الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) هو كتيّب نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA). يستخدمه الأطباء والأخصائيون النفسيون على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية لتشخيص الأمراض النفسية والعقلية. دليل اضطرابات الصحة النفسية, النظام المتعدد المحاور.
إذ يشمل هذا الدليل جميع فئات اضطرابات الصحة النفسية، من سن الطفولة حتى سن الرُّشد، بالإضافة إلى الأوصاف والأعراض والمعايير الأخرى لتشخيصها.
هذا ويحتوي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) على الإحصائيات المتعلقة بالجنس الأكثر تأثراً بالمرض والعمر الطبيعي للإصابة به، بالإضافة إلى تأثيرات العلاج وطرق العلاج الشائعة.
إلا أنه يستلزم وجود تشخيص لموافقة الحكومة وشركات التأمين على تغطية نفقات علاج حالات الأمراض العقلية كما هو الحال مع باقي الحالات الطبية الأُخرى.
لِذلك؛ إضافةً لاستخدامه للتشخيص والعلاج، فإن اختصاصيي الصحة العقلية يستخدمونه في تصنيف المرضى تبعاً لقيمة فواتيرهم. بالإضافة إلى استخدامه في التشخيص النفسي وتوصيات العلاج.
تاريخ الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM)
على مر السنوات، تم تحديث كتيّب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) سبع مرات منذ صدوره لأول مرة عام 1952.
- نـسخة (DSM-I) في عام 1952، ويحتوي على 102 تشخيص.
- نسـخة (DSM-II) في عام 1986، ويحتوي على 182 تشخيص.
- نسخـة (DSM-III) في عام 1980، ويحتوي على 256 تشخيص.
- نسـخة (DSM-III-R) في عام 1987، ويحتوي على 292 تشخيص.
- نسـخة (DSM-IV) في عام 1994، ويحتوي على 297 تشخيص.
- نـسخة (DSM-IV-IR) في عام 2000، ويحتوي على 365 تشخيص.
- نسخة (DSM-5) في عام 2013، ويحتوي على 157 تشخيص.
نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) نسخة الـ (DSM-5) وهي أحدث نسخة من كتيّب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM)، في مايو سنة 2013. دليل اضطرابات الصحة النفسية, النظام المتعدد المحاور.
ولقد أثار هذا الإصدار الكثير من الجدل والنقاشات حوله، إذ تركزت جُلَّ نقاط الاختلاف باتجاه الدليل حول الصلاحية.
ولذلك أطلقت الجمعية الوطنية للصحة العقلية الـ (NIMH)، مشروعاً لمعايير نطاق البحث الـ (RDoc).
لتغيير أُسس التشخيص من خلال دمج علم الوراثة بالعلوم المعرفية، والمستويات المختلفة من المعلومات. وذلك لوضع البذرة الأولى لخطة نظام تصنيف جديد معتقدين أن ذلك أصح بيولوجياً.
هذا وقد أصدر كل من “توماس انسل” مدير الـ (NIMH) و”جيفري ليبرمان” الرئيس المنتخب للجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، بياناً مشتركاً أعربا من خلاله أن:
إصدار الـ (DSM-5) يمثل أفضل المعلومات المتوفرة حالياً في تشخيص الاضطرابات العقلية سريرياً، وأنّ كل من الـ (DSM-5) والـ(RDoc)، يمثلان عملاً تكاملياً وليس تنافسياً في تشخيص وتصنيف الأمراض العقلية.
ماذا عن النظام المتعدد المحاور (DSM-IV-TR)
نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) النظام المتعدد المحاور (DSM-IV) عام 1994.
إذ سجل أكثر من 250 حالة اضطراب عقلي، فيما صدرت النسخة المحدثة عنه عام 2000 وسميّت الـ(DSM-IV-TR).
ونظراً لأنّ الأمراض العقلية غالباً ما تؤثر في مختلف نواحي الحياة. كان الهدف من النظام المتعدد المحاور هو مساعدة الأطباء واختصاصي الطب النفسي في إجراء تقييم شامل لمستوى أداء المرضى.
حيث استخدم الـ (DSM-5) خمسة مناهج في وصف الاضطرابات، آخذاً بعين الاعتبار جميع العوامل النفسية والبيولوجية والبيئية عند تشخيص الصحة العقلية.
- المحور الأول (المُتلازمات السريريّة)
يتضمن المحور الأول اضطرابات الصحة النفسيّة وتعاطي المخدرات التي تسبب تدهور صحي بليغ. حيث صُنفت الاضطرابات في فئات مختلفة مثل اضطرابات المزاج، القلق وتناول الطعام.
- المحور الثاني (اضطرابات الشخصية والتخلف العقلي)
بينما تم تخصيص المحور الثاني للتخلف العقلي (والذي تم استبداله بمصطلح الإعاقة الذهنية). واضطرابات الشخصية بما فيها اضطرابات الشخصية الانعزالية والهستيرية. حيث تتسبب الاضطرابات الشخصية بمشاكل واهية في علاقة الإنسان بالعالم.
بينما تتمثل الإعاقة الذهنية بالتدهور العقلي والعجز في مختلف النواحي مثل العناية الذاتية والمهارات الاجتماعية.
- المحور الثالث (الحالات الطبية العامة)
فيما ركّز المحور الثالث على الحالات الطبية الناتجة عن تفاقم وتدهور حالات المحور الأول والثاني، كإصابات الدماغ و فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز). دليل اضطرابات الصحة النفسية, النظام المتعدد المحاور.
- المحور الرابع (المشاكل النفسية الاجتماعية، والبيئية)
أما هذا المحور فقد جمع كل المشكلات البيئية أو الاجتماعية التي تؤثر في اضطرابات المحور الأول أو الثاني. حيث تتمثل هذه المشكلات بالـبطالة، التنقل المستمر والطلاق، أو صدمة موت الأحباء.
- المحور الخامس (التقييم الوظيفي العالمي)
يُقيّم الأطباء في المحور الخامس مستوى أداء المريض، فيمكّنهم ذلك من فهم كيفية تأثير المحاور الاربعة على حياة الفرد بالاعتماد على هذا التقييم.
ماهي التغيرات في الـ (DSM-5)؟
طرأت العديد من التغيرات المهمة على الـ (DSM-IV) وصولاً إلى الـ (DSM-5)، وأكثرها وضوحاً هو التحول من استخدام الأرقام الرومانية إلى استخدام الأرقام العربية.
نبذَ كتيّب الـ(DSM-5) نظام تعدد المحاور ولعل هذه أبرز التغيرات الحاصلة. فصنّف بدلاً من ذلك فئات الاضطرابات المرتبطة بعدد من الاضطرابات المختلفة ضمن فئات.
وتتضمن هذه الفئات، اضطرابات الشخصية بما فيها اضطرابات القلق، ثنائي القطب، الاكتئاب، تناول الطعام والوسواس القهري.
بينما تم إقصاء تشخيص متلازمة أسبرجر كمرض منفرد وإدراجها في فئة اضطراب طيف التوحد.
وقَد أضاف الكتيّب اضطراب المزاج غير المنتظم، وذلك للحد من التشخيص المبالغ فيه لثنائي القطب في مرحلة الطفولة.
هذا و قد احتوى الكتيّب أيضاً على تشخيصات متنوعة، بما فيها اضطراب نهم الأكل، اضطراب الاكتناز واضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث.
على الرغم من أهمية كتيّب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) كأداة في تشخيص الأمراض.
إلا أنه لا يتأهل لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها، سوى الأشخاص الذين تلقوا تدريباً خاصاً ولديهم الخبرة الكافية والوافية.
اقـرأ أيضاً: الاضطرابات الانفصالية أو الانشقاقية
اقـرأ أيضاً: الاضطرابات العاطفية، منشأها وتاريخها
اقرأ أيضـاً: الاضطرابات السلوكية وتأثيراتها على الفرد منذ الطفولة وحتى البلوغ
المصدر: The diagnostic and statistical manual DSM
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
