هل حقاً من الممكن تحسين الذاكرة؟ إذا وجدت نفسك في يوم من الأيام تنسى المكان الذي تركت فيه مفاتيحك أو انمحت معلومات من ذاكرتك خلال الاختبارات المهمة، فربما تمنيت عندها لو أن ذاكرتك أفضل قليلاً. لحسن الحظ، هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تحسين ذاكرتك.
من الواضح أن استخدام بعض أنواع أنظمة التذكير يمكن أن يساعد مثل إعداد تقويم عبر الإنترنت يرسل تذكيرات إلى هاتفك لمتابعة كل تلك المواعيد والاجتماعات، ويمكن أن يضمن لك إنشاء قوائم عمل يومية عدم نسيان المهام الضرورية التي يجب إكمالها.
ولكن ماذا عن كل المعلومات المهمة التي تحتاج بالفعل تثبيتها في الذاكرة طويلة الأمد؟ سيتطلب الأمر بعض الجهد و ينطوي حتى على صقل أو تغيير روتين الدراسة المعتاد بشكل جذري. ولكن هناك عدد من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها للاستفادة بشكل أكبر من ذاكرتك.
قبل الامتحان الكبير القادم، تأكد من مراجعة بعض هذه الأساليب والتقنيات المجربة والمختبرة لتحسين الذاكرة. يمكن لهذه الاستراتيجيات الإحدى عشرة التي أثبتتها الأبحاث تحسين الذاكرة بشكل فعال وتعزيز التذكر وزيادة حفظ المعلومات.
تركيز الانتباه أول خطوات تحسين الذاكرة
الانتباه هو أحد المكونات الرئيسية للذاكرة، و لكي تنتقل المعلومات من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد، فأنت تحتاج إلى الاهتمام النشط بهذه المعلومات. حاول أن تدرس في مكان خالٍ من المشتتات مثل التلفاز والموسيقى وغير ذلك من وسائل الإلهاء. قد يكون التخلص من المشتتات تحدياً خصوصاً إذا كنت محاطاً بشركاء سكن مزعجين أو أطفال مشاغبين
خصص فترة قصيرة من الوقت لتكون بمفردك
اطلب من زملائك في الغرفة منحك بعض المساحة الشخصية أو اطلب من شريكك اصطحاب الأطفال لمدة ساعة حتى تتمكن من التركيز على عملك.
تجنّب حشو المعلومات
تمنحك دراسة المواد على مدار عدد من الجلسات الوقت الذي تحتاجه لمعالجة المعلومات بشكل مناسب. أظهرت الأبحاث باستمرار أن الطلاب الذين يدرسون بانتظام يتذكرون المواد بشكل أفضل بكثير من أولئك الذين يدرسون كل ما يتوجب عليهم في جلسة واحدة سريعة.
الترتيب والتنظيم
وجد الباحثون أن المعلومات منظمةٌ في الذاكرة في مجموعات مترابطة مع بعضها. يمكنك الاستفادة من ذلك من خلال ترتيب وتنظيم المواد التي تدرسها. لذا، حاول تجميع المفاهيم والمصطلحات المتشابهة معاً أو ضع مخططاً لملاحظاتك وقراءات الكتب المدرسية للمساعدة في تجميع المفاهيم المرتبطة مع بعضها.
استخدام وسائل الاستذكار
وسائل الاستذكار هي تقنيات تُستخدم أحياناً من قبل الطلاب للمساعدة في التذكر، هي ببساطة طرق لتذكر المعلومات؛ فعلى سبيل المثال: قد تربط مصطلحاً تحتاج إلى تذكره مع شيء شائع تعرفه جيداً، أفضل تقنيات الاستذكار هي التي تستخدم الصور الإيجابية أو الفكاهة أو التجديد والابتكار.
ابتكر قافية أو أغنية أو نكتة للمساعدة على تذكر جزء محدد من المعلومات.
الشرح والتدريب
يحتاج تذكُّر المعلومات إلى ترميز ما تدرسه في الذاكرة طويلة الأمد. تُعرف إحدى أكثر تقنيات الترميز فاعلية بـ “التدريب المستفيض (التفصيلي)”.
كمثال على هذه التقنية، قراءة تعريف مصطلح رئيسي ودراسة تعريف هذا المصطلح ثم قراءة وصف أكثر تفصيلاً لما يعنيه هذا المصطلح. بعد تكرار هذه العملية عدة مرات، ستلاحظ على الأرجح أن استدعاء المعلومات أسهل بكثير.
تصوُّر المفاهيم
يستفيد الكثير من الناس بشكل كبير من تصور المعلومات التي يدرسونها. انتبه للصور والمخططات والرسوم البيانية الأخرى في كتبك المدرسية. إذا لم يكن لديك إشارات مرئية للمساعدة، فحاول إنشاء إشاراتك الخاصة. ارسم مخططات أو أشكالاً في هوامش ملاحظاتك أو استخدم أقلام تحديد وتظليل أو أقلاماً بألوان مختلفة لتجميع الأفكار المرتبطة مع بعضها في مواد الدراسة المكتوبة.
قد يساعد أحياناً في ترسيخ المعلومات في عقلك صنعُ بطاقات استذكار لمصطلحاتٍ مختلفة تحتاج إلى تذكرها .
ربط المعلومات الجديدة بأشياء تعرفها سابقاً
عندما تدرس مادة غير مألوفة، خذ الوقت الكافي للتفكير في كيفية ارتباط هذه المعلومات بما تعرفه مسبقاً. من خلال إنشاء علاقات بين الأفكار الجديدة والذكريات الموجودة مسبقاً، يمكنك زيادة احتمالية استرجاع المعلومات المكتسبة مؤخراً بشكل كبير.
القراءة بصوت مرتفع
يشير بحث نُشر عام 2017 إلى أن قراءة المواد بصوت عالٍ يحسن بشكل واضح تذكرك للمادة. اكتشف المعلمون وعلماء النفس أيضاً أن وجود طلاب يقومون بالفعل بتدريس مفاهيم جديدة للآخرين يعزز الفهم والتذكر.
استخدم هذا النهج في دراساتك وذلك عن طريق تعليم مفاهيم ومعلومات جديدة لصديق أو شريك دراسة.
أعط اهتماماً أكبر للمعلومات الصعبة
هل سبق و لاحظت كيف أنه من الأسهل أحياناً تذكر معلومات بداية الفصل أو نهايته؟ وجد الباحثون أن ترتيب المعلومات يمكن أن يلعب دوراً في التذكر وهو ما يُعرف بتأثير الموضع التسلسلي.
بينما قد يكون من الصعب تذكر المعلومات الموجودة في منتصف الفصل، يمكنك التغلب على هذه المشكلة عبر تخصيص وقت إضافي في التمرين على هذه المعلومات. هناك استراتيجية أخرى تتمثل في محاولة إعادة هيكلة وتنظيم ما تعلمته حتى يسهل عليك تذكره. عندما تصادف مفهوماً صعباً بشكل خاص، كرّس بعض الوقت الإضافي لحفظ هذه المعلومات.
غيّر روتينك الدراسي
هناك طريقة رائعة أخرى لزيادة تذكرك وهي تغيير روتين دراستك من حين لآخر. إذا كنت معتاداً على الدراسة في مكان محدد، فحاول تغييره خلال جلسة الدراسة التالية. وإذا كنت تدرس في المساء، فحاول قضاء بضع دقائق كل صباح في مراجعة المعلومات التي درستها في الليلة السابقة.
من خلال إضافة عنصر إبداعي جديد إلى جلسات الدراسة الخاصة بك، يمكنك زيادة فعالية جهودك وتحسين التذكر على المدى البعيد بشكل ملحوظ.
خذ قسطاً من النوم
عرف الباحثون منذ زمن طويل أن النوم مهم للذاكرة والتعلم. أظهرت الأبحاث أن أخذ قيلولة بعد أن تتعلم شيئاً جديداً يمكن أن يساعدك في الواقع على التعلم بشكل أسرع والتذكر بشكل أفضل.
في الواقع، وجدت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2014 أن النوم بعد تعلم شيء جديد يؤدي في الواقع إلى تغييرات فعلية في الدماغ. عانت الفئران المحرومة من النوم نمواً أقل للخلايا الجذعية بعد القيام بمهمة تعليمية مقارنةً بالفئران التي حصلت على قسط جيد من الراحة.
لذلك في المرة القادمة التي تكافح فيها لتعلم معلومات جديدة، فكر في الحصول على نوم جيد ليلاً بعد الدراسة.
المصدر: Methods for Improving Your Memory
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم