أعراض الإعاقة الذهنية بمختلف مستوياتها

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني إعاقة ذهنية، فإن تعلم العلامات والإشارات الدالة على ذلك يمكن أن يساعدك في إيجاد الدعم المناسب. قد تختلف أسباب وأعراض الإعاقة الذهنية (اضطراب النمو العقلي) من شخص لآخر، فقد يعاني البعض من أعراض القصور الذهني بينما يعاني آخر من أعراض عجز الأداء التكيفي.

في حال كان طفلك أو أحدٌ ما تعرفه لديه مشكلة في التعلم والنشاطات اليومية، من المحتمل أنه يعاني من إعاقة ذهنية (Intellectual Disability/ ID) والتي تعرف أيضاً بـ اضطراب النمو العقلي.

تكون معظم الإعاقات الذهنية خفيفة؛ ومع الدعم المناسب، بإمكان من يعاني منها العمل والحياة بشكل كامل ومستقل تقريباً.

تحدث الإعاقة الذهنية عندما لا ينمو دماغ الطفل ويتطور بالشكل الصحيح أو يتعرض لأذية ما. وعلى الرغم من أن لا شفاء منه، إلا أن التدخلات العلاجية يمكن أن تساعد في القدرات الدراسية والمهنية وفي المهارات الاجتماعية وتراجع أعراض القصور الذهني وعجز الأداء التكيفي.

إن فهم المستويات المختلفة من الإعاقة الذهنية وعملية الحصول على التشخيص يمكن أن تساعد العائلات في إيجاد الدعم الأفضل لأنفسهم وطفلهم على حد سواء.

ما هي الإعاقة الذهنية؟

الإعاقة الذهنية، وتسمى أيضاً اضطراب النمو العقلي، هي ذكاء أقل من المتوسط يسبب تحديات مع المهام اليومية والأداء بشكل عام.

استُبدل مصطلح ” التراجع أو التخلف العقلي” وحلّ محله مصطلح “الإعاقة الذهنية”، إذ أصبح التخلّف العقلي مهيناً للكثير من الناس ومسبباً لسوء فهم الاضطراب والأشخاص الذين يعانون منه.

يستخدم أخصائيو الصحة النفسية الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (النسخة الخامسة) في تشخيص الإعاقة الذهنية.

يستند التشخيص إلى ثلاثة اختبارات أو معايير:

الـمعيار الأول، التحديات الذهنية في مجالات مثل:

  • التعلم، المدرسة والحياة على حد سواء مثل التكلم والنطق.
  • المحاكمة والمنطق.
  • التخطيط.
  • حل المشكلات.
  • الحكم على الأشياء والأشخاص.
  • التفكير المجرد.

المـعيار الثاني، صعوبات وظيفية تكيفية ناتجة عن التحديات الذهنية المرتبطة بمهارات مثل:

  • التواصل.
  • الاختلاط بالآخرين.
  • العيش بشكل مستقل.

المعيار الثالث، بداية ظهور الأعراض الذهنية والوظيفية السابقة في وقت مبكر:

  • وجود الأعراض في مرحلة الطفولة أو المراهقة

تشخيص الإعاقة الذهنية بحسب الأعراض

حدّث الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية المعايير بهدف تقليل التشديد على تشخيص الإعاقات الذهنية (اضطراب النمو العقلي) استناداً إلى عتبة الأعراض في كل فئة (عجز الأداء التكيفي والقصور الذهني وغيرهما).

  • الآن، يحث أخصائيو الرعاية الصحية على النظر بشكل شامل إلى أداء الفرد الكلي.

يمكن أن يتم تشخيص الإعاقة الذهنية عند الأطفال فوق سن الخامسة عندما يكون اختبار حاصل الذكاء أكثر موثوقية. يعتبر الأطفال الأقل من عمر خمس سنوات والذين تظهر لديهم الأعراض على أنهم يعانون من تأخر النمو العالمي/Global Developmental Delay ويمكن لتشخيص هذه الحالة أن تتنبأ بتشخيص الإعاقات الذهنية (اضطراب النمو العقلي) في المستقبل.

في بعض الأوقات، يعاني الأطفال ممن هم فوق سن الخامسة من أعراض الإعاقة الذهنية، إلا أن لديهم عوامل تتداخل مع الاختبار مثل ضعف السمع أو البصر. في هذه الحالة، يمكن أن يتم تشخيصهم بالإعاقة الذهنية غير المحددة وتقييمهم في وقت لاحق.

تصبح أعراض الإعاقة الذهنية أكثر وضوحاً مع تقدم الأطفال في العمر عندما يفقدون المعالم التطورية أو النمائية النموذجية. لهذا السبب، يتم التشخيص بالإعاقة الذهنية عند بلوغ سن الثامنة عشر.

أعراض الإعاقة الذهنية (اضطراب النمو العقلي)

يكون بعض الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية خفيفة قادرين على التواصل الاجتماعي بشكل جيد، إذ بإمكانهم اكتساب المهارات العملية مثل رعاية الذات والمهارات الأكاديمية وصولاً إلى المرحلة الابتدائية المتوسطة.

على الرغم من أنهم أبطأ من أقرانهم في معظم المجالات، فإنهم قادرون على الاندماج معهم في الكثير من المواقف.

يكون اختلاف طريقة التفاعل الاجتماعي أكثر وضوحاً عند البعض الآخر، إذ يمكن أن يتواصل البعض ممن يعاني إعاقة ذهنية مع الآخرين ويتعلم الاهتمام بنفسه، بينما يكون آخرون أكثر اعتماداً ويحتاجون إلى الرعاية على مدار الساعة.

قد تختلف أعراض الإعاقة الذهنية من شخص لآخر. تحدد كل من نتائج اختبار حاصل الذكاء ومدى تأثير الإعاقة الذهنية على قدرة الفرد حدة الإعاقة التي يتم تشخيصها.

فيما يلي أعراض فئات التشخيص الثلاث:

القصور الذهني

من أعراض القصور الذهني ما يلي:

  • تأخر تعلم الأحرف، الأرقام والمعالم الذهنية الأخرى
  • تأخر النطق أو مشاكل واضحة في التواصل.
  • عدم القدرة على ربط الأفعال بعواقبها مشاكل في الذاكرة.
  • صعوبة في اتباع التعليمات أيضاً تعتبر أحد أعراض القصور الذهني.
  • القدرة على الإبداع في المهارات الأكاديمية الأساسية إلى المرحلة الابتدائية فقط.

عجز الأداء التكيفي

تتمثل أعراض عجز الأداء التكيفي فيما يلي:

  • التأخر عن التدرب على استخدام القعّادة (المرحاض المتنقل للأطفال)، ارتداء الملابس أو تناول الطعام بأنفسهم.
  • تأخر الجلوس، الزحف أو المشي عن بقية الأطفال.
  • عدم معرفة كيفية اتباع القواعد الاجتماعية.
  • ضعف الحكم على الأشخاص.
  • صراعات مع التنظيم العاطفي.
  • وجوب وجود تدخلات اجتماعية متكررة في أوقات اللعب خلال المدرسة.

ظهور الأعراض في فترة النمو

تشير فترة النمو إلى مرحلة الطفولة والمراهقة حين تتضح الاختلافات بين الأقران. على الرغم من وجود الإعاقة الذهنية قبل الولادة، يمكن ألا يلاحظ الأهل الإعاقة الذهنية الخفيفة عند طفلهم إلى أن يدخل المدرسة. في هذه المرحلة، ينتبه كادر المدرسة ممن لديهم خبرة عميقة مع الكثير من الأطفال إلى الاختلافات بين هذا الطفل وأقرانه والتي يمكن أن تفوت الأهل.

في بعض الأوقات، تظهر أعراض الإعاقة الذهنية عند الأطفال الأصغر عمراً كتأخر المهارات الحركية أو استخدام اللغة.

مستويات حدة الإعاقة الذهنية

للإعاقة الذهنية أربعة مستويات من الشدة.

الخفيفة

  • يتراوح معدل حاصل الذكاء بين 50 إلى 69.
  • وجود 85% من حالات الهوية (مجموعة من الحالات التي وضعها العالم مارشا لدراسة هوية الفرد بناءً على نموه).
  • القدرة على العيش بشكل مستقل مع القليل من الدعم.
  • القدرة على الاندماج مع الأقران والتوافق اجتماعياً.
  • بلوغ الإمكانات الأكاديمية حتى مرحلة الابتدائية المتوسطة.
  • الوجود في صفوف دراسية متخصصة عادة.
  • تعلم الكلام متأخراً لكن مع القدرة على التواصل بشكل جيد بعدها.

المتوسطة

  • معدل حاصل الذكاء بين 36 إلى 49.
  • 10% من حالات الهوية.
  • القدرة على العيش بشكل مستقل مع وجود دعم متوسط مثل مجموعة في المنزل.
  • تأخرات ملحوظة في الكلام وفهم اللغة.
  • حديث متغير أو بعض الصعوبة في التواصل.
  • إمكانية المشاركة في النشاطات الاجتماعية.
  • القدرة على تعلم أساسيات القراءة الكتابة والعد.

الحادة

معدل حاصل ذكاء من 20 إلى 35.

3.5% من حالات الهوية.

وجوب وجود إشراف منتظم لضمان السلامة والمساعدة في أمور الرعاية الذاتية اليومية.

الحاجة إلى التوجيه والإشراف الاجتماعي.

احتمال تعلم مهارات رعاية الذات الأساسية.

ضعف حركي واضح.

العميقة

  • معدل حاصل ذكاء أقل من 20.
  • 1.5% من حالات الهوية.
  • عدم القدرة على الاهتمام بالذات.
  • وجوب وجود رعاية على مدار الساعة.
  • عدم القدرة على فهم التواصل من الآخرين.
  • التواصل غير اللفظي.
  • احتمال الإصابة بعجز الحركة أو الجمود.

تترافق الإعاقة الذهنية عادة مع حالات نفسية أخرى، مثل اضطراب طيف التوحد، الشلل الدماغي، الصرع، اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والاكتئاب.

الفرق بين الإعاقة الذهنية واضطراب التعلم

بينما تعد الإعاقة الذهنية عجزاً ذهنياً يتداخل مع مجالات عدة في الحياة، يكون اضطراب التعلم محدداً بمجموعة معينة من المهارات الأكاديمية مثل اللغة أو الرياضيات؛ عسر القراءة أحد الأمثلة على ذلك.

يرتبط اضطراب التعلم بطريقة تعلم الفرد، وليس بذكائه. على عكس الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، يكون لدى المصابين باضطراب التعلم حاصل ذكاء أعلى من المتوسط. ومع وجود الدعم، يستطيع هؤلاء الأطفال التخرج من المدرسة والانتقال إلى مرحلة التعليم ما بعد الثانوي.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالإعاقة الذهنية في النهاية، لكنها تبقى مجهولة في بعض الحالات الفردية.

أسباب الإعاقة الذهنية

  • التعرض لأذية قبل الولادة، مثل إصابة الأم الحامل بالعدوى أو التعرض للكحول أو المخدرات
  • الإصابة خلال الولادة مثل نقص الأوكسجين
  • خلل الصبغيات، مثل متلازمة داون ومتلازمة الصبغي X الهش.
  • أذية الرأس.
  • عدوى حادة في مرحلة الطفولة، مثل التهاب السحايا أو الحصبة.
  • نقص التغذية الحاد، التعرض للرصاص أو التسمم بالزئبق في الصغر.

كيف يتم تشخيص الإعاقات الذهنية ومن يقوم بإجرائه؟

يستخدم أخصائيو الرعاية الصحية اختبار ذكاء موحداً لتحديد مستوى شدة الإعاقة الذهنية إضافة إلى تقييمات سريرية لمراقبة العجز التكيفي.

لم يعد الدليل التشخيصي والإحصائي يستخدم حاصل الذكاء كمعيار وحيد في التشخيص نظراً لأنه لا يعكس أحياناً مدى جودة أداء الفرد بشكل عام؛ فليس كل شخص يحصل على معدل حاصل ذكاء أقل من المتوسط بحاجة إلى الدعم.

يقيّم الأطباء ثلاثة مجالات للأداء إضافة إلى حاصل الذكاء؛ وهي:

  1. النظرية (المفاهيم): المعرفة المكتسبة المتعلقة بالمهارات الأكاديمية مثل الرياضيات البسيطة، القراءة، المنطق والتعليل والذاكرة.
  2. الاجتماعية: الصداقات، التواصل، التعاطف، الحكم على الآخرين والقدرة على اتباع القواعد الاجتماعية.
  3. العملية: الاهتمام الشخصي، المسؤوليات، التنظيم والترتيب والقدرة على الالتزام بالمهمة.

يجري أخصائيو الرعاية الصحية مقابلة مع الشخص الذي يتم تقييمه ويجمعون المعلومات من أفراد العائلة، مقدمي الرعاية والمدرسين.

من المهم إجراء فحص دقيق والتعرف على التاريخ الطبي الكامل للمريض وذلك من أجل تحديد أو استبعاد حالات أخرى يمكن تتسبب بظهور الأعراض ذاتها. على سبيل المثال، تسبب كل من الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد صعوبات في التواصل وسلوكيات غير اعتيادية.

يمكن أن يبدأ طبيب العائلة عملية التشخيص. وإذا كان المريض طفلاً، يمكن أن يتابع الأمر بعد ذلك طبيب متخصص بنمو الأطفال.

خلاصة

الإعاقة الذهنية هي حاصل ذكاء منخفض ينتج عنه ضعف ذهني وتراجع في الأداء التكيفي وله العديد من الأعراض المتنوعة، بناءً على مستوى حدته. في بعض الأوقات، تتمثل العلامة الوحيدة الدالة عليه في عدم القدرة على متابعة المدرسة في بعض الحالات، وفي حالات أخرى، تكون الاختلافات العميقة عن الآخرين واضحة وجلية.

يعاني معظم المصابين بالإعاقة الذهنية من الشكل الخفيف لها. ومع الدعم والتدخل المبكرين، يمكن أن يحيا هؤلاء الأشخاص حياة كاملة؛ إذ بإمكانهم العيش بشكل مستقل، العمل والتواصل مع الآخرين مع تقدمهم في العمر.

اقرأ أيضاً: الاضطرابات النمائية في مرحلة الطفولة، أنواعها وتأثيراتها على الفرد في مرحلة البلوغ

اقـرأ أيضاً: الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة، آثاره السلبية وكيف يمكن تجاوزها

اقرأ أيضاً: تأخر النطق عند الأطفال، علاماته، أسبابه وعلاجه

المصدر: What Are the Symptoms of Intellectual Disability

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: