لست وحدك من يستمتع باستكشاف شخصيته ومعرفة المزيد عن خصائصها، إذ يؤكد العدد الكبير من اختبارات الشخصية الموجودة عبر الإنترنت مثل “ما هي شخصية لعبة العروش التي توافق شخصيتك” مدى اهتمام الناس بهذا الموضوع بشكل كبير. تحدثنا سابقاً عن صفات الشخص من النوع A وصفات الشخصية من النوع B، وسنتحدث في هذا المقال عن صفات الشخصية من النوع C.
بالرغم من أنه من المسلي مطابقة سماتك الشخصية مع شخصيتك الخيالية المفضلة (بالتأكيد ليس من خلال اختيار مجموعة من الإجابات الواضحة للحصول على النتيجة التي ترغب بها)، فقد طور الخبراء عدة أساليب علمية مدعومة بالأبحاث لوصف الشخصية.
يتضمن ذلك مؤشر مايرز – بريجز للأنماط والسمات الخمسة الكبرى للشخصية، بالإضافة إلى المقاييس الأقل تعقيداً، بعضها بسيط مثل الشخصية A وB وC وD.
بالرغم من أنّ الشخصيتان A و B أصبحتا مألوفتين للعديد من الناس في الوقت الراهن، فإن سمات الشخصية C لم تُستكشف بما يكفي وبقيت مجهولة للكثيرين، إليك لمحة سريعة عن الهيئة التي يبدو عليها صاحب الشخصية من النوع (C) غالباً:
- هادئ.
- شديد التركيز.
- انطوائي.
- متروٍّ وعميق التفكير.
قد يواجه الشخص من النوع C مشاكل في الانفتاح عاطفياً والتعبير عن احتياجاته، ويفضل السماح للآخرين بالحفاظ على انسجام المجموعة بالطريقة التي تروق لهم.
الخصائص الشائعة للشخصية (C)
- الثبات.
- ضبط النفس.
- الهدوء.
- التعاون.
- الإبداع.
- مقاومة الصراعات.
قد تظهر هذه السمات بشكل أكثر تحديداً في السلوكيات التالية:
- السعي إلى الكمال.
- صعوبة التكيف مع التغيير غير المرغوب فيه.
- الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة.
- الحساسية تجاه احتياجات الآخرين.
- السلبية الخارجية.
- التشاؤم.
- الميل إلى إنكار أو تجنب المشاعر المتطرفة.
- إحساس داخلي بالعجز أو اليأس.
تحديد نمط شخصيتك
يمكن أن تكون الشخصية معقدة بعض الشيء، لذا فإن تحديد صفاتك وقدراتك الفريدة وتصنيفها ليس بالبساطة أو الفعالية التي قد يتصورها البعض. ولكن، إن كنت تشعر بأنّ العديد من الصفات التي سبق ذكرها تنطبق عليك، فقد تتساءل عن الطريقة لتحديد ما إن كنت تمتلك شخصية من النوع (C).
حاول طرح الأسئلة التالية على نفسك:
- هل أبذل قصارى جهدي في مساعدة الآخرين، حتى لو كان ذلك ينعكس سلباً على عملي أو مزاجي أو رفاهيتي؟
- هل أبحث وأنظر في قراراتي (والنتائج المحتملة) بعناية قبل اتخاذ أي تدبير؟
- هل أشعر بالإحباط عندما أضطر إلى العمل مع أشخاص آخرين – لأنني أفضل العزلة وأعتقد أنه يمكنني القيام بعمل أفضل بمفردي؟
- هل أعاني من مشكلة في ضبط النفس عندما أكون متوتراً؟
- هل أشعر بالحاجة للسيطرة على بيئتي ومحيطي؟
- هل أقضي الكثير من الوقت في التأكد من خلو عملي من العيوب؟
- هل أتعايش بشكل جيد مع أغلبية الناس ولكني أفضل قضاء وقتي وحدي؟
- هل أميل لالتزام الصمت أمام المضايقات الخفيفة وامتصاصها بمفردي؟
- هل من المهم بالنسبة لي أن يتعايش الجميع؟
- هل أحب قضاء الكثير من الوقت في البحث عن مواضيع وأفكار جديدة؟
- هل أعمل بجد لتحقيق أهدافي؟
- هل أجد صعوبة في التعبير عن احتياجاتي ومشاعري؟
- هل عدم القدرة على قول ما أريد يجعلني أشعر بالإحباط أو العجز؟
رغم أن إجاباتك لا تقدم بالضرورة دليلاً قاطعاً على أسلوب شخصيتك، فإن الإجابة بنعم على معظم (أو كل) الأسئلة أعلاه تشير إلى أنك تتماشى بشكل جيد إلى حد ما مع التعريف المتفق عليه عموماً للشخصية من النوع (C).
للشخصية دور أساسي في تحديد ماهيتك، لكن لا تعتبر الشخصية بحد ذاتها جيدة أو سيئة. مثل كثيرين، ربما تستطيع تسمية بعض نقاط القوة الرئيسية لديك، أو الأشياء التي تعرف أنك تقوم بها بشكل جيد وبعض المجالات التي قد ترغب في العمل عليها.
إذا كانت لديك شخصية من النوع (C)، فربما قد لاحظت بعض السمات الإيجابية الآتية في نفسك.
من صفات الشخصية من النوع C التعامل مع الآخرين بشكل جيد
يميل الشخص من النوع (C) إلى أن يكون أكثر حساسية لحاجات ومشاعر الآخرين، إذ يمكن أن يلعب دور صانع السلام ويعمل على مساعدة الجميع في أن يكونوا على وفاق – أو على الأقل الوصول إلى حل وسط مُرضٍ للكل – في العمل أو المدرسة أو حتى في العلاقات الشخصية.
قد يبحث الأصدقاء والأشقاء عن رأيه في الخلافات، وقد يمتلك موهبة حث الناس على التعاون. ولكن عندما يشعر بالإحباط أو الانزعاج، فيميل إلى تجنب التعبير عن هذه المشاعر.
قد لا يكون هذا أفضل طريقة للتعامل مع مشاعره، ولكن يساعد الآخرين على النظر إليه على أنه شخص لطيف ويسهل التعامل معه.
من صفات الشخصية من النوع C حب المساعدة
المساعدة هي سمة رئيسة في النوع (C) من الشخصية، إذ يحب حاملها أن تسير الأمور بسلاسة ويرغب أن يجعل الناس سعداء، لذلك قد يقلق حيال شعور الآخرين وما إذا كانوا يحصلون على ما يحتاجون إليه. ونتيجة لذلك، فقد يكون أول من يطرح حلاً عندما يقع شخص ما في مشكلة.
إذا كان زميله في العمل قلقاً من عدم إنهائه المشروع في الوقت المحدد، فقد يعرض عليه هذا الشخص البقاء متأخراً ومساعدته.
التفاني أيضاً من صفات الشخصية من النوع C
يولي صاحب هذه الشخصية اهتماماً كبيراً للتفاصيل إضافة إلى قدرة عالية على التركيز، ويتمتع برغبة قوية في الإنجاز. يزيد هذا المزيج من فرص نجاحه في تحقيق أهدافك.
لا يجد مشكلة في اكتشاف العقبات المحتملة والتوصل إلى حلول أثناء ذلك، وقد يبدو من الطبيعي تماماً بالنسبة له الالتزام بقراراته ومتابعتها حتى النهاية.
يتميز أصحاب الشخصية من النمط C بالتخطيط ببراعة
في سعيه لتحقيق أحلامه وأهدافه، يكون حامل صفات هذه الشخصية على أهبة الاستعداد للقيام ببعض الخطوات الإضافية للتأكد من اختياره لأفضل طريق نحو النجاح. قد تشمل هذه الخطوات:
- البحث عن الإيجابيات والسلبيات.
- الاستعداد لنتائج غير مرغوب فيها.
- النظر في سيناريوهات مختلفة.
- التحضير للتغييرات المستقبلية.
عادةً ما يؤتي هذا التخطيط ثماره، وفي حال لم يجر الأمر كما رغب، فلا مشكلة أبداً؛ لأن في جعبته خطة إضافية أو بعضاً منها.
صاحب الشخصية من النمط C يقدر الحقائق عالياً
من ذا الذي لا يدرك أهمية الأدلة العلمية وغيرها من المعلومات الواقعية؟ يميل الشخص ذو شخصية النوع ( C ) إلى الحصول على الإجابات الصحيحة. فإذا كان لا يعرف عن شيء ما، فعادة ما يستغرق بعض الوقت لإجراء قليل من البحث للعثور على الإجابة وبعض الأدلة لدعمها.
لا يعني هذا الميل إلى إعطاء الأولوية للحقائق والأدلة أنه ليس مبدعاً. ففي الحقيقة، قد يساعده هذا فعلاً في التفكير بطرق أكثر إبداعاً. إذ تكون لديه موهبة العثور على طرق فريدة لاستخدام المعرفة دون الحيد عما يمكنه إثباته، والذي ربما يخدمه جيداً في مهن كـ المحاماة والتعليم.
أشياء يجب مراعاتها
لا يخلو شخص من العيوب والأمور التي قد تحتاج لبعض التطوير، فنحن بشر في النهاية. لكن، تعلّم التعرف على نقاط الضعف هذه قد يسهّل معالجتها واتخاذ خطوات نحو التحسين.
إذا كانت لديك شخصية من النوع ( C )، فقد تواجه صعوبة في ما يلي.
تأكيد ذاتك
قد ترى السماح للآخرين بأن يتصرفوا كما يريدون وسيلة جيدة لتسهيل الانسجام. لكن، عدم التحدث عما تريد، حتى عندما يتعلق الأمر بأشياء بسيطة كالفيلم الذي ترغب في مشاهدته قد يؤدي في النهاية إلى الشعور بالإحباط والاستياء.
لا بأس في الاهتمام بالآخرين، ولكن هذه السمة قد تساهم في خلق نزعة باتجاه إرضاء الآخرين دوماً. إن رغبتك في أن ينظر إليك الغير على أنك شخص جيد قد تجعل من الصعب عليك أن ترفض طلب شخص ما للمساعدة مهما كانت ظروفك الحالية.
ولكن، إذا كنت لا تريد حقاً المساعدة أو كان لديك جدول أعمالك مزدحماً بالمشاغل بالفعل، فإن القيام بالمزيد سيزيد توترك. لذا، من المهم أن تتأكد من التعبير عن احتياجاتك أيضاً، فالجزء المهم من إظهار ذاتك هو قول لا عندما تحتاج إلى إدارة التزاماتك أولاً.
التعبير العاطفي
يميل ذوو النوع (C) إلى المعاناة مع إدراك العواطف الإيجابية أو السلبية. قد يراك الآخرون شخصاً منطقياً، له خصوصيته ويحافظ على هدوئه دائماً.
رغم أن العقلانية قد يكون لها فوائدها، فإن قمع مشاعرك قد يحمل بعض الجوانب الضارة، إذ يؤثر سلباً على علاقاتك، ويجعل التعبير عن مشاعرك وفهم مشاعر الآخرين ولغة جسدهم أمراً صعباً أيضاً.
مثلاً، قد تعتقد غالباً أن هناك أشخاصاً آخرين غاضبين أو يشعرون بالانزعاج بينما هم ليسوا كذلك. وقد يؤثر أيضاً على صحتك، إذ يميل الأشخاص الذين يقمعون المشاعر أيضاً لأن يكون لديهم مستويات أعلى من هرمون التوتر (الكورتيزول) وانخفاض المناعة في وجه المرض.
خلافات ونزاعات صحية وبنّاءة
هل تكره النزاعات؟ أو ربما تجدها مرعبة تماماً وتتجنبها قدر ما أمكن. هذا أمر طبيعي تماماً مع الشخصيات من النمط (C). إذ قد تواجه صعوبة عند إثارة مشاعر الإحباط، الغضب وتعبر عنها من خلال العدوان السلبي أو قمعها تماماً.
معظم الناس لا يريدون المجادلة، لكن الاختلاف على شيء ما لا يعني بالضرورة أنك تجادل بشأنه، فالبشر مختلفون، وحتى أولئك الذين تربطهم علاقة وثيقة بك ربما لن يتفقوا معك دائماً.
تبدو كلمة “نزاع” كلمة سيئة غالباً، ولكن قد يكون النزاع بنّاء وصحياً من خلال التعامل معه بالطريقة الصحيحة. فعادةً، يفيد تعلم التعامل مع الخلافات بشكل مثمر علاقاتك، ولا يضر بها.
المثالية والكمال
تفتخر بعملك وتريد الحصول على الإجابات الصحيحة والتأكد من صحة أدق التفاصيل. يمكن للرضا عن العمل الجيد أن يحفزك، ولكنك قد تقضي وقتاً طويلاً جداً في التأكد من أن كل جانب من جوانب عملك مثالي بشكل جيد.
لكن الحقيقة تقول أنه من الصعب جداً تحقيق الكمال. فعندما تركز على الحصول على كل شيء بشكل صحيح، سواء كنت تحضر عرضاً تقديمياً مهماً للعمل أو تفكر في كتابة رسالة إلى الشخص المغرم به، فأنت غالباً لا تولي اهتمامك للأمر الأكثر أهمية هنا وهو عملك الجاد ومشاعرك الرومانسية.
قد يمنعك الكمال أيضاً من المضي قدماً في الحياة، فإذا علقت في محاولة تحقيق شيء مثالي كعلاقة، إدارة حياتك أو ديناميكية صداقة، فقد تفشل في إدراك متى لم يعد هذا الموقف يلبي احتياجاتك.
التشاؤم
عندما تتوقع الأسوأ، تستطيع اتخاذ خطوات استعداداً لتلك النتائج غير المرغوب فيها، أليس كذلك؟ فبهذه الطريقة، قد يكون للميول التشاؤمية بعض الفوائد.
لكن التشاؤم لا يساعد في كل الأحوال، فإذا ركزت على أشياء من غير المحتمل أن تحدث، فقد ينتهي بك الأمر بالشعور بالخوف من سيناريوهات أسوأ الحالات بحيث لا يمكنك اتخاذ أي إجراء على الإطلاق.
ربما لاحظت أيضاً أن التشاؤم يؤدي عادة إلى استحضار رفيقه المقرب وهو الحديث الذاتي السلبي. فإذا كانت لديك أفكار متشائمة غالباً، قد ينتهي بك الأمر أيضاً إلى الشعور باليأس بشأن مستقبلك أو فرص النجاح أو إلى انتقاد نفسك بطرق أخرى.
الاعتبارات الصحية، النوع ( C ) والسرطان؟
إذا كنت قد قرأت مسبقاً أي شيء عن الشخصية من النوع (C)، فربما مررت بالادعاءات القائلة بأن الأشخاص من الشخصية (C) أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالسرطان.
لم يجد الخبراء أي رابط حاسم بين سمات النوع (C) والسرطان. لكن، تشير بعض الأدلة إلى أن خصائص معينة من هذه الشخصية قد تساهم في عوامل خطر الإصابة بالسرطان، وتربط بينهما بشكل غير مباشر.
فكما ذُكر أعلاه، قد تؤثر العواطف المكبوتة على جهاز المناعة لديك. فإذا كان جهازك المناعي لا يعمل كما ينبغي، قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، بما في جملتها السرطان.
وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن الأشخاص الذين لديهم شخصيات من النوع ( C ) غالباً ما يواجهون مشكلة في إدارة التوتر والقلق، بما في ذلك التوتر المرتبط بالعواطف المكبوتة.
فقد تجعلك زيادة التوتر والاختلالات الهرمونية الأخرى أكثر عرضة للإصابة بالسرطان عندما يكون لديك أيضاً عوامل خطر أخرى.
التأثير على الصحة النفسية
في الحقيقة، تم الربط بين سمات الشخصية من النوع (C) ومشاعر الاكتئاب واليأس. فقد تؤدي صعوبة التعبير عن العواطف إلى الاكتئاب، وعندما لا تتمكن من التعبير عن احتياجاتك وكتم الغضب أو الإحباط، ينتهي بك الأمر بشكل عام إلى الشعور بالرفض أو الاستياء أو بأنك غير مرغوب.
إذا استمر هذا النمط، فقد تجد صعوبة في تخيل الأشياء تتغير، مما قد يساهم في اليأس، انتقاد الذات وانخفاض المشاعر. إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو فقدان الأمل أو تجد صعوبة في مشاركة مشاعرك مع الآخرين، يمكن للمعالج أن يقدم لك التوجيه ويساعدك على استكشاف العوامل التي تساهم في هذه المشكلات.
خلاصة
تستطيع الشخصية أن تؤثر على كيفية استجابتك للتحديات والجوانب الأخرى للحياة اليومية، لكنها لا تسبب هذه المشكلات بشكل مباشر.
إذا راودتك مخاوف بشأن سمات شخصية معينة أو كنت ترغب في تعلم طرق جديدة للتعامل مع الإجهاد أو التفاعل مع الآخرين، فإن التحدث إلى المعالج يمكن أن يكون خطوة أولى جيدة.
اقرأ أيضاً: الشخصية والطبع، المفاهيم والاختلافات بينهما
اقرأ أيضاً: ما هو عدد سمات الشخصية الموجودة؟
اقرأ أيضاً: عوامل الشخصية الـ 16 لكاتيل
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم