عوامل تعزيز الصلاحية الداخلية والخارجية الفرق بينهما أمثلة عنها
الصلاحية الداخلية (internal validity) هي مقياس مدى.جودة الدراسة (أي بنيتها) ودقة نتائجها التي تعكس المجموعة التي تمت دراستها؛ أما الصلاحية.الخارجية (external validity) فترتبط بمدى إمكانية تطبيق النتائج على أرض الواقع. يساعد هذان المفهومان الباحثين على قياس ما إذا كانت نتائج الدراسات البحثية موثوقة وذات جدوى.
الصلاحيـة الداخلية:
- استنتاجات الدراسة لها ما يبررها
- التحكم في المتغيرات الخارجية
- إلغاء أية تفسيرات بديلة
- التركيز على الدقة ومناهج البحث القوية
الصلاحيـة الخارجية:
- إمكانية تعميم النتائج
- إمكانية تطبيق النتائج على المواقف العملية
- إمكانية تطبيق النتائج بنسبة كبيرة على أرض الواقع
- إمكانية تطبيق النتائج على حالات أو سياقات أخرى
الصلاحية الداخلية في البحث
الصلاحيّة الداخليّة هي مدى قدرة الدراسة البحثية على إنشاء.علاقة سببية موثوقة، ويعتمد النوع هذا من الصلاحية إلى حد كبير على إجراءات الدراسة ومدى دقة تنفيذها.
الصلاحيـة الداخليـة هامة لأنه عندما يتم إثباتها، يمكن استبعاد التفسيرات البديلة للنتيجة. فمثلاً، إذا قمت بتنفيذ برنامج للإقلاع عن التدخين، فإن الصلاحية الداخلية تضمن.أن أي تحسن في وضع المشاركين يعود إلى العلاج الذي قُدِّم في البرنامج، وليس إلى شيء آخر.
عوامل تعزيز الصلاحية الداخلية والخارجية الفرق بينهما أمثلة عنها
لا تحتمل الصلاحية الداخلية الشك؛ بل نعتمد في مدى ثقتنا.بنتائج الدراسة على ما إذا كان البحث يتجنب أي عوامل قد تجعل النتائج هذه موضع شك؛ فكلما قلت العوامل.التي تسبب “الإرباك”، ازدادت الصلاحية الداخلية، وبالتالي ثقتنا بأنفسنا.
تشير عوامل الإرباك (confounding) إلى متغيرات لا يمكن.السيطرة عليها يمكن أن تؤثر في نتائج الدراسة، ما يجعلنا نشك في موثوقية العلاقة السببية بينها
باختصار، لا يمكنك الثقة بأن الدراسة صالحة داخلياً إلا إذا كان بإمكانك استبعاد التفسيرات البديلة للنتائج. هناك ثلاثة معايير مطلوبة لافتراض وجود علاقة سببية في دراسة بحثية:
- يسبق السبب التأثير زمنياً
- يختلف السبب والنتيجة معاً
- لا توجد تفسيرات أخرى محتملة لهذه العلاقة
العوامل التي تعزز الصلاحية الداخلية
لضمان الصلاحية الداخلية للدراسة، عليك أن تأخذ في الحسبان جوانب تصميم البحث التي تزيد احتمال إمكانية رفض أي فرضيات بديلة. يمكن للعديد من العوامل تحسين الصلاحيـة الداخلية في البحث، بما في ذلك:
عوامل تعزيز الصلاحية الداخلية والخارجية الفرق بينهما أمثلة عنها
- التعمية (Blinding): لا يعلم المشاركون، وحتى الباحثون أحياناً،.بالتدخل الذي يتلقونه (مثل تقديم دواء وهمي لبعض المشاركين في دراسة دوائية)،.كي لا تسبب المعلومات هذه تحيزاً في تصوراتهم وسلوكياتهم، وبالتالي تؤثر في نتائج الدراسة.
- التلاعب التجريبي (Experimental manipulation): هو التلاعب.بمتغير مستقل (independent variable) في الدراسة (مثل إعطاء المدخنين برنامجاً للإقلاع.عن التدخين)، بدلاً من مجرد مراقبة العلاقة بين المتغيرات دون إجراء أي تدخل (مثل العلاقة بين ممارسة الرياضة والتدخين).
- الاختيار العشوائي (Random selection): وهو اختيار المشاركين بشكل عشوائي أو بطريقة تجعلهم يمثلون المجتمع الذي ترغب في دراسته.
- العشوائية أو التوزيع العشوائي (Randomization or random assignment): وهو توزيع.المشاركين بشكل عشوائي على مجموعات العلاج ومجموعات التحكم (control groups)، مع التأكد من عدم وجود انحياز منهجي بين مجموعات البحث.
- بروتوكول دراسة صارم (Strict study protocol): وهو اتباع إجراءات محددة خلال مدة الدراسة كي لا تحدث أي تأثيرات غير مقصودة. على سبيل المثال، التعامل بشكل مختلف مع مجموعة من المشاركين في الدراسة عما تتعامل به مع مجموعة أخرى.
العوامل المؤثرة سلباً في الصلاحية الداخلية
مثلما هناك العديد من الطرائق لضمان الصلاحية الداخلية،.هناك أيضاً قائمة من العوامل السلبية المحتملة التي يجب أخذها في الحسبان عند التخطيط للدراسة:
عوامل تعزيز الصلاحية الداخلية والخارجية الفرق بينهما أمثلة عنها
- الاستنزاف (Attrition): عندما يتسرب المشاركون أو يتركون البحث،.ما يعني أن النتائج تستند إلى عينة منحازة من الأشخاص الذين لم يختاروا المغادرة.فحسب (وربما لديهم سمة مشتركة، مثل الدافع الأعلى).
- الإرباك (confounding): حالة يمكن فيها الاعتقاد بأن.التغييرات في المتغير التابع ناتجة عن نوع من المتغير الخارجي الذي لم يتم قياسه أو التلاعب به في الدراسة.
- الانتشار (diffusion): يشير إلى نقل النتائج التي حققتها مجموعة.في الدراسة إلى مجموعة أخرى من خلال تفاعل المجموعات مع بعضها والتحدث معاً أو مراقبة كل مجموعة لأخرى. كما يمكن أن يؤدي هذا إلى مشكلة أخرى تسمى الإحباط المسبب للاستياء (resentful demoralization)،.إذ تبذل مجموعة التحكم جهداً أقل لشعورهم بالاستياء من المجموعة التي ينتمون إليها.
- انحياز القائم على التجربة (Experimenter bias): يتصرف القائم على.التجربة بطريقة مختلفة مع مجموعات مختلفة في الدراسة، ما قد يؤثر في النتائج.(ولكن يمكن التخلص من الانحياز هذا باستخدام التعمية).
- الأحداث التاريخية (Historical events): والتي قد تؤثر في.نتائج الدراسات التي تُجرى على مدى فترة من الزمن، مثل تغير زعيم سياسي أو حدوث كارثة طبيعية،.وبالتالي تؤثر في شعور المشاركين في الدراسة وتصرفاتهم.
- المعدات (Instrumentation): وتعني “إعداد” المشاركين.في الدراسة بطرائق معينة من خلال المقاييس المستخدمة، ما يجعلهم يُظهرون ردود فعل.مختلفة عن تلك التي كانوا ليظهروها في حالة أخرى.
- النضج (Maturation): وهو تأثير الزمن كمتغير في الدراسة. على سبيل المثال، إذا أُجريت دراسة على مدى فترة زمنية طويلة طرأت.خلالها تغيرات طبيعية على المشاركين (مثل التقدم في السن أو الشعور بالتعب)،.فقد يستحيل استبعاد احتمال ظهور التأثيرات في الدراسة بسبب الوقت.
- الانحدار الإحصائي (Statistical regression): انحدار التأثير الطبيعي.للمشاركين عند أقصى مستويات المقياس بسبب مرور الوقت، بدلاً من أن يكون تأثيراً مباشراً للتدخل.
- الاختبار (Testing): يؤثر اختبار المشاركين بشكل متكرر باستخدام.نفس المقاييس في النتائج؛ فإذا أعطيت شخصاً الاختبار ذاته ثلاث مرات، من المحتمل أن يتحسن.أداؤه عندما يتعلم الاختبار أو يعتاد على العملية، ما يؤدي إلى اختلاف إجاباته.
الصلاحية الخارجية في البحث
تشير الصلاحية الخارجية إلى مدى إمكانية تطبيق نتائج.الدراسة البحثية على سياقات أخرى؛ وهو أمر هام لأن إثبات الصلاحية الخارجية يعني أن النتائج.قابلة للتعميم على أفراد أو مجموعات سكانية مماثلة.
تجيب الصلاحية الخارجية بإيجاب عن سؤال: هل تنطبق النتائج على أشخاص وأماكن ومواقف وفترات زمنية مماثلة؟
الصلاحية السكانية (Population validity) والصلاحية البيئية.(ecological validity) هما نوعان من الصلاحية الخارجية؛ إذ تشير الصلاحية السكانية إلى إمكانية تعميم.نتائج البحث على سكان أو مجموعات أخرى، بينما تشير الصلاحية.البيئية إلى إمكانية تعميم نتائج الدراسة على مواقف أو أماكن أخرى.
عوامل تعزيز الصلاحية الداخلية والخارجية الفرق بينهما أمثلة عنها
قابلية النقل (transferability) هو مصطلح آخر يشير إلى إمكانية تطبيق النتائج على مواقف ذات خصائص مماثلة. ترتبط قابلية النقل بالصلاحية الخارجية، وتشير إلى تصميم بحث نوعي.
العوامل التي تعزز الصلاحية الخارجية
توجد عدة طرائق لتعزيز الصلاحية الخارجية في الدراسة، وتشمل:
- التجارب الميدانية (Field experiments): وتعني إجراء الدراسات خارج المختبر في بيئة طبيعية.
- معايير التضمين والاستبعاد (Inclusion and exclusion criteria): وضع معايير.تحدد المشاركين في البحث، والتأكد من تحديد السكان الذين تتم دراستهم بوضوح.
- الواقعية النفسية (Psychological realism): التأكد من أنَّ المشاركين.يعتقدون بأنَّ أحداث الدراسة حقيقية من خلال إخبارهم.بـ “قصة بديلة” أو قصة مختلفة عن هدف الدراسة كي لا يتصرفوا بشكل مختلف.عن تصرفاتهم الطبيعية في الحياة الواقعية بسبب معرفة التوقعات أو الهدف من الدراسة.
- تكرار التجربة (Replication): إمكانية إجراء الدراسة مجدداً باستخدام.عينات مختلفة أو في أماكن أخرى لمعرفة ما إذا كانت ستحقق النتائج ذاتها. عندما يتم إجراء العديد من الدراسات حول نفس الموضوع،.يمكن أيضاً استخدام التحليل التلوي (meta-analysis) لتحديد ما إذا كان من.الممكن تكرار تأثير المتغير المستقل، وبالتالي جعله أكثر موثوقية.
- إعادة المعالجة أو المعايرة (Reprocessing or Calibration): استخدام الأساليب الإحصائية لضبط.مشكلات الصلاحية الخارجية، مثل إعادة تشكيل المجموعات إذا كانت متباينة في الدراسة بسبب خاصية معينة (كالعمر).
العوامل المؤثرة سلباً في الصلاحية الخارجية
تتأثر الصلاحية الخارجية سلباً عندما لا تأخذ الدراسة في الحسبان.تفاعل المتغيرات في العالم الواقعي، وتشمل تلك العوامل المؤثرة ما يلي:
- تأثيرات ما قبل الاختبار وبعده (Pre- and post-test effects): عندما يكون.الاختبار الذي يسبق أو يلي الدراسة مرتبطاً بتأثيره، بحيث تختفي العلاقة السببية بدون هذه الاختبارات الإضافية.
- سمات العينة (Sample features): عندما تكون بعض سمات.العينة المستخدمة مسؤولة كلياً أو جزئياً عن التأثير في الدراسة، ما يؤدي إلى عدم القدرة على تعميم النتائج.
- انحياز الاختيار (Selection bias): يهدد هذا العامل أيضاً الصلاحية.الداخلية للبحث، إذ يصف الاختلافات بين المجموعات في الدراسة والمرتبطة بمتغير مستقل،.مثل الدافع أو الرغبة في المشاركة في الدراسة، أو التركيبة السكانية المحددة.للأفراد الذين من المرجح أن يشاركوا في استطلاع عبر الإنترنت.
- العوامل الظرفية (Situational factors): قد تؤثر عوامل مثل وقت إجراء.الدراسة وموقعها، الضوضاء، سمات الباحث وعدد المقاييس المستخدمة على تعميم النتائج.
عوامل تعزيز الصلاحية الداخلية والخارجية الفرق بينهما أمثلة عنها
على الرغم من أنَّ أساليب البحث الصارمة يمكن أن تضمن الصلاحية الداخلية، فإن هذه العوامل قد تقيّد الصلاحية الخارجية
الفرق بين الصلاحية الداخلية والصلاحية الخارجية
الصلاحية الداخلية والصلاحية الخارجية هما مفهومان بحثيان يشتركان في بعض أوجه التشابه مع وجود العديد من الاختلافات بينهما أيضاً.
- أوجه التشابه
أحد أوجه التشابه بين الصلاحية الداخلية والصلاحية الخارجية.هو أنَّه ينبغي أخذ كلا العاملين في الحسبان عند تصميم الدراسة، وذلك لتأثيرهما في معنى نتائج الدراسة.
الصلاحية الداخلية والخارجية مفهومان ضروريان في الأبحاث على حد سواء. لذلك، على الباحث أن يحدد دوماً مدى تأثير الدراسة وفق كل نوع من أنواع الصلاحية.
عوامل تعزيز الصلاحية الداخلية والخارجية الفرق بينهما أمثلة عنها
يتم عادة أيضاً الإبلاغ عن كل من هذه المفاهيم في المقالات.البحثية المنشورة في المجلات العلمية، وذلك كي يتمكن الباحثون الآخرون من تقييم.الدراسة واتخاذ القرارات بشأن ما إذا كانت النتائج مفيدة وصالحة.
- أوجه الاختلاف
الفرق الأساسي بين الصلاحية الداخلية والصلاحية الخارجية.هو أنَّ الصلاحية الداخلية تشير إلى بنية الدراسة (ومتغيراتها)، بينما تشير الصلاحية الخارجية إلى إمكانية تعميم النتائج. ولكن هناك اختلافات أخرى بين المفهومين أيضاً. على سبيل المثال، تركز الصلاحية الداخلية على إظهار التأثير.الناتج عن المتغير المستقل وحده، بينما يمكن تطبيق نتائج الصلاحية الخارجية على العالم.
لا تتعارض الصلاحية الداخلية مع الصلاحية الخارجية؛ إذ يمكن.أن تكون للدراسة صلاحية داخلية، ولكن بشكل عام لا صلة لها بالعالم الحقيقي، كما يمكن إجراء. دراسة ميدانية وثيقة الصلة بالعالم الحقيقي، ولكن دون.أن يكون لها نتائج موثوقة بشأن تحديد المتغيرات التي أحدثت النتائج
أمثلة عن الصلاحية
- مثال عن الصلاحية الداخلية
يفترض أحد الباحثين أن استخدام تطبيق معين لممارسة اليقظة الذهنية (mindfulness) سيقلل من الحالة المزاجية السلبية. لاختبار هذه الفرضية، يقسّم الباحث عشوائياً عينة من.المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة تستخدم التطبيق خلال فترة محددة ومجموعة تحكم تقوم بمهمة أخرى.
يحرص الباحث على عدم وجود انحياز منهجي في كيفية توزيع المشاركين.على المجموعات، وذلك من خلال عصب عيني المساعدين في البحث كي لا يعرفوا.المجموعات التي ينتمي إليها المشاركون أثناء التجربة.
عوامل تعزيز الصلاحية الداخلية والخارجية الفرق بينهما أمثلة عنها
يتم أيضاً استخدام بروتوكول دراسة صارم لتحديد إجراءات الدراسة؛.حيث يتم قياس المتغيرات المربكة المحتملة.إلى جانب الحالة المزاجية، مثل الحالة الاجتماعية.والاقتصادية للمشاركين والجنس والعمر وعوامل أخرى. إذا انسحب المشاركون من الدراسة، يتم فحص سماتهم للتأكد من عدم وجود انحياز منهجي فيما يتعلق بمن سيستمر فيها.
- مثال عن الصلاحية الخارجية
تظهر نتائج الدراسة السابقة في بيئة واقعية إذا استخدم المشاركون تطبيق اليقظة الذهنية في المنزل بدلاً من المختبر.
لضمان تحقيق الصلاحية الخارجية أكثر، يحدد الباحث بوضوح.الفئة المطلوبة ويختار عينة تمثِّلها، وقد يكرر الباحثون أيضاً نتائج الدراسة باستخدام أجهزة تكنولوجية مختلفة.
في الختام
يقتضي إجراء تجربة تُحقق صلاحية داخلية وصلاحية خارجية.سليمتان أن تفكر منذ البداية في العوامل التي يمكن أن تؤثر في كل جانب من جوانب البحث.
من الأفضل تخصيص وقت إضافي في تصميم دراسة بنيتها.سليمة ولها تأثيرات طويلة بدلاً من الانتهاء من مرحلة التصميم بسرعة، ثم اكتشاف المشكلات فيما بعد. لا يمكن التوصل إلى استنتاجات قوية حول نتائج البحث إلا عندما تكون الصلاحية الداخلية والخارجية عاليتان.
اقرأ أكثر: دليل مناهج البحث في علم النفس
اقـرأ أكثر: خصائص الطلب في تجارب علم النفس وأمثلة عليها
اقرأ أكثـر: دراسة الحالة، الفوائد، الايجابيات، السلبيات وأمثلة عنها