كيفية دعم الأطفال الذين يعانون من رفض المدرسة

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

لطالما كانت مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة والمعروفة أيضاً بـ “تجنب المدرسة” أو “قلق العودة إلى المدرسة” شائعة بين العديد من الأطفال.

يقول الدكتور جيرمي كلايمان (Jeremy Clyman): بوصفي طبيباً نفسياً سريرياً يقدم العلاج النفسي للأطفال قبل سن المراهقة وفي سن المراهقة وكذلك تقييمات الحضانة في المحكمة للعائلات التي تعاني من خلافات شديدة، أصبحت على دراية بمشكلة سائدة بشكل كبير والتي ستناقش في هذا المقال وهي: الطلاب الذين يرفضون المدرسة أو يتجنبونها. 

ما سنتعرف إليه تالياً هو نموذج أساسي لخطة العلاج المقترح عادة لمثل هذه الحالات المتأزمة.

الخطوة الأولى: تحديد سبب أو مصدر التجنب القائم على رفض المدرسة

تقييم “لماذا” هو خطوة أولى حاسمة، مثلاً عندما يتوقف طالب عن الذهاب إلى المدرسة أو عند رفض الذهاب إلى المدرسة.

توجد حينها العديد من الأسباب الممكنة، إذ ربما تفاقمت مشاعر الخوف من الإحراج أو إشارة المعلمين/الأقران إلى ما لديه من سلبيات. أو الخوف من شعوره بالصدمة إزاء احتمال حدوث نوبة هلع في أوقات حرجة. 

يعد قلق الأداء في الصف أو التعرض للتنمر غيض من فيض مصادر التوتر الأخرى التي قد تصعّد مشاكل تجنب المدرسة أو رفضها. 

إن مهمة التماس شرح واضح ومفصل للتجنّب المدرسي الناجم عن القلق أسهل قولاً من القيام بها. إذا كان الآباء أو المدرسون أو طاقم أخصائيي الصحة النفسية (مثل المرشد أو أخصائي علم النفس في المدرسة) غير قادرين على تحريض البوح بهذه المعلومات السريرية الأساسية. عندها يجب اللجوء إلى معالج فردي أو أسري لإجراء تقييم أكثر منهجية وتفصيلاً.

الخطوة الثانية: صياغة خطة مصممة شخصياً للتدخلات المعرفية والسلوكية

يُقاد نمط المتجنّب القلِق لدى الطالب بالمحتوى المعرفي والفيزيولوجي والسلوكية لديه.

تعد أنماط الأفكار غير القادرة على التكيف؛ منها الأفكار الكارثية (على سبيل المثال: “سأفشل في الاختبار اليوم”) وقراءة الأفكار (على سبيل المثال: “سيعتقد معلمي وزملائي أنني غبي”) من الأفكار الشائعة التي تكمن وراء القلق الأكاديمي والاجتماعي.

تؤدي مثل هذه الأفكار إلى ظهور أعراض فيزيولوجية على الفور (مثل تسارع ضربات القلب والتنفس بسرعة) والتي تغذي المزيد من التفسيرات والخيارات السلوكية المحبطة للذات (على سبيل المثال: “الآن بعد الشعور بالقلق، بالتأكيد لن يسير اليوم على ما يرام!”)

بناءً على ذلك، يجب أن تتضمن خطة العلاج استراتيجيات معرفية، سلوكية وفيزيولوجية تتناسب مع نقاط الضعف الفردية لدى الطالب ونقاط القوة والتفضيلات.

الخطوة 2-1: التدخلات المعرفية لعلاج رفض المدرسة

يجب استهداف أنماط التفكير المسببة للقلق وتدمير الذات والتحقق منها على أرض الواقع وإعادة صياغتها.

يقول الدكتور جيرمي:  قلت كثيراً للطالب المصاب بـ “شلل” بسبب القلق من الأداء: “إذا درست للاختبار، قد تفاجئ نفسك وتبلي بلاء حسناً. ولكن إذا تجنبت المحاولة تماماً، فستفشل بالتأكيد وتحفر حفرة أعمق من الإخفاق يصعب الخروج منها”.

قد تساعد الاستراتيجيات الأخرى التي تعزز المسافة العاطفية التي تفصل الفرد عن الأفكار المؤلمة في حالة مثل التشوه المعرفي. غالباً أرشد الطلاب أن يخبروا أنفسهم (خلال نوبات القلق الشديد) بالآتي:

“لدي فكرة سلبية الآن، الفكرة هي مجرد فكرة، إنها ليست حقيقة أو واقع”. أقوم أيضاً بالترويج لشعارات التفكير اليقظ: “سأتخيل وضع هذه الفكرة المجهدة على ورقة شجر ومشاهدتها تطفو على الجدول في الأسفل (وتغيب عن ذهني).”

في الحالات الأشد خطورة، تتطلب عملية إعادة الهيكلة المعرفية هذه عدداً لا يحصى من الحلول والتدريب على المهارات.

على سبيل المثال، تتضمن الاستراتيجيات الأساسية لاختبار الواقع أن تقول للطالب القلِق المتجنّب للمدرسة. “هل هناك أي دليل جيد يدعم افتراضك بأن المعلمين والأقران يرونك بشكل سلبي؟”.

إذا لم يُظهر دليلاً جيداً، فيمكن رفض ذلك الافتراض على أنه لا أساس له، أي تم حل المشكلة!

ومع ذلك، إذا سلّط الطالب الضوء على بعض المعلومات الواضحة والمقنعة لدعم هذه الفرضية الذاتية السيئة للرفض الاجتماعي، عندها يصبح من المهم استكشاف أخطاء سلوكيات الطالب التي تؤدي إلى نتائج عكسية ومزعجة اجتماعياً.

الخطوة 2-2 التدخلات السلوكية لعلاج رفض المدرسة

يجب على الطالب القلِق المتجنّب أن يتعلم التدخل على المستوى الفيزيولوجي لإدارة الإثارة المتأصلة في القلق. يتضمن ذلك تعلم مهارتين أساسيتين هما الاسترخاء (مثل التنفس العميق) والإلهاء (مثل التركيز اليقظ على المنبهات الخارجية).

تماماً مثل ذهابنا إلى صالة الألعاب الرياضية أو ممارستنا الرياضة لتدريب عضلاتنا الجسدية. حيث يمكننا أيضاً تمرين عقولنا من خلال التدريب على الانضباط أثناء أخذ أنفاس عميقة وبطيئة أو الذهاب بعيداً في رحلة وعي ذهني والحفاظ على التركيز المنحصر على المشهد الخارجي (مثل الأشجار والسماء والطيور) مقابل الإحساسات الداخلية (مثل خفقان القلب والتعرق)، إذ يعد التنفس الصحيح والإلهاء من الأدوات الحاسمة للعمل على حالات القلق الشديد الناشئة.

يمكن إقران هذا الشعار الأساسي بنظام يومي على درجة عالية من الإعداد المسبق.

العنصر الأساسي الآخر في العلاج السلوكي هو مفهوم “التعرض الآمن”؛ هو فكرة أن الالتحاق بالمدرسة هو مطلب لحياة صحية. لذلك، يجب تحمل، وبشكل طوعي، أي إزعاج يعترض طريق الالتحاق بالمدرسة المتسق والهادف.

يعد الانشغال أحد أفضل الأسلحة لعلاج القلق، لذلك يجب مساعدة الطالب القلِق المتجنب في تصميم روتين صباحي ثابت يمكن التنبؤ به (مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة وارتداء الملابس وتناول وجبة الإفطار والتحقق من الحقيبة المدرسية ولعب ألعاب الكمبيوتر باعتدال ومغادرة المنزل للذهاب إلى المدرسة، وما إلى ذلك).

الخطوة 3: تنسيق الرعاية

تعد خطة العلاج في الخطوة 2، من الناحية النظرية، تعاوناً بين الطالب والمعالج. ولكن، لتكون هذه الخطة فعالة إلى أقصى حد، يجب فهمها والاتفاق عليها من قبل ذوي الطالب والمدرسة أيضاً.

تعد استمرارية الرعاية أمراً بالغ الأهمية، إذ يحتاج الطالب إلى دعم عاطفي وصحي مرتكز على أساس يومي وإدارة دقيقة حتى يترسخ نمط من العادات المتناسب مع المقاربة العلاجية والذي يؤدي لخفض درجة القلق.

قد تحتاج المدرسة إلى دعم خطة العلاج بطرق بسيطة (مثل: استقبال أحد الموظفين الطالب المتجنب بدافع القلق عند الباب الأمامي) وخطة معقدة (مثل: إنشاء برنامج تعليم فردي/IEP/ يعزز، بشكل مؤقت أو باعتدال، المرونة والتعاطف والتكييف لسوء الالتزام بالمواعيد وتسليم الواجبات المدرسية).

الخطوة 4: قم دائماً بتقييم المصادر الأعمق للقلق

قد يكون مصدر التجنب المدرسي الناجم عن القلق شيئاً بسيطاً، واضحاً ووحيداً (مثلاً مُدرّس متطلب أو زميل عدواني).

ولكن في بعض الأحيان قد ينبع تفاقم التجنب القائم على القلق من “مشكلات كبيرة تحتاج المساعدة” وأكثر تعقيداً تتعلق بالأمور الخارجية (مثل طلاق الوالدين) أو الداخلية (على سبيل المثال تغييرات في الهوية الجنسية).

إن رفض الذهاب إلى المدرسة مشكلة تحتاج حلاً جذرياً. لذا فإن هذه المعلومات ستكون حاسمة بالطبع لتطوير وتعزيز خطة علاج ناجحة.

اقرأ أيضاً: قلق العودة إلى المدرسة، أعراضه، أسبابه ونصائح للتخلص منه

اقرأ أيضاً: اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال، أعراضه، تشخيصه وعلاجه

اقرأ أيضاً: القلق عند الأطفال، الأعراض، الأنواع والعلاج

المصدر: School Anxiety and Avoidance

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: