You do not have permission to view this result. الشعور بالفراغ، ماذا يعني وكيف تتعامل معه؟ | Obstan - أوبستان

الشعور بالفراغ، ماذا يعني وكيف تتعامل معه؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

ذلك الشعور بالفراغ موجود هنا في صدرك، لكنك لست متأكداً من طبيعته. هل هو حزن؟ كآبة وسوداوية؟ ضجر؟ يمكن أن يكون القليل من كل شيء.

من الشائع أن تشعر بهذا الشعور، ويمكن أن تسميه “شعور بالفراغ”. بينما يسميه شخص آخر شيئاً مختلفاً، لا تهم التسمية؛ ما يهم أكثر أنه حقيقي وصادق. على الرغم من أنه شعور غامر ومرهق، إلا أن من الممكن إدارته.

يمكن ألا يكون الكشف عما يكمن وراء شعور الفراغ هذا عملية مباشرة. لكنها ممكنة وتشكل أول خطوة يُنصح بها نحو الحل.

قد يستمر الشعور بالفراغ أياماً قليلة ويتلاشى من تلقاء نفسه. في أحيان أخرى، يمكن أن يطول وقته ويستمر لأسبوعين وأكثر. في هذه الحالة، قد يكون طلب المساعدة والدعم من أخصائي صحة نفسية مفيداً في الشفاء.

لماذا تشعر بالفراغ؟

يمكن أن يتجلى الشعور بالفراغ على شكل إحساس بالوحدة والحيرة حيال حياتك وأهدافك أو افتقاد الحافز للسعي وراء أي شيء في الحياة.

يمكـن أن يشعر أي منا بهذا الفراغ في القلب من حين لآخر، ويعود لأسباب عدة، بما فيها مستويات الهرمونات المتقلبة، فقدان العمل، أو التباعد الجسدي الذي يقتضيه وباء ما.

يمكن أن تقود أي مرحلة أو موقف في الحياة يتطلبان التفكير العميق فيهما إلى شعور مؤقت بالفراغ.

على الرغم من أن ذلك لا ينطبق على كل الحالات. إلا أن الشعور بالفراغ يمكن أن يكون إشارة على حالة صحية نفسية، مثل الاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب ما بعد الصدمة. بإمكان أخصائي الصحة النفسية فقط تشخيص حالتك بدقة. لكن، ماذا يحدث عندما يكون الشعور بالفراغ دائماً؟

فقدان التواصل مع نفسك

من المعتاد أن يفقد شخص ما التواصل مع نفسه مرة كل حين. فقدان البصيرة إزاء نفسك يمكن أن يؤدي إلى إطالة أمد الشعور بالفراغ.

يطلق البعض على هذه الحالة اسم “العيش بلا هدف“. والتي تعني بأنه من الممكن ألا تمتلك الرؤية الواضحة عن ماهية شخصك أو الشخص الذي ترغب أن تكونه. يمكن أن يؤدي انعدام وجود الأهداف أو الأحلام لتحقيقها إلى الشعور بالفراغ.

فقدان التواصل مع ذاتك يمكن أن يظهر نتيجة ظروف متعددة. على سبيل المثال، علاقة مستنزفة أو عمل يتطلب الكثير منك.

مشاكل عالقة من الماضي

في بعض الأوقات، يمكن أن يكون الشعور بالكآبة والسوداوية مرتبطاً بعملية طويلة من الحزن لم تستكشفها بعد مثل تجربة مؤلمة عالقة منذ طفولتك أو إحساس بالهجر والتخلي من أحد أفراد عائلتك.

عندما لا تتحدث أو تستكشف بانفتاح المشاعر التي ترافقك منذ زمن طويل، فيمكن أن تتجلى بطرق أخرى.

حتى وإن كان الشعور مؤلماً وغامراً، فالتفكير والحديث عن الأحداث المؤثرة في الماضي والتي سببت حزنك يمكن أن يساعد في علاجها.

اعتماداً على مدى قوة مشاعرك تجاه هذه الأحداث، فإن الخوض في هذه العملية جنباً إلى جنب مع أخصائي صحة نفسية أمر صائب جداً.

إهمال رعاية نفسك

تشكل رعاية الآخرين والاهتمام بهم أولوية اهتمامات بعض الأشخاص. يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تنحية احتياجاتهم جانباً وإهمالها لفترة طويلة، ما يؤدي في المقابل إلى إحساسهم بالفراغ.

يمكن أن تشعر بالسعادة عندما تكون سبب سعادة الآخرين، حتى في هذه الحالة، من المهم الأخذ بالاعتبار أن دعم الآخرين لا يستثني دعم نفسك.

كل منا يحتاج الدعم والرعاية بما فيهم أنت. أحياناً، عندما تلبي احتياجاتك، تصبح مستعداً أكثر لمساعدة ودعم الآخرين أيضاً.

تقول كيتلين سلايت (Kaitlyn Slight)، معالجة نفسية مختصة بالأسرة والزواج في دورهام شمال كاليفورنيا، أنه يمكن أن يجعلك إهمال نفسك والتخلي عنها وعدم الإصغاء لرغباتك وتطلعاتك تشعر بالفراغ.

مضيفة أن عدم الاهتمام بحاجاتك يمكن أن يؤدي إلى القلق، الشعور بالذنب والخزي. هذه الأعراض يمكن أن تكون هي ما تسميه بـ “شعور بالفراغ”.

من جهة أخرى، قد يؤثر الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي في طبيعة شعورك ويمكن أن يغذي مشاعر الفراغ.

في حالات كثيرة، يمكن أن تصور الحسابات التي تتابعها على وسائل التواصل الاجتماعي أسلوب حياة غير واقعي أو حياة مثالية للبعض. ما قد يقودك إلى مقارنة نفسك بهم وبالتالي التقليل من قيمة حياتك حتماً.

الافتقاد للعلاقات الاجتماعية المؤثرة

وجدت دراسة قامت بها جامعة هارفرد وتناولت تطور البالغين ونموهم أن الحفاظ على علاقات جيدة ووثيقة يشكل أهم جوانب التجربة البشرية. ما يعني أن الأمر لا يتعلق بعدد العلاقات التي يطورها الإنسان مع الآخرين بل بجودة هذه العلاقات.

الحميمية العاطفية، الدعم، الإصغاء والصحبة كلها أمور غاية في الأهمية، وعندما تفتقدها من حياتك، يمكن أن تؤدي إلى مشاعر الفراغ والوحدة.

هل يشابه شعور الاكتئاب الشعور بالفراغ؟

الاكتئاب هو حالة صحية نفسية تنطوي على عدة أعراض منها:

  • نقص الطاقة والحافز.
  • الشعور الدائم بالحزن.
  • الإحساس بالإحباط.
  • النوم الطويل أو العكس.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • الشعور بالذنب أو عدم الجدارة.

الشعور بالفراغ أو الفتور العاطفي يمكن أن يكون إشارة أخرى على الاكتئاب، وفقاً لـ آشلي إيدر (Ashley Eder) معالجة نفسية في بولدر، كولورادو.

في الواقع، أفاد بعض مرضى آشلي الذين يعانون من الاكتئاب بشعورهم بالفراغ بدلاً من الحزن، إذ تقول: “يأتي هذا الشعور بالفراغ نتيجة اللامبالاة، عدم الشعور بالاهتمام بالأشياء، وانعدام الحافز بشكل خاص.”

على الرغم من ذلك، لا يكون الشعور بالفراغ علامة على الاكتئاب دائماً. الشخص الوحيد القادر على تشخيص حالتك بدقة هو أخصائي الصحة النفسية.

كيف تحدّ من الشعور بالفراغ؟

من الطبيعي أن تشعر بالقلق إذا لاحظت تغييراً في نفسك. يشكل إدراك هذا الشعور ومعالجته الخطوة الأولى نحو إحساس أفضل.

إذا كنت تشعر بالفراغ، يمكن أن تساعدك زيارة أخصائي صحة نفسية في ذلك، إذ يمكن أن يساعدك المعالج النفسي في التعامل مع مشاعرك، كشف سبب الشعور بالفتور ومعالجته بأفضل طريقة تناسبك.

يمكن أن يعتمد إيجاد طرق إيقاف الشعور بالفراغ على أسبابه.

على سبيل المثال، إذا شعرت بالفتور والضعف بعد صدمة ما، فمن الممكن أن تكون بحاجة إلى معالجة هذا الحدث بالذات، وإذا شعرت بالفراغ لوقت طويل، يمكن أن يساعدك العلاج النفسي في كشف الغطاء عن بعض الأسباب التي أدت لذلك.

تعامل مع وجود شعور الفراغ بلطف

تقول إيدر أنه إذا كنت تعاني من الفراغ الشبيه بالفجوة العميقة داخلك، اعترف به، وكن لطيفاً مع نفسك. تذكر أنك تبذل ما بوسعك في كل لحظة. من الشائع أن تشعر بالذنب، لكن يمكن أن يمنعك ذلك من طلب المساعدة.

ابدأ بإدراك واستيعاب مشاعرك واحتياجاتك الخاصة، وحاول تجنب إهمال نفسك وما تحس به حتى ؛ وإن كان ذلك أمراً شاقاً بالنسبة لك.

إذا أدركت أن مشاعرك ترتبط بفقدان عايشته، خذ بالاعتبار منح نفسك الوقت والمساحة للحزن بحرية. يبدو الحزن مختلفاً من شخص لآخر في شكله وما يثيره من مشاعر، ولا يوجد طريق صحيح أو خاطئ له.

بمجرد إدراكك للفقدان، يمكنك الخوض في مراحل الحزن الخمسة.

يمكن أن ينطوي الفقدان على ترك نفسك جسدياً وعاطفياً. تقترح إيدر الحديث مع ذاتك بتعاطف عندما تستكشف وتغوص في هذه المشاعر والتجارب السابقة. على سبيل المثال، يمكن أن تقول: ” لقد كان صعباً الشعور بهذا القدر من الوحدة ” أو ” أنت محق، أحتاج المزيد من الحب.”

خصص وقتاً لنفسك كل يوم

من الطبيعي أن تلجأ بعض الأوقات إلى أحداث أو نشاطات لتتجنب التفكير بما تشعر. على سبيل المثال، من الممكن أن تشعر برغبة في الخروج مع أصدقائك أو قضاء الليلة في لعب ألعاب الفيديو.

تقترح سلايت أن تحارب الحاجة الملحة وتخصص وقتاً لتكون مع نفسك وتتأمل ما بداخلك؛ يمكن أن يتضمن ذلك استكشاف رغباتك، خوفك، آمالك وأحلامك.

فالنشاطات المختلفة تؤثر بشكل مختلف على كل منّا، إذ يمكن أن يكون التأمل، الكتابة أو ممارسة التمارين الرياضية مفيدة في سبيل التركيز على نفسك.

تقول سلايت: “من الممكن ألا يكون الأمر مريحاً في البداية، ولكن كلما تدربت على تكريس المزيد من الطاقة والوقت لنفسك والاعتناء بها، كلما قلّ حضور مشاعر الفراغ هذه .”

استكشف مشاعرك الحالية

تقترح إيدر ضبط المؤقت لمدة خمس دقائق ومراقبة كيف تشعر في هذه اللحظة والقول: ” لا يجب أن يكون ما أشعر به رهيباً “.

من الممكن أن ترغب في كتابة “أشعر بالضجر” أو “التشتت” أو “الفضول”. إذا واجهت صعوبة في تسمية ما تشعر به، ابحث في محرك البحث جوجل عن ” قائمة المشاعر”.

من المفيد أيضاً أن تختار جزءاً من جسمك مثل يدك أو رأسك و تقوم بعدها بـ ” مسح للبحث عن أحاسيس مختلفة مثل الحرارة، التوتر أو التشنج أو الحركة وفحصها”

ممارسة هذه التمارين يومياً يمكنها أن تساعدك في أن تفتح أمام نفسك طرقاً أعمق وأطول من استكشاف الذات.

استكشف ما تشعره من فراغ

كتابة اليوميات من أجله أن يعالج مشاعر الفراغ أيضاً، تقول سلايت وتقترح استكشاف والإجابة على ما يلي من أسئلة كنقطة بداية لذلك:

  • هل كنت أطلق الأحكام على نفسي أو أقارنها بغيري؟
  • هل كنت أقول أشياء إيجابية لها؟ أو كنت أميل إلى الانتباه إلى الفشل فقط ونعتها بألقاب عدة؟
  • هل كنت آخذ بالاعتبار ما أشعر به في علاقاتي، أم أنني كنت أقلل من أهمية عواطفي؟
  • هَـل أقوم بتلبية احتياجاتي الجسدية والصحية؟
  • هل لجأت لسلوكيات أو إلى الإدمان تجنباً لما أشعر به؟
  • هـل أركز على احتياجات الآخرين وحدها؟
  • ماذا أحاول أن أثبت أو أكسب؟
  • هل ألوم نفسي أو أشعر بالذنب حيال أشياء خارجة عن سيطرتي؟
  • هـل أتعاطف مع نفسي كما أتعاطف مع صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة؟
  • هل أؤكد على نفسي من خلال قراراتي واحترم خياراتي الشخصية؟

تواصل مع الآخرين

بعد أن تستكشف مشاعرك وتدركها، من الممكن أن تجد التواصل مع الآخرين مفيداً لك مثل الأصدقاء وأفراد العائلة، خاصة إذا كنت تثق في الحديث عما تشعر به معهم.

تواصل بانتظام مع الأحبّاء عبر اللقاءات الاجتماعية، الهوايات والاهتمامات المشتركة.

تدرّب على رعاية الذات

يمكن أن يجعلك الحزن والكآبة تهمل الاعتناء بنفسك يومياً؛ هذا ليس شيئاً يبعث على الشعور بالعار أو الخجل، لكن الاشتراك في أعمال رعاية الذات يمكن أن يشعرك بشعور أفضل.

فكر في إيجاد منافذ إيجابية لعواطفك، مثل كتابة اليوميات، ممارسة هواية جديدة أو هدف إبداعي.

يُنصح بتمارين اليوغا واليقظة الذهنية أحياناً عند الشعور بالاكتئاب والقلق. خصص عشر دقائق لممارسة تمارين اليوغا بمساعدة اليوتيوب أو اليقظة الذهنية عبر إحدى التطبيقات الخاصة بذلك.

يمكن أن ترغب أيضاً في تحديد الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يساعدك هذا الأمر تدريجياً على الشعور بشكل أفضل.

إذا لم يكن باستطاعتك القيام بذلك أو لا ترغب به، حاول حينها تذكير نفسك أن ما تشاهده على الشاشة أمامك قد لا يكون هدفاً يمكن تحقيقه لأي شخص. يمكن أن تنظر إليه وكأنه فيلم خيال علمي من الممتع مشاهدته، إلا أنه ليس مقتبساً من الواقع.

أَشِد بنفسك

أنت تقوم بأفضل ما عندك بالاستعانة بما توفر بين أيديك من مصادر. يجد بعض الأشخاص سبلاً لحماية أنفسهم من الأذى حتى في مرحلة الطفولة. تتمثل إحدى هذه الطرق في كبت المشاعر: “في هذه الحالة، أعط نفسك الصلاحية لإيجاد الحل الذي كان نافعاً عندما كنت صغيراً وضعيفاً”، تقول إيدر وتضيف: “اثن على نفسك لأجل كل السبل التي سلكتها بهدف التأقلم مع الأحداث التي مررت بها في حياتك”، الآن فكر في السماح لتلك المشاعر بالبروز،  ” لديك بعض الأمور لتقوم بها. وليس عليك الإسراع لإعادة سلك طرق النجاة القديمة. “

متى تطلب المساعدة؟

في بعض الأوقات، يمكن أن يؤدي الشعور بالفراغ إلى نشوء أفكار مجهدة. إذا كان ذلك ما تعانيه حقاً، تقول سلايت، خذ بالاعتبار العلاج النفسي للمساعدة؛ إذ يستطيع مساعدتك في “شحذ طاقتك لاتخاذ قراراتك الخاصة حيال القيام بخطوات تغيرر إيجابية.”

إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب، غير قادر على الأداء في الحياة اليومية أو تفكر في إيذاء نفسك أو الآخرين، فيمكن أن يساعدك اللجوء إلى أخصائي صحة نفسية في تجاوز ذلك.

الخطوة التالية

بينما يعد الشعور بالفراغ أو الفتور من حين إلى آخر أمراً طبيعياً، إلا أن هذه المشاعر يمكن أن تطول لأسبوعين أو أكثر بعض الأوقات.

الاعتراف بما تشعر به ووضع استراتيجيات الاعتناء بالنفس موضع التنفيذ يمكن أن يكون مفيداً إضافة إلى طلب المساعدة من أخصائي .

تقول سلايت: “أيا كان ما تعانيه؛ سواء علاقات صعبة، فقدان أو مشاعر انعدام الهدف أو المغزى في حياتك، أنت تستحق عيش حياة كاملة، مُرضية وذات معنى”.

اقرأ أيضاً: الانعزال والخلوة، إليك أشياء لتقوم بها بمفردك

اقرأ أيضاً: العناية الذاتية، لماذا يجب أن تعتني بنفسك أولاً قبل الاعتناء بالآخرين؟

اقرأ أيضأً: ما هو الشعور بالذنب؟ وكيف يمكننا التخلص منه بخطوات بسيطة؟

المصدر: Feeling Empty? What It Means and What to Do

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: