You do not have permission to view this result. تشجيع المراهق على الدراسة استناداً إلى علم الدماغ | Obstan - أوبستان

تشجيع المراهق على الدراسة استناداً إلى علم الدماغ

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إن سؤال كيف تشجع المراهق على الدراسة بطريقة لا تأتي بنتائج عكسية هو سؤال قديم. ينطوي التحفيز على نظام معقد في الدماغ، والاستراتيجيات المتعارف عليها مثل التعزيز الإيجابي البسيط أو العقاب تثمر مؤقتاً أو أبداً، إذ قد تؤتي بنتائج عكسية بعض الأحيان مؤدية إلى تحفيز أقل عند الأطفال الصغار. 

اكتشف كيف يمكن تشجيع المراهق بالفعل حيث يستطيع تطوير الدافع والحافز المناسب للدراسة.

التحفيز والدماغ

يرتبط التحفيز مع الناقل العصبي الدوبامين، إذ ترتفع مستوياته عندما يختبر الفرد تجارب مجزية، مثل الفوز في لعبة فيديو أو الحصول على الثناء. في المقابل، ترتبط المستويات المنخفضة من الدوبامين مع افتقار الدافع والملل.

يمكن أن يؤدي المستوى المثالي للدوبامين إلى تحفيز مرتفع. إذاً فهو مفتاح تحفيز المراهقين. خلال سنوات المراهقة، من السهل جداً أن تنخفض مستويات هذا الناقل العصبي. لذا، قبل العمل على رفعها، نحتاج إلى منع انخفاضها.

التوتر ودماغ المراهق

يعد التوتر عدو الدوبامين، وحتى التوتر المزمن الخفيف يمكن أن يسبب هبوط مستوياته مما يؤدي إلى الشعور بعدم الرغبة في القيام بأي شيء.

بينما تنمو أدمغة المراهقين بشكل سريع خلال مرحلة المراهقة والبلوغ، إلا أن ازدياد المرونة يتركهم أكثر هشاشة وتأثراً؛ فدماغ المراهق أكثر حساسية تجاه التوتر.

إن التوتر المزمن، يدعى أحياناً بالتوتر السام، ليس جيداً لأي شخص في أي عمر، إلا أنه مؤذ لأدمغة المراهقين على وجه الخصوص لأنه يمكن أن يؤدي إلى تغيرات دائمة في تطور الدماغ.

في الحالات القصوى، يمكن أن ينتج عن القلق المزمن تشكل دماغ أصغر حجماً، وتضرر مركز التعلم، الذاكرة والتركيز في الدماغ.

يساهم التوتر المزمن في هذه المرحلة أيضاً في ظهور مشاكل صحية نفسية، مثل القلق، الاكتئاب، الفصام وتعاطي المخدرات ويمكن ملاحظتها خلال فترة المراهقة أحياناً.

لا يعد المراهقون أكثر عرضة للتوتر فحسب، بل هم أكثر تفاعلاً وعاطفة؛  لذلك يمكن أن يفقد المراهقون الحافز للدراسة بسهولة ويتصرفون بانفعال عاطفي إزاء الطلبات البسيطة للقيام بالواجبات المدرسية. بمعنى ما، لا يمكنهم القيام بذلك؛ إذ تكون دوافعهم وتنظيمهم العاطفي هشة للغاية خلال هذه المرحلة.

كيفية تشجيع المراهق على الدراسة؟

فيما يلي طرق تشجيع المراهق على الدراسة ومساعدته في تعزيز الحافز لها.

1. توقف عن دفعه ليتوقف عما يشعر به من توتر

لا يسبب التوتر انخفاض الحافز فحسب، بل يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية على تطور دماغ الطفل. أفضل ما يمكن للأهل القيام به لتحفيز أطفالهم المراهقين على الدراسة هو إزالة التوتر من حياتهم.

للأسف، يعد الأهل أحد أكثر مصادر التوتر المزمن شيوعاً، إذ يذكّرون أطفالهم بما يجب أن يقوموا به ملايين المرات ما يؤدي إلى خلق توتر إضافي عندهم.

فيما يلي عوامل التوتر المزمن التي يمكن العمل على إزالتها عند الطفل:

  • توقف عن الإلحاح بشكل دائم فيما يخص المدرسة.
  • لا تستمر في تذكيره بالجامعة.
  • لا تعاقبه على درجاته الضعيفة أو عدم القيام بالفروض المنزلية.
  • لا مزيد من الحديث عن حالته كل الوقت.

2. إعادة بناء العلاقة مع المراهق تشجعه على الدراسة

تعد العلاقة الوطيدة واحدة من أكثر المحفزات قوة، إذ تشكل شعور الانتماء والارتباط مع شخص ما يهتم لأمره.

فالمراهق الذي لا يملك الحافز للدراسة يعاني أحياناً من علاقات متوترة مع ذويه. يمكن تحفيزه من خلال إصلاح العلاقة معه وأن تكون بمثابة مصدر القوة في حياته بدلاً من مصدر التوتر.

لا يختلف بناء علاقة بين الأهل والطفل عن أي علاقة أخرى كثيراً، فإذا كنت دائماً تتلقى الأوامر ولا تشعر باحترام الطرف الآخر لك الذي يعتبر نفسه على حق وأنت المخطئ على الدوام، هل ستستمر في هذه العلاقة؟ على الإطلاق.

تُبنى العلاقة الإيجابية القوية على أساس الثقة والاحترام. نحن نربي أطفالنا حتى يصبحوا بالغين، لذا تحدثوا إليهم كبالغين وناقشوا الأمور التي تختلفون بها معهم.

تشكل العلاقة الوثيقة والدافئة القائمة على القبول مع الأهل مؤشراً على المستقبل الناجح، إذ تمنح المراهق أساساً متيناً للإنجاز في المستقبل.

3. تقديم الدعم المستقل ومساعدته على استيعاب قيمة التعلم

وفقاً لنظرية تقرير المصير، والتي طورها خبيرا علم النفس والحافز ديسي و ريان (Deci & Ryan) في جامعة روتشيستر، يعد المراهقون الذين يؤمنون بأنهم يمتلكون السيطرة على نشاطاتهم الأكثر تحفيزاً.

لا يمكن تشجيع المراهق على الدراسة عندما يشعر بالسيطرة أو الضغط عليه.المراهقون بحاجة إلى الدراسة عن طيب خاطر للحصول على الدافع للقيام بذلك. قد يبدو الأمر غريباً، إلا أنه صحيح.

تعد الاستقلالية محفزاً مهماً، إذ تشير الدراسات إلى أن المراهق لن يشعر بـ التحفيز الداخلي للدراسة دون الإحساس بالسيطرة حتى وإن كانت باقي المقومات موجودة.

4. امنح المراهق استقلالية حقيقية كي تشجعه على الدراسة

أكثر التذمرات التي تصدر عن الأهل هي خوفهم عندما يحاولون إعطاء المراهق استقلاليته. ففي حال منح المراهقين المضطهدين الحرية فجأة، يستغل بعضهم ذلك ويتوقفون عن القيام بكل شيء. يعكس المراهقون الذين لا يقدّرون التعلم كما الأهل عادة عدم وجود علاقة قوية معهم.

عندما يحدث ذلك، تتآكل العلاقة بين الطفل وذويه عندما يصرح الأهل فوراً بأن ” ذلك لم يُجد نفعاً” والعودة إلى التحكم بحياة الطفل وسحب الاستقلالية منه. تُمنح الاستقلالية الحقيقة عندما يختبر الطفل العواقب الطبيعية للقيام بأفعاله ( أو عدم القيام بها).

إذا قام طفلك بذلك، اقضِ وقتاً أطول في التواصل وتقوية العلاقة بدلاً من الإلحاح والتذمر فيما يتعلق بالواجبات المنزلية.

5. ساعده على الإتقان والتمكّن

تشير نظرية تقرير المصير أيضاً إلى أن إحساس الكفاءة يمكن أن يحسن من تحفيز الفرد، إضافة إلى الإتقان والسيادة، إذ يمكن أن يتطور هذا الإحساس عندما يقوم الطفل بمهمة ما سهلة الإتمام لكنها صعبة بالقدر الكافي حتى يشعر بالتحدي.

مساعدة المراهقين على إتقان المهام المدرسية يساعد في تعزيز تقدير الذات لديهم بالإضافة إلى الكفاءة.

إذا كان الشيء شاقاً للغاية، فمن الصعب الشعور بالتحفيز للقيام بشيء تحبه. في حال كان طفلك المراهق يكافح في الواجبات المدرسية لأنه لا يُبلي حسناً فيها، خذ بالاعتبار إحضار مدرس خصوصي يساعده في ذلك؛ مدرس يستطيع طفلك التواصل معه، إذ يمكن له أن يحفزه من خلال العلاقة الوطيدة بينهما.

إذا كانت المدرسة سهلة جداً بالنسبة له، ابحث عن حصص إثراء أو مواد إضافية لدراستها. على أية حال، دعه يشترك في صنع مثل هذا القرار بحيث يشعر بالسيطرة على دراسته.

6. ممارسة الأنشطة التي تغذي إنتاج الدوبامين

إحدى الطرق التي تساعد المراهقين على تعزيز مستويات الدوبامين لديهم هي التمارين الرياضية، إذ تساعد الأنشطة على تنظيم عملية تحرير الدوبامين في الدماغ.

بالإضافة إلى ذلك، بإمكان التمارين الرياضية تحسين مزاج المراهقين وصحتهم النفسية، إذ ترتبط أيضاً بتعزيز الوظيفة المعرفية ومرونة الدماغ. وعندما يكون مزاج المراهق أفضل، يسهل بناء العلاقات وتتحسن وظيفة الدماغ ما يسهّل وصول المراهق إلى درجة الإتقان والتمكن.

شجع ابنك المراهق على القيام ببعض التمارين الرياضية كل يوم لتعزيز صحته وتحفيزه على التعلم.

أفكار ختامية 

إن التحفيز عملية متشابكة، لأن الدماغ البشري واحد من الأنظمة المعقدة في العالم.

مع تطور التكنولوجيا، بدأ العلماء باكتساب فهم أكبر له. لذا، فإن استراتيجتنا في التربية يجب أن تتكيف أيضاً مع ازدياد معرفتنا بآلية عمل الدماغ.

اقرأ أيضاً: سبع نصائح مهمة لـ تحسين التركيز خلال الامتحانات، اتبعها لتوفير الوقت!

اقـرأ أيضاً: كيف تقوم بتقوية وتحسين الذاكرة؟ إليك عدة طرائق أثبتت فعاليتها

اقرأ أيضاً: نصائح لـ تحسين الذاكرة في أقل من عشر دقائق

المصدر: How to Motivate Teenager to Study Using Brain Science

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: