المنهج العلمي في البحث النفسي، خطواته، استخداماته ومصطلحاته الرئيسة

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يستخدم الباحثون النفسيون عند تقصي الظواهر النفسية والبحث فيها عملية تعرف باسم المنهج العلمي (Scientific Method)، وذلك بهدف دراسة الأوجه المختلفة لطريقة تفكير الناس وتصرفهم.

تتضمن خطوات المنهج العلمي المتبعة عند إجراء بحث ما:

  • مراقبة ما يريد الباحث التقصي عنه.
  • طرح سؤال البحث ووضع تنبؤات.
  • اختبار الفرضية وجمع البيانات.
  • فحص النتائج والخروج باستنتاجات.
  • كتابة تقرير بالنتائج ومشاركتها.

لا تسمح هذه العملية للعلماء باستكشاف الظواهر النفسية المختلفة وفهمها فحسب، بل تزود الباحثين وغيرهم بطريقة لمشاركة نتائج دراساتهم ومناقشتها.

عموماً، توجد خمس خطوات أساسية في المنهج العلمي؛ على الرغم من أن البعض قد يقسم هذه العملية إلى سبع أو ثماني خطوات. يمكن أن تتضمن الخطوة الإضافية أيضاً تطوير أسئلة بحث جديدة بناء على نتائج الباحث.

ما هو المنهج العلمي؟

يتألف المنهج العلمي من خمس خطوات، وهو عبارة عن عملية تدريجية خطوة بخطوة، ويستطيع الباحثون اتباعها لتحديد فيما إذا كان هناك نوع من العلاقة بين متغيرين أو أكثر.

من خلال معرفة خطوات المنهج العلمي، يستطيع الفرد فهم العملية التي يخوضها الباحثون للوصول إلى استنتاجات حول السلوك البشري بشكل أفضل.

خطوات المنهج العلمي

بينما تتنوع الدراسات البحثية، فإن هناك خطوات أساسية يستخدمها العلماء والباحثون في علم النفس عند دراسة السلوك البشري، وهي ما يلي.

الخطوة الأولى: الملاحظة والمراقبة

قبل البدء، يجب أن يختار الباحث موضوعاً يثير اهتمامه لدراسته. وعندما يتم ذلك، عليه إجراء مراجعة شاملة ومستفيضة للأدبيات الموجودة والمتعلقة بموضوع البحث.

تزود هذه المراجعة الباحث بمعلومات قيمة حول ما تم تعلمه مسبقاً عن الموضوع وبالأسئلة التي لا تزال دون إجابة.

يمكن أن تتضمن المراجعة الأدبية النظر في قدر كبير من المواد المكتوبة سواء في الكتب أو المجلات الأكاديمية والتي يعود تاريخها لعقود مضت

يعرض الباحث المعلومات ذات الصلة التي قام بجمعها في قسم المقدمة لنتائج الدراسة النهائية المنشورة. تساعد هذه المادة والتي تعد بمثابة خلفية للبحث الباحث في الخطوة الأولى الأساسية من خطوات البحث النفسي وهي صياغة فرضية (Formulating a Hypothesis).

الخطوة الثانية: طرح سؤال

بمجرد أن تتم الخطوة الأولى بنجاح، إذ يكتسب الباحث بعض المعلومات الأساسية عن الموضوع، تأتي الخطوة الثانية وهي طرح سؤال. يقوم الباحث بصياغة فرضية، وهي تخمين مدروس حول العلاقة بين متغيرين أو أكثر.

على سبيل المثال، قد يطرح الباحث سؤالاً حول العلاقة بين النوم والأداء الدراسي: هل يكون أداء الطلاب الذين يحصلون على قسط أكبر من النوم أفضل في الاختبارات المدرسية؟

من المهم التفكير بمختلف الأسئلة التي يمكن أن تخطر على بال الباحث والمتعلقة بالموضوع وذلك في سبيل صياغة فرضية جيدة. يجب عليه أيضاً الأخذ بالاعتبار كيف يمكنه البحث في الأسباب ودراستها.

تعد قابلية الدحض (Falsifiability) جزءاً مهماً من الفرضية السليمة. بمعنى آخر، إذا كانت الفرضية خاطئة، يجب أن تكون هناك طريقة يستطيع العلماء من خلالها تبيان خطئها.

الخطوة الثالثة: اختبار الفرضية وجمع البيانات

بمجرد صياغة فرضية ذات أسس صلبة، يبدأ الباحث بوضع هذه الفكرة موضع الاختبار من خلال جمع البيانات؛ ويمثل ذلك الخطوة التالية من خطوات المنهج العلمي.

تعتمد الأساليب الدقيقة المستخدمة للبحث في الفرضية على ما تمت دراسته بالضبط. يوجد شكلان أساسيان من البحث يمكن أن يستخدمهما عالم النفس: البحث الوصفي (descriptive research) أو البحث التجريبي (experimental research).

يُستخدم البحث التجريبي عادة عندما يكون من الصعب أو حتى المستحيل التلاعب بالمتغيرات المدروسة. من الأمثلة على البحث التجريبي دراسات الحالة (Case Studies)، المراقبة الطبيعية (Naturalistic Observation) والدراسات الارتباطية (Correlation Studies). أحد الأمثلة على البحث الوصفي هو الاستبيانات عبر الهاتف والتي تجريها الجهات التسويقية أحياناً.

تعد الدراسات الارتباطية شائعة بشكل كبير في البحث النفسي. على الرغم من أنها لا تسمح للباحثين بتحديد السبب والتأثير (العلاقة السببية)، فإنها تمكّنهم من اكتشاف العلاقات بين متغيرات مختلفة ومن قياس قوة هذه العلاقات.

يُستخدم البحث التجريبي لاستكشاف العلاقات السببية (cause-and-effect relations) بين متغيرين أو أكثر، وينطوي على التلاعب المنهجي بمتغير مستقل (Independent Variable) ثم قياس تأثير ذلك على متغير تابع (Dependent Variable) محدد

إحدى الميزات الكبيرة التي يتمتع بها هذا المنهج هي أنه يسمح للباحثين بالفعل بتحديد فيما إذا كانت التغيرات في متغير واحد تؤدي في الواقع إلى تغيرات في آخر.

في حين أن التجارب النفسية معقدة جداً أحياناً، فإن تجربة أساسية بسيطة إلى حد ما تتيح أمام الباحثين بالفعل تحديد العلاقات السببية بين المتغيرات.

تستخدم التجربة البسيطة (simple experiment) لتحديد فيما إذا كانت التغيرات في متغير واحد تؤدي إلى تغيرات في متغير آخر، وتستخدم أغلب هذه التجارب مجموعة تحكم أو المجموعة الضابطة (Control Group)، وهي تلك التي لا تتلقى العلاج ومجموعة تجريبية (Experimental Group)، وهي التي تتلقى العلاج.

الخطوة الرابعة: فحص النتائج والخروج باستنتاجات

بعد أن يصمم الباحث الدراسة ويجمع البيانات، يحين وقت فحص المعلومات والخروج باستنتاجات حول ما وجده. باستخدام الإحصائيات، يمكن للباحثين تلخيص البيانات، تحليل النتائج واستخلاص الاستنتاجات استناداً إلى الأدلة.

إذاً، كيف يقرر الباحث ماذا تعني نتائج دراسة ما؟ لا تدعم التحليلات الإحصائية أو (تدحض) فرضية الباحث فحسب، بل يمكن استخدامها لتحديد فيما إذا كان ما توصل إليه ذو دلالة إحصائية.

عندما يقال أن النتائج ذات دلالة إحصائية يعني هذا أنه من غير المحتمل أن تكون تلك النتائج وليدة الصدفة.

بناء على هذه الملاحظات، يجب أن يحدد الباحثون بعد ذلك ماذا تعني النتائج. في بعض الحالات، تدعم التجربة الفرضية، وتفشل في ذلك في حالات أخرى.

