تأثير الارتداد و الانهيار و الهبوط ، ما هي هذه التأثيرات وما دورها في الإدمان

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تتصف آثار العقاقير غير القانونية والعقاقير الموصوفة بأنها قصيرة الأمد، ما يتسبب في دوامة من المشاعر للفرد في حال أساء استخدام هذه الأدوية. تأثير الارتداد أو الانهيار, إرهاق الانسحاب, تأثير الهبوط.

تأثير الارتداد أو الانهيار أو الهبوط جميعها آثار لاحقة للأدوية وتسبب أعراضاً مختلفة. هذه الآثار اللاحقة لها دور قوي في ظهور إدمان المخدرات وملازمته لحياة الفرد.

تناقش هذه المقالة ماهية الارتداد والهبوط والانهيار والدور الذي يلعبه كل منها في الإدمان. إضافةً إلى الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التأقلم، والعلاجات التي قد تساعدك على التعافي من إدمان المخدرات.

التأثير الارتدادي (The Rebound Effect)

التأثير الارتدادي هو ما يحدث عندما يحاول الجسم إعادة التوازن لنفسه بعد تناول الدواء (حالة تعرف باسم الاستتباب)، من خلال خلق أعراض جسدية معاكسة لتلك التي يسببها الدواء.

فهم التأثير الارتدادي يفسر سبب إدمان بعض الأدوية، خاصةً تلك التي لها تأثير سريع ومكثف على الجهاز العصبي. إحدى مفارقات الإدمان هي أن تأثير الارتداد يجعل الشخص الذي يتعاطى المخدر يعاني نفس التأثيرات التي كان يأمل في التخلص منها من خلال تعاطيه للمخدرات.

وهذا صحيح خاصةً عندما يرغب الشخص في البقاء ضمن حالة معينة يسببها المخدر، كمحاولته البقاء مستيقظاً أو متيقظاً لفترة أطول من تلك التي تمنحه إياها تأثيرات المنشط، أو محاولة النوم، أو الاسترخاء لفترة أطول أيضاً من تأثيرات المثبطات أو المسكنات أو المهدئات.

على سبيل المثال، عندما تتناول عقاراً مهدئاً، من تأثيراته الاسترخاء والنعاس، سيحدث هيجان كتأثير ارتدادي بعد زوال الدواء، ما يجعلك ترغب في تناول المزيد من العقار المهدئ للعودة إلى ذات الحالة.

قد يؤدي تناول المزيد من مادة ما بغية التصدي للتأثيرات الارتدادية إلى تفاقم خطر الإصابة بالإدمان، إذ يسعى الكثير لاستعادة الآثار التي حصلت لديهم بعد تناول الدواء.

وأيضاً يشتد شعور الألم أثناء التأثير الارتدادي لمسكن ألم، مثل الأدوية الأفيونية، وهي ظاهرة تُعرف باسم فرط الألم الناجم عن المواد الأفيونية. قد يكون الألم جسدياً أو عاطفياً أو مزيجاً من الاثنين. وغالباً ما يتلازم النوعان، لذلك من السهل أن نرى كيف يتطور إدمان مسكنات الألم.

حالة انخفاض المزاج أو الهبوط (The Comedown)

وهو مصطلح يستخدم لوصف الشعور الذي يحدث عندما تتلاشى التأثيرات الأولية للعقار تدريجياً بعد فترة من التسمم. وغالباً ما يوصف بأنه “هبوط” من تأثير عقار “عالي”.

تختلف التجربة اعتماداً على الشخص، وكمية الدواء الذي تناوله، إضافةً إلى المدة وعدد المرات التي استخدم فيها الشخص المخدر. إرهاق الانسحاب, تأثير الهبوط.

إذا كانت تجربة التسمم شديدة جداً وجعلت الشخص الذي تناول المخدر يشعر بعدم الارتياح أو القلق أو تسببت له بالأوهام، يمكن أن يكون شعور الهبوط معتدلاً نسبياً، بينما بالنسبة للآخرين، قد يكون الهبوط مثيراً لشعور الخيبة، أي بما معناه زوال آثار المخدر والعودة إلى الواقع والحالة السابقة، وهناك احتمال أن يثير هذا الشعور المزيد من تعاطي المخدرات.

إذا شعرت بالمرض في أثناء الهبوط فقد تكون لديك مضاعفات طبية كرد فعل للدواء. وفي حال استمرت هذه الأعراض، فمن المهم إجراء تقييم للأعراض العاطفية أو النفسية، خاصةً إذا كانت تنطوي على أفكار لإيذاء نفسك أو شخص آخر، وأعراض ذهانية، مثل سماع أصوات غير موجودة.

تأكد من إخبار مقدم الرعاية بما تناولته، وكميته، ومتى. ومن الأفضل الحصول على التدخل المبكر لتجنب المعاناة من مضاعفات أكبر لاحقاً. تأثير الانهيار.

الانهيار (The Crash)

“الانهيار” هو الإرهاق الشديد الذي يشعر به الفرد أحياناً بعد تعاطي المخدرات، وخاصةً تلك المنشطة منها، مثل الكوكايين، والميثامفيتامين، وحتى الجرعات العالية من الكافيين.

عموماً، ينطوي على مساعدة الجسم على التعافي ليس فقط من سمية الأدوية وتأثيراتها، بل أيضاً من أي إرهاق أو قلة النوم أو الإصابات أو غيرها من الأضرار التي قد تحدث أثناء التسمم بالدواء.

قد يستمر هذا الانهيار لفترة أطول بكثير من تأثيرات الدواء الأصلية لأن الجسم يحتاج لفترة أطول للتعافي من تأثيرات المادة والسلوكيات الأخرى التي قد تؤثر على الفرد، مثل قلة النوم.

تميل المواد شديدة الإدمان إلى إحداث تأثيرات مكثفة، قصيرة الأمد تتبعها انهيارات سريعة ومباغتة. إرهاق الانسحاب, تأثير الهبوط.

إرهاق الانسحاب

الانسحاب هو التجربة الجسدية والعاطفية التي تحدث عند التوقف عن تناول الدواء بعد فترة من الاستخدام المستمر أو المفرط.

إذا توقفت عن تناول مادة ما، فقد تعاني من إرهاق الانسحاب (withdrawal fatigue). وبصرف النظر عن المادة التي يتم تناولها، فإن الإرهاق علامة من أعراض الانسحاب. وحتى لو كانت المادة تساعد على الاسترخاء، فإن عدم القدرة على الاسترخاء والنوم سيؤدي إلى الشعور بالتعب أكثر من المعتاد.

أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتوقفون عن تناول الكحول يعانون من اضطرابات وضعف في جودة النوم، ولا يعملون جيداً خلال النهار لمدة شهر بعد التوقف عن الشرب. يعانون أيضاً من ضيق نفسي كبير خلال هذا الوقت.

التعامل مع إرهاق الانسحاب

يُعد الأمر مرهقاً بالفعل، لكن يحاول الكثير متابعة حياتهم على ذات الوتيرة. وهذه ليست بالفكرة الجيدة، إذ سيستغرق الأمر وقتاً أطول لاستعادة الطاقة والقدرة على متابعة الأنشطة العادية. يجب إدراك أن التعب هو الطريقة التي يعبر بها جسدك عن حاجته للراحة والتعافي.

اسمح لجسمك بالتعافي باتباع هذه النصائح:

  • خذ استراحة: خذ استراحة من أنشطتك المعتادة، مثلاً لا تخرج من المنزل لبضعة أيام. خذ إجازة مرضية من العمل أو المدرسة حتى لو اختلقت الأمر فلا بأس، فأنت لست من حديد في النهاية.
  • تعلم تقنيات الاسترخاء: إن ممارسة مهارات الاسترخاء مفيدة جداً، وإذا استطعت، احصل على قسط كافٍ من النوم.
  • طوّر روتيناً مريحاً لوقت النوم: إذا كنت تواجه صعوبة في النوم، فحاول القيام بأنشطة مريحة في أثناء الليل، في الصباح إذا شعرت بالخمول وكأنك نصف مستيقظ، فانهض من السرير واستحم وارتدي ملابسك وتناول الطعام أثناء النهار. سيساعد هذا في إعادة ضبط الساعة البيولوجية لجسدك، والتي ربما تكون قد تأثرت بعدم نومك واستيقاظك في الأوقات المعتادة أثناء تعاطيك للمخدرات.
  • اتبع نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً: إن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات والبروتين يساعد في عملية الشفاء. وإذا لم يكن في متناولك طعام طازج، فتحدث إلى الصيدلي عن الكمية المناسبة من مكملات الفيتامينات. فمثلاً يساعد فيتامين سي في التئام الجروح، وقد يساعد فيتامين ب المركب في الحد من الرغبة الشديدة في النيكوتين.

لا مانع من استشارة الطبيب

إذا لم تشعر أنك بدأت باستعادة طاقتك بعد أسبوع أو نحو ذلك من الراحة، فاستشر طبيبك. ومن الشائع أن يعاني الفرد الذي يتعاطى الكحول والمخدرات من اضطراب اكتئابي أو اضطرابات مزاجية أخرى. في بعض الأحيان، ومن خلال الحصول على العلاج المناسب للاكتئاب، يلمس البعض تحسناً في مشكلات تعاطي المخدرات لديهم، ومن ثم قدرتهم على الإقلاع.

ومع ذلك، يمكن لبعض أعراض الانسحاب أن تفاقم أعراض المرض النفسي مثل القلق والاكتئاب والعجز الجنسي ومشكلات النوم والذهان. تُعرف هذه الحالة باسم الاضطرابات الناجمة عن المواد المخدرة.

مختص الإدمان هو أفضل شخص لتشخيص حالتك وعلاجها، ولكن إذا لم تتمكن من الوصول إلى أحدهم، فتحدث مع مقدم رعاية صحية آخر.

استعادة الطاقة

تختلف تجربة الشفاء تبعاً لكل شخص. الخبر السار هو أن معظم الأشخاص الذين يتوقفون عن تعاطي المخدرات والكحول يستعيدون طاقتهم، وفي أقل من بضعة أسابيع أحياناً.

بالطبع، يعتمد مدى سرعة تعافيك على العديد من العوامل بما في ذلك:

  • صحتك العامة.
  • نوع المادة المستخدمة.
  • عدد المرات التي استخدمت فيها هذه المادة والكمية المستخدمة.
  • نمط الحياة والعوامل العاطفية، مثلاً هل تعيش في بيئة داعمة؟ وهل تشعر بالأمان مع الأشخاص من حولك؟

الأهم أن للدعم الاجتماعي دور محوري في التعافي من الإدمان. فإذا كنت لا تعيش مع الأشخاص الذين يدعمونك أو بالقرب منهم، فسيكون التعافي أكثر صعوبةً للأسف.

وفي حال كنت في خضم علاقة سيئة فلن تشعر بأي تحسن يذكر حتى تبتعد عن الشخص. وبصرف النظر عن مقدار النوم الذي تحصل عليه، فإن العيش مع شخص يؤذيك عاطفياً أو جسدياً أمر مرهق.

إذا كان الأمر ينطبق عليك بالفعل، لا تتردد في الحصول على المساعدة. هناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتك أنت وأطفالك على بدء حياة جديدة.

وعلى المدى الطويل، لن يكون هناك ما هو أفضل لطاقتك من أسلوب حياة خالٍ من المخدرات ومن القلق. أيضاً إذا كان من تعيش معه يسيء لك أو تشعر بأنك تحت سيطرته، عندها يمكن لطبيبك أو الشرطة المحلية مساعدتك.

كيفية الحصول على المساعدة

إذا كنت تعاني من تأثيرات ارتدادية أو هبوط أو انهيار بسبب استخدام مادة ما، فمن المهم التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية. إذ أن بإمكانه تقييم حالتك والتوصية بالعلاجات التي قد تساعدك في إدارة الأعراض والتعافي من الإدمان.

تختلف خطة العلاج لكل شخص، وذلك وفقاً لأعراضه واحتياجاته. وقد تحتاج إلى المشاركة في التخلص من السموم تحت إشراف طبي، وذلك يتوقف على نوع المادة التي تتناولها. تسمح هذه العملية للأطباء بالإشراف على عملية التخلص من سموم الأدوية لضمان سلامتك وتقليل مخاطر الأعراض الشديدة أو التي تهدد الحياة.

غالباً ما تركز علاجات الإدمان الأخرى على الخيارات التالية

العلاج النفسي: تشمل أنواع العلاج التي قد يوصي بها طبيبك، العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وإدارة الطوارئ أو ما تسمى بالحوافز التشجيعية، والعلاج التحفيزي المعزز. ويمكن الخضوع لها إما في العيادة الخارجية أو للمرضى الداخليين، حسب احتياجاتك.

الأدوية: قد يصف طبيبك أيضاً بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الانسحاب ومنع الانتكاس. ويعتمد نوع الدواء الموصوف على المادة التي تتناولها ونوع الأعراض التي تعانيها.

مجموعات الدعم المتبادل: قد تكون مجموعات الدعم، مثل برامج المساعدة الذاتية المكونة من 12 خطوة، طريقة رائعة للحصول على التشجيع والمعلومات والموارد التي تساعد في رحلة التعافي.

اقـرأ أيضاً: كيف تضع خطة ناجحة للوقاية من الانتكاس؟

اقرأ أيضـاً: الامتناع في سياق علاج الإدمان

اقـرأ أيضاً: الإدمان ومراحل تطوره النفسية

المصدر: The Comedown, Crash, or Rebound Effect of Drugs

تدقيق: لبنى حمزة

تحرير: جعفر ملحم

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: