماذا لو أخطأت ونسيت قلم الرصاص أو كان في غير محله؟ قد تقلق أثناء الاختبار من فقده إلى الأبد، بالتالي يصعب عليك التركيز على الاختبار الفعلي.

عندما تفشل في الاختبار، تلقي اللوم على عدم وجود قلم الحظ  ولا تفكر في سبب آخر. علماً أن السبب الأكثر رجحاناً هو شعورك بالتوتر الذي أدى إلى تخريب أدائك.

التفكير السحري عرض من الأعراض الصحية النفسية أحياناً

قد يمثل التفكير السحري أحياناً أحد أعراض حالة صحية نفسية، يحمل هذا النوع عادة شعوراً بعدم السيطرة عليه ويخلق الكثير من الإجهاد.

فيما يلي نظرة على ظهور التفكير السحري في حالات مختلفة.

اضطراب الوسواس القهري(OCD) 

يحدث التفكير السحري (الأفكار السحرية) عادةً كجزء من اضطراب الوسواس القهري، إذ ينخرط المصابون بالوسواس القهري في طقوس معينة أو إجراءات قهرية لتهدئة الأفكار الوسواسية التي يعانون منها.

قد يعتقد شخص ما أنه سيتعرض لحادث سيارة إذا لم يضغط على غطاء محرك سيارته ثلاث مرات مثلاً. في حين أن البعض الآخر يؤدون هذه الطقوس دون إيمان حقيقي بأن لديها قوة، فإن آخرين لديهم قناعة قوية بأن الفشل في أداء الطقوس سيكون له عواقب سلبية.

القلق

يعاني الأشخاص المصابون بالقلق من مستويات عالية من التفكير السحري. على سبيل المثال:

  • الشعور بالقلق لفترة طويلة حيال النتائج التي يقل احتمال حدوثها أو واقعيتها. 
  • الاعتقاد أن التخطيط لكل نتيجة سلبية محتملة تؤمن حماية  من تلك النتائج. 
  • صعوبة في اتخاذ إجراءات ملموسة بسبب المخاوف المحتملة. 

الفُصام

ربط البعض التفكير السحري باضطرابات طيف الفصام، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2014 رابطاً قوياً بين التفكير السحري والهلوسات السمعية لدى المصابين بالفصام.

قد يكون لدى الأشخاص المصابين بالفصام:

  • إيمان بامتلاك قوى خاصة.
  • اعتقاد أن عليهم اتخاذ إجراءات محددة للحماية من الشر.
  • إرفاق معنى عميق أو مهم للأحداث اليومية.

طلب المساعدة

إذا كنت تتساءل ما الذي يفصل التفكير السحري العادي عن التفكير السحري الذي قد يثير القلق، فقد يساعدك التفكير فيهما من منظور الشدة  والخطورة.

إليك أحد الأمثلة: يؤمن كثير من الناس بالكائنات الفضائية أو أشكال حياة خارج كوكب الأرض. قد يأخذ الشخص الذي يعاني من مشكلة التفكير السحري هذا الأمر إلى أبعد من ذلك معتقداً أن:

  • الفضائيين موجودون، ويعيشون في أجساد بشرية ويخططون في نهاية المطاف إلى الاستيلاء على البشرية جمعاء.
  • ارتداء لون أو نوع معين من المعدن يؤمن بعض الحماية ضد الفضائيين.

نتيجة لذلك، قد يرتدون هذا اللون المحدد فقط ويحتفظون دائماً بقليل من المعدن في جيوبهم. يتسبب هذا في مشاكل عندما يتعين عليهم السير عبر جهاز الكشف عن المعادن أو ارتداء زي موحد للعمل.

وقد يعانون أيضاً من الكثير من القلق إذا فقدوا تلك القطعة المعدنية أثناء الخروج في نزهة ولم يكن لديهم بديل فوري.

علامات التفكير السحري الإشكالي

من الجيد التحدث إلى معالج عن التفكير السحري عندما:

  • يسبب الضيق والإجهاد.
  • يؤثر على الحياة اليومية.
  • لا يمكنك التحكم في أفكارك.
  • تثير أفكارك الرغبة في إيذاء نفسك أو الآخرين.
  • تبدو مشاعرك غير عادية ومستمرة.

يمكن أن يساعد التحدث إلى المعالج أيضاً في حال المعاناة من الأعراض الصحية النفسية الأخرى المرافقة للتفكير السحري؛ خاصة إذا ظهر أي ارتباط بينهما. 

قد تشمل هذه الأعراض:

  • مزاج منخفض مستمر.
  • سلوكيات قهرية.
  • مخاوف أو قلق مفرطين.
  • تغيرات في المزاج.
  • رؤية أو سماع أشياء لا يستطيع أي شخص آخر رؤيتها أو سماعها.
  • الحاجة إلى تناول العقاقير المخدرة للتعامل مع هذه الأعراض.

خلاصة

التفكير السحري العرضي أمر طبيعي جداً، ويفكر به معظم الناس من حين لآخر خلال حياتهم، وهو غير ضار إلى حد ما وقد يكون له بعض الفوائد.

لذا، تمسك بكل تمائم الحظ خاصتك، ولكن فكر في التحدث إلى معالج إذا كنت قلقاً بشأن شدة أو حدة طقوسك أو معتقداتك.

اقـرأ أيضاً: ما هي التشوهات المعرفية؟

اقرأ أيضاً: الانحيازات المعرفية، أسباب حدوثها وبعض الأنواع الشائعة

اقرأ أيضاً: نمط تفكير “الكل أو اللا شيء”

المصدر: Magical Thinking Explained

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: