الشعور بالذنب، هو سبب شعور الشخص الآخر بالذنب أو بالمسؤولية لتغيّر تصرفاته أو نتيجة قيامه بفعل معيّن.
في حين أنَّ الإحساس بالذنب قد يكون محفزاً قوياً للسلوك البشري، من الممكن استغلاله كأداة تغيير نمط تفكير الاخرين ومشاعرهم وتصرفاتهم.
أحياناً، يتضمن ذلك الاعتماد على مشاعر مسبقة بالذنب. في حالاتٍ أخرى، يحفز البعض مشاعر الذنب الغير مبررة أو المسؤولية للتلاعب بمشاعر وسلوكيات الآخر.
اذا سبّبَ لكَ أحدٌ ما شعورٌ بالسوء حيال فعلٍ قمتَ أم لم تقم به، ثم استغلها لإجبارك على القيام بما يريده، حينها ستعلم ما هي “مشاعر الذنب” بالتفصيل.
علامات الشعور بالذنب
قد تكون حالة الشعور بالذَنب مقصودة أو لا، ومن الممكن أن تكون قد سببت هذه المشاعر لأحدٍ من قبل.
فأحياناً من السهل اكتشاف هذا السلوك ومن الممكن أن يكون أيضاً خفيّ و صعب الاكتشاف.
ومن علامات الشعور بالذَنب من قبل الأشخاص الآخرين:
- إطلاق التعليقات التي تُظهر عدم قيامك بالعمل بقدر الأخرين.
- استذكار الأخطاء التي اقترفتها في الماضي.
- تذكيرك بالخدمات التي قدموها لكَ في الماضي.
- التظاهر بالغضب ومن ثم إنكار المشكلة.
- رفض التحدث إليك أو التعامل معك بصمت.
- إظهار رفضهم لما نقوم به عبرَ لغة الجسد، نبرة الصوت وتعبيرات الوجه.
- إعلامهم المستمر لك بدَينكَ لهم.
- الاتجاه نحو تصرفات عدوانية سلبية.
- تعليقاتهم الساخرة حول جهدك و تقدمك.
من المهم ذِكر أن هذا النوع من التواصل غير المباشر قد يحدث في أي علاقة شخصية، و مع ذلك من المرجّح حدوثها بالعلاقات ذات الصلة العاطفية الوطيدة.
من الممكن ظهورها بالعلاقات الرومانسية، ولكن حالة الشعور بالذنب قد تظهر بالعلاقات الأسريّة، العلاقات الأبوية وحتى بعلاقات العمل.
أنواع الشعور بالذنب
هناك أنواع مختلفة من الشعور بالذَنب يستعملها الناس بالاعتماد على هدف محتوم أو غاية بالسلوك. وأحد غايات الشعور بالذَنب المختلفة تشمل:
التأجيل: أحياناً يكون الهدف الرئيسي للشعور بالذنب هو المماطلة بشخص ما حتى يفعل شيء هو عادةً لا يقدم على فعله.
تجنب النزاعات عند الشعور بالذنب: في حالات أخرى قد يستعمل الناس الشعور بالذَنب لتجنب التحدث عن قضية ما بشكل مباشر، فيجعلهم يحصلون على مرادهم من دون التطرق للقضية والدخول في نزاع مباشر.
التعليم الأخلاقي: حالة الشعور بالذنب بإمكانها أن تدفع شخص ما لتبني سلوك يُشعر الفرد أنه أخلاقي وعلى حق.
جلب الاستعطاف: في بعض الحالات يعطي الشعور بالذنب الفرد فرصة الاستحواذ على تعاطف الآخرين، من خلال تقمّصهم دور شخص تأذى من أفعال أشخاص آخرين يُفترض أن يشعروا بالذنب حيالها.
الشعور بالذَنب لا يعتبر دائماً سيء، فغالباً ما يكون مزعجاً وغير مريح ولكنه يلعب دوراً مهماً للوصول الى السلوك الأخلاقي.
فتجربة الشخص للشعور بالذنب يمكنها أن تصلّح من أخطائه وتجعله يتجنّب الوقوع في الخطأ نفسه مستقبلاً.
يقول الباحث كونتري هومني: “إنَّ حالة الشعور بالذَنب لا يبدو انها تؤدي الى فوائد كإجراء التعديلات و الصدق والتفاهم المتبادل”.
أشار البحث الى أن مناشدة الشعور بالذَنب أو الاستعانة به هو نوع شائع من تقنية الإقناع، على الرغم بمقدرته على أن يرغم شخص على القيام بأفعال معينة، لكنه أحياناً يحمل نتائج عكسيّة.
تأثيرات الشعور بالذنب السلبية
استحضار الإحساس بالذنب لتغيير سلوك شخص ما، يمكن أن يسبب عدة تأثيرات مختلفة. إن كان هذا الشعور بالذنَب موجه بقصد أو لا، فهو يحافظ على علاقات جيدة وتواصل مع الآخرين.
بعض تأثيرات التلاعب النفسي الخفيّ و الفوري، تتضمن ما يلي.
تدمير العلاقات عند الشعور بالذنب
أشار البحث الى ان الشـعور بالذَنب قد يكون له تأثير سلبي على العلاقات، فأوجدت دراسة مؤخراً ان الناس يتأذون من نقد الشريك ومن المرجح استخدامهم للمشـاعر المجروحة لجعل شريكهم يشعـر بالذنـب و يقدم الطمأنينة.
إلى جانب ذلك، أوجدت الدراسة ايضاً أن الشريك الذي وقع بالشعور بالذَنب وتقديم الطمأنينة للطرف الآخر غالباً ما يشعر بسوء تجاه هذه العلاقة.
بعبارات أخرى، تحريك مشـاعـر الذنـب يمكن أن يفيد في جعل الشريك يفعل ما تريد، ولكن هذا قد يكلفك ضعف الثقة بينكما ويتسبب في شعور المرء أنه قد تم التلاعب به. تأثيرات أنواع كيفية التأقلم مع الشعور بالذنب السلبية.
الاستياء
أحد الأسباب التي تجعل الشعـور بالذنـب يسمم العلاقات هو أنه يؤدي إلى مشـاعر استياء دائمة. فالشعـور بالذنب يفرض حالات كره مرافقة إلى جانب شعور الاستياء من التلاعب.
قد لا يكون لشخص يستخدم مرة ومصادفةً الشعور بالذنَب لتنبيه سلوكك تأثيراً كبيراً على علاقتكم، لكن الاستخدام المتتالي للشعور بالذنب بإمكانه أن يتركك تعاني مرارة المشاعر بسبب هذا العلاقة.
إذا شعرت أن شريكك سيشعرك دائماً بالذنب لتفعل ما لتوّد فعله، فذلك يمكن أن يقلل من الألفة بينكما و يخفف الود و يجعلك في النهاية مستاء من شريكك.
رد الفعل
أشار البحث إلى أنَّ الاستعانة به هو نوع شائع من تقنية الإقناع، على الرغم من أن الشعـور بالذنب يمكن أن يرغم شخص على القيام بأفعالٍ معيّنة لكنهُ أحيانا يحمل نتائج عكسية. تأثيرات أنواع كيفية التأقلم مع الشعور بالذنب السلبية.
فدرجة منخفضة من الشعـور بالذَنب تعمل على تحفيز العمل على رسالة الإقناع، أمّا الدرجة العالية من الإحساس بالذنـب تؤدي أحياناً إلى ما يسميه الباحثون بردة الفعل على الموقف.
شرحَ الباحثون في مقال نُشرَ في صحيفة علوم سلوكية في عام 2019، في حالة التفاعل أو رد الفعل يتصرّف الفرد بطريقة ما لاسترجاع حريتهُ. على الأقل إحساسه بحريته، على سبيل المثال؛ ممارسة سلوكيات عكس المطلوب.
الشعور بالذنب يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية تقود الناس نحو التصرّف بعكس ما يريدون.
على سبيل المثال، في حال أحداً ما اوقعك بالشعـور بالـذنـب لكي تكثف اتصالك به مرات أكثر، ولكن قد ينتج عن ذلك الأمر العكس تماماً، ألا وهو الاتصال بهم أقل من العادة كرد فعل على طلبهم. تأثيرات أنواع كيفية التأقلم مع الشعور بالذنب السلبية.
سوء العيش
إنَّ مشاعر الذنب المفرطة مرتبطة بحالات صحية عقلية عديدة تتضمن القلق، الكآبة واضطراب الوسواس القهري.
تجربة الإحساس بالذنب بإمكانها أيضاً أن تؤدي إلى العديد من المشـاعر الفوريّة السيئة والأعراض المزعجة كالقلق، الحزن، الندم، التوتر وتشنج العضلات.
هذا النوع من التلاعب الخفي قد يساهم أحياناً في تطوير عقدة الذنب التي تكوّن الاعتقاد المستمر بأنهم ارتكبوا شيئاً خاطئاً (أو سيقدمون على ارتكاب شيء).
مع الزمن؛ الإحساس بالذنب يمكن أن يؤدي إلى الإحساس بالخجل، الإحساس بالخزّي، والأخير يمكن أن يؤثر على صورة الشخص التي قد تقوده إلى الانسحاب الاجتماعي والوحدة. تأثيرات أنواع كيفية التأقلم مع الشعور بالذنب السلبية.
كيفية التأقلم مع الشعور بالذنب
هناك عدّة وسائل بإمكانها المساعدة عند التعامل برحلة الشعـور بالذنـب و بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها.
إقرار الطلب
اجعلهم يعلموا أنك تعرف مدى أهمية طلبهم بالنسبة لهم، فالرد بتعاطف والتظاهر برؤيتك لحاجاتهم بإمكانه أن يساعدهم على الإحساس بأنه لم يتم تجاهلهم وحسب، فتأييد مشاعرهم بإمكانه أن يقلل من حدة مشاعرهم أيضاً.
مشاركة مشاعرك
اشرح لهم أنك واعٍ وترى كيف يحاولون جعلك تشعـر بالذنـب، لذلك ستفعل ما يريدون، ثم اشرح لهم كيف يجعلك تشعر هذا النوع من التلاعب.
وأضف أيضاً لهم أن التفاعل بهذا الشكل سيؤدي إلى الاستياء، وأن المزيد من أشكال التواصل المباشر سيكون أكثر فعالية.
وضع الحواجز
الحواجز تساعد على إنشاء الحدود بخصوص من تتقبله ومن لا تتقبله، حتى ولو انتهى بك الحال بمساعدتهم في طلبهم، تأكد من وضع الحدود والتكلم عنها، وشرح عواقب تخطي هذه الحواجز، من ثم تأكد من تطبيق هذه الحدود إذا تم اختراقها. تأثيرات أنواع كيفية التأقلم مع الشعور بالذنب السلبية.
إذا كنت تشعر بضعف في نفسك، فأنت اكثرعرضة للوقوع بالشعـور بالذنـب، لذلك ابحث عن استراتيجيات لبناء إحساسك بقيمة الذات.
هذه من الأشياء الأخرى التي يمكنك استخدامها لحماية احترامك لذاتك وإبعاد نفسك عن المشاكل عند اللزوم.
فإذا ظل الناس يحاولون التلاعب بك من خلال مشاعـر الذنـب، قلل من تواصلك معهم أو حتى أنهِ علاقتك بهم.
اجعل الحفاظ على راحتك ومصلحتك من أولى اهتماماتك، وتأكد أن الشخص الذي يحاول التلاعب بك ببث المشاعـر السامة من إحساس الخزي و الذنـب، لا يكنّ في قلبه الخير لك.
طلب المساعدة
إذا كنت تعاني من الشعور بالذَنب أو أعراض مرافقة من القلق، التوتر أو الكآبة، اتصل بطبيبك في الحال؛ فبإمكانه أن ينصح بخيارات علاجية، كالعلاج النفسي أو الدوائي الذي يساعد بالسيطرة على الأعراض و تحسين جودة حياتك.
قد ينصح طبيبك أو المعالج بنوع من العلاج يسمى العلاج السلوكي المعرفي، الذي من شأنه أن يقلل من مشاعـر الذنـب الغير مناسبة.
وهذا النوع من العلاج يساعدك على تحديد و تغيير الأفكار السلبية و التشوهات المعرفية التي تساهم في تكوين الشعور بالذنب.
سيساعدك معالجك أيضاً لتمييز إشارات الشعـور بالـذنب، ويساعدك في ممارسة استراتيجيات وخطط للتأقلم مع هذا النوع من التلاعب العاطفي.
اقـرأ أيضاً: الشعـور باليأس، إليك تسعة أشياء تفعلها لتتخلص منه
اقرأ أيضـاً: الشعـور بعدم التقدير، ما هو وكيف تتعامل معه؟
اقـرأ أيضاً: الشعـور بالفراغ، ماذا يعني وكيف تتعامل معه؟
المصدر: Guilt Trip
