لا آمال مُفرحة، تسعة أنواع لـ اليأس قد توضح السبب

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

قد يكون مؤلماً أن تعيش دون شغف، ودون توقعات إيجابية أو حماس، لكن لا ينبغي عليك أن تجعل اليأس يرافقك إلى الأبد. 

لكل منا مفاهيمٌ خاصة عن الأمل واليأس، والعواطف التي تعترينا حقيقية و صادقة، إذ أن الشعور باليأس استجابة طبيعية يختبرها الجميع للأحداث الشخصية والكونية التي تؤثر في حياتنا، كما قد يكون أحد أعراض الاكتئاب، واضطرابات التكيّف، وغيرها من الحالات الصحية النفسية. 

يقترح بعض الخبراء أن هناك أكثر من شكل لليأس، ومعرفة أي نوع تعايشه قد يساعدك على مواجهة التحدي والتغلب على هذه المشاعر. 

الأمل مرتبط بإشباع الحاجات الرئيسية

نشر أستاذا علم النفس أنتوني شيولي و هنري بيلر “الأمل في عصر القلق” في عام 2009، يتمحور كتاب المساعدة الذاتية هذا حول المفهوم النظري للأمل كفضيلة، وكيف يمكن أن يساعدك في التأقلم مع عوائق الحياة الشائعة، بما في ذلك الاكتئاب. 

ووفقاً للمؤلفين، يرتبط الأمل البشري بهذه الاحتياجات الأساسية:

  • التعلق: الأمل في القرب الجسدي، العلاقة الحميمة والترابط العاطفي، والوحدة الروحية.
  • الإتقان: الأمل في الإنتاجية والإنجازات.
  • البقاء: الأمل في التغلب على التحديات الجسدية، القلق، الخسارة والخوف وبناء المقاومة. 

إذا تمت تلبية هذه الاحتياجات، نقول لأنفسنا أن كل شيء على ما يرام في تلك المجالات ونتصرف بناء على تلك الافتراضات بالشكل هذا:

  • التعلق: “الكون لطيفٌ يبسط ذراعيه لي؛ أنا أنتمي لهذا الكون”
  • الإتقان: “المساعدة متوفرة ؛ أنا مُخوّل؛ يمكنني الاعتماد على التعاون”
  • البقاء: “يمكنني الحصول على الحماية؛ أنا بأمان ويمكنني الاعتماد على نفسي”

إذا تعرضت هذه الحاجات للمساومة خلال مراحل تطورنا، قد نشعر باليأس. 

تسعة أشكال من اليأس: أيهم تُعاني؟

شعور اليأس مختلفٌ بالنسبة للجميع، ولكن يقترح شيولي وبيلر (Scioli and Biller) أن هناك تسعة أشكال لتلك العاطفة بالمطلق.

ويمكن تصنيف هذه الأنواع التسع من اليأس في ثلاث فئات:

  • الاغتراب أو العزلة، النبذ وافتقار الإلهام
  • الهلاك، العجز والأسر
  • ضعف القوة، الظلم والمحدودية 

تستند هذه الفئات إلى أنواع التشوهات المعرفية التي عادة ما تقود جميع أشكال اليأس. ويتلخص مفتاح التغلب على أشكال اليأس هذه في إعادة صياغة أو تقييم تلك التشوهات المعرفية.

بعبارة أخرى، لكي نستعيد الأمل يجب أن نحاول التأمل في أفكارنا وكيف يمكننا تغييرها لكي نتمكن من رؤية الأمور من منظور مختلف. وفيما يلي تسعة أشكال من اليأس اقترحها شيولي وبيلر.

1. الاغتراب (آمال التعلق)

ينبع هذا النوع من اليأس من الشعور بأنك نُسيت أو أن الآخرين لا يعتبرونك أحد نظرائهم. قد تشعر أنك مختلف بطريقة ما، والترابط مع الآخرين هو تحدّ بسبب هذه الاختلافات. ولأنك تشعر باليأس من الارتباط بالآخرين، فقد ترفضهم باستمرار و تتجنبهم في البداية. 

2. الهجر (آمال البقاء على قيد الحياة)

يأتي اليأس في هذه الحالة من الشعور بأن الآخرين قد تخلوا عنك عندما كنت في أمس الحاجة إليهم، وقد تشعر أنك منبوذ أو موصوم أيضاً، وهذا يقودك إلى عدم الثقة بالآخرين و بمحيطك. 

3. الافتقار إلى الإلهام (التعلق وآمال الإتقان)

قد ينشأ هذا النوع من اليأس عندما لا تشعر أنك متحفزٌ عقلياً أو مبدعٌ ذهنياً. تشعر بأنك مقيد أو غير قادر على الإبداع في بعض أو كل نواحي حياتك. 

4. انعدام القوة (آمال الإتقان)

قد يؤدي بك الشعور بأنك أنت وأفعالك بلا تأثير على الآخرين أو العالم إلى الشعور باليأس.

وربما تشعر أن لا حول لك ولا قوة لاتخاذ القرارات أو إحداث التغيير، وتعتمد على ما يقرره الآخرون أو يفعلونه. 

5. الظلم (التعلق وآمال الإتقان)

يرتبط هذا النوع من اليأس بشعور عدم الإنصاف والعدل في المعاملة، لا سيما على المستوى الأوسع. 

ويمكن أن تؤدي العنصرية أو التحيز الجنسي المنهجي المستمر، على سبيل المثال، إلى هذا النوع من اليأس. 

6. المحدودية (الإتقان و آمال البقاء)

قد تشعر كما لو أنك لا تملك الموارد أو المهارات الكافية لتحقيق أهدافك، أو أنك تواجه قيوداً مادية أو مالية تمنعك من ذلك. 

7. الهلاك (آمال البقاء)

إن هذا النوع من اليأس متعلقٌ بالشعور بأنك محكومٌ بنتائج سلبية في الحياة. وقد يكون هذا اليأس ناتجاً عن أحداث مبكرة في حياتك أو عن مواجهة أمراض مزمنة أو مميتة. 

8. الأسر (البقاء وآمال التعلق)

قد تواجه هذا النوع من اليأس إذا كنت سجيناً كجسد في مرحلة ما من حياتك أو إذا كنت في علاقة مسيئة تجعلك تشعر أنك لست حراً في التصرف أو فعل ما تشاء.

ومن الممكن أيضاً أن تتطور هذه المشاعر إذا شعرت أنك على طريق مؤذ أو سمحت للآخرين بأن يسيؤوا معاملتك لأنك شعرت أنك تستحق ذلك. 

9. العجز (البقاء وآمال الإتقان)

الشعور بأنك غير قادر على الدفاع عن نفسك أو التصرف بدون مساعدة شخص ما قد يؤدي إلى هذا الشكل من اليأس.

التغلب على شعور اليأس (أيّاً كان شكله)

ربما تعرفت على نفسك في شكل أو أكثر من أشكال اليأس التي ذُكرت آنفاً، ماذا يجدر بك فعله الآن؟

التغلب على هذه المشاعر أمرٌ ممكن وهناك طرق مختلفة لمعالجة شعورك باليأس.

إذا كنت تعايش حالة صحية نفسية مثل اضطراب ثنائي القطب، الاكتئاب، القلق، أو اضطراب ما بعد الصدمة، قد تعاني من اليأس كجزء من الأعراض.

لا يزال من الممكن السيطرة على هذه العاطفة. ولكن من المستحسن جداً أيضاً أن تلتمس الدعم من أخصائي الصحة النفسية لمعالجة جميع الأعراض، وخاصة الصدمات العالقة.

يقترح شيولي و بيلر أيضاً أن تعمل على إعادة تقييم أفكارك اللاعقلانية أو التشوهات المعرفية. هذه الافتراضات الخاطئة التي تتصرف وفقاً لها قد تؤدي بك إلى الشعور باليأس إزاء الظروف المختلفة لحياتك.

والخطوة الأولى للتغلب على أيّ شكل من أشكال اليأس هي تحديد الأفكار المشوِهة التي تستعملها أكثر من غيرها، ثم العمل على إعادة صياغتها في ذهنك عبر تقدير الاحتمالات الأخرى التي قد يتيحها الوضع. 

ورُبّما يساعدك المعالج أيضاً على فعل ذلك، وبالأخص إذا كان خبيراً في العلاج السلوكي المعرفي. وفي غضون ذلك، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على اتخاذ الخطوة الاولى نحو الشعور بالأمل أكثر.

التشوهات المعرفية التي يعاني منها المصابون بـ (الاغتراب، الهجر وافتقار الإلهام)

ترتبط هذه الأشكال من اليأس (الاغتراب، الهجر وافتقار الإلهام) بتشوهات معرفية من قبيل ما يلي:

  • قراءة الأفكار: أن تكون مقتنعاً أنك على معرفة بما يفكر به الآخرون دون أدلة كثيرة على ذلك.
  • نمط تفكير “كل شيء أو لاشيء” : تقييم جميع الحالات من منظور أبيض أو أسود، مع عدم مراعاة وجود حل وسط (منطقة رمادية).
  • التعميم المفرط: أخذ حادثةواحدة مفردة وتحويلها إلى قاعدة عامة تنطبق على كل شيء آخر. 

على سبيل المثال، قد تعتقد دائماً أن لا أحد يحبك مطلقاً أو أن الجميع يرفضك. أو أنك تقدم أداء أكاديمياً دون المستوى.

العمل على تغيير هذه التشوهات المعرفية المعينة قد يزيد من الشعور بالأمل. ويمكنك أيضاً البحث عن أدلة معاكسة كلما شعرت بقلة الدعم أو الإنتاج الإبداعي.

إذا كنت تعايش أياً من هذه الأنواع الثلاث من اليأس، يقترح شيولي وبيلر أيضاً أن تسعى بنشاط لإقامة علاقات داعمة، على الرغم من مخاوفك أو ترددك.

إذ يمكنك أن تجد مجموعة دعم مع أشخاص آخرين يشاركونك قيمك وخبراتك ومخاوفك، كما يمكنك الانضمام إلى فرق التطوع من أجل قضايا معينة، الصفوف المهنية، أو المنظمات الروحية . 

التشوهات المعرفية التي يعاني منها المصابون بـ (الهلاك، العجز والأسر)

من التشوهات المعرفية التي يمكن أن يتعرض لها الأشخاص الذين يعانون من هذه الأشكال من اليأس (الهلاك، العجز والأسر) ما يلي:

  • القفز إلى الاستنتاجات: التوصل إلى أي استنتاج استناداً إلى أدلة محدودة أو معدومة.
  • تضخيم الأمور: المبالغة في أهمية حدث ما أو الاعتقاد في أسوأ النتائج المحتملة لموقف معين.
  • مغالطات التحكم: الاعتقاد بأنك إما لا تملك السيطرة أو السيطرة الكاملة على ما يحدث لك وللآخرين. 

على سبيل المثال، قد تفترض أن كل شخص جديد تقابله سيؤذيك في نهاية المطاف، أو أنك ستفشل دائماً في كل شيء على الرغم من جهودك، أو أنه لا جدوى من المحاولة لأن شيئاً ما سيئ سيحدث.

إن التركيز على الوضع الحالي بدلاً من النتائج المستقبلية قد يساعدك على الشعور بالأمل حيال الظروف الراهنة وما هو ممكن الحدوث الآن.

إذا شعرت باليأس بسبب تشخيص طبي، فإن معرفة المزيد عن الحالة وكل النتائج المحتملة قد يكون مفيداً لك، كما أن الانضمام إلى مجموعات الدعم مع أشخاص آخرين يواجهون التحديات نفسها يساعدك على التعلم والاستفادة من التجارب المختلفة.

إذا كنت تشعر أنك تتعامل مع صدمة عالقة، فقد يكون التواصل مع أخصائي الصحة النفسية المختص في الممارسات القائمة على الصدمة (العلاج المستنير بالصدمة) مفيداً لك. وقد يساعدك العلاج الجسدي أيضاً على معالجة التأثيرات الجسدية للصدمة.

التشوهات المعرفية التي يعاني منها المصابون بـ (الضعف أو الظلم أو المحدودية)

  • استبعاد الإيجابيات: تجاهل الإيجابيات في أي وضع والتركيز على السلبيات المتصورة.
  • الشخصنة: أخذ كل شيء بشكل شخصي أو افتراض أنك مسؤول عن شعور الآخرين.
  • التصنيف: إطلاق تسميات على نفسك والآخرين وإلقاء الأحكام على أفعالهم بناءً على تلك المسميات.

مثلاً، قد تركز على تعليق سلبي قاله لك رئيسك في العمل رغم المديح الكبير الذي قدّمه لك من قبل، أو تلوم نفسك على حوادث مؤذية في حياتك، أو تعتقد أنك “فاشل” ولن تتمكن أبداً من إنجاز أي شيء.

إذا كانت هذه بعض الأفكار التي غالباً ما تعتمد عليها لتقييم المواقف في حياتك، قد تتمكن من محاربتها بوضع قائمة بالنقائض، فكر في جميع النواحي التي لا تتناسب فيها أنت أو الآخرين مع المسميات التي أطلقتها عليهم. 

إعادة الإسناد قد تكون مفيدة، أي اختبار أفكارك من خلال تحديد جميع العوامل المحتملة الأخرى المشتركة في الأحداث. لذلك، بدلاً من إلقاء اللوم على نفسك، فكر في عوامل لا تستطيع التحكم بها والتي لعبت دوراً مهماً في الموقف.

خلاصة

الشعور باليأس هو استجابة طبيعية للعديد من أحداث الحياة، و هو أيضاً نتيجة لبعض الأفكار التي نستند إليها بناءً على تجارب سابقة.

وفقاً للمؤلفين شيولي وبيلر، هناك تسعة أنواع من اليأس تنبع من عدم تلبية بعض الاحتياجات الأساسية في مرحلة ما من الحياة. يمكن لاختصاصي الصحة النفسية أن يساعد في علاج الحالات الصحية النفسية الكامنة أو إعادة تقييم الأفكار المشوَّهة.

الشعور بالأمل أمرٌ ممكنٌ، وحتى لو رأيت عكس ذلك في الوقت الراهن، يمكنك أن تحارب اليأس وتستعيد الحماس والتفاؤل.

اقرأ أيضاً: الشعور باليأس، إليك تسعة أشياء تفعلها لتتخلص منه

المصدر: No Joyful Expectation? 9 Types of Hopelessness That May Explain

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: