المراهق الغاضب، كيف تتعامل معه وتضبط سلوكياته؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

كثيراً ما يتساءل ذوو المراهقين عن كيفية التعامل مع مراهق غاضب، إذ يشعرون بالحيرة والإحباط بسبب السلوك العدائي وعدم القدرة على السيطرة على الانفعالات، ويصعب عليهم فهم سبب غضب أبنائهم المراهقين الدائم وعدم استماعهم لنصائح الكبار.

يمكن أن تحدث تقلبات مزاجية عند بعض المراهقين بسرعة؛ يناقشوا بحماس لعبة فيديو جديدة لبرهة ثم يغضبون بعدها لأنك تنتقد تسريحة شعرهم.

لماذا يغضب المراهقون بشدة؟

ينطوي الغضب على استجابة عاطفية لما يتم تصوره من تهديد، إهانة، إحباط أو ظلم. إلا أنّ هناك سببان رئيسيان لغضب المراهقين.

سبب بيولوجي

البلوغ هو فترة النمو البدني السريع وتطور الدماغ الشامل، ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات السريعة إلى زيادة عدوانية المراهقين وسلوكهم الغاضب.

يلقي العديد من الآباء باللوم على الهرمونات الهائجة ويعتبرونها سبب السلوك العدواني. ومع ذلك، هذا ليس هو الحال. بينما تزداد مستويات الهرمونات خلال سنوات المراهقة، إلا أنها لا تحدد كيفية تطور هذه المرحلة.

بشكل أساسي، فإن المراهق المضطرب خلال هذه الفترة يشبه سيارة ذات مسرعات تعمل بكامل طاقتها ولا توجد بها فرامل. تكون عواطفه شديدة في حين أن إدراكه لا يمكن أن يساعد في تنظيمها، فيغدو من الأسهل عليه أن يغضب ويصعب عليه التوقف عندما ينزعج.

تتطور أجزاء مختلفة من دماغ المراهق بمعدلات مختلفة، وخلال سنوات المراهقة، يكون الجزء العاطفي من الدماغ من بين أول الأجزاء التي تتطور بينما تكون قشرة الفص الجبهي، وهي الجزء المفكر في الدماغ، من بين الأجزاء الأخيرة.

سبب عاطفي

يعتبر المراهقون من أكثر الأجناس التي يساء فهمها على وجه الأرض؛ عندما يحدث خطأ ما في حياتهم، فإننا نشير إلى سنّهم “هم مراهقون”. تشمل الأسباب الشائعة التي ينسب الوالدان غضب ابنهما المراهق إليها أنه:

  • متحدّ
  • غير منطقي
  • لا يمكنه قبول الواقع
  • صعب المراس
  • يحاول استفزازك
  • يفقد عقله بسبب الهرمونات
  • في هذه المرحلة الغريبة ولا يمكن التنبؤ به
  • يحاول تأكيد استقلاليته
  • ينظر كثيراً إلى الشاشة
  • يحاول العثور على هويته الخاصة

بالنسبة لبعض الآباء، فإن كلمة “مراهق” مرادفة تقريباً للأخطاء أو المتاعب أو أن يكون الشخص غير منطقي أو لا يمكن أن يكون على حق أبداً.

يبدو الأمر كما لو أنه لا يستطيع فعل أي شيء بشكل صحيح إذا لم يرقى إلى مستوى توقعات والديه؛ غالباً ما يكون هؤلاء المراهقون المكبوتون أو المقموعون غاضبين.

خلال فترة المراهقة، تعزز تغييرات دماغ المراهق التجديد والسعي إلى الاستقلال والانخراط الاجتماعي والاستكشاف الإبداعي.

بسبب هذا التحول، يصبح أكثر عرضة للمخاطرة وضغط الأقران والارتباك بشأن هويته؛ ما يخلق المزيد من النزاعات والإحباطات في المنزل.

في الوقت نفسه، يتيح نموه المعرفي له أن يكون أكثر حساسية للإنصاف والعلاقات ويسبب الشعور بالظلم المزيد من المشاعر السلبية، وتؤدي هذه الإحباطات إلى تفاقم مشاعر المراهق القوية أساساً.

الآثار المترتبة على غضب المراهقين 

يمكن لغضب المراهقين المتكرر أن يشكل إجهاداً كبيراً على الأسرة بأكملها، إذ يشعر أفراد الأسرة بالإحباط ولا يعرفون ما الذي سيؤدي إلى المزيد من نوبات الغضب. قد يشعرون وكأنهم يسيرون في حقل من الألغام.

عندما يستجيبون بطريقة تؤدي إلى تصعيد الصراع، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة. يؤثر غضب المراهقين سلباً أيضاً على المراهقين أنفسهم، بصرف النظر عن التسبب في الانقسام الأسري. 

المراهقون الذين يعانون من الغضب بشكل متكرر هم أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات غير صحية مثل تعاطي المخدرات واضطرابات الأكل، كما أنهم معرضون لخطر الإصابة بالمشاكل الصحية النفسية مثل الاكتئاب والانتحار

تشمل العلامات التحذيرية للمشاكل الخطيرة أعراض الاكتئاب. يعتبر اكتئاب المراهقين مشكلة صحية نفسية خطيرة لا يمكن الاستخفاف بها. فالانتحار هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عاماً في الولايات المتحدة. 

وجدت دراسة أن المراهقين الذين يُقدمون على الانتحار يجدون صعوبة في التعامل مع الغضب والحزن مقارنة بنظرائهم في المقلب الآخر، وغالباً ما يُبلغون عن شعورهم بغضب شديد مباشرة قبل محاولة الانتحار.

ترتبط مشاكل الغضب أيضاً بالأمراض المرتبطة بالتوتر مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والمشاكل الاجتماعية السلبية؛ لذا من المهم مساعدة المراهقين الغاضبين على تطوير مهارات التكيف وإدارة الغضب.

نصائح للتعامل مع مراهق غاضب 

إليك بعض النصائح المستندة إلى علم النفس للتعامل مع مراهق غاضب.

لا تدع الخوف أو التشاؤم يصبح نبوءة تحقق ذاتها

تشكل المراهقة وقتاً عصيباً على الآباء، لذلك يميلون إلى التفكير في أسوأ ما في المراهقين. يُظهر البالغون عادة مواقف أو قوالب نمطية سلبية تجاه المراهقين مما يضر بهم. يمكن لآراء الآخرين عنّا أن تشكل الطريقة التي ندرك ونرى بها أنفسنا وسلوكنا. 

عندما يعتقد الآباء أن غضب أطفالهم متعمد أو يلومون المراهقين على الخلاف، يزداد الشجار بينهم، وتتسبب الرسائل السلبية التي يتشرّبها المراهقون حول ماهيّتهم وما هو متوقع منهم في هبوطهم إلى هذا المستوى بدلاً من الارتفاع فوقه. 

تقولب تجربة الحياة خلال فترة المراهقة دماغ المراهق وحياته المستقبلية بطريقة عميقة، لذا لا تدع الأفكار المسبقة والعبارات الشائعة من المجتمع يضللانك. 

لا تشارك في الفوضى عندما يكون ابنك المراهق غاضباً

يمكن أن تكون تربية ابن مراهق أمراً صعباً، ولكنها قد تكون أيضاً واحدة من أكثر التجارب إرضاءً في الحياة. 

لا تصعّد نوبات الغضب إلى قتال وشجار كامل. إن مساعدة أبنائنا المراهقين على استعادة السيطرة أكثر أهمية من الفوز بالقتال معهم، فنحن بحاجة إلى التزام الهدوء حتى عندما يبدو أنهم خارج نطاق السيطرة. 

عندما يكون أطفالنا غاضبين ولا يحترمون الآخرين، من السهل علينا أن نغضب أيضاً؛ هذا رد فعل طبيعي يمكن أن يؤدي إلى حلقة من السلبية. بدلاً من الانزعاج، حاول أن تقول: “أنا لا أحب ما يحدث عندما تغضب مني، لكني أفهم السبب. أحبك مهما كان الأمر”. 

لا تحاول أن تناقشه

من المغري مناقشة مراهق غاضب ومحاولة جعله يفهم. ومع ذلك، عندما يكون شخص ما غاضباً، سواء كان بالغاً أو مراهقاً أو طفلاً صغيراً، فإن هرمونات التوتر تضعف إدراكه.

في مثل هذه الأوقات، تحتاج إلى مناشدة العقل العاطفي للشخص بدلاً من العقل المنطقي؛ إذ أن تقديم الأسباب سيجعله أكثر انزعاجاً.

تعاطف معه و صف مشاعره 

يعد التعاطف والتناغم مع مشاعره أفضل طريقة للوصول إلى العقل العاطفي وتهدئة الغضب، لكن من الصعب القيام بذلك عندما تشعر أنت بالإحباط. لذا فإن ثاني أفضل شيء يجب فعله هو وصف شعوره. 

فيما يلي بعض الأمثلة: 

  • أنت غاضب جداً لأنني انتقدت تسريحة شعرك. 
  • تشعر بالظلم لأنه لا يمكنك البقاء في الخارج لوقت متأخر مع الأصدقاء. 
  • لقد شعرت بالانزعاج عندما قلت أنه كان يجب عليك أداء واجبك المنزلي أولاً. 
  • شعرت بالألم عندما لم تسمح لك أختك باستعارة سترتها. 

ثم اطلب منه أن يخبرك بالمزيد عن شعوره وساعده على الاستمرار في الحديث عن مشاعره بدلاً من مهاجمة الشخص الذي جعله يغضب. إن التعبير عن مشاعر المرء فعّال في ضبط الغضب، لا سيما عندما يضع الأحداث في صيغة الماضي ويضمّن فيها بعض المشاعر الإيجابية.

أعد الصياغة من وجهة نظر المراهق الغاضب 

بعد الاستماع الجيد إلى روايته، أعد صياغتها باستخدام كلماتك الخاصة ولكن افعل ذلك من وجهة نظره، وركز على ما يشعر به وما هو مهم بالنسبة له. 

السر هنا هو القيام بذلك من وجهة نظره، وليس وجهة نظرك، حتى لو كنت لا توافق عليها. عندما يكون ابنك المراهق غاضباً، فإن الهدف هو مساعدته على استعادة سيطرته المعرفية. 

بعض الأمثلة على ذلك:

  • لقد جرحت كلماتي مشاعرك. كان الأمر كما لو أنني لا أهتم بمشاعرك. 
  • كان أخوك الصغير لا يحترمك كثيراً. لم يهتم بأنك ستتأخر عن المدرسة. 
  • صرخ أبي عليك وشعرت بشعور رهيب. لم تفهم سبب قيامه بذلك عندما كنت تشرح فقط الجانب الخاص بك من القصة.

كوّن أسرة داعمة ومترابطة 

كن والدا داعماً لأبنائك، إذ أظهرت دراسة أن الدعم الاجتماعي من الأسرة والمعلمين يرتبط بقدر أقل من الغضب لدى المراهقين. بالإضافة إلى ذلك ، يُظهر المراهقون نوبات غضب أقل عندما يدركون أن الأسرة مترابطة ومتماسكة. 

من خلال توسيع الحدود واستكشاف المجهول، يمكن للمراهقين تطوير سمات شخصية مهمة تؤدي إلى حياة مليئة بالمغامرة والهدف.

غالباً ما يضع الآباء حدوداً لحماية أطفالهم. ومع ذلك، إذا كانت المشكلة لا تشكل تهديداً للسلامة أو الصحة ، فلماذا لا تدعهم يستكشفون ويتخذون قراراتهم بأنفسهم، بينما تقدم التوجيه والإرشاد؟ 

يمكن أن تكون مواجهة العواقب الطبيعية للأفعال أفضل معلّم للمراهق لتعلم السبب والنتيجة. خصص وقتاً للتواصل مع طفلك ودعم استقلاليته بدلاً من الجدال. 

علّم ابنك المراهق مهارات التأقلم للتعامل مع الغضب بطرق صحية 

علم ابنك المراهق مهارات التأقلم التكيفية؛ فتعلم استراتيجيات التعامل مع التوتر، مثل التأمل والتنفس العميق وإعادة تقييم موقف معين هو طريقة رائعة للتعامل مع مشاعر الغضب ومنعها.

لا تشجع استراتيجيات التأقلم غير القادرة على التكيف مثل تجنب الموضوع أو قمع المشاعر؛ لأن ذلك يرتبط بنتائج سلبية عند المراهقين.

يرتبط استخدام استراتيجيات التجنب للتعامل مع الغضب بتعاطي الكحول أو المواد المخدرة مثل الماريجوانا

أفكار ختامية

ستساعدك النصائح المقدمة في التعامل مع مع المراهق الغاضب، لكن إذا تسببت المشاعر الحادة والغضب الشديد لدى ابنك المراهق في حدوث مشكلات خطيرة، فاطلب المساعدة المتخصصة على الفور، مثل العلاج الأسري من طبيب نفسي سريري.

اقـرأ أيضاً: كيف تضبط سلوكيات مراهق لا يبالي بالعواقب؟

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع المراهق الناكر للجميل؟

اقرأ أيضاً: السلوك المنحرف، تعريفه، أنواعه أسبابه

المصدر: Why Are Teenagers So Angry And How To Deal With Them

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: