الشعور بالحاجة إلى السيطرة, أسبابه, آثاره السلبية وكيفية التخلي عنه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الشعور بالحاجة إلى السيطرة أمر طبيعي، فهي شيء نرغبه جميعاً بالفطرة ونشعر بالتحسن عندما نعرف بالضبط ماذا يحدث في جميع نواحي حياتنا.

مع ذلك، من المهم إدراك أننا لا نستطيع التحكم في كل شيء أبداً،. وأن محاولة القيام بذلك تؤدي إلى العديد من المشاعر السلبية المختلفة عندما لا تسير الأمور كما نحاول إجباره أن تكون تماماً.

توجد العديد من الطرق لزيادة السعادة في الحياة، وواحدة من أكثر الطرق البسيطة والملموسة هي التخلي عن السيطرة. لماذا يجب أن نفعل ذلك، وكيف نبدأ؟ 

سبب الشعور بالحاجة إلى السيطرة

الرغبة في القدرة على التحكم في محيطنا وظروفنا متأصلة في وعينا،. لأننا كلما عرفنا المزيد عن عالمنا، كلما شعرنا بالأمان أكثر.

من ناحية أخرى، كلما قلت معرفتنا، كلما انتابنا الخوف أكثر. إن الحاجة إلى السيطرة متجذرة بشكل مباشر في الخوف، وعلى وجه التحديد، الخوف مما قد يحدث خارج نطاق سيطرتنا.

الأثر السلبي لمحاولات السيطرة الشعور بالحاجة إلى السيطرة

قد يكون من الطبيعي أن يرغب الفرد في التحكم بكل شيء، لكن هذا لا يجعله صحياً. هناك العديد من الطرق التي قد تؤدي بها محاولة السيطرة على كل شيء إلى نتائج عكسية على المدى الطويل؛. أهمها ما يلي.

زيادة التوتر والقلق الشعور بالحاجة إلى السيطرة

 قد يعاني الأشخاص الذين يحاولون السيطرة على كل شيء من التوتر والقلق أكثر من أولئك الذين لا يفعلون ذلك،. إذ إن الفعل البسيط المتمثل في الشعور بأن الأمور تخرج عن السيطرة عندما يكون من الضروري حدوث العكس قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. 

أشارت إحدى الدراسات إلى أن الأمر يكون أكثر تدميراً عندما لا تسير الأمور وفقاً للخطة بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالحاجة إلى السيطرة مقارنة بأولئك الذين يشعرون بأنهم أقل حاجة إليها.

تدني الشعور بالرضا الشعور بالحاجة إلى السيطرة

يمكن أن يجعلنا الشعور بالحاجة إلى السيطرة لكننا لا نمتلكها بالإحساس بعدم الرضا،. إذ وجدت إحدى الدراسات أن “الأشخاص الذين سجلوا درجات مرتفعة في مقياس الرغبة العامة في التحكم،. أبلغوا عن مستويات أعلى من الانزعاج واعتبروا الغرفة التي كانوا فيها أكثر ازدحاماً من الأشخاص الذين حصلوا على درجات منخفضة في الرغبة في التحكم”.

أدى مجرد الشعور بالحاجة إلى السيطرة إلى رؤية البيئة المحيطة أقل متعة بالنسبة للأشخاص الذين كان ذلك الشعور يمثل أولوية بالنسبة لهم مقابل الآخرين.

المزيد من النقد الشعور بالحاجة إلى السيطرة

نظراً لعدم وجود طريقة للتحكم في كل شيء في الحياة،. فإن الاهتمام كثيراً بكيفية سير الأمور الخارجة عن السيطرة يمكن أن يؤدي إلى زيادة النقد حول كل ما يحدث. ففي نهاية المطاف، عندما لا تتحكم في النتائج التي تريدها، فمن المنطقي ألا تحبها.

في المقابل، كوننا أكثر انتقاداً يمكن أن يجعلنا أكثر عصبية،. ما يخلق دورة متصاعدة لا تنتهي حيث نصبح أكثر تعاسة إزاء حياتنا. ثم أن انتقاد الآخرين يمكن أن يكون ضاراً أيضاً للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق، ما يدفعهم إلى انتقاد أنفسهم أكثر.

فوائد التخلي عن السيطرة

يُشار إلى التخلي عن الحاجة إلى السيطرة على أنه استسلام. أحد الأمثلة على ذلك هو كتاب مايكل سينجر (Michael Singer) “تجربة الاستسلام”،. والذي يصف فيه المؤلف كيف تحسنت حياته عندما توقف عن محاولة السيطرة على كل شيء.

فيما يلي بعض فوائد التخلي عن الحاجة إلى الشعور بالسيطرة على كل شيء.

زيادة شعور السلام والاسترخاء الشعور بالحاجة إلى السيطرة

يتحدث أنصار الاستسلام واستخدام ممارسةٍ مثلَ التي يصفها سينغر عن نتائج متمثلة في زيادة السلام والاسترخاء،. وهذا أمر منطقي عندما نعتبر أن محاولة السيطرة على كل شيء تسبب التوتر والقلق، لأن السلام والاسترخاء هما المضادان لهما.

استعداد أفضل لما هو غير متوقع

عندما يكون المرء أقل تحديداً بشأن نتيجة محددة لموقف ما، يكون في مكان أفضل للتعامل مع النتيجة مهما كانت.

يمكن للأشخاص الذين تخلوا عن السيطرة واستسلموا أن يتحملوا بسهولة أي مفاجآت تطرحها الحياة في طريقهم.

من خلال تقليل الارتباط والتعلق، يصبحون أكثر قدرة على القبول والتسليم؛. أي مهما كشفت الحياة الغطاء عن أمور جديدة، فسوف يكونون على ما يرام،. بدلاً من ربط أحاسيسهم بالرضا عن نتائج محددة قد تكون خارجة عن إرادتهم.

تعزيز التواصل مع الذات والآخرين الشعور بالحاجة إلى السيطرة

بقدر ما يحاول الفرد السيطرة على كل شيء بقدر ما يجعل نفسه أكثر انتقاداً لنفسه وللآخرين. في المقابل، التخلي عن هذه السيطرة يمكّنه من التواصل مع الغير على مستويات أعمق؛. هذا لأنه لا يربط حبه وقبوله لنفسه وللآخرين بنتائج محددة.

من خلال تقبل الناس كما هم، والسماح لنفسك بعدم التعلق بكيف يبدو كل موقف،. ستتمكن من حب نفسك أو الآخرين بحرية أكبر.

كيفية التخلي عن السيطرة 

لنفترض أنك قررت أنه من الأفضل أن تكون في سلام وعلى اتصال جيد بالآخرين، بدلاً من التوتر والانتقاد. في هذه الحالة، ربما تكون مهتماً بمعرفة كيفية التخلي عن الحاجة إلى السيطرة.

ستساعدك النصائح التالية في البدء بهذا المسار المريح،. لكن هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكنك من خلالها تحقيق ذلك أيضاً.

أي شيء يمكنك القيام به يساعدك على الشعور بالارتياح مع عدم قدرتك على السيطرة هو أمر ممتاز،. وقد تكون تلك الأشياء كبيرة أو صغيرة، ويتم ممارستها كثيراً أو فقط في لحظات الحاجة:

تمييز ما يمكن وما لا يمكن التحكم فيه

لا توجد طريقة للتخلي عن السيطرة حتى تعرف أين تحتاج إليها في الحياة. قيّم ما يجري وفكر في مجالات الحياة التي تقع تحت سيطرتك وتلك التي لا تملك السيطرة عليها.

بمجرد تحديد الأشياء التي تندرج ضمن كل فئة، التزم بالتعامل مع المواقف التي لا يمكنك التحكم فيها أو تغيير السيطرة عليها بشكل يختلف عما كانت عليه من قبل. يتضمن ذلك فصل نفسك عن النتائج ومعاملة الآخرين بشكل مغاير عندما لا يتصرفون كما تريد تماماً.

قد يكون من المفيد التفكير في المواقف التي لا يمكنك التحكم فيها حتى تشعر بقلق أقل بشأن مختلف النتائج المحتملة. ابذل قصارى جهدك لتشعر بالارتياح مع أي نتيجة، مؤمناً بأن الأمر خارج عن إرادتك،. وأنك بأمان، وستكون على ما يرام مهما سارت الأمور.

ممارسة اليقظة الذهنية

تتركز اليقظة في أن تكون حاضراً، إذ إن تواجدك في اللحظة الحالية وتقدير كل شيء جيد أثناء حدوثه يمكن أن يساعدك في تحقيق شعور الاستسلام، إذ يمكّنك من تنظيم عواطفك، وهو أمر مفيد بشكل خاص إذا كنت تعاني من الشعور بالحاجة إلى السيطرة، إضافة إلى أنه يقلل من التوتر الذي يزداد مع الحاجة لها.

كتابة اليوميات

تدوين مشاعرك يمكن أن يخفف مستويات التوتر بشكل كبير، إذ قد تكون قادراً من خلالها على التفكير في الأشياء بطريقة أعمق مما لو كنت تفكر فيها فقط. بينما سبب الشعور بالحاجة إلى السيطرة.

بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالحاجة إلى السيطرة، يمكن أن تساعد كتابة اليوميات في العمل على النتائج المحتملة، وتمنح الفرد متنفساً لتلك المشاعر دون أن تتفاقم وتتزايد.

الحصول على الدعم من الأحباء

ليست هناك حاجة للقيام بهذه العملية بمفردك، من المحتمل أن يكون لديك شخص عزيز على الأقل يحاول التحكم في كل شيء في الحياة أيضاً. بينما سبب الشعور بالحاجة إلى السيطرة.

يمكنك التواصل معه وإخباره أنك تخطو في طريق الاستسلام والتخلي عن السيطرة، واطلب منه الانضمام إليك، ثم قابله أو تحدث معه بانتظام حول كيفية سير العملية. بينما الأثر السلبي لمحاولات السيطرة.

إذا تخلى شخص ما في حياتك عن السيطرة بالفعل واختبر السلام الذي يجلبه معه، فاعتمد عليه للحصول على الدعم، واطلب النصائح وشارك تجربتك وتعلم مما أنجزه. بينما الأثر السلبي لمحاولات السيطرة.

الحاجة إلى السيطرة أمر طبيعي، لكنها قد تجعل حياتنا أكثر تعقيداً أيضاً. تساعد النصائح السابقة في تمهيد الطريق إلى حياة أكثر سعادة من خلال التخلي عن السيطرة.

اقـرأ أيضاً: المساعدة الذاتية، تعريفها، أهدافها، وهل من الممكن إدمانها؟

اقرأ أيضـاً: أهمية تقدير الذات وكيفية تنميته

اقـرأ أيضاً: الفرق بين احترام الذات، تقدير الذات، الثقة بالنفس ومعرفة الذات

المصدر: Why Letting Go of Control Can Help You Enjoy Life

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: أوبستان
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: