مناهضة العنصرية، كيف يمكن مواجه التفكير العنصري ودعم الأقليات العرقية؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تدفع الكثير من الحركات التي تدعم حقوق الأقليات العرقية الفرد إلى المزيد من التفكير بالعنصرية والتشكيك في معتقداته، مواقفه وسلوكياته. مناهضة العنصرية, مواجهة العنصرية, مواجهة التفكير العنصري, دعم الأقليات العرقية.

قد يكشف القليل من التأمل الذاتي بعض الحقائق المزعجة، مثل الطرق التي تحمل من خلالها أفكاراً عنصرية أو تظهر سلوكيات عنصرية دون إدراك ذلك حتى. قد يصاحب هذا التأمل الذاتي أيضاً مشاعر الذنب والخزي، لذا من المهم البدء بالغفران والمسامحة.

يعود سبب وجود العنصـرية في عصرنا إلى الظروف الحالية التي تحيط بنا والتي ليس لنا يد بها، لكننا قادرون على المساعدة في تدارك الموقف.

لحسن الحظ، هناك خطوات يمكننا اتخاذها لبدء رحلة مناهضة العنصرية، وإن العمل على رفع الوعي إزاء أي انحياز أو صور نمطية هو أحد الطرق المهمة لهدم الحواجز التي تعترض طريق هذه الرحلة.

الاعتراف بوجود العنصرية في العصر الحديث

على الرغم من افتراض البعض أن قوانين مناهضة التمييز العنصري قد خلّصت المجتمع من العنصرية، وجدت الدراسات أن الحال مختلف نوعاً ما؛ إذ لا تزال الأقليات العرقية تعاني من قدر كبير من الأحكام المسبقة والتمييز.

وقد وجدت الأبحاث أن الأقليات أقل احتمالاً لتلقي الرعاية الطبية المناسبة، أقل احتمالاً للحصول على عروض توظيف، أكثر عرضة لأحكام أشد قسوة على الجرائم المرتكبة وأكثر عرضة لإطلاق النار عليهم من قبل عناصر الشرطة.

كما أنهم يُعاملون بطريقة أكثر تشكيكاً بنواياهم وتصرفاتهم في الأماكن العامة

هذه مجرد أمثلة قليلة، ومن الواضح أن العديد من الأفراد يعانون من العنصرية يومياً وبعدة طرق مختلفة. لذلك، من المهم الاعتراف بأن الأقليات لا تزال تواجه تمييزاً مستمراً. إدراك أن العنصرية قائمة هو الخطوة الأولى نحو إحداث تغيير إيجابي.

اطلع على تجارب الآخرين. عندما تسمع مواقفهم وقصصهم، حاول أن يكون عقلك متفتحاً لها. مناهضة العنصرية, مواجهة العنصرية, مواجهة التفكير العنصري, دعم الأقليات العرقية.

كن مدركاً لما تحمله من أفكار مسبقة

إذا كنت تعتقد أشياء مثل، “لن أفعل أي شيء عنصري أبداً”، فقد ترغب في التحقق من نفسك. تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يزعمون أنهم لن يحملوا في أذهانهم أحكاماً مسبقة عن الآخرين أبداً هم الأكثر عرضة لذلك.

وجدت دراسة نُشرت عام 2019 في مجلة “الاختلافات الشخصية والفردية /Personality and Individual Differences” أن: “الأفراد الأقل مساواة وعدالة في تعاملهم هم الذين بالغوا في تقدير مستويات المساواة بين أفراد المجتمع لديهم أكثر من غيرهم”.

طُلب من المشاركين الإبلاغ عن مدى المساواة التي يعتقدون أنهم يحملونها مقارنة بأشخاص آخرين فيما يتعلق بالعرق. بعد ذلك، عبروا عن مدى شعورهم بالرضا تجاه ذوي البشرة السوداء في مكان العمل. أخيراً، أكمل المشاركون اختبار التداعي الضمني لقياس انحيازاتهم الضمنية المتعلقة بالعرق.

وجد الباحثون أن أولئك الذين أبلغوا عن كونهم الأكثر مساواة أظهروا المقدار الأكبر من الانحياز الضمني تجاه الأفراد من ذوي البشرة السوداء.

كشفت دراسات أخرى عن نتائج مماثلة، من المرجح أن ينكر الأشخاص في المجموعات ذات الامتيازات وجود الانحياز، وهناك انطباع بين الشباب مفاده أن العنصرية “لم تعد بهذا السوء” أو أنها تحدث فقط في حالات استثنائية.

يعتقد البعض أن التحيز ضد الأشخاص ذوي البشرة البيضاء هو أمرٌ يدعو للقلق أكثر من التحيز ضد الأشخاص من ذوي البشرة السوداء.

تذكر أن لا أحد متحيز أو غير متحيز بالمطلق، إنها سلسلة متصلة ويمتلك الجميع صوراً نمطية وانحيازات إلى حد ما تؤثر على كيفية تفاعلهم مع الأفراد من أعراق أخرى.

من المهم تذكر أن من طبيعة أدمغتنا إدراك الاختلافات التي تطورت للحماية من التهديدات العامة للعالم المحيط بنا، وأن الانحيازات التي لدينا لا تزال تعمل على نفس هذا النظام الداخلي.

إجراء اختبار لتحديد الانحيازات

عموماً، قد تعتقد ظاهرياً أنك تقبل الأشخاص من جميع الأعراق. لكن الحقيقة هي وجود احتمال أن يكون لديك بعض الصور النمطية والانحيازات التي قد لا تعرفها حتى.

لذا، قد تساعدك بعض الاختبارات المتوافرة عبر الإنترنت في كشف الغطاء عن هذه الانحيازات المخفية. مناهضة العنصرية, مواجهة العنصرية, مواجهة التفكير العنصري, دعم الأقليات العرقية.

قد يكون إجراء هذا النوع من الاختبارات مفيداً، ولكن من المهم أيضاً البقاء متنبهاً من أجل تحديد الانحيازات الممكنة ومواجهتها. يمكن أن يكون الانتباه إلى استجابات الآخرين على تفاعلاتك مفيداً أيضاً. على سبيل المثال، إذا بدا أن شخصاً ما مستاء أو شعر بالإهانة من شيء قلته أو فعلته، فاستفسر عن ذلك أكثر.

تعرف على نفسك أكثر

قد تعتقد أن رحلتك في مناهضة العنصرية يجب أن تبدأ بالتعرف على الآخرين. لكن تطوير المزيد من الوعي الذاتي أولاً يمكن أن يكون مفتاحاً لمساعدتك في اكتساب نظرة ثاقبة عن معتقداتك.

وجدت دراسة نُشرت عام 2009 في المجلة الدولية للعلاقات الثقافية (International Journal of Cultural Relations) أن الأفراد يمكن أن يصبحوا أكثر كفاءة ثقافياً من خلال استكشاف جذورهم وقيمهم التاريخية.

يمكن أن يساعدك تطوير فهم أفضل لأسلافك وتجاربهم، والتفكير في كيفية أداء عائلتك كمجموعة في معرفة الطرق التي أثرت بها عليك. يمكن أن يجعلك ذلك أكثر وعياً بانحيازاتك الخاصة بالإضافة إلى إثارة الفضول عن الثقافات والأعراق الأخرى.

 تروّج سونيا رينيه تايلور (Sonya Renee Taylor) لمفهوم حب الذات المتطرف في كتابها الذي يحمل عنوان الجسد ليس عذراً “The Body is Not Apology”، والذي يتضمن أن تحب جسدك ونفسك الأصيلة بالكامل. إذ تعتقد أن جزءاً من جذور الانحيازات ينبع من ثغرات وأوجه نقص الشخصية.

من خلال تعلم قبول أنفسنا بشكل أكثر حقيقية وصدقاً، يمكننا بعد ذلك التحسن كمجتمع. هناك طريقة أخرى للتعلم عن نفسك وهي التفكير في تجربة العلاج الفردي لاستكشاف مشكلة الانحياز والعنصرية.

تعرف على الآخرين أكثر

ثقف نفسك حول الأعراق الأخرى أيضاً وتعرف على تاريخ العنصرية والتمييز، واسعَ جاهداً لمعرفة المزيد عما يعانيه الآخرون اليوم. اقرأ الكتب وشاهد الأفلام وراجع المقالات التي تصف تجارب الآخرين.

ليس عليك الالتزام بقراءة المجلات العلمية ومشاهدة الأفلام الوثائقية فحسب، إذ قد تجد العديد من الكتب الخيالية التي تعطي نظرة ثاقبة عن ثقافات ومجتمعات غير مألوفة أيضاً. مناهضة العنصرية, مواجهة العنصرية, مواجهة التفكير العنصري, دعم الأقليات العرقية.

احصل على الأخبار من مجموعة متنوعة من المصادر لأن مشاهدة نفس القناة وقراءة المقالات من ذات الموقع تمنحك رؤية من زاوية واحدة فقط. تعلم من العديد من الأشخاص المختلفين، وسترى أن هناك روايات عدة لنفس القصة.

تفاعل مع أشخاص من أعراق مختلفة

لا يوجد بديل للتجربة المباشرة. يمكن أن يساعدك التحدث إلى الأشخاص المختلفين عنك، والعمل مع أعراق أخرى والتفاعل معهم في جميع أنواع الظروف على اكتساب أكبر قدر من الرؤية والمعرفة.

ستتعلم الكثير عندما تستمع إلى الناس وتصغي لهم، لكن لا تطلب منهم تثقيفك حول العنصرية. إن مطالبتهم بالقيام بالمزيد من العمل، أو محاولة شرح تجاربهم اليومية، يضع المزيد من العبء عليهم.

قد تحتاج أيضاً إلى المشاركة بإرادتك في أنشطة جديدة حتى تتمكن من التفاعل مع أشخاص خارج دائرتك الاجتماعية المعتادة، مثلاً تطوع أو انضم إلى نادٍ أو أحضر حدثاً لا تحضره عادةً حتى تتمكن من التفاعل مع أشخاص مختلفين.

فكر أيضاً في المشاركة في المهرجانات الثقافية التي تقوم بها العديد من المنظمات. مناهضة العنصرية, مواجهة العنصرية, مواجهة التفكير العنصري, دعم الأقليات العرقية.

التسجيل في دورة تدريبية

يمكن أن يساعدك تنويع مصادر التعلم في الحد من الانحيازات، إذ وجدت دراسة نُشرت عام 2001 في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي “Journal of Personality and Social Psychology” أن الطلاب الذين التحقوا بالحلقة الدراسية الخاصة بـ الأحكام المسبقة والصراع أظهروا انخفاضاً ملحوظاً في الانحيازات الضمنية والصريحة ضد الأفراد من ذوي البشرة السوداء مقارنة بمجموعة التحكم.

تُظهر هذه الدراسة أنه بالإمكان تغيير الانحيازات حتى تلك التي تبدو تلقائية. يمكن أن يؤدي التعرف على ما تحمله في ذهنك من صور نمطية إلى تقليل مستويات الأحكام المسبقة. مناهضة العنصرية, مواجهة العنصرية, مواجهة التفكير العنصري, دعم الأقليات العرقية.

كما تدعم دراسة أحدث عام 2012 هذه النتائج، مما يشير إلى أن التدريب والتدخل ضد الانحياز يمكن أن يؤدي إلى تقليل انحياز العرق الضمني بشكل كبير وعلى المدى الطويل.

خلاصة

إذا كنت تكافح في رحلتك لتصبح شخصاً مناهضاً للعنصرية، فقد تجد أنه من المفيد التحدث مع أخصائي.

تواصل مع المعالج النفسي، إذ يمكن أن يساعدك أخصائي الصحة النفسية المرخص له في تحديد الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي ترغب في تغييرها، وقد يكون قادراً أيضاً على توفير المزيد من الموارد التي يمكن أن تساعدك على التعلم والنمو.

اقـرأ أيضاً: العدوانية المصغرة، أنواعها، أسبابها وكيفية التعامل معها

اقرأ أيضـاً: الصدمة العرقية، أعراضها، تأثيرها وكيف تتصرف في حال تعرضك لها؟

اقـرأ أيضاً: الأحكام المسبقة، كيف تتشكل وما أنواعها؟

المصدر: 7Strategies to Help You on Your Anti-Racism Journey

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: