الصداقة أمرٌ ضروري ولكن العثور على أشخاص تستمع بقضاء الوقت معهم حقاً قد يكون صعباً. علاوة على ذلك، قد تتغير احتياجاتك من الأصدقاء مع متغيرات ظروف حياتك الشخصية. لكن كم عدد الأصدقاء الذين تحتاجهم؟ ولماذا نحتاج الأصدقاء؟ إليك الإجابة عن أسئلتك ونصائح لتكوين صداقات جديدة.
ليس هناك عدد محدد من الأصدقاء الذين يجب أن يمتلكهم الشخص، إلا أنّ الدراسات تشير إلى أنّ معظم الأشخاص لديهم بين 3 و5 أصدقاء مقربين.
أضف إلى ذلك الثقافة التي تتضمن ظهور عدد أصدقائك على حسابات التواصل الاجتماعي الشخصية، ليصبح من المخيف ألا تعرف كم صديقاً “من المفترض” أن يكون لديك.
كم عدد الأصدقاء الذين تحتاجهم؟
يختلف عدد الأصدقاء الحقيقيين لكل منا ويتأثر عددهم بالظروف التي تتعرض لها خلال حياتك.
بعض الناس لديهم احتياجات اجتماعية أكثر من غيرهم مما يعني أنهم قد يرغبون في أن يكون لديهم عدد أكبر من الأصدقاء نقيضاً لأولئك الذين يفضلون قضاء الوقت بمفردهم يحتاجون إلى عدد أقل من الأصدقاء ولا بأس بذلك.
استناداً إلى بيانات استطلاع أُجري عام 2021 بشكل عام يكون لدى أي شخص عادي في أمريكا ما بين 3 و5 أصدقاء مقربين، بناءً على الاستطلاع نجد:
- أفاد حوالي نصف المشاركين في الدراسة أي %49 منهم بأن لديهم 3 أصدقاء مقربين أو أقل.
- أفاد أكثر من الثلث (%36) وجود ما بين 4 و9 أصدقاء مقربين.
- أفـاد 13% أن لديهم 10 أصدقاء مقربين أو أكثر.
- كما أفاد 12% أن ليس لديهم أصدقاء مقربين.
يعتمد عدد الأصدقاء في حياتك على عدة عوامل بما فيها:
- العمر
- الحالة الزوجية
- الانشغال
- الخلفية ثقافية
- الجنس
- المكان الذي تعيش فيه
مثلاً وجد الاستطلاع أن %76 من الشباب لديهم صديق عرفوه منذ الطفولة، فيما كانت النسبة 60% بين كبار السن. كما وجد الاستطلاع أن 29% من الشابات يعتمدن على الأصدقاء لتوفير الدعم النفسي مقابل 22% لدى الشباب.
تمتد عوامل الاختلاف لتشمل الأعراق، إذ أن نسبة رضى عدد الأصدقاء بين الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء بنسبة %58 وبين الأمريكيين ذوي الأصول الإسبانية بنسبة %56 وبين الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء و49% بين الأمريكيين ذوي الأصول الإسبانية.
يمكننا القول بعيداً عن الأرقام والحسابات أن نوعية الصداقات التي لديك ونوعية تلك العلاقات تزداد أهميتها بوضوح في المراحل اللاحقة من الحياة.
تقول المديرة والأخصائية السريرية في ولاية فلوريدا Colleen Wenner: تصبح جودة الصداقات بالنسبة للشخص عندما يكبر أكثر أهمية من عدد الأصدقاء الذين لديه.
لماذا قد نحتاج الأصدقاء؟
البشر كائنات اجتماعية بطبيعتها وتجلب لنا الصداقات العديد من الفوائد على مستوى الصحة والعافية، بما في ذلك:
لماذا نحتاج الأصدقاء؟ باختصار إن الأصدقاء الجيدون مفيدون لك.
وجدت دراسة عام 2020 أُجريت على 422 امرأة (تتراوح أعمارهن بين 31 و77عاماً) يرتبط كونك أفضل صديق لشخص ما والشعور بالانتماء إلى مجموعة معينة بزيادة نسبة الرضا عن الحياة.
وقد أثبتت نفس الدراسة أن الزيارات المتكررة بين الأصدقاء بالإضافة إلى مدى رضاك عن عدد أصدقائك، يعدان مؤشراً مهماً عن الراحة والرضا في الحياة.
لماذا يجعل الأصدقاء حياتنا تبدو أفضل؟
وفقاً لـما قالته الاستشارية المهنية المرخصة لها والمستشارة الوطنية المعتمدة في أوستن في ولاية تكساس الأميركية Kara Nassour، يعزّى سبب ذلك هو أن البشر اجتماعيون للغاية بطبيعتهم.
كما تقول: ‘لقد نشأنا لنعيش حياة ضمن مجموعات تتألف من الأصدقاء المقربين والعائلة وبالتالي يزيد الافتقار إلى الأصدقاء من مخاطر القلق والاكتئاب والصدمات والأمراض العقلية الأخرى.
نصائح لتكوين صداقات جديدة
قد يكون العثور على أصدقاء أمراً صعباً لأسبابٍ شتى ولكن كن مطمئناً إذ بإمكانك العثور على أشخاص يمكنك التعامل معهم بكل أريحية.
إليك بعض النصائح لمساعدتك في تكوين صداقات.
1. كن على طبيعتك ومتصالحاً مع ذاتك
عند تكوين الصداقات، قد تحاول أن تُسخِّر نفسك لتلبية اهتمامات الآخرين، لكن عدم التزام الصدق في مثل هذه الحالة لن يؤدي إلى صداقة حقيقية.
على العكس تماماً، تقول”Wenner“: إن أفضل طريقة للتواصل مع الآخرين هي أن تكون على طبيعتك، فليس عليك أن تكون مثالياً بقدر ما يتوجب عليك بأن تكون واقعياً.
2. ابق حاضراً
من الطبيعي أن تشتت أفكارك أو تثار مخاوفك في المواقف الاجتماعية، خاصة عند محاولة تكوين صداقات جديدة أو عندما تفرط في التفكير.
فمن الضروري أن تتوقف لبعض الوقت وتعيد ذاتك إلى اللحظة الحالية كي تظل منفتحاً على التواصل.
تقول Wenner: إذا بقيت حاضراً، لن تنشغل كثيراً في تفكيرك لدرجة أن تفوت فرص مقابلة أشخاص قد يصبحون أصدقاء.
3. اعرف اهتماماتك
ماذا ستفعل عندما تشعر بأنك في أفضل حالاتك؟ من خلال معرفة ما يخطر ببالك وقتها، إنك تستعد للقاء المزيد من الأشخاص المتشابهين في التفكير.
تقول Wenner: من الأسهل بكثير أن تتعايش مع شخص يشاركك اهتماماتك أكثر من التعامل مع شخص لا يشاركك اهتماماتك، لذا اتخذ زمام المبادرة لاكتشاف ما يثير اهتمامك وتابعه وبعد ذلك ستتابع الصداقات بشكل طبيعي.
4. تجاوز الإحراج
تكوين صداقات قد يسبب لك الشعور بالحرج، لكن تقترح Nassour عدم تأجيل تكوين أي علاقة بسبب الشعور ولو بمقدار قليل من الإحراج.
تقول Nassour: يستغرق الأمر أكثر من عشرين ساعة من الوقت المشترك حتى يصبح أحد معارفك الودودين صديقاً جيداً، سيتعين عليك اجتياز المراحل الصعبة والمحرجة قبل أن تبدأ في الشعور بإحساس حقيقي بالثقة والراحة.
5. اخرج لأي مكان من الممكن التعرف فيه على بعض الناس
لتكوين صداقات عليك الذهاب إلى أماكن يمكنك من خلالها التعرف على أشخاص جدد، قد تحاول ممارسة هواية جديدة أو زيارة مكان لم تزره من قبل.
يمكنك من خلال الخروج من قوقعتك إلى عالم جديد (خصوصاً إذا كان خارج منطقة الراحة الخاصة بك) أن تعرف المزيد عن نفسك وما هو مهم بالنسبة لك بما في ذلك الصداقات.
الملخص
لماذا نحتاج الأصدقاء وكم متوسط عدد الأصدقاء الذين تحتاجهم؟ يختلف ذلك من شخص لآخر والسبب الوجيه في ذلك بأنك لست شخصاً عادياً [أو من أعداد الأصدقاء تحت تصنيف “المتوسط”] بل أنت أكثر من ذلك.
إذا كنت تحاول تكوين صداقات جديدة أو تقييم صداقاتك الحالية، حاول البدء بنفسك وضع في ذهنك ما تحتاجه لتشعر بالرضا واسأل نفسك:
- ما الذي يثير اهتمامي؟
- ما الذي يمنعني من أن أكون واقعياً؟
- أين أريد حقاً أن ينتهي بي المطاف في صداقاتي؟
تعمق في فهمك لشخصيتك حتى تتعمق صداقاتك.
اقرأ أيضاً: ست نصائح للحفاظ على الصداقة وتكوين علاقات دائمة وذات قيمة
اقرأ أيضاً: الصداقة المستنزفة عاطفياً، خصائصها وماذا تفعل كي تتخطاها؟
اقرأ أيضاً: العلاقات الشخصية، مراحلها، أهميتها وكيفية الحفاظ عليها
المصدر: ?How Many Friends Do You Need
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم