الميثامفيتامين (Methamphetamines) هو عقار منشط قوي ويُشار إليه عادة باسم ميث (Meth)، أو سبيد (Speed)، أو كراك (Crack). أسباب آثار مخاطر علاج إدمان الميثامفيتامين.
خلافاً لبعض الأدوية التي تعمل على تهدئة الجسم وتثبيط الجهاز العصبي، فإن الميثامفيتامين يعمل كمنبه قوي للجهاز العصبي، إذ ينتج عنه إطلاق كم هائل من الطاقة واندفاع شديد من النشوة، كما أنه يعزز اليقظة ويقلل الشهية، ويزيد من النشاط والكلام، ويوفر إحساساً عاماً بالسعادة والرفاهية.
الميثامفيتامين كعلاج لبعض الحالات
يوصف الميثامفيتامين أحياناً لعلاج حالات الصحة النفسية ولكن ضمن جرعات قليلة، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، وأيضاً يتم وصفه لفترة قصيرة في حالة علاج إنقاص الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وليس لديهم القدرة على التخلص من الوزن الزائد.
في واقع الأمر، فإن الميثامفيتامين دواء من صنع الإنسان، تم تطويره في أوائل القرن العشرين لأغراض طبيّة، واستُخدم كمزيل احتقان الأنف في أجهزة الاستنشاق لعلاج أمراض الجهاز التنفسي.
رغم جميع استخداماته الطبية لكن لا يزال الاستخدام الترفيهي للميثامفيتامين غير قانوني البتة، لأنه مخدر شديد الإدمان يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، فهو يضعف وظائف المخ ويغير أفكار الشخص وأفعاله.
استخدامات المـيثامفيتامين
يستخدم الناس الميثامفيتامين بالطرق التالية:
- تدخين الكريستال ميث: تسبب هذه الطريقة نشوة سريعة ومكثفة ولكن فترة استمرارها قصيرة. الكريستال ميث، والمعروف باسم آيس (Ice)، هو شكل من أشكال الميثامفيتامين يشبه شظايا الزجاج ذات اللون الأبيض المزرق. وفقاً لدراسة أجريت عام 2022، فإن هذا الشكل هو الأكثر شيوعاً لاستخدام الميثامفيتامين، ويفضل أكثر من 60% من المستخدمين هذه الوسيلة.
- ابتلاع حبوب الميثامفيتامين: تسبب نشوة تدريجية متصاعدة، وتسبب بناء مرحلة التحمّل الدوائي [تحمل دواء هو الحصول على كمية إضافية في سبيل تحقيق تأثير أكبر بعد تكييف الجسم على الدواء وعدم إحداث التأثير الأولي ذاته].
- استنشاق مسحوق الميثامفيتامين: وهو مسحوق أبيض مرّ المذاق، يوفّر أيضاً نشوة تدريجية لكن أقل شدة.
- حقنه في الوريد: يحقن بعد إذابة المسحوق في الماء أو الكحول. تزداد شعبية هذه الطريقة كونها توفّر نشوة فورية مشابهة لتلك التي تحدث عند تدخين المادة.
أسباب إدمان الميثامفيتاميـن
يحفز استخدام الميثامفيتامين إطلاق كميات كبيرة من مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالكثير من السعادة والرضا. هذه النشوة التي يسببها العقار تسبب الإدمان، وتتسبب في اشتهاء الناس له بشكل متكرر من أجل الوصول إلى تلك النشوة. أسباب آثار مخاطر علاج إدمان الميثامفيتامين.
نظراً لأن تأثيرات الدواء تبدأ وتتلاشى بسرعة، فغالباً ما يأخذ الأشخاص جرعات متكررة ضمن نمط يعرف بنمط “الشراهة والانهيار” وفي اللاتينية “binge and crash pattern”، وأيضاً يمارس بعض الأشخاص ما يعرف طريقة “الجري”، وهي الإفراط في تناول الدواء كل بضع ساعات لعدة أيام في كل مرة، دون طعام أو نوم.
ما يجب التنويه إليه، هو أن الاستخدام المستمر للميثامفيتامين يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ التي تنتج الدوبامين، مما يجعل تحقيق نفس النشوة أمر صعب مع مرور الوقت. على إثر ذلك، يتعين على الشخص زيادة معدل تناوله للدواء أو تناول جرعات أعلى بشكل متزايد، أو تغيير مستمر في طريقة تناوله، من أجل تحقيق نفس التأثير.
آثار إدمان الميثامفيتامين
ينتج عن استخدام الميثامفيتامين نشوة قصير الأمد. لكن استخدامه على المدى الطويل يمكن أن يسبب عواقب وخيمة وتتشابه آثاره مع تأثيرات العقاقير المنشطة الأخرى، مثل الكوكايين.
الآثار قصيرة المدى لاستخدام الميثامفيتاميـن
- الإحساس بالنشوة والانتعاش
- ثقة مفرطة
- زيادة اليقظة
- مستويات عالية من الطاقة
- الضجر والتململ
- كلام سريع أو مشوش
- زيادة النشاط البدني والحركة
- اتساع حدقة العين
- تنفس سريع
- سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها
- ارتفاع ضغط الدم
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
- الأرق الشديد
- فقدان الشهية
- غثيان أو إقياء
- البارانويا (جنون الارتياب)
- الاكتئاب عند تلاشي النشوة
- حدة الطباع أو تقلب المزاج
- هلوسات أو أوهام
- سلوك عدواني أو عنيف بشكل غير متوقع
- سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو غير آمنة
مخاطر إدمان الميثامفيتاميـن على المدى الطويل
يمكن أن يسبب استخدام الميثامفيتامين ضرراً طويل المدى على صحة الشخص، والذي يستمر غالباً حتى بعد توقف الشخص عن تعاطي المخدر.
من ضمن الآثار طويلة الأمد ما يلي:
- تغييرات في بنية وعمل الدماغ، والتي يمكن أن تسبب تلفاً دائماً له.
- ارتفاع ضغط الدم أو إلحاق الضرر في القلب، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو حتى الموت.
- تلف الأعضاء الحيوية الأخرى مثل الرئة أو الكبد أو الكلى.
- حكة شديدة يمكن أن تسبب تقرحات على الجلد بسبب الخدش الشديد.
- ظهور مشكلات خطيرة في الأسنان والمعروفة باسم “فم الميث” أو فم المدمن (meth mouth).
- هشاشة العظام المبكرة.
- فقدان الوزن الشديد.
- الأرق الشديد.
- انخفاض الوظيفة المعرفية، مما قد يؤدي إلى ارتباك أو صعوبة في اتخاذ القرارات أو صعوبة في التعلم أو مشكلات في الذاكرة.
- القلق والاكتئاب أو مشكلات في التنظيم العاطفي.
- أعراض الذهان، بما في ذلك اضطرابات المزاج، والهلوسة، والأوهام، والبارانويا (جنون الارتياب)، أو السلوك العنيف.
- زيادة خطر الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الكبد، الذي ينتقل عن طريق سوائل الجسم بسبب ممارسات معينة منها مشاركة الإبر. أسباب آثار مخاطر علاج إدمان الميثامفيتامين.
خطر الجرعة الزائدة من الميثامفيتامين
من المحتمل تعرض الشخص لخطر تناول جرعة زائدة من المخدر، والتي تحدث عند استهلاكه الكثير من عقار معين مما يؤدي إلى تفاعل سام يسبب أعراضاً حادة وقد يصل الأمر إلى الموت.
أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أسفر تناول جرعة زائدة من المخدرات عن وفاة أكثر من 100.000 شخص في عام 2021، وهو رقم يتزايد بشكل كبير كل عام. أسباب إدمان آثار مخاطر علاج الميثامفيتامين.
يرتفع احتمال تناول الشخص لجرعة زائدة من الميثامفيتامين إذا تم مزجه مع أدوية أخرى، مثل المواد الأفيونية الاصطناعية كالفنتانيل (fentanyl)، وهو دواء أرخص يُضاف غالباً إلى الميثامفيتامين دون علم الشخص.
علاج إدمان الميثامفيتامين
إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك مدمناً على الميثامفيتامين، فمن المهم طلب العلاج على الفور، علماً أنه يتوافر علاجات مدعومة بالأدلة يمكن أن تساعدك على عيش حياة خالية من المخدرات.
حتى الآن، فإن أكثر العلاجات فعالية لإدمان الميثامفيتامين هي العلاجات السلوكية، والتي تشمل:
- العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive-behavioral therapy): يعلّم الفرد تحديد المحفزات التي تسبب تعاطي المخدرات، وتطوير استراتيجيات التكيف للتعامل معها.
- الآليات التحفيزية (Motivational incentives): أي مكافأة الشخص لعدم تناوله أي مخدر عن طريق تقديم قسائم نقدية أو جائزة مالية صغيرة.
يتضمن العلاج الامتناع عن الدواء، ولذلك قد يعاني الشخص من أعراض الانسحاب منها الإرهاق والتعب والاكتئاب الشديد والقلق والذهان والرغبة الشديدة في تناول الدواء أثناء عملية التخلص من السموم.
لا توجد حالياً أدوية معتمدة من إدارة الأغذية والدواء الأمريكية لعلاج اضطراب تعاطي المنشطات، ولكن وجدت دراسة حديثة أن الجمع بين النالتريكسون (Naltrexone) القابل للحقن والبوبروبيون (Bupropion) الفموي آمن وفعّال في علاج البالغين الذين يعانون من اضطراب استخدام الميثامفيتامين المعتدل أو الشديد.
الخلاصة
إدمان الميثامفيتامين ضار بالصحة لدرجة أنه يفتك بحياة الفرد، لذا من المهم التحلّي بالوعي والمعرفة تجاه هذا الإدمان، وطلب المساعدة في أسرع وقت ممكن. أسباب إدمان آثار مخاطر علاج الميثامفيتامين.
وقد أثبتت العلاجات السلوكية فعاليتها في علاج إدمان الميثامفيتامين، ومساعدتك على عيش حياة خالية من المخدرات على اختلاف أنواعها.
اقـرأ أيضاً: السيلوسيبين, تأثيراته, فوائده المحتملة وأعراضه الجانبية
اقرأ أيضـاً: الفطر السحري, آثاره الجانبية, استخداماته الطبية وفوائده المحتملة
اقـرأ أيضاً: اضطراب الإدراك المستمر الناتج عن المهلوسات (HPPD)، تعريفه، أعراضه وعلاجه
المصدر: Addiction to Methamphetamines
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم