عقار MDMA (اختصار لـ ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين) هو دواء صنعي ذو تأثير نفسي له بنية كيميائية مشابهة للميثامفيتامين المنبه والميسكالين المهلوس. ويشار إليه عادةً باسم عقار أو حبوب النشوة إكستاسي (Ecstasy) أو مولي (Molly) من قبل مستخدميه.
يعد عقار النشوة إكستاسي عقاراً غير قانونيّ، يعمل كمنشط ومخدر على حد سواء، ويُسفر عن تأثير منشط. بالإضافة إلى تشوهات في الوقت والإدراك والاستمتاع المعزز من خلال التجارب اللمسية. وهو من مواد الجدول الأول بموجب قانون المواد الخاضعة للرقابة، ما يعني أن إدارة مكافحة المخدرات صنفته على أنه عقار دون فائدة طبية ومصحوب بإمكانية عالية للإدمان.
انتشار عقار (حبوب النشوة) اكستاسي (MDMA)
تم تصنيع الإكستاسي (ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين) لأول مرة من قبل شركة ألمانية في عام 1912، ربما لاستخدامه كمثبط للشهية. وكان متاحاً كنوع من المخدرات في الشوارع منذ الثمانينيات، وارتفع معدل استخدامه في التسعينيات بين طلاب الجامعات والشباب. بعد ذلك، تم توزيعه في أغلب الأحيان ضمن الحفلات الليلية التي كانت تحمل اسم “الحفلات الصاخبة” والنوادي الليلية وحفلات موسيقى الروك.
ومع انتشار ظاهرة الحفلات الصاخبة والنوادي إلى المناطق المأهولة والضواحي في جميع أنحاء البلاد، زاد استخدام الإكستاسي وتوزيعه. وكثيراً ما يترافق استخدامه مع أدوية أخرى.
ما يزال استخدام هذا عقار MDMA (ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين) قائماً حتى اليوم ومن قبل مجموعة أوسع من الأشخاص الذين يطلقون عليه اسم إكستاسي أو مولي.
الأسماء الشائعة أو الأسماء المتداولة له: Adam وBeans و Clarity وDisco Biscuit وE وEcstasy وEve وGo وHug Drug وLover’s Speed وMolly وPeace وSTP وX وXTC.
طريقة استخدام عقار (حبوب النشوة) إكستَاسي (MDMA)
يتوفر عقار الإكستاسي (ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين) على شكل أقراص أو كبسولات، وعادةً ما يتم تناوله من طريق الفم أو سحقه وشمه.
يستخدم تجار الإكستاسي أسماء العلامات التجارية والألوان والشعارات كأدوات تسويق ولتمييز منتجاتهم عن منتجات المنافسين. وحتى أن إنتاج الشعارات قد يتم لتتزامن مع العطلات أو المناسبات الخاصة. وأكثر الشعارات المشيرة إلى هذا العقار شيوعاً هي الفراشات والصاعقة البرقية والبرسيم رباعي الأوراق.
يتوفر عقار النشوة إكستاسي أيضاً على شكل مسحوق ليتم استنشاقه أحياناً، وأيضاً يمكن تناوله على شكل سائل، أو تدخينه أحياناً، ولكن نادراً ما يتم حقنه. وتستمر آثاره عموماً من 3 إلى 6 ساعات بعد تناوله.
يمكن للمستخدمين تناول عدة أقراص دفعة واحدة أو متتالية على مدار فترة زمنية. وقد يستخدمه المتعاطون أيضاً بالاقتران مع عقاقير نفسية التأثير مثل مخدر LSD اختصار لثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك. وتماماً كالعديد من “عقاقير الحفلات” الأخرى، نادراً ما يتم استخدام عقار النشوة هذا بمفرده وغالباً ما يتم دمجه مع الكحول والماريجوانا.
آثار استخدام عقار الاكستاسي (MDMA)
يحفز عقار إكستاسي إفراز النواقل العصبية، مثل السيروتونين والنورأدرينالين من الخلايا العصبية في الدماغ، ما ينتج إفرازاً مرتفعاً لهذه النواقل يستمر من 3 إلى 6 ساعات، لكن طول الفترة التي يبقى فيها إفراز هذه النواقل مرتفع يختلف بناءً على المستخدم نفسه. ويختلف مفعول العقار باختلاف الشخص الذي يتناوله، والجرعة المأخوذة، ونقاء المخدر، والبيئة التي يتم تناوله فيها.
ويمكن لهذا العقار أن يؤدي إلى تأثيرات محفزة مثل رفع شعور السعادة والثقة بالنفس وزيادة الطاقة. بينما تشمل آثاره المخدرة الشعور بالهدوء والقبول والتعاطف.
تأثير حبوب النشوة اكستاسي (MDMA) على الدماغ
أول جزء يتأثر من هذا العقار في الدماغ هو الخلايا العصبية التي تستخدم المواد الكيميائية مثل السيروتونين والدوبامين والنورأدرينالين للتواصل مع الخلايا العصبية الأخرى.
السيروتونين هو المسؤول الأول عن مشاعر التعاطف والمزاج المرتفع والتقارب العاطفي الذي يصاحب هذا الدواء. عموماً، تلعب أنظمة النواقل العصبية هذه دوراً مهماً في تنظيم:
- المزاج.
- الطاقة / النشاط ونظام المكافأة.
- الشهية.
- العدوانية.
- النشاط الجنسي.
- النوم.
- الحساسية للألم.
- معدل ضربات القلب وضغط الدم.
تشير الأبحاث التي أجريت على الحيوانات إلى أن عقار إكستاسي مادة سامة للأعصاب وقد تؤثر على الدماغ. تشير الدراسات السريرية إلى أنه قد يزيد من خطر حدوث مشكلات طويلة الأمد أو دائمة في الذاكرة والتعلم.
ما مدى خطورة عَقار النشوة اكستَاسي (MDMA)
تشمل الآثار الصحية قصيرة المدى ما يلي:
- غثيان.
- تشنج عضلي.
- صرير الأسنان اللاإرادي.
- عدم وضوح الرؤية.
- قشعريرة.
- التعرق / ارتفاع الحرارة.
أيضاً، هناك دليل على أن الأشخاص الذين يصابون بطفح جلدي يشبه حب الشباب بعد استخدام هذا الدواء قد يتعرضون لخطر الآثار الجانبية الشديدة في حال استمر تعاطيهم لهذا المخدر، بما في ذلك أذية الكبد.
وكون استخدامه يعزز الثقة، والتقارب، والتعاطف، ويعزز الرغبة الجنسية، فقد يزداد خطر الممارسات الجنسية غير الآمنة، ما يؤدي إلى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والتهاب الكبد، أو غيرها من الأمراض المنقولة جنسياً.
قد يحدث تلفاً في الخلايا العصبية المنتجة للسيروتونين في الدماغ. ويُعتقد أن السيروتونين له دور في تنظيم الحالة المزاجية والذاكرة والنوم والشهية. وتختلف الدراسات حول استخدام الإكستاسي وتأثيره على الذاكرة والإدراك.
هل يمكن الإدمان على حبوب النشوة اكستاسي MDMA؟
نتائج الأبحاث مثيرة للجدل حول ما إذا كان عقار إكستاسي يمكن أن يسبب الإدمان أم لا. وبصورة عامة هناك البعض من متعاطيه يبلغون عن أعراض الإدمان وعلاماته. وما يقرب من 60% منهم يبلغون عن بعض أعراض الانسحاب، بما في ذلك التعب وفقدان الشهية ومشاعر الاكتئاب وصعوبة التركيز.
ويُحتمل أن يواجه المستخدمون مشكلات مماثلة لتلك التي يعانيها الأشخاص الذين يتعاطون الأمفيتامين والكوكايين، بما في ذلك الإدمان. وأظهرت الأبحاث أن الحيوانات تتعامل مع عقار إكستاسي ذاتياً، وهو مؤشر على احتمالية إدمان العقار.
ووفقاً للمعهد الوطني للصحة (NIH)، يُبلغ بعض مستخدمي العقار عن أعراض الإدمان، بما في ذلك الاستخدام المستمر له مصحوباً بعواقب سلبية، وبمشاعر التسامح، والانسحاب، والشهوة لتناوله.
بعد الاستخدام المعتدل للدواء على مدى أسبوع واحد، قد تشمل الآثار النفسية والجسدية الناتجة عن الانسحاب ما يلي:
- هيجان.
- اكتئاب.
- ارتباك.
- عدوانية واندفاع.
- تشنج العضلات.
- مشكلات في النوم.
- قلق.
- فقدان الذاكرة.
- فقدان الانتباه.
- غثيان وانخفاض الشهية.
- فقدان الاهتمام بالجنس.
هل أخذ جرعة زائدة من عقار اكستاسي ممكن أن يؤدي إلى الموت؟
تم الإبلاغ عن الوفيات المرتبطة بالإكستاسي في الحفلات الصاخبة جراء جرعة زائدة من عقار (حبوب) إكستاسي. إذ أن التأثيرات المنشطة للدواء، والتي تمكن الشخص من الرقص لفترات طويلة، بالترافق مع الأجواء الحارة والمزدحمة التي توجد عادةً في حفلات كهذه، تؤدي إلى الجفاف وارتفاع الحرارة (زيادة خطيرة في درجة حرارة الجسم) وفشل القلب أو الكلى.
قد يكون الاستخدام المتكرر (جرعة زائدة من عقار إكستاسي) خلال فترة زمنية قصيرة خطيراً لأنه يؤدي إلى تراكم الدواء داخل الجسم.
ارتبطت عقاقير أخرى مشابهة كيميائياً لعقار الإكستاسي، مثل MDA (ميثيلين ديوكسي أمفيتامين) العقار الرئيسي لعقار إكستاسي) وPMA (باراميثوكسي أمفيتامين) بالوفيات في الولايات المتحدة وأستراليا، وتُباع أحياناً على أنها عقار إكستاسي. يمكن أن تكون هذه الأدوية سامة للدماغ أو تخلق مخاطر صحية إضافية للمستخدم.
إضافةً إلى ذلك، فإن البيع غير القانوني لمادة الإكستاسي يجعلها عرضة “للتشابك” بمواد كيميائية أخرى غير مشروعة ومن المحتمل أن تكون سامة أو مميتة. وقد يحتوي عقار إكستاسي أو مولي على مواد أخرى بالإضافة إلى عقار MDMA بما في ذلك:
- الكيتامين، هو مخدر يستخدم في الغالب من قبل الأطباء البيطريين وله أيضاً تأثيرات شبيهة بالفينول الخماسي الكلورPCP).
- الكافيين.
- أملاح الاستحمام (bath salts) (كاثينونات اصطناعية).
- الكوكايين.
- الميثامفيتامين.
تعد المشاركة بين عقار الإكستاسي مع واحد أو أكثر من هذه الأدوية أمر خطير بطبيعته، وقد يدمجه المستخدمون مع مواد مثل الماريجوانا أو الكحول أو المواد الأفيونية، وهذا للأسف يعرضهم لمزيد من مخاطر الأذى الجسدي أو الجرعات الزائدة أو الوفاة.
تم العثور على نسبة من الفنتانيل بشكل متزايد ضمن عقاقير أخرى منتشرة في الشوارع، وهو أمر غالباً لا يدركه المستخدم ويؤدي إلى وفيات.
هل يوجد علاج لإدمان الاكستاسي؟
لا توجد علاجات محددة لإدمان الإكستاسي. وعادةً ما يتم توجيه العلاج بواسطة عيادة تعاطي المخدرات أو مقدم الرعاية الصحية، ويتضمن رعاية داعمة وعلاجاً سلوكياً وجماعياً.
كيف يتم استخدام عقار إكستاسـي طبياً؟
تصنفه إدارة مكافحة المخدرات (DEA) على أنه عقار غير قانوني في الجدول الأول دون استخدامات طبية معترف بها.
ويتعمق الباحثون في إمكانية استخدامه كعلاج محتمل لما يلي:
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- القلق عند المرضى الميؤوس من شفائهم.
- القلق الاجتماعي عند البالغين المصابين بالتوحد.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب تعاطي الكحول.
- اضطراب ما بعد الصدمة واضطراب استخدام المواد الأفيونية (Opioid use disorder) (في حال تزامن الحالتين معاً).
في الآونة الأخيرة، حددت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA العلاج النفسي بمساعدة الإكستاسي لاضطراب ما بعد الصدمة كعلاج اختراقي Breakthrough Therapy.
اقرأ أيضـاً: 4 عقاقير غير مشروعة قد تكون أدوية
اقـرأ أيضاً: المهلوسات، تاريخ استخدامها، أنواعها وآثارها
اقرأ أيضـاً: الكانابينويد، استخداماته في علاج السرطان وأمراض المناعة والآثار الجانبية
تدقيق: لبنى حمزة
تحرير: جعفر ملحم