النقل أو التحويل (Transference) في نظرية التحليل النفسي هو إسقاط المشاعر التي كان يحملها الفرد تجاه شخص ما على المعالج. بينما نقل المشاعر إلى المعالج النفسي النقل في العلاج النفسي.
المثال التقليدي على النقل هو عندما يقع المريض في حب معالجه؛. ومع ذلك، قد ينقل المرء أيضاً مشاعر الغيظ، الغضب، سوء الظن أو الاعتمادية. بينما نقل المشاعر إلى المعالج النفسي النقل في العلاج النفسي.
وبينما يعد النقل إجمالاً مصطلحاً مرتبطاً بحقل علم النفس،. يمكن أن يتجسد في الحياة اليومية عندما يحاول الدماغ استيعاب تجربة حالية من خلال فحص الحاضر بواسطة الماضي.
تعريف النقل
النقل عموماً هو “عملية تحريك شيء أو شخص ما من موضع إلى آخر”،. بينما التعريف المستند إلى علم النفس مختلف قليلاً وينطبق مباشرة على أولئك المختصين في العلاج الصحي النفسي.
في هذا السياق، يُعرف النقل على أنه إسقاط مشاعر الفرد اللاواعية على المعالج،. وتوضح الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن هذه المشاعر هي تلك التي كانت موجهة في الأصل نحو أشخاص مهمين في طفولة الفرد، مثل الوالدين.
ظهر مفهوم النقل في العلاج أواخر القرن العشرين عندما أصبحت المقاربات العلاجية أقل صرامة،. ما منح الممارسين مرونة أكبر في كيفية علاج مرضاهم
أنواع النقل
يعد النقل ظاهرة معقدة، ويمكن أن يكون في بعض الأحيان عائقاً أمام العلاج. على سبيل المثال، قد يشعر المريض بناءً على أحاسيسه بالرغبة في قطع العلاقة مع معالجه النفسي كليّاً، أو قد يصبح غاضباً ومنعزلاً أثناء جلسات العلاج؛. الأمر الذي يعرقل تقدمها.
يعد العمل من خلال المشاعر المنقولة جزءاً مهماً من العلاج النفسي الديناميكي،. إذ يمكن أن توفر طبيعة النقل أدلة مهمة على مشكلات المريض،. بينما يساعد العمل من خلال الموقف في حل الصراعات عميقة الجذور في نفسيته.
هناك ثلاثة أنواع من النقل في العلاج:
- النقل الإيجابي بينما نقل المشاعر إلى المعالج النفسي النقل في العلاج النفسي.
- النقل السلبي بينما نقل المشاعر إلى المعالج النفسي النقل في العلاج النفسي.
- النقل الجنسي بينما نقل المشاعر إلى المعالج النفسي النقل في العلاج النفسي.
النقل الإيجابي النقل في التحليل النفسي
يمكن أن يكون النقل شيئاً جيداً أحياناً، مثلاً عندما تطبق جوانب ممتعة من علاقاتك السابقة على العلاقة مع المعالج،. إذ يمكن أن يكون لذلك نتائج إيجابية لأنك ترى المعالج كشخص حكيم ومهتم بك.
لوحظت فوائد النقل الإيجابي عندما درست حالة تتعلق بطفل مصاب بالتوحد، إذ بمجرد أن بدأ النقل الإيجابي في الحدوث، بدأت علاقة الصبي الصغير بالمعالج تتعزز وبدأ في اتباع توجيهاته إضافة إلى أنه قلل من السلوكيات العدوانية، وتطورت قدراته على التعلم أيضاً.
النقل السلبي النقل في التحليل النفسي
ينطوي النقل السلبي على نقل المشاعر السلبية إلى المعالج، فالغضب والعداء هما من العواطف التي يمكن الشعور بها في مرحلة الطفولة، إما تجاه أحد الوالدين أو أي شخص مهم آخر، ثم تعاود الظهور في العلاقة العلاجية.
يبدو النقل السلبي سيئاً، ولكنه في الواقع يمكن أن يعزز التجربة العلاجية، وبمجرد إدراك ذلك يصبح المعالج قادراً على استخدام هذا النقل كموضوع للمناقشة، وإجراء المزيد من فحوصات الاستجابة العاطفية للمريض.
يمكن أن يكون النقل السلبي مفيداً بصورة خاصة إذا كان المعالج يساعد المريض في التغلب على الاستجابة العاطفية التي لا تتناسب مع ما حدث أثناء جلسة العلاج.
النقل الجنسي النقل في التحليل النفسي
إذا شعر المريض بالانجذاب للمعالج، فمن الممكن أنه يعاني من النقل الجنسي، والذي يشار إليه أحياناً بالنقل الشهواني. تشمل المشاعر التي تندرج تحت النقل الجنسي:
- المشاعر الحميمية والجنسية
- مشاعر التبجيل أو العبادة
- المشاعر الرومانسية والمثيرة للشهوة
تشير بعض الأبحاث إلى أن النقل الجنسي قد يكون أكثر شيوعاً لدى أعضاء مجتمع الميم (LGBTQ)، خاصة إذا كان لدى الشخص عدد قليل من الأصدقاء أو الأفراد الذين يمكن الوثوق بهم.
النقل المضاد النقل في التحليل النفسي
يجب أن يدرك المعالجون النفسيون أيضاً أن هناك احتمال أن تنتقل مشاعرهم وصراعاتهم الداخلية إلى المريض، تُعرف هذه العملية بالنقل أو التحويل المضاد والذي يمكن أن يشوّش العلاقة العلاجية.
شعر ما يقدر بنحو 78% من المعالجين بمشاعر جنسية تجاه المريض في وقت أو آخر، ويشعر المعالجون الذكور بهذه المشاعر الحميمية أكثر من الإناث.
على الرغم من الدلالة السلبية للنقل المضاد، فإن بعض المعالجين النفسيين يستخدمونه بطرق علاجية، وقد يرغب المعالج في الكشف عن مشاعره إذا ذكر المريض أنه يبدو غاضباً.
على سبيل المثال، ينسب الفضل للمريض أولاً في التعرف على هذه المشاعر ثم العمل مع المعالج لفهم مقدار الاستجابة التي توقعها.
أمثلة على النقل في العلاج
فيما يلي بعض الأمثلة التي تبين كيف يبدو النقل في بيئة علاجية.
مثال على النقل الإيجابي: النقل في نظرية التحليل النفسي
كانت والدة طوني محبة وداعمة دائماً، فيظهر لمعالجته نفس المشاعر، معتبراً إياها شخصاً محباً وداعماً أيضاً.
مثال على النقل السلبي: النقل في نظرية التحليل النفسي
أصبحت ميشيل غاضبة جداً من معالجها النفسي عندما ناقش إمكانية القيام بأنشطة الواجبات المنزلية. ومن خلال التقصي عن غضبها من المعالج، اكتشفت ميشيل أنها كانت تعاني من نقل غضب لا يزال عالقاً تجاه معلم مدرسة ابتدائية متسلط.
مثال على النقل الجنسي: النقل في نظرية التحليل النفسي
مع تقدم العلاج، تتطور لدى كريس مشاعر جنسية تجاه المعالج. إذ كانت لديها تخيلات مثيرة مرتبطة به، وتغازله أثناء جلسة العلاج.
مناقشة النقل مع المعالج النقل في التحليل النفسي
إذا أدرك المعالج أن الفرد يعاني من الـ “نقل”، فقد لا يرغب في مناقشة الأمر على الفور. مع ذلك، سيكون من الضروري معالجته في مرحلة ما لأنه إذا تم تجنب الموضوع،. فقد يؤدي ذلك إلى طريق مسدود في العلاج ويؤثر سلباً في علاقة المريض مع المعالج.
العواقب الإضافية لتجنب النقل هي معاناة المعالج والمريض مما يلي:
- الشعور بالحرج وعدم الراحة والانسحاب من العلاج عاطفياً.
- مستويات أعلى من التوتر أثناء جلسات العلاج. إسقاط المشاعر على المعالج.
- النكوص والذي يمكن أن يلغي بعض التقدم الإيجابي الذي حققه العلاج بالفعل.
يمكن أن يساعد الحديث عن النقل عندما يكون المريض والمعالج جاهزين لحل هذه المشكلات وبالتالي تعزيز العملية العلاجية.
اقـرأ أيضاً: هل عليك إخبار المعالج النفسي كل شيء؟
اقرأ أيضـاً: ما لا ينبغي قوله لمعالجك النفسي
اقـرأ أيضاً: هل يجب أن أحب معالجي النفسي؟