العقاقير المهلوسة (المهلوسات) هي مجموعة من المواد التي تُغيّر أو تُعزز الإدراك الحسي وعمليات التفكير ومستويات الطاقة. ولها أشكال مختلفة، بدءاً من المواد الكيميائية مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)، إلى نباتات مثل البَيُّوت (Peyote).
تتناول هذه المقالة العقاقير المهلوسة (المهلوسات) وتاريخ استخدامها وأنواعها المختلفة، كما تغطي الإمكانات العلاجية والمخاطر المحتملة.
تاريخ استخدام المهلوسات
يعود تاريخ استخدام المهلوسات إلى قرون عديدة وضمن ثقافات مختلفة، ولا يزال بعضها يُستخدم حتى الآن في الاحتفالات الدينية لعيش تجربة روحية أو الوصول إلى حالات وعي عالية.
تم استخدام المهلوسات (العقاقير المهلوسة) في العلاج النفسي خلال فترة الستينيات، ولكن توقف استخدامها لأسباب سياسية بالدرجة الأولى حتى وقت قريب جداً. منذ ذلك الحين، أعادت الأبحاث النفسية إحياء استخدام المهلوسات في العلاج النفسي التجريبي.
ظهرت المهلوسات تدريجياً في علم النفس والطب النفسي، باعتبارها طريقة فعالة لعلاج القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وغير ذلك. لكن يجدر التنويه إلى أن العلاجات المنظمة هي حالياً تجريبية وغير متاحة للجميع.
في حين أن العلاج بالعقاقير المهلوسة يُبشر بالخير في علاج عددٍ من حالات الصحة النفسية، لكن من المهم أن ندرك أن هذا البحث لا يزال في مراحله المبكرة. لا تتوفر المهلوسات للأغراض العلاجية خارج النطاق المحدود ضمن البحث.
إذا كنت تبحث عن علاج لأعراض حالة صحية نفسية لديك، فتأكد من التحدث إلى الطبيب حول خيارات العلاج الأخرى التي قد تساعدك، مثل العلاج النفسي والأدوية الموصوفة والتأمل.
أنواع المهلوسات
يوجد العديد من أنواع المهلوسات (العقاقير المهلوسة)، وفيما يلي بعض أنواع المهلوسات الأكثر استخداماً.
حمض ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)
ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (Lysergic acid diethylamide) هو مركب كيميائياً يسبب الهلوسة، تم تطويره من فطر الإرغوت (ergot)، وهو نوع من العفن ينمو على حبوب الجاودار (rye grain)، المعروف أيضاً ببساطة باسم الحمض (acid).
استُخدم حمض LSD على نطاق واسع في الستينيات حتى أصبح غير قانوني واستمر استخدامه بعد ذلك على الرغم من كونه مادة خاضعة للرقابة.
ثنائي ميثيل تريبتامين (DMT)
ثنائي ميثيل تريبتامين (Dimethyltryptamine) هو مخدر نباتي طبيعي موجود في لحاء وثمار بعض الأشجار في أمريكا الوسطى والجنوبية، مدة تأثيره أقصر بكثير مقارنةً بتأثير المهلوسات الأخرى وعادةّ ما تستمر لمدة ساعة فقط.
ميسكالين (Mescaline)
الميسكالين مادة مخدرة طبيعية موجودة في أنواع معينة من الصبار، وأشهرها صبار البَيُّوت وآثاره مماثلة لتلك الخاصة بحمض LSD.
على الرغم من أن البَيُّوت هو أحد أدوية الجدول الأول، مما يعني أنه غير قانوني، إلا أن تصنيفه كمادة خاضعة للرقابة لا ينطبق على استخدامه في الاحتفالات الدينية الخاصة بالكنائس الأمريكية المحلية.
ومع ذلك، يتعين على أي شخص يقوم بتصنيع البّيُّوت أو توزيعه للكنائس الأمريكية المحلية الامتثال لجميع المتطلبات القانونية.
اللوليوكي (Ololiuqui)
اللوليوكي هو مخدر طبيعي موجود في بذور زهرة مجد الصباح (morning glory)، التي تنمو في أمريكا الوسطى والجنوبية. ومثله كمثل الميسكالين، له تاريخ طويل من الاستخدام في الطقوس الرّوحيّة بين السكان المحليين حيث ينمو النبات، ولكن على عكس الميسكالين فهو ليس مادة خاضعة للرقابة في الولايات المتحدة.
بسيلوسيبين (Psilocybin)
بسيلوسيبين هو مادة مخدرة توجد في بعض الفطريات والتي يشار إليها أحياناً باسم الفطر السحري. وهناك مجموعة واسعة من الفطر المهلوس، وهي غير واضحة تماماً من الناحية القانونية، إذ يمكن العثور عليها في البرية في أجزاء كثيرة من العالم.
يحمل الفطر مخاطراً عاليةً نظراً لسُمية بعض الأصناف، والتي يمكن أن تكون قاتلة.
الإكستاسي (Ecstasy)
يصعب تصنيف الإكستاسي أو كما يعرف باسم MDMA، لأن التأثيرات المهلوسة أقل وضوحاً بينما تأثيرات تحسين الحالة المزاجية والمنشطة أكثر وضوحاً من بعض الأدوية المخدرة الأخرى. لكن مع ذلك لا يخلو من احتمال تسببه بهلوسة وأوهام.
يرتبط عقار الإكستاسي بزيادة مخاطر المشكلات الصحية الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة والجفاف والتسمم بالماء.
آثار المهلوسات
تختلف آثار المهلوسات من شخص لآخر وتلعب عوامل أخرى مثل الجرعة والبيئة والشخصية دوراً في طريقة تأثيرها على الفرد.
وتشمل آثار الأدوية المخدرة (المهلوسات) ما يلي:
- التصور المتغير للوقت.
- صعوبة التواصل بوضوح مع الآخرين.
- الهلوسة مثل الشعور بأحاسيس، سماع أصوات و/أو رؤية مشاهد غير حقيقية.
- زيادة الوعي أو الإدراك.
- طاقة عالية.
- انعدام القدرة على التفكير بعقلانية.
- التجارب الحسية المختلطة (على سبيل المثال، سماع الأصوات).
- الغثيان.
- تجارب روحية.
- تجارب حسية حيّة.
قد تتضمن التأثيرات قصيرة المدى لحمض LSD، البّيُّوت، ثنائي ميثيل تريبتامين (DMT) زيادةّ في معدل ضربات القلب. وقد يتسبب كل من حمض LSD والبّيُّوت أيضاً في زيادة درجة حرارة الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب حمض LSD الدوخة والنعاس وارتفاع ضغط الدم وفقدان الشهية وجفاف الفم والتعرق والتنميل والضعف والرعشة والسلوك الاندفاعي.
يسبب السيلوسيبين الشعور بالاسترخاء أو التأمل الذاتي، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى العصبية والبارانويا (جنون الارتياب) وحتى الشعور بالذعر.
تشمل تأثيرات البّيُّوت حركات غير منسقة وتعرق مفرط واحمرار. يمكن أن يسبب ثنائي ميثيل تريبتامين (DMT) إثارة وتشوهات في الجسم كاملاً أو تشوهات موضعية.
تتشابه تأثيرات اللوليوكي (Ololiuqui’s effects) مع تأثيرات حمض LSD، لكنه قد يسبب أيضاً الغثيان والقيء والصداع وارتفاع ضغط الدم والنعاس.
التحمّل والإدمان
بشكل عام، لا يبدو أن المهلوسات تسبب الإدمان، إذ يُعرَّف الإدمان بأنه الاستخدام المزمن لمادة ما على الرغم من العواقب السلبية.
ومع ذلك، قد تؤدي بعض المهلوسات إلى مرحلة “التحمل” أي يصبح الجسم معتاداً على تأثيرها ويطلب جرعة إضافية لتحقيق نفس التأثيرات، وهذا ما يحدثه استخدام حمض LSD على وجه الخصوص، وهذا أمر محفوف بالمخاطر بسبب الآثار غير المتوقعة التي قد تحدث بسبب الدواء.
كما يُبلغ بعض الأشخاص عن معاناتهم من تأثيرات الانسحاب عند التوقف عن استخدام هذه المواد.
يمكن أيضاً حدوث تحمّل متبادل مع مواد مخدرة أخرى. وتطوير تحمل حمض LSD يعني أن الفرد سيختبر رد فعل منخفض تجاه بعض المواد، مثل الميسكالين والسيلوسيبين.
اقرأ أيضـاً: الإدمان (الاعتماد)، تعريفه، آلية تطوره، أنواعه وطرق معالجته
اقـرأ أيضاً: المعايير الخاصة بـ اضطرابات تعاطي المواد المخدرة وفق DSM-5
اقرأ أيضـاً: طريقة الحد من الضرر، مبادئها واستراتيجياتها في علاج الإدمان
المصدر: ?What Are Psychedelic Drugs
تدقيق: هبة محمد