إذاً، ماذا يحدث حين لا تدعم نتائج التجربة النفسية فرضية الباحث؟ هل يعني ذلك أن الدراسة لا قيمة لها؟

لا يعني مجرد أن النتائج لا تدعم الفرضية أن البحث غير ذي فائدة أو لا يقدم معلومات جديدة. في الواقع، يلعب مثل هذا البحث دوراً مهماً في مساعدة العلماء في تطوير أسئلة وفرضيات جديدة  للبحث فيها واستكشافها مستقبلاً.

بعد استخلاص الاستنتاجات، تأتي الخطوة المتمثلة بمشاركة النتائج مع الآخرين في المجتمع العلمي. هي جزء مهم من العملية لأنها تساهم في القاعدة المعرفية العامة وتستطيع مساعدة العلماء الآخرين في إيجاد آفاق بحث جديدة لاستكشافها.

الخطوة الخامسة: كتابة تقرير بالنتائج

هي الخطوة الأخيرة في الدراسة النفسية، وتتم عادة من خلال كتابة وصف للدراسة ونشر المقال في مجلة أكاديمية أو مختصة.

تتبع هيكلية المقال نموذجاً محدداً وضعته الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، إذ يجب على الباحثين:

  1. تقديم تاريخ وخلفية موجزان عن بحث سابق. بينما استخدامات المنهج العلمي.
  2. طرح فرضياتهم. بينما المنهج العلمي في البحث النفسي أمثلة على البحث العلمي.
  3. تحديد المشاركين في الدراسة وكيف تم اختيارهم. بينما استخدامات المنهج العلمي.
  4. تقديم تعاريف عملية لكل متغير. بينما استخدامات المنهج العلمي.
  5. شرح المقاييس والإجراءات التي استخدمت في جمع البيانات. بينما استخدامات المنهج العلمي.
  6. وصف طريقة جمع المعلومات وتحليلها. بينما استخدامات المنهج العلمي.
  7. مناقشة ماذا تعني النتائج. بينما استخدامات المنهج العلمي.

ما أهمية مثل هذا السجل التفصيلي للدراسة النفسية؟

عبر شرح الخطوات والإجراءات المستخدمة خلال رحلة الدراسة، يستطيع الباحثون الآخرون تكرار النتائج؛ أي إعادة الدراسة البحثية في ظروف مختلفة ومع أشخاص مختلفين بشكل عام لتحديد فيما إذا كان بالإمكان تطبيق النتائج الأساسية للدراسة الأصلية على مشاركين آخرين وبيئات أخرى.

تضمن عملية التحرير التي تستخدمها المجلات الأكاديمية والمختصة أن تخضع كل مقالة يتم تقديمها لمراجعة شاملة من قبل الأقران، ما يساعد في ضمان أن تكون الدراسة سليمة علمياً.

بمجرد نشرها، تصبح الدراسة بمثابة قطعة أخرى من لغز القاعدة المعرفية الموجود مسبقاً والخاص بالموضوع المطروح. بينما المنهج العلمي في البحث النفسي أمثلة على البحث العلمي.

 مصطلحات رئيسة

قبل أن تبدأ في استكشاف خطوات المنهج العلمي، فيما يلي مراجعة لبعض المصطلحات والتعاريف الأساسية التي يجب أن تكون على دراية بها:

  • قابلية الدحض (Falsifiable): تكون المتغيرات قابلة للقياس بحيث يمكن إثبات أن الفرضية خاطئة عندما تكون كذلك. 
  • الفرضية (Hypothesis): تخمين مدروس حول العلاقة المحتملة بين متغيرين أو أكثر. 
  • المتغير (Variable): عامل أو عنصر يمكن أن يتغير ضمن طرق يمكن مراقبتها وقياسها. 
  • التعريف العملي (Operational definition): وصف كامل لطريقة تعريف المتغيرات بالضبط وكيف سيتم التلاعب بها وقياسها.

استخدامات المنهج العلمي

تتمثل أهداف الدراسات النفسية في وصف، شرح، تفسير وتوقع العمليات أو السلوكيات النفسية وربما التأثير عليها.

في سبيل ذلك، يستخدم علماء النفس المنهج العلمي لإجراء البحث النفسي، والمنهج العلمي هو مجموعة من المبادئ والإجراءات المستخدمة من قبل الباحثين بهدف تطوير أسئلة، جمع بيانات والوصول إلى استنتاجات.

أهداف البحث العلمي في علم النفس

لا يسعى الباحثون إلى وصف السلوكيات وشرح أسباب حدوثها فحسب، بل يحاولون جاهدين خلق بحث يمكن استخدامه للتنبؤ بالسلوك البشري وحتى تغييره.

يطرح علماء النفس وغيرهم من الباحثين في علم الاجتماع بانتظام شروحات تفسر السلوك البشري. على المستوى الأقل رسمية، يطلق الناس أحكاماً على نوايا، محفزات، دوافع وأفعال الآخرين بصورة يومية، وبينما تكون الأحكام اليومية التي نطلقها على السلوك البشري شخصية وغير مؤكدة، فإن الباحثين يستخدمون المنهج العلمي لدراسة علم النفس بطريقة موضوعية ومنهجية.

تُنشر نتائج هذه الدراسات أحياناً في وسائل الإعلام الشعبية، ما يؤدي بالكثيرين إلى مجرد التساؤل عن كيفية توصل الباحثين إلى مثل هذه الاستنتاجات والسبب وراء ذلك.

أمثلة على البحث العلمي

الآن، وبعد التعرف إلى خطوات البحث العلمي، من المفيد رؤية آلية عمل كل خطوة من خلال مثال من الحياة الواقعية.

على سبيل المثال، شرع الباحثون في اكتشاف العلاقة بين القلق والعلاج النفسي:

  1. الخطوة الأولى (المراقبة): يختار الباحثون تركيز دراستهم على البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 25-40 سنة ويعانون من اضطراب القلق المعمم.
  2. الخطوة الثانية (طرح سؤال): السؤال الذي يودون الحصول على إجابة له من خلال الدراسة هو: هل تقلل جلسات العلاج النفسي الأسبوعية أعراض اضطراب القلق المعمم عند البالغين بين عمري 25 و 40 .
  3. الخطوة الثالثة (اختبار الفرضية): يجمع الباحثون المعطيات حول أعراض القلق عند المشاركين، ويعملون مع المعالجين النفسيين لوضع برنامج متسق يخضع له جميع المشاركين. من المحتمل أن تكون جلسة واحدة لأفراد المجموعة الأولى، بينما لا يتواجد أفراد المجموعة الثانية في أية جلسة.
  4. الخطوة الرابعة (فحص النتائج): يسجل المشاركون ما يعانونه من أعراض وأية تغيرات على طول فترة ثلاثة أشهر. بعد انقضائها، يفيد الأشخاص في المجموعة الأولى بتحسن واضح في الأعراض، بينما لا يفيد أفراد المجموعة الثانية بوجود تغير ملحوظ.
  5. الخطوة الخامسة (كتابة تقرير بالنتائج): يكتب الباحثون تقريراً يتضمن الفرضية، معلومات عن المشاركين، المتغيرات، مسار الدراسة والاستنتاجات التي استخلصوها منها.

في الدراسة المثال، يكتب الباحثون: “تبين أن جلسات العلاج الأسبوعية تقلل أعراض القلق عند البالغين بين عمري 25 و 40″.

بالطبع، هناك الكثير من التفاصيل التي تتعلق بتخطيط وتنفيذ دراسة كهذه، إلا أن هذا المخطط العام يعطي رؤية عن كيفية صياغة فكرة واختبارها، والطريقة التي يتوصل الباحثون من خلالها إلى النتائج مستخدمين المنهج العلمي.

اقـرأ أيضاً: مقدمة إلى مناهج البحث في علم النفس

اقرأ أيضـاً: التحليل الإحصائي الشامل, أهميته, استخداماته وأهدفه

اقـرأ أيضاً: أنواع علم النفس واهتمامات كل نوع

المصدر: Scientific Method Steps in Psychology Research

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: أوبستان
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: