العلاج النفسي التفاعلي، أنواعه، تقنياته،فوائده وفعاليته

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

العلاج النفسي التفاعلي أو ما يسمى العلاج النفسي بين الأشخاص (Interpersonal Therapy/ IPT) هو شكل قصير الأمد من العلاج النفسي تتراوح فترته عادة من 12 إلى 16 جلسة، ويستخدم بشكل أساسي لعلاج الاكتئاب وحالات أخرى.

وكما يوحي اسمه، يركز العلاج التفاعلي على علاقاتك الشخصية والتفاعلات الاجتماعية – بما في ذلك مقدار الدعم الذي تحصل عليه من الآخرين ومدى تأثير هذه العلاقات على صحتك النفسية.

عندما طُور العلاج التفاعلي لأول مرة، تصور عدد من المتخصصين في الصحة النفسية أن الاكتئاب “قائم على الفرد وحده”. وهذا يعني أن الاكتئاب لا يُنظر إليه كأمر يعتمد على بيئة الشخص. بينما في المقابل، يعترف العلاج التفاعلي أن علاقات الشخص يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة النفسية.

أنواع العلاج النفسي التفاعلي

يوجد نوعان مختلفان من التكيفات للعلاج التفاعلي يمكن أن تصادفها، بما في ذلك الديناميكي وما وراء المعرفي.

العلاج التفاعلي الديناميكي (Dynamic Interpersonal Therapy)

يشار إليه أحياناً باسم العلاج النفسي الديناميكي التفاعلي (psychodynamic interpersonal therapy) أو العلاج القائم على التعقل (mentalization-based therapy).

يتكون هذا العلاج من ست عشرة جلسة على مدار خمسة أشهر. وقد تم تصميمه بشكل رئيسي لمساعدتك على فهم أفكارك ومشاعرك بشكل أفضل، إضافة إلى أفكار ومشاعر الآخرين.

العلاج التفاعلي ما وراء المعرفي (Metacognitive Interpersonal Therapy)

عبارة عن نهج متكامل لمعالجة اضطرابات الشخصية مع التجنب أو التثبيط العاطفي الواضح (emotional inhibition) (المقصود به كبح مشاعرك).

وجدت دراسة استمرت اثنا عشر أسبوعاً أن الخضوع لهذا النوع من العلاج ساعد في تقليل أعراض الاكتئاب وتحسين القدرة على تحديد المشاعر.

يُستخدم العلاج التفاعلي في بعض الأحيان كشكل معدل من علاج الأزواج. كما هو الحال عندما تساهم المشاكل الزوجية في الاكتئاب.

التقنيات المستخدمة في العلاج النفسي التفاعلي

نظراً لأن العلاج النفسي التفاعلي يتبع طريقة تحسين الاكتئاب عبر تحسين العلاقات، فإنه ينطلق من المعالج، وذلك بإجرائه جرداً شخصياً لك. إذ ستكون الحصيلة التي جمعها بمثابة مراجعة تفصيلية لعلاقاتك المهمة، سواء الحالية أو السابقة، ثم يتم تجميع هذه العلاقات وفقاً لأربعة مجالات رئيسية للمشكلة.

أولاً، الحزن

في معظم الأحيان يحدث الاكتئاب نتيجة لفقدان أحد الأحباء، ومن الطبيعي أن تمر بمراحل الحزن في هذا النوع من المواقف.

إلا أن الخسارة الكبيرة يمكن أن تؤدي إلى حزن معلق وغير معالج، أو ما يسمى بالحزن المتأخر (أي الذي يبقى لفترة طويلة بعد الخسارة) أو المشوه أو حتى الحزن الذي قد لا تشعر فيه بأي مشاعر بل ستعاني من أعراض أخرى تتعلق بالاكتئاب مثل الأرق والوهن.

ثانياً، نزاع الأدوار

تحدث هذه النزاعات عندما تختلف التوقعات التي في ذهنك عن تلك التي لدى الأشخاص المهمين في حياتك والمتعلقة بطبيعة علاقتكم.

على سبيل المثال، إذا شعرت أن على شريكك إظهار المزيد من المودة والتعاطف أو طرح المزيد من الأسئلة حول مجريات يومك. وبذلك ستتسبب هذه الفجوة بين التوقعات وسلوك الحياة الواقعية  بالشعور بالاكتئاب.

ثالثاً، تحوّل الأدوار

من المحتمل أن يحدث الاكتئاب مع التغيرات والتحولات التي تجري خلال الحياة، عندما يتغير دورك الأساسي ولا تعرف كيفية التعامل مع هذا التغيير. الزواج، الطلاق، أن تصبح والداً، أو والتقاعد تعتبر جميعها أمثلة على تحولات الأدوار.

رابعاً، العجز الشخصي

في حال كنت تواجه صعوبة في تكوين علاقات جيدة والحفاظ عليها، سيساعدك العلاج التفاعلي في تحديد أوجه القصور الشخصية لديك.

قد يشمل ذلك أي شعور بالنقص يراودك، سواء كنت تجد صعوبة في التعبير عن مشاعرك، أو المشاعر والمعتقدات الأخرى التي تمنعك من التواصل بشكل فعال.

يمكن أن يساعدك المعالج في تحديد المجال المسؤول بشكل رئيسي عن مشكلاتك الحالية من المجالات الأربع السابقة، ثم يتم توجيه العلاج لمساعدتك في التعامل مع هذه المشكلة الشخصية على وجه التحديد.

بماذا يساعد العلاج النفسي التفاعلي

كما نوهنا سابقاً، طور العلاج التفاعلي ليكون علاجاً قصير الأمد للاكتئاب. إلا أنه قد أثبت فعاليته في عدد من الحالات الأخرى بما في ذلك:

كما يمكن أيضاً أن يكون مفيداً في التعامل مع مشاكل التعلق، الحزن، تغييرات الحياة والانتقالات وتضارب العلاقات.

فوائد العلاج النفسي التفاعلي

لهذا العلاج عدد من الفوائد المهمة، بما في ذلك:

تحسين العلاقات: يساعد العلاج التفاعلي المرضى على فهم كيفية تأثير علاقاتهم على حياتهم. والهدف هنا ذو شقين: الأول مساعدة المرضى على العمل اجتماعياً بشكل أفضل والثاني تقليل مشاعر الاكتئاب لديهم.

انخفاض الاكتئاب: يعتمد هذا النوع من العلاج النفسي على فكرة أن الاكتئاب يحدث في سياق العلاقات. بعبارة أخرى، من المحتمل أن يزيد الاكتئاب أو ينقص تبعاً لعلاقاتك، وبالمقابل سيكون للاكتئاب تأثير عليها. وبذلك فإن الهدف منه هو تخفيف أعراض الاكتئاب لديك عن طريق تحسين طريقة تفاعلك مع الآخرين.

والأهم، هو أن العلاج التفاعلي لا يركز مطلقاً على الخوض في صراعاتك الداخلية الناتجة عن التجارب السابقة. وذلك كما تفعل بعض أشكال العلاج النفسي الأخرى للاكتئاب، بل إنه يركز بشكل أساسي على علاقاتك الحالية، وكيف لها أن تؤثر على أعراض الاكتئاب لديك. إضافةً إلى الطرق التي يمكنك من خلالها تحسين تفاعلاتك في سبيل الوصول إلى حالة ذهنية أكثر صحة.

من الجدير بالذكر أن العلاج التفاعلي يعترف تماماً بأن الاكتئاب ليس دائماً “مشكلة شخصية”، إذ يمكن أيضاً أن يكون سببه مشاكل في العلاقات.

فعالية العلاج النفسي التفاعلي 

وُجد أن العلاج النفسي التفاعلي هو علاج فعال لأنواع مختلفة من اضطرابات الاكتئاب وكذلك حالات الصحة النفسية الأخرى. وقد يعمل بشكل أفضل عند دمجه مع العلاج الدوائي في ظروف معينة.

توصلت إحدى المراجعات في عام 2013 إلى أن العلاج التفاعلي فعال بقدر فعالية العلاج المعرفي السلوكي لعلاج اضطراب الاكتئاب الشديد ويمكن التوصية بها كخط علاج أول لهذه الحالة.

وجدت بعض الأبحاث أيضاً أنه يساعد في منع تطور الاكتئاب الشديد، إذ أن الخضوع لهذا العلاج بانتظام يساعد في منع انتكاسات الاكتئاب.

بعض الأبحاث الأخرى وجدت أن العلاج التفاعلي أظهر تأثيرات كبيرة في علاج اضطرابات الأكل، اضطرابات القلق، اضطرابات تعاطي المخدرات بالإضافة إلى حالات صحية نفسية أخرى.

كما وُجد إلى أن المشاركة في هذا العلاج كثنائي (أنت وشريكك) يساهم في تحسين الاكتئاب وتقليل مشاكل العلاقة.

أشياء يجب وضعها في الاعتبار

على الرغم من أن العلاج التفاعلي يعتبر خياراً فعالاً وجذاباً للعلاج، إلا أنه قد لا يكون الخيار الأفضل للجميع. إذ أنه من الصعب جداً إحداث أي تغيير إذا كان الشخص لا يشعر بالدافع والتحفيز أو غير راغب في فحص ومعالجة الدور الذي يلعبه ضمن علاقاته، وهذا يوصلنا إلى الفكرة الأهم، وهي أن الدافع يلعب دوراً محورياً في عملية العلاج.

ويجب التنويه إلى أن حالات مثل الاكتئاب واضطرابات الأكل قد تكون حالات متكررة. لذا حتى بعد العلاج الأولي، قد تحتاج إلى جلسات حفاظ على النتائج للمساعدة في منع الانتكاس وتعزيز المهارات والحفاظ على التقدم. قد يتضمن ذلك جلسة شهرية لصقل مهاراتك أو معالجة التغييرات في حياتك.

كيف تبدأ العلاج النفسي التفاعلي؟

أولاً، توقع أن يستمر العلاج لمدة 12 إلى 16 أسبوعاً تقريباً، ويتم تنظيم الجلسات وإعدادها لتتضمن تقييماً منتظماً، مقابلات مع المعالج، إضافة إلى بعض المهام المنزلية.

خلال أول مواعيد لك، سيعرف المعالج المزيد عنك، الأعراض التي تعاني منها وتاريخ علاقاتك أيضاً. بعد ذلك، ستعملان يداً بيد لمعالجة المجال المعين للمشكلة التي تواجهها. 

من الممكن أن يتم تكييف وتعديل الاستراتيجيات المستخدمة مع تقدم العلاج، لذلك قد تتغير أهدافك ومهامك وجلساتك مع استمرار المعالج في تقييم تقدمك.

ينطوي العلاج التفاعلي على مجموعة متنوعة من التنسيقات والأشكال التي تتراوح من جلسات فردية إلى جماعية، والجلسات التي يمكنك فيها إما المشاركة بشكل شخصي أو من خلال العلاج عبر الإنترنت .

قد يكون من المفيد أيضاً دمج العلاج التفاعلي مع علاجات الاكتئاب الأخرى. على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أن الجمع بين العلاج التفاعلي والدواء غالباً ما يكون أكثر فعالية من القيام بأي منهما بمفرده.

وإذا تم التركيز على جوانب علاقاتك التي قد تأجج حالتك وتزيدها سوءاً، سيساعد عندها العلاج التفاعلي بشكل فعال في علاج الاكتئاب والحالات الصحية النفسية الأخرى. وفي بعض الحالات، قد يكون من المفيد حتى إشراك الأشخاص المهمين بالنسبة لك في عملية العلاج مباشرة.

أما مهمة طبيبك فتتجلى بشكل أساسي في مساعدتك على تحديد ما إذا كان العلاج التفاعلي مناسباً لاحتياجاتك أم لا. وكذلك ما إذا كان سيعمل بشكل أفضل إذا تم دمجه مع علاجات أخرى.

اقرأ أيضاً: العلاج الجماعي، تقنياته، فوائده وفعاليته

المصدر: ?What Is Interpersonal Therapy (IPT)

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: