علاج اضطراب الشخصية الحدية الدوائي والأدوية المستخدمة

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
مبادرة الدعم النفسي للمعتقلين السوريين وذويهم
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي

لا يوجد حالياً دواء معتمد بشكل خاص من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) لاضطراب الشخصية الحدية (BPD)، لكن تتوافر بعض العقاقير الدوائية الفعالة في علاج بعض حالات هذا الاضطراب. 

يُعالَج اضطراب الشخصية الحدية أحياناً بأدوية القلق أو الاكتئاب مثلاً والتي قد تقلل بدورها بعض الأعراض. ويمكن استخدام الأدوية لعلاج الحالات النفسية التي تحدث بالتزامن مع هذا الاضطراب، مثل الاضطراب الاكتئابي الشديد

تُستخدم الأدوية غالباً بالاشتراك مع العلاج النفسي والعلاجات الأخرى بدلاً من أن تكون خياراً وحيداً. يساعدك تعلم المزيد عن أنواع الأدوية المختلفة في العثور على الدواء المناسب لك.

لماذا يستخدم العلاج الدوائي في اضطراب الشخصية الحدية؟

تتعدد أسباب رغبة الأشخاص في تجربة الأدوية في اضطراب الشخصية الحدية. المهم هو العمل دائماً مع طبيبك لتحديد خيارات الأدوية المناسبة لك بناءً على الأعراض والاحتياجات.

قد يساعد دواء اضطراب الشخصية الحدية في ما يلي.

منع تفاقم الأعراض وتخفيف شدتها وتحسين الأداء

قد تتفاقم بعض أعراض الاضطراب إذا تُركت دون علاج، لذا يفيد تناول الأدوية في تحسينها. كشفت الأبحاث انخفاض شدة وتواتر أعراض اضطراب الشخصية الحدية مع التقدم في العمر.

يمكن أن تساعد الأدوية الأشخاص على إدارة بعض أعراض اضطراب الشخصية الحدية بشكل أفضل. مثل التقلبات المزاجية، الهيجان، الاكتئاب، القلق والبارانويا (الارتياب) المرتبطة بالتوتر.

نظراً لأن الأدوية قد تخفف شدة الأعراض، فقد تساعد أيضاً في تحسين الأداء ضمن نطاق العلاقات والحياة اليومية.

علاج الحالات التي تتزامن مع اضطراب الشخصية الحدية

يحدث اضطراب الشخصية الحدية مع حالات أخرى أحياناً، والتي يمكن أن تتفاعل وتتداخل وتصعّب تشخيصه بدقة.

تشمل الحالات التي تترافق مع اضطراب الشخصية الحدية الاكتئاب، اضطرابات القلق، اضطرابات الأكل، اضطرابات تعاطي المخدرات والاضطراب ثنائي القطب

تقليل مخاطر الانتحار تحسين الالتزام بالعلاج

يرتبط اضطراب الشخصية الحدية مع زيادة خطر إيذاء النفس والانتحار. نظراً لأن الأدوية قد تساعد في تقليل تكرار الأعراض وخفض شدتها، فإنها تقلل من هذا الخطر أيضاً.

: لا تعمل بعض الأدوية على تخفيف أعراض اضطراب الشخصية الحدية فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تسهل الانخراط في أشكال أخرى من العلاج، مثل العلاج النفسي. 

أنواع أدوية اضطراب الشخصية الحدية

لا يوجد دواء يعالج اضطراب الشخصية الحدية على وجه التحديد. ولكن تتوفر عدة أنواع من الأدوية والتي قد تكون مفيدة في علاج أعراضه، ويعتمد نوع الدواء الذي يصفه الطبيب على أعراض المريض وحاجاته الخاصة.

مضادات الاكتئاب (Antidepressants) 

طُورت مضادات الاكتئاب لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الاكتئابي الشديد واضطرابات أخرى تتميز بانخفاض الحالة المزاجية. لكن العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يتم علاجهم بهذه الأدوية أيضاً. 

هناك العديد من أنواع مضادات الاكتئاب التي تمت دراستها لاستخدامها مع اضطراب الشخصية الحدية. وتشمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ورباعية الحلقات ومثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs) ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).

تتضمن مضادات الاكتئاب الشائعة الآتي:

  • إيفكسور (venlafaxine).
  • نارديل (phenelzine).
  • بروزاك (fluoxetine).
  • ويلبوترين (bupropion).
  • زولوفت (sertraline).

قد تساعد هذه الأدوية في علاج الحزن، سوء الحالة المزاجية، القلق ورد الفعل العاطفي. ولكن لا يبدو أن تأثيرها قوي على أعراض اضطراب الشخصية الحديّة الأخرى (مثل الغضب والاندفاع).

مضادات الذهان (Antipsychotics) 

صيغ مصطلح “الحديّة” بسبب اعتقاد الأطباء النفسيين الأوائل أن أعراض اضطراب الشخصية الحدية كانت “على الحدّ” بين العصاب (neurosis) والذهان (psychosis). لهذا السبب، مضادات الذهان هي من الأدوية الأولى التي تم اختبارها لاضطراب الشخصية الحدية.

يمكن أن تؤثر الأدوية المضادة للذهان تأثيراً إيجابياً على مجموعة متنوعة من الاضطرابات غير الذهانية مثل اضطراب الشخصية الحدية. وقد أظهرت قدرتها على خفض القلق، التفكير الارتيابي، الغضب أو العدوان والاندفاع لدى المصابين باضطراب الشخصية الحديّة. 

تشمل مضادات الذهان الشائعة ما يلي:

  • أبيليفاي (aripiprazole).
  • جيودون (ziprasidone).
  • ريسبردال (risperidone).
  • سيروكويل (quetiapine).
  • زيبريكسا (olanzapine).

مثبتات المزاج/مضادات الاختلاج

استُخدمت الأدوية ذات الخصائص المثبتة للمزاج (استقرار المزاج) وبعض الأدوية المضادة للاختلاج أو المضادة للتشنج (نوبات الصرع) لعلاج السلوك الاندفاعي والتغيرات العاطفية السريعة المرتبطة باضطراب الشخصية الحدية، وتشير الأبحاث إلى أن هذه الأنواع من الأدوية شائعة الاستخدام بين المصابين به. 

تشمل مضادات الاختلاج الشائعة ومثبتات الحالة المزاجية:

  • ديباكوت (valproate).
  • لاميكتال (lamotrigine).
  • ليثوبيد (lithium).
  • تغريتول أو كارباتول (carbamazepine).

الأدوية المضادة للقلق (Anxiolytics) 

نظراً لأن الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية يعانون من قلق شديد في أغلب الأوقات، توصف لهم أدوية مضادة للقلق، تشمل الشائعة منها الآتي:

  • أتيفان (lorazepam).
  • بوسبار (buspirone).
  • كلونوبين (clonazepam).
  • الفاليوم (diazepam).
  • زاناكس (alprazolam).

لسوء الحظ، يتوافر عدد قليل من الأبحاث التي تدعم استخدام الأدوية المضادة للقلق لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن استخدام فئة معينة من مضادات القلق التي تحوي البنزوديازيبينات (أتيفان، كلونوبين) قد يتسبب في الواقع بتفاقم الأعراض عند بعض الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية. 

تعد البنزوديازيبينات خطيرة بشكل خاص عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تترافق مع اضطرابات تعاطي المخدرات لأنها يمكن أن تسبب الإدمان. 

لا يسبب بوسبار (دواء يستخدم لعلاج القلق) الإدمان، وهو بديل للأدوية من عائلة البنزوديازيبين.

أدوية أخرى لاضطراب الشخصية الحدية

مع تعلم المزيد عن اضطراب الشخصية الحدية، يتم تطوير واختبار أدوية جديدة له. يستكشف الباحثون المزيد عن آثار الأدوية المضادة للخرف، المواد التخديرية وأدوية شلل عضلات الوجه على اضطراب الشخصية الحدية. 

تشير نتائج إحدى الدراسات إلى أن مكمل أحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن يقلل العدوانية ومشاعر العداء لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية. 

الآثار الجانبية لأدوية اضطراب الشخصية الحدية

كما هو الحال مع الأدوية الأخرى، قد يعاني المريض من آثار جانبية عند تناول أدوية اضطراب الشخصية الحدية، تشمل بعض أكثر هذه الآثار شيوعاً ما يلي:

  • الإمساك.
  • جفاف الفم.
  • دوخة.
  • التخدير.
  • زيادة الوزن.

تحدث دائماً مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن كل من الآثار الجانبية الشائعة والنادرة المرتبطة بأدوية معينة حتى تعرف ما قد تتعرض له، ومن المهم أيضاً إخباره عن أية أدوية أو مواد أو مكملات أخرى تتناولها لتجنب التفاعلات الدوائية الخطيرة المحتملة.

قد يعاني البعض من حساسية نتيجة الأدوية. اطلب المساعدة الطبية فوراً إذا بدأت تشعر بأعراض الحساسية

تحديات تناول أدوية اضطراب الشخصية الحدية

هناك عدد من التحديات التي يمكن أن تؤثر على استخدام أدوية علاج اضطراب الشخصية الحدية وتشمل:

  1. اختلاف احتياجات المرضى: تتنوع، وبشكل كبير، الأعراض التي يعاني منها كل شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية. 
  2. الحالات المتزامنة مع الاضطراب: يمكن أن تؤدي الإصابة بحالة أخرى إلى تعقيد اختيار الدواء. مثلاً، لا ينبغي استخدام مضادات الاكتئاب في الحالات التي يكون فيها الشخص مصاباً أيضاً بالاضطراب ثنائي القطب لأن هذه المواد يمكن أن تثير نوبات الهوس.
  3. قد يكون تعدد المقاربات العلاجية ضرورياً: ربما لا تتمكن الأدوية من ضبط جميع أعراض اضطراب الشخصية الحدية؛ وهنا تكمن أهمية العلاج النفسي والرعاية الذاتية، بالإضافة إلى ذلك، من الشائع أن توصف عدة أدوية للشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية. 

الإجراءات الوقائية 

هناك بعض الاحتياطات الواجب اتخاذها قبل تجربة دواء لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، تتضمن بعض المخاوف التي يجب التفكير فيها ما يلي:

  1. قد تؤدي البنزوديازيبينات إلى تفاقم الأعراض لدى بعض الأفراد: تشير الأبحاث إلى أن البنزوديازيبينات قد تؤدي إلى تزيد أعراض الاندفاع والانتحار سوءاً لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية؛ لذلك لا يُنصح باستخدامها.
  2. قد تسبب بعض الأدويـة الإدمان، مثل البنزوديازيبينات: تشير الأبحاث أيضاً إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية أكثر عرضة لاعتماد البنزوديازيبين محاولتهم للعلاج الذاتي.
  3. تحمل عبوات مضادات الاكتئاب تحذير الصندوق الأسود (التحذير المربع): يشير هذا التحذير إلى أن مضادات الاكتئاب مرتبطة بزيادة خطر التفكير الانتحاري لدى الشباب؛ وهو تحذير يظهر على ملحق العبوة الدوائية لبعض الأدوية التي تستلزم وصفة طبية.

التأقلم مع اضطراب الشخصية الحدية

في حين أن العلاج النفسي هو نهج العلاج المعياري لاضطراب الشخصية الحدية، قد تفيد الأدويـة بتخفيف وضبط بعض الأعراض. هناك أيضاً بعض الخطوات التي يمكن أن يتبعها المريض لتحسين قدرته على التأقلم مع هذا الاضطراب وتشمل:

  1. علاج الحالات المرافقة له: يمكن للحالات الصحية النفسية الأخرى مثل تعاطي المخدرات، اضطرابات القلق، الاكتئاب، الاضطراب ثنائي القطب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أن تجعل علاج اضطراب الشخصية الحدية أكثر صعوبة؛ ولكن يمكن أن يساعدك علاج تلك الأمراض المرافقة للاضطراب على الشعور بالتحسن.
  2. إيجاد طرق لضبط التوتر: يمكن أن يلعب التوتر دوراً رئيسياً في تفاقم أعراض اضطراب الشخصية الحدية؛ لذا فإن إيجاد طرق لتقليل أو إدارة التوتر يمكن أن يكون مفيداً مثل التنفس العميق والتمارين الرياضية والتخيل واسترخاء العضلات التدريجي
  3. تطوير مهارات التأقلم: قد يساعدك أيضاً العثور على طرق فعالة للتعامل مع الإجهاد العاطفي والتحكم في السلوكيات الاندفاعية في الأداء بشكل أفضل في الحياة اليومية، ويمكن أن تساعدك اليقظة الذهنية والدعم الاجتماعي والعلاج السلوكي الجدلي في تحسين مهارات التأقلم.

خلاصة

في حين أن الأدوية الخاصة باضطراب الشخصية الحدية يمكن أن تكون جزءاً مفيداً من خطة العلاج الشاملة الخاصة بك، فمن المهم العمل مع طبيبك لتحديد أفضل طريقة تناسب حاجاتك.

لا يوجد علاج واحد مناسب لجميع المصابين به؛ لكل شخص علاج ونهج مناسب له اعتماداً على الأعراض والتاريخ الطبي وطبيعة الاستجابة للعلاجات.

من المهم أيضاً إدراك أن الأدوية تكون أكثر فاعلية عند دمجها مع أنواع أخرى من العلاج مثل العلاج النفسي، لذا يفضل التحدث مع طبيبك حول العلاج الأنسب لك.

اقرأ أيضاً: اضطرابات الشخصية، أنواعها وأعراضها

اقـرأ أيضاً: كيفية التأقلم مع اضطراب الشخصية في مجالات الحياة المختلفة

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية التمثيلية، أعراضه، أسبابه وعلاجه

المصدر: Types of Medication for BPD

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
مبادرة الدعم النفسي للمعتقلين السوريين وذويهم
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: