الـدوبـاميـن هو ناقل عصبي تكمن أهميته في إرسال السيالات العصبية من الدماغ إلى الجسم، يتم إنتاجه بشكل طبيعي في أقسام مختلفة من الدماغ كالجسم المخطط، وهو ضروري لأداء العديد من الوظائف كالمهارات الحركية والقدرات المعرفية والتكاثر. أسباب, تأثير انخفاض الدوبامين, الحالات المرتبطة بانخفاض الدوبامين.
يتعاظم إنتاج الجسم للدوبامين عندما تكون في حالة ترقب حصول حدث هام. إذ إن للدوبامين دوراً محورياً في منظومة التحفيز والمكافأة، فضلاً عن كونه يؤثر على الذاكرة. لكن ورغم أهمية الوظائف التي يقوم بها الدوبامين في الجسم، إلا أنّ نسبته لا تتجاوز الـ1% من العصبونات الموجودة في الدماغ. أسباب تأثير انخفاض الدوبامين.
وفرة الدوبامين في الدماغ بكمية مناسبة ضروري لعمل الدماغ وأداء وظائفه، لكن في المقابل يؤدي انخفاض الدوبامين لمشكلات صحية، في جملتها التغيرات في الحالة المزاجية والذاكرة والنوم والسلوك الاجتماعي.
ماذا يحدث عند انخفاض كمية الدوبامين؟
تم ربط نقص الدوبامين بحالات التنكس العصبي في الجسم، فإذا كانت لديك أعراض انخفاض مستويات الدوبامين، قد تشعر بما يلي:
- القلق وتقلب المزاج
- الاكتئاب واليأس
- النسيان
- حالة من اللامبالاة
- انخفاض القدرة على التركيز
- اضطرابات في النوم
- حالة من انعدام الدافع
- ضعف أو انعدام الرغبة الجنسية
- جملة من الأعراض الانسحابية
لإثراء معرفتنا بآثار انخفاض الدوبامين على الجسم، سيذكر لاحقاً علامات وأسباب هذه الحالة والحالات الأكثر ارتباطاً بنقص الدوبامين وكيفية الحفاظ على إنتاج جسمك لهذا الناقل العصبي بمستويات مناسبة.
أعراض انخفاض الدوبامين
مع ارتباط حالة انخفاض الدوبامين بأمراض مثل انفصام الشخصية ومرض باركنسون، فمن غير المستغرب أن تتشابه أعراض انخفاض الدوبامين مع أعراضهما. ومن أهم هذه الأعراض: الحالات المرتبطة بانخفاض الدوبامين.
- ألم الظهر المزمن
- الإمساك المزمن
- تقلبات في الوزن
- عسر البلع (dysphagia)
- اضطرابات النوم
- الإرهاق
- مشكلات في التركيز والانتباه
- انخفاض في الشهوة الجنسية
- الهلوسات والأوهام
- ذات الرئة
- تعكر مزاج
أسباب انخفاض الدوبامين
قد ينتج انخفاض الدوبامين عن العديد من العوامل المختلفة، من أهمها ما يلي.
الحرمان من النوم
كوب القهوة الساخن ليس المسؤول الوحيد عن شعورك بالنشاط والانتعاش صباحاً. إذ يسهم الدوبامين في شعورك باليقظة ويتم تعزيز هذا الشعور نتيجة تنبيه مستقبلات الدوبامين، وخاصة مستقبلات D2 التي تساعد بدورها كوسيط في وظائف الدوبامين في الجسم. تأثير انخفاض الدوبامين.
عندما يُحرم الجسم من النوم الكافي قد يقل عدد مستقبلات D2 في أجزاء مهمة من الدماغ، مما يؤثر على إنتاج وانتقال الدوبامين. نتيجةً لذلك، من الطبيعي شعور معظم المصابين بداء باركنسون بالنعاس الشديد خلال النهار.
البدانة
جميعنا نعلم أنّ البدانة سبب أساسي للكثير من المشكلات الصحية. ولكن قليلٌ منا يعلم أنها من أسباب قلة تنظيم أو تناقص كمية الدوبامين في الدماغ. تأثير انخفاض الدوبامين.
كسابقتها، يمكن للبدانة أن تقلل من عدد مستقبلات D2 في الدماغ، وهو أمر واضح خصوصاً عند إجراء مقارنات مع عدد المستقبلات لدى الأشخاص الذين لا يعانون من السمنة المفرطة.
تعاطي المخدرات
قد تساهم بعض الأدوية والمخدرات في زيادة الدوبامين، فالنشوة الناتجة عن الكوكايين مثلاً تزيد مستويات الدوبامين لفترة قصيرة بعد التعاطي. ولكن الإدمان على هذه المواد يعد سبباً لمشكلات صحية وخاصة في إنتاج الدوبامين.
يعود سبب تناقص الدوبامين في البداية إلى الزيادة المستمرة في إنتاج الدوبامين بعد تعاطي المخدرات، مما يؤدي إلى تدخل الدماغ لتقليل عدد مستقبلات الدوبامين المتاحة.
تناول وجبات مليئة بالدهون المشبعة
عند تناول الدجاج المقلي أو شرائح الخبز المحمصة بالزبدة أو الشوكولاتة أو غيرها من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، لا بد أنك تلاحظ الشعور السريع بالسعادة، الناتج عن تدفق الدوبامين في الدماغ.
تناول هذه الأطعمة يزيد من تدفق الدوبامين على المدى القصير. ولكن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة يؤدي لمشكلات جمة تؤثر على عمل الجهاز العصبي المركزي الذي ينتج الدوبامين وبالتالي يؤثر على إنتاج الدماغ للدوبامين (نقصه).
الضغط والإجهاد
إيجابيات التوتر والإجهاد قليلة ونادرة، والحفاظ على مستويات صحية من الدوبامين ليست واحدة منها دون شك.
عندما تتعرض لضغوط كثيرة ومستمرة كالأزمات المالية ومشكلات في علاقاتك الاجتماعية وضغوط العمل وغيرها الكثير من الأمور؛ تتأثر قدرة دماغك على إنتاج الدوبامين. ومع مرور الوقت، قد تتناقص النواقل العصبية في الجسم نتيجةً لذلك.
الحالات المرتبطة بانخفاض الدوبامين
هناك عدد من الحالات قد تؤدي إلى ظهور أعراض انخفاض الدوبامين، ومنها ما يلي.
الاضطراب الاكتئابي الحاد
يعد الاضطراب الاكتئابي الحاد إحدى أشد الاضطرابات العقلية والسلوكية التي تبرز فيها علامات مثل: مزاج اكتئابي مزمن، قلة الاهتمام بالأنشطة المفضلة عادةً ويشار إلى تلك الحالة بانعدام التلذذ (anhedonia).
يرتبط انعدام التلذذ باضطراب عملية مكافأة العقل أيضاً، حيث تتأثر مراحل التوقع والتحفيز واتخاذ القرار المعتادة في نظام المكافآت بشكل كبير. وقد تم ربط هذا التغير بخلل في نظام الدوبامين.
كما ارتبط انخفاض مستويات الدوبامين باضطرابات الاكتئاب الحاد.
الفُصام
يعد الفُصام حالة صحية عقلية خطيرة تؤثر على قدرة الشخص على التفكير أو التصرف أو التعبير عن نفسه. إذ يرتبط هذا الاضطراب بتفسير غير طبيعي أو منطقي للواقع ويمكن تشخيصه عادةً من خلال بعض الأعراض كالهلوسات والأوهام والمشي بطريقة غير طبيعية. وقد تُعزى هذه العلامات إلى مشكلات في إنتاج الدوبامين في الجسم كذلك.
تم ربط المستويات المنخفضة من الدوبامين بعلامات أخرى كانعدام التلذذ وعدم القدرة على إكمال المهام وقلة الاندفاع للانخراط في التفاعلات الاجتماعية.
مرض باركنسون
هو اضطراب في الجهاز العصبي، يمكن التعرف عليه من خلال الهزات التي تصيب الجسم. قد تبدأ بهزات شبه غير ملحوظة ثم تطور وتظهر ارتعاشات واضحة في اليدين أو تصلب العضلات أو تأخر الحركة، مما قد يسبب مشكلات في التوازن في أثناء الحركة.
إن إحدى الأمور التي تعود إليها إصابة الشخص بمرض باركنسون هي انخفاض إنتاج الدوبامين في الدماغ. فعندما يكون هناك نقص في الدوبامين قد يتسبب ذلك صعوبات حركية واضحة مرتبطة بهذه الحالة.
كيفية علاج أعراض انخفاض الدوبامين
قد تنتج مستويات الدوبامين المنخفضة ردود فعل سلبية في جميع أنحاء الجسم.
تتوافر بعض الحلول الهادفة لإصلاح مشكلات انخفاض إنتاج الدوبامين منها ما يلي.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تساعد بعض التمارين كالجري أو السباحة أو الرقص أو أي شكل آخر من الحركة في زيادة مستويات الدوبامين في الجسم.
أظهرت بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن أجزاء معينة من الدماغ تمتلئ بالدوبامين أثناء النشاط البدني، وهذا هو سبب ارتفاع نسبة إنتاج الدوبامين في الدماغ في بعض الأحيان.
تناول بعض الأطعمة التي تعد مصدراً طبيعياً لإنتاج الدوبامين
يمكن إمداد الجسم بالدوبامين من مصادر خارجية، إذ تم العثور على بعض المصادر الطبيعية كالموز وفاكهة بلانتين (يطلق عليها اسم موز الجنة) والأفوكