يعد القلق الجنسي (Sexual Anxiety) أمراً واقعياً، ويمكنه التأثير على العلاقات في أي مرحلة. مع ذلك، هناك العديد من الطرق للتعرف عليه عند بدايته والعمل قدماً لتجاوزه. بينما أعراض نصائح لتقليل القلق الجنسي.
يعتبر القلق مشكلة نفسية شائعة عموماً. لهذا السبب، ينصح العديد من الخبراء البالغين تحت عمر الخامسة والستين بالقيام بفحص دوري للقلق. بينما التعامل مع القلق الجنسي.
ما هو القلق الجنسي؟
يشار إلى القلق الجنسي أحياناً بقلق الأداء الجنسي، ويعرّف على أنه “الخوف، التوجس أو التوتر المتعلق بالنشاط الجنسي”. يمكن أن تكون هذه المشاعر نتيجة تجارب سلبية في الماضي، عجز الوظيفة الجنسية، الضغط أو غيرها من الأسباب المتعددة. بينما أعراض نصائح لتقليل القلق الجنسي.
يعد قلق الأداء الجنسي أمراً عادياً؛ حتى أنه أحد أكثر المشاكل الجنسية شيوعاً. إذ يؤثر على حوالي 25% من الرجال و 16% من النساء، مسبباً القلق الشديد وحتى التجنب الجنسي.
مع ذلك، فإن العامل الأهم الواجب أخذه في الحسبان هو أهمية التواصل مع الشريك. إذ لا تقتصر فائدة التواصل على جعل الفرد أكثر ارتياحاً. بل يمكنه مساعدته في تحديد السبب الجذري للقلق الجنسي وفي العمل نحو حياة جنسية مرضية بشكل أكبر. بينما التعامل مع القلق الجنسي.
وُجد أيضاً أن التواصل هو سر الحفاظ على الشغف حياً في العلاقات طويلة الأمد.
أعراض القلق الجنسي
قد تكون أعراض القلق الجنسي واضحة أحياناً. لكن يصعب التعرف عليها في حال كان الفرد يعاني من مسبب آخر للقلق في حياته.
إذاً، يجب عليه مراقبة تغيراته المزاجية؛ هل هي نتيجة مبادرة الشريك بالتواصل الجسدي؟ أم كون الفرد يتوقع ممارسة العلاقة الجنسية في المستقبل القريب؟
إذا كان الأمر كذلك، فمن الممكن أنها دلائل تشير إلى معاناته من قلق متعلق بالجنس.
أسباب القلق الجنسي
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى معاناة الفرد من القلق الجنسي. وقد يكون القلق موجوداً مسبقاً عند الشخص لكنه لا يستطيع فهم ماهيته.
فيما يلي بعض الأسباب الشائعة للقلق الجنسي:
- مشاكل في صورة الجسد: إذا كان الفرد يخجل من جوانب محددة من جسمه. فقد يكون من الصعب شعوره بالثقة مع شريكه الجنسي، بالأخص مع الشركاء الجنسيين الجدد.
- عجز الوظيفة الجنسية عند أي من الشريكين: بينما قد يكون الأمر صعباً بالنسبة للشركاء الذين يعانون عجز الوظيفة الجنسية (مثل ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسية). فقد يكون صعباً أيضاً بالنسبة للشريك القلِق حيال عجز الطرف الآخر.
- الإساءة الجنسية السابقة: يقضي الأشخاص الذين تعرضوا للعنف الجنسي غالباً وقتاً صعباً في التفكير بالجنس بصورة صحية، إذ من الممكن أن يستغرق منهم الأمر وقتاً حتى يستعيدوا صورتهم الخاصة حول ماهية الجنس بالنسبة لهم.
- مشاكل في العلاقة: يتضمن ذلك الشجار، الجدال، العدوانية المصغرة (Microaggression) أو فقط عدم القدرة بشكل عام على الانفتاح والصراحة مع الشريك.
- الخوف من الحميمية: من الصعب بالنسبة للناس الذين يعانون خوفاً من الحميمية الوثوق بالغير؛ والذي يعد مكوناً مهماً للتجارب الجنسية الجيدة.
- التوافق مع الشريك: إذا كان شخص ما يشعر بعدم الارتياح نحو الشريك أو عدم الانجذاب له، فقد يشكل ذلك عائقاً كبيراً أمام رغبته في ممارسة الجنس. وقد يزيد من شعوره بالقلق حيال التفكير بالأمر.
تحديد مثيرات القلق الجنسي
يعد الشعور بالأمان والقدرة على جعل الأمور تحت السيطرة، خصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من صدمة جنسية (Sexual Trauma)، أمراً مهماً جداً. إذ قد تؤدي الصدمات السابقة إلى ما يثير القلق ويحرضه مثل يوم متعب في العمل أو عدم سير الأمور كما خطط لها. لذا يجب الانتباه إذا بدأت هذه الأمور تطغى على الحميمية مع الشريك.
قد يكون من المفيد تسجيل ملاحظات بشكل ذهني أو على دفتر عن اللحظات التي يشعر فيها الفرد بتغير نفسي، حتى لو حدثت في وقت مسبق خلال اليوم أو كنتيجة لشيء غير متعلق بالجنس.
مع ذلك، إذا كان ما يقوله أو يفعله الشريك هو سبب القلق الجنسي، فمن المهم حفظ ذلك أيضاً حتى يصارحه به بطريقة مناسبة لا تحمل نبرة هجومية أو اتهامية.
تقول “كوبر لوفيت” (Cooper Lovett)، معالجة جنسية معتدمة، أنها تعمل مع المرضى للتعرف على الأمور التي تثير قلقهم بشكل خاص واستيعابها. وأنه من الشائع أن يحتاج الناس وقتاً يبتعدون فيه عن ممارسة الجنس خلال محاولتهم معالجة هذا الحمل النفسي.
تضيف كوبر بالقول:”من المهم أن يصل المرضى إلى مكان تكون فيه صورتهم الذاتية الجنسية إيجابية وصحية. وذلك عن طريق إعادة صياغة كيفية رؤيتهم لأنفسهم ككائنات جنسية.”
التعامل مع القلق الجنسي
بعد تحديد المثيرات، من المهم معرفة سببها ووقت بدئها. في غالب الأحيان، يكون تعلم كيفية التعرف عليها قادراً على إضعافها.
الأهم هو الانفتاح والصراحة مع الشريك أكثر من أي وقت مضى حول السبب الذي يجعل تصرفاته تثير مثل هذه المشاعر.
نصائح للتقليل من القلق الجنسي
شاركت كوبر بعض التمارين التي تنصح بها مرضاها:
- التنفس العميق والتأمل قبل القيام بأي ممارسة جنسية.
- التركيز على ما يُشعر الفرد بشعور جيد وما لا يشعره بذلك عن طريق اللمس الذاتي والاستنماء.
- التركيز على التلامس غير الجنسي مع الشريك.
- جعل الأولوية للتواصل مع الشريك بدلاً من العلاقة الجنسية.
- التركيز على اكتشاف مناطق الشهوة الجنسية مع عدم الاضطرار إلى ممارسة الجنس بشكل كامل.
- التركيز على التجربة بدلاً من الوصول إلى النشوة أو الأداء.
دعم شخص يعاني من القلق الجنسي
من المهم دائماً الحفاظ على التواصل مع الشريك عندما يتعلق الأمر بالجنس، وعلى وجه التحديد إذا كنت اختبرت، أو تمر حالياً بأي قدر من القلق الجنسي.
تقول كوبر: “على الشريك أن يقوم بأفضل ما لديه كي يتحلى بالصبر ويسعى لفهم ما يجري مع الطرف الآخر”، وتضيف:”على الشركاء أن يكونوا متفهمين وحذرين حتى لا يحبطوا الطرف الآخر أو يجعلونه يشعر بالذنب لكونه قلقاً حيال الجنس، إذ عليهم أن يكونوا داعمين وأن يُشعروه بالأمان جسدياً وعاطفياً.”
بعض الطرق للقيام بهذا هي المبادرة للحديث بشكل منفتح عندما يكون الشريك في وضع جيد نفسياً، ومن الممكن أيضاً إيجاد طرق أخرى للتقارب الحميمي.
تنصح كوبر الأزواج والشركاء بتجربة التلامس الجسدي غير الجنسي مثل العناق، تشابك الأيدي وتدليك الظهر والأقدام، وتضيف:”أنصح باتباع التركيز الحسي (Sensate Focus). وهو تكتيك يعيد تركيز الطرفين إلى إدراكهما الحسي وإحساسهم الخاص. بدلاً من السلوك الموجه نحو الهدف والذي يركز على الأعضاء الجنسية والإيلاج.”
تذكر كوبر مرضاها أن التغلب على القلق الجنسي يتطلب جهداً. مع ذلك، على الشركاء أن يكونوا داعمين ومشجعين لبعضهم بعضاً خلال هذه العملية.
اقـرأ أيضاً: الاضطرابات الجنسية، الأنواع ،الأعراض، الأسباب والعلاج
اقرأ أيضـاً: تأثير الاكتئاب على الجنس والنشوة الجنسية، والأعراض المحتمل مواجهتها
اقـرأ أيضاً: علاج إدمان الجنس، التقنيات المتبعة والأدوية المستخدمة
