تأثير قراءة التعليقات السلبية عبر الإنترنت على الصحة النفسية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

أصبحت أقسام التعليقات السلبية في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ملعباً جديداً للتنمر عبر الإنترنت؛ ونتيجة لذلك، تختار العديد من المؤسسات الإخبارية حذف التعليقات كلياً لتفادي هذه المشكلة. تتفاوت تأثيرات قراءة التعليقات السلبية عبر الإنترنت على الصحة النفسية، وسنقدم لكم في هذا المقال أهم هذه التأثيرات.

قد تتحول أقسام التعليقات إلى أقسام إهانات، تهديدات، جدالات ومضايقات إذا تُركَت دون مراقبة. في الواقع، وجدت دراسة أجراها مركز (Pew) للأبحاث عام 2014 أن 22% (واحد من كل خمسة.) من مستخدمي الإنترنت كانوا ضحايا للتحرش عبر الإنترنت في قسم التعليقات على أحد المواقع الإلكترونية.

من هم هؤلاء الناس الذين ينشرون تعليقات مسيئة ولماذا نقوم بقراءتها؟ لماذا نسمح لأنفسنا بالانجرار إلى أقسام التعليقات السلبية، أو الأسوأ من ذلك، الانجرار إلى الجدال في أقسام التعليقات. وما التأثيرات على صحتنا النفسية؟

صحيح أن قراءة التعليقات السلبية عبر الإنترنت على الصحة النفسية له تأثيرات سلبية. إلا أن هناك خطوات يمكننا اتخاذها للتخفيف من حدة هذه المشكلة في حياتنا.

لماذا تعد أقسام التعليقات سامة؟

ل يخفى على أحد مدى سوء تأثير قراءة التعليقات السلبية الصحة النفسية، لكن لماذا تعبر أقسام التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي والمنافذ الإخبارية سامة؟ بعض الأحيان قد يبدو الأمر وكأن تعليقاً سيئاً واحداً يؤدي إلى سيل من التعليقات السامة الأخرى.

هناك العديد من العوامل التي تساهم في سلبية قسم التعليقات، فلنتأمل في ما يلي.

إخفاء الهوية

عدم الكشف عن الهوية في قسم التعليقات يعني أن لا أحد يشعر بأنه مسؤول عما يقوله. وقد يتحول الناس إلى متشددين ومتطرفين في تعليقاتهم ببساطة بسبب عدم وجود ضوابط وتوازنات كما هو الحال في الحياة الواقعية. 

عدم وجود ضوابط في الإنترنت

على غرار تأثير إخفاء الهوية، يكون تأثير عدم وجود قيود في الإنترنت (disinhibition effect). وما لن يكون مقبولاً على الإطلاق القيام به شخصياً فهو مقبول على نحو ما على شبكة الإنترنت.

إذ تزول الأعراف الاجتماعية ويصبح بوسع أي شخص أمام لوحة مفاتيح أن يقول ما يشاء (من دون عواقب).

التجريد من الإنسانية

ثمة سبب آخر يجعل أقسام التعليقات أرضية خصبة للمناوشات والخلافات هو ميلنا نحو تجريد الآخرين من إنسانيتهم على الإنترنت. بدلاً من أن ينظر كل منا إلى أن هناك شخصاً على الطرف الآخر، يتراءى لنا أننا نقوم بنشر تعليقات في الفراغ.

لا يمكننا رؤية أثر كلماتنا في الطرف الآخر، وقد لا ننتقي المفردات اللغوية بعناية كما نختارها وجهاً لوجه. وبناءً على هذا لن يقف في طريق الميل نحو العدوانية أي شيء.

عدم وجود ردود فعل حقيقية

عادة ما تكون التعليقات على الإنترنت أطول بكثير مما قد يقوله شخص ما في الحياة الواقعية قبل أن تتم مقاطعته أثناء حديثه.

وفي الواقع، يمكن للمعلّق أن يتجاهل كلياً ردود الفعل ويستمر في نشر تعليقاته كيفما يشاء دون مقاطعة. مما يسهل أن تكون أقسام التعليقات أرضاً خصبة للتنفيس عن المشاعر السلبية والغضب.

على سبيل المثال، تخيل أنك ستعيد شيئاً ما إلى متجر وتنفس عن غضبك تجاه الشخص الموجود على طاولة خدمة العملاء. بينما يراقب الجميع ذلك، سوف تستمر في التحدث إلى أن يقوم شخصٌ ما بالتدخل.

هذا ما يفعله الناس على صفحات الأعمال التجارية على الفيس بوك طوال الوقت دون التفكير ملياً في صدى الرسالة (أو فهمها من قبل الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي). 

عقلية الغوغاء

هناك أيضاً عقلية الغوغاء التي تتشكل في أقسام التعليقات. والتي تساهم في سلبية هذه الأقسام بشكل عام؛ أي عندما يقول شخص ما شيئاً سلبياً. فإن ذلك يفتح الأبواب للآخرين ليفعلوا نفس الشيء.

دور المنصة المستخدمة

تميل المواقع التي يتم فيها الحفاظ على سرية الهوية إلى الحصول على المزيد من التعليقات السلبية. على سبيل المثال، وجد الباحثون أعلى عدد من التعليقات والإهانات الفَظّة على موقع يوتيوب.

على النقيض من ذلك، فإن المنصات التي تحتوي على العديد من وجهات النظر المتعارضة (على سبيل المثال، صفحات فيسبوك السياسية) هي أكثر عرضة لأن يكون فيها معلقون يتجادلون أو يغضبون من بعضهم البعض.

عوامل الشخصية

العامل الأخير الذي يؤثر في سلبية قسم التعليقات هو شخصية أولئك الذين ينشرون التعليقات. 

والمعلّقون هم في الواقع أقل من أولئك الذين هم على الإنترنت. ويميلون إلى أن يكونوا من الذكور، ولديهم مستوى تعليم ودخل أقل (من أولئك الذين يقرؤون التعليقات).

المعلقون في بعض الأحيان هم المتصيدون الذين يستمتعون بإزعاج الآخرين وهم موجودون لهذا الغرض فقط.

تأثير التعليقات السلبية على الصحة النفسية

 لماذا نقضي الكثير من الوقت في قراءة التعليقات السلبية؟ إذا استطعنا أن نفهم تأثير التعليقات على صحتنا النفسية، يمكننا عندئذ أن نغير من تصرفاتنا لنصل إلى شعور أفضل. 

إدمان الدوبامين

إذا شاهدت فيلم المعضلة الاجتماعية (Social Dilemma) فسوف تدرك أن خوارزمية الفيس بوك تقوم على فكرة مفادها أنه قادر على التلاعب بالمستخدمين من خلال إدمانهم على بضع “نقاط” من الرضا (الدوبامين في واقع الأمر.) عندما يتلقى المستخدم “الإعجاب”، تعليق أو إشعار أو يجد شيئاً مثيراً للاهتمام في التغذية (Feed).

قد تعمل التعليقات السلبية بنفس الطريقة إلى حد كبير، إذا وجدت نفسك تقرأ التعليقات باستمرار في وقت ينبغي أن تكون فيه في العمل أو تشعر بالملل، فقد تكون مدمناً على قسم التعليقات.

وقد يؤثر ذلك سلباً على صحتك النفسية لأنك ستقرأ تعليقات في الوقت الذي ينبغي فيه فعل أمور أخرى. ما يجعلك تشعر بانخفاض الدافع وكما لو أنك لم تنجز شيئاً.

الاكتئاب والسلبية

تتزايد التأثيرات السلبية لقراءة التعليقات عبر الإنترنت على الصحة النفسية. فإذا كنت تقرأ التعليقات السلبية على الإنترنت فور استيقاظك في الصباح، سينتهي بك الأمر إلى الشعور بالسلبية طوال اليوم.

وإذا أدمنت على قراءة تعليقات سلبية على الإنترنت، فقد تعاني في النهاية بعض أعراض الكآبة. 

القلق

قراءة التعليقات السلبية على الإنترنت قد تسبب لك القلق. وبالأخص إذا قمت بقراءة تعليقات تثير الخوف أو تسبب الشك في اختياراتك الخاصة.

ينبغي لأولئك من هم عرضة لاضطرابات القلق (على سبيل المثال، الاستعداد الوراثي) توخي المزيد من الحذر عند تصفح الإنترنت.

مدى الانتباه

متى كانت آخر مرة قرأت فيها رواية كاملة؟ إذا كنت تقضي معظم وقتك في قراءة تعليقات سلبية على الإنترنت، سيصعب عليك أيضاً الانتباه الى الأمور التي تتطلب سعة انتباه أكبر.

الجيد في الأمر أن قضاء الوقت في ممارسة الهوايات التي لا تنطوي على فترة انتباه قصيرة يمكن أن يبعد بعض هذا الضرر على سعة الانتباه لديك. 

تقدير الذات والثقة بالنفس

إذا قرأت تعليقات سلبية عن نفسك على الإنترنت، فقد تنخفض ثقتك بنفسك أو قد يقلّ تقديرك لذاتك. لذا من المهم أن تراقب مشاعرك قبل وبعد قراءة التعليقات على الإنترنت. وإذا شعرت بالسوء حيال نفسك بعد قراءة تعليق شخص ما، فهذه علامة جيدة أن تتجنب هذا القسم أو الشخص. 

صورة الجسد

إذا كنت تعاني مع صورة جسدك ثم قرأت تعليقات سلبية على الإنترنت عن مظهرك أو الشكل الخارجي للآخرين، فقد يزيد ذلك من سلبية أفكارك.

الأفكار المشوَّهة عن صورة جسمك قد تؤدي إلى تغير أنماط الأكل ومشاكل أخرى ذات صلة مثل اضطراب الأكل وخاصةً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من سهولة التأثر بآراء الآخرين.

كيف لك معرفة تأثير هذه التعليقات السلبية على الصحة النفسية؟

أفضل ما عليك فعله هو الانتباه إلى علامات وأعراض الإدمان، الاكتئاب، القلق، نقص الانتباه، انخفاض تقدير الذات ومشاكل صورة الجسد ومراقبة مشاعرك إزاء قراءة مثل هذه التعليقات عن كثب.

طرق صحية للتعامل مع التعليقات السلبية وتأثيرها على الصحة

إذا شعرت أن قراءة تعليقات الإنترنت السلبية تؤثر سلباً على صحتك النفسية، ماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ فيما يلي بعض الاقتراحات حول الإجراءات التي يمكنك اتخاذها اليوم للحد من تأثير قراءة هذه الأنواع من التعليقات على الإنترنت.

اختيار منصات الإنترنت بحكمة

تجذب المنصات الاجتماعية والإخبارية المتفرقة أنواعاً مختلفة من الأشخاص في أقسام التعليقات. فإذا كنت مهتماً بقراءة تعليقات سلبية على الإنترنت، عليك أن تبتعد عن المنصات التي تحتوي على أشخاص مجهولي الهوية. إذ لن يكون لديهم من الأسباب ما قد يدفعهم إلى فرض الرقابة على أنفسهم حين إدراكهم أن لا أحد على معرفة بهويتهم. 

تفادي قراءة التعليقات السلبية

قد يبدو ذلك مبسَّطاً جداً لكنّ إحدى الطرائق التي تجعلك تتخلّص من إدمانك على قراءة التعليقات السلبية هي وضع حد زمني للمدة التي تسمح بها لنفسك بقراءة التعليقات على الإنترنت، الرد عليها أو التفكير فيها.

على سبيل المثال، قد تقرر أن تقضي خمس دقائق فقط في قراءة التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي. وتجنب التعليقات على مواقع وكالات الأنباء تماماً.

تبنّي مواقفاً وقيماً راسخة

أظهرت الأبحاث أن امتلاك مواقف وقيم ثابتة يقلل احتمال تأثرك بما تقرأه في قسم التعليقات، ما يعني أنه لكي تقلل من تأثير التعليقات. من المهم معرفة ما تدافع عنه وأن تتحلى بالشجاعة والاقتناع للالتزام بمبادئك وقيمك بغض النظر عما تقرأه على الإنترنت.

التثقيف 

كما تبين أن نقص المعرفة حول موضوع ما قد يقودك إلى الثقة بآراء الآخرين (وتعليقاتهم). ولهذا السبب قم بالبحث وثقّف نفسك بمواضيع (خارج قسم التعليقات).

اقرأ مصادر معلومات موثوق بها وشكّل أراءك الخاصة بدلاً من الاعتماد على ما تتعلمه من أقسام التعليقات في المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي.

التركيز على التعليقات الإيجابية

إذا أردت أن تخفف من التأثير السلبي الناجم عن قراءة التعليقات على الإنترنت، فأفضل ما يمكنك فعله هو التركيز فقط على قراءة التعليقات الإيجابية.

تساهم التعليقات التي يبديها الأصدقاء الذين يدعمونك اجتماعياً في ترك أثر إيجابي لديك. من الأفضل أن تصدر هذه التعليقات عن أشخاص تربطك بهم صداقة حميمة في الحياة الواقعية.

وللسبب نفسه، هناك فائدة من حماية نفسك من التعليقات السلبية على صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي. وإذا كنت تتلقى تعليقات سلبية، فلا مانع من إلغاء الصداقة، إلغاء المتابعة، الحظر والحذف.

ترك تعليقات إيجابية للآخرين

هل ترغب في أن تترك أثراً إيجابياً في نفوس الآخرين أيضاً؟ توقف عن الضغط على “أعجبني” وابدأ في كتابة تعليقات إيجابية على منشورات الآخرين وسوف تلهم تلك التعليقات تعليقات أكثر إيجابية.

إن التعليق الأول في سلسلة من التعليقات أمرٌ بالغ الأهمية لتشكيل كيفية استجابة جميع الأشخاص الآخرين.

إذا كان التعليق الاول سلبياً، ستلاحظ أن ذلك يهيِّئ المناقشة من خلال العدوى العاطفية، ورؤية المزيد من التعليقات الإيجابية سيشجّع الآخرين أن يكونوا إيجابيين أيضاً. والفائدة الجانبية هي أن ينتهي بك الأمر إلى قراءة تعليقات أكثر إيجابية عموماً إذا كنت أنت من يصنعها. 

الحد من الوقت أمام الشاشة 

وبعيداً عن الحد من الوقت الذي تقضيه في قراءة التعليقات، يمكنك أيضاً أن تحد من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة عموماً لتقليل الوقت الذي تهدره في قراءة أشياء سلبية على الإنترنت.

هناك مشاكل عدة لقضاء وقت مطوّل أمام الشاشة، مثل مشاكل النوم بعد التعرض للضوء الأزرق في الليل وانخفاض الدافع للقيام بمهام أخرى.

ضع قاعدة أن تطفئ هاتفك قبل موعد نومك بـ 45 دقيقة على الأقل، وحدِّد فترات خالية من وسائل الإعلام أثناء يومك عندما لا تستخدم هاتفك. ثم قم بفعل شيء ما مثل الذهاب في نزهة في الطبيعة أو ممارسة ببعض التأمل أو الكتابة في دفتر اليوميات أو الاتصال بصديق.

البحث عن هوايات أخرى

إذا كنت تجد التعليقات السلبية على الإنترنت تؤثر على صحتك النفسية، رُبَّما تحتاج إلى ممارسة بعض الهوايات لتجاهل ما قرأته.

أشياء مثل قراءة الروايات (الرومانسية، الغموض، القصص الخارقة للطبيعة، الخيال العليم أو أي شيء تحبذه) هي إحدى الطرق للهروب. إن ممارسة هواية مثل الحياكة أو الكوريشيه تجعل عقلك يرتاح بينما يداك تعملان.

وأخيراً، تعمل الهوايات التي تشتمل على العمل البدني مثل العمل في الحديقة أو ترميم المنازل على جعل جسمك يتحرك. وهو ما يرفع من مستوى الإندورفين ويجعلك تشعر بالارتياح (خاصة إذا كنت تفتقد الدوبامين الناجم عن فتح تطبيق الفيس بوك).

راقب تغير مزاجك على مدى اليوم لترى كيف تشعر. ولاحظ ما إذا كان القيام بالمزيد من الهوايات وتقليص الوقت أمام الشاشة يجعلك تشعر بشكل أفضل عموماً.

التركيز على التواصل

هل نسي الجميع أن الهدف من وسائل التواصل الاجتماعي هو التواصل؟ ربما هذا صحيح، رغم أن كثيرين لا يزالون يحاولون استخدامه لهذا الغرض.

في حين أن الإنترنت قد يجعلك تشعر بالوحدة، فهو أيضاً أداة تساعدك على التخفيف من حدة الوحدة إذا استُعملت لهذا القصد.

إذا أُجبرت على الابتعاد عن الآخرين لأي سبب من الأسباب، مثل الابتعاد عن أصدقائك، أو العيش مع مرض موهن، أو تغيير وظيفتك، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تساعدك في البقاء على اتصال بالآخرين. لكن تأكد ألا تقضي وقتك الثمين في قراءة التعليقات عند تصفحك الإنترنت.

بدلاً من ذلك، كرس وقتك في التواصل إذ يساعدك ذلك بشكل خاص إذا كنت تعاني من القلق الاجتماعي أو تشعر بعدم الارتياح شخصياً.

حدد قائمة أشخاص يجعلونك تشعر بالسعادة والإيجابية، ثم حاول أن تتواصل معهم قدر استطاعتك.

في حين أن الاستغناء عن الاتصال بالإنترنت قد لا يكون ممكناً في العالم الذي نعيش فيه. فمن الممكن تماماً أن تكون ذا هدف بشأن ما تفعله عندما تكون متصلاً بالإنترنت. 

العمل على تفعيل نشاطك

هل هناك أي قضايا تؤمن بها أو اهتمامات خاصة لديك؟ وإذا كانت هذه هي الحال، اقضِ وقتك على شبكة الإنترنت في النضال من أجل ما تؤمن به والتواصل مع أشخاص آخرين يؤمنون بنفس الشيء الذي تؤمن به (أو الذين لديهم نفس الاهتمام الخاص).

لا تدخل هذه المنصات على أمل تغيير آراء الآخرين إذا لم يتفقوا معك. بل تشاركوا المنشورات الإيجابية حول اهتمامكم الخاص أو جهودكم النشطة.

على سبيل المثال، يمكن للنباتيّ أن يشارك في الوصفات اللذيذة التي طبخها، أو يمكن لمحبي جمع العملات أن يشاركوا في مؤتمر قد حضوره.

الهدف هنا هو أن تجد مكاناً خاصاً بك وتصبح جزءاً من مجموعة بحيث يكون لديك هدف بدلاً من قراءة التعليقات دون انتباه وتعقل على الإنترنت.

تجنّب السلبية

إذا كنت راغباً في الابتعاد عن التعليقات السلبية على شبكة الإنترنت، فمن الممكن أن يحدث هذا (باستثناء صفحاتك الشخصية إذا كان شخص ما يضايقك). تجنَّب ببساطة المواقع التي تكون على معرفة بسلبية التعليقات فيها.

على سبيل المثال، إذا كنت تميل إلى زيارة موقع إخباري معين ولكن ينتهي بك الأمر دائماً وأنت تقرأ تعليقات سلبية، ابحث عن مصدر أخبار آخر لا يسمح بنشر التعليقات.

ولنفس السبب، إذا كنت تتابع صفحة على الفيس بوك تجذب متابعيها بنشر تعليقات متشددة، فعليك أن تقوم بإلغاء متابعة الصفحة. 

أن تكون أكثر انتقاداً

هنالك طريقة أخرى للتحكم في تأثير التعليقات السلبية عليك وهي أن تنتقد ما تقرأه أكثر. تأمل في المصدر وفي دوافع الشخص واطلب رأياً ثانياً إذا احتجت إليه.

على سبيل المثال، إذا كان أحد الأصدقاء يعلق دوماً بأشياء سلبية على منشوراتك على الفيس بوك، حاول أن تفهم دوافعه. واطلب منه أن يرسل إليك رسالة خاصة، وأن تتمسك بموقفك عموماً عندما لا تتفق مع ما نشره شخص ما (عنك أو بشكل عام).

تفحّص إلى ماذا تميل

هل تشعر بالاكتئاب، القلق، أو الانشغال بالتفكير حيال مظهرك؟ تذكر أن الخوارزميات في معظم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مصممة لتظهر لك المزيد مما تتفاعل معه.

لهذا السبب، تجنَّب الدخول إلى الإنترنت عندما تنتابك مشاعر سلبية لأنك ستواجه مشاعر سلبية أكثر. بدلاً من ذلك، اسحب دفتر اليوميات واكتب عن مشاعرك أو قم بدعوة صديق لشرب فنجان من الشاي للتنفيس عما ينتابك من مشاعر.

أن تكون على دراية بخوارزمية مواقع التواصل الاجتماعي

من الجدير بالذكر أنه بقدر ما يتم إعداد الخوارزمية لتظهر لك المزيد مما تهتم به، يمكنك أيضاً أن تحول الخوارزمية لصالحك.

على سبيل المثال، إذا شعرت بالإحباط أو بالسلبية عندما تستعمل الإنترنت، فحاول أن تتفاعل عمداً مع إعلانات أو أفلام فيديو إيجابية.

الخوارزمية ليست ذكية بما فيه الكفاية لمعرفة كيف تشعر في الواقع ؛ فهي على معرفة بما تخبرها أنت به من خلال تفاعلاتك.

احرص على توخي الحذر بشأن الطريقة التي تتعامل بها مع وسائل التواصل الاجتماعي إذ بوسعك أن تجعلها تعكس لك الإيجابية بدلاً من السلبية. 

خلاصة

إذا كنت لا تزال تجد أن صحتك النفسية ضعيفة بسبب قراءة تعليقات سلبية على الإنترنت، فربما تكون تعاني مشكلة تتطلب مساعدة متخصصة.

في هذه الحالة، من المهم أن تبحث عن المساعدة من طبيبك أو أي أخصائي آخر في الصحة النفسية يمكنه تقديم دعم متخصص.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت ضحية الإساءة، التنمر، المضايقة، التهديدات، وما إلى ذلك على الإنترنت، فمن المهم اتخاذ الإجراءات المناسبة مثل الحظر والإبلاغ إلى السلطات عند الضرورة.

أيضاً يجب الاحتفاظ بسجلات بجميع التفاعلات، مثل الرسائل النصية ونوافذ الدردشة وأقسام التعليقات والرسائل المباشرة وغيرها. فوجود سجل بكل ما حدث من شأنه أن يسهل كثيراً إثبات حجتك (وإنقاذ صحتك النفسية). 

وأخيراً، إذا كنت حقاً تعاني مع عدم القدرة على التوقف عن قراءة التعليقات السلبية على الإنترنت، فاسأل نفسك:

لماذا تستمر في فعل ما يسبب لك الضيق؟ هـل كان هناك بعض الأحداث الأخيرة التي حفزت هذا السلوك؟ هل هي مجرد عادة تطورت لديك؟ هـل تتجنب مشكلة في حياتك؟

إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون من الأفضل لك أن تتجنب مواقع التواصل الاجتماعي وأقسام التعليقات كلياً إلى أن تتحسن صحتك النفسية. ولن تساعدك الطبيعة الإدمانية لهذه الأقسام ومحتوياتها إذا كنت تعاني.

وبغض النظر عما إذا كان جميع أصدقائك على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك عموماً التواصل معهم دون المشاركة في الأخبار.

في حين أن خطر التواجد على الإنترنت هو خطر حقيقي، إلا أن الخطر الأكبر هو أن تصبح مدمناً على الخوارزمية التي تغذي حسابك الشخصي بالمزيد مما تشاهده.

إذا كنت تتعمد ما تفعله على الإنترنت، فلن تتضرر صحتك النفسية. وإذا كنت تخشى أن تشعر بأنك مستبعد أو تفوتك بعض التطبيقات، فاختر حداً زمنياً للتصفح والتزم به بدلاً من التمرير إلى ما لا نهاية وإضاعة ساعات من حياتك لن تعود إليك أبداً.

إن وضع حد للوقت الذي تقضيه في قراءة قسم التعليقات والتغذية هو أهم شيء يمكنك القيام به لصحتك النفسية، وإذا بدا ذلك صعباً جداً، ابحث عن شريك موثوق يسألك عن الوقت الذي تقضيه على الإنترنت، وامض الوقت في الدردشة مع ذلك الشخص الذي يعرف تماماً ما تعانيه وتصارعه.

اقرأ أيضاً: خمسة أنواع للتنمر عبر الإنترنت

اقرأ أيضاً: ما علاقة الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي بالضغط النفسي؟

اقرأ أيضاً: وسائل التواصل الاجتماعي واضطراب القلق الاجتماعي

المصدر: Mental Health Effects of Reading Negative Comments Online

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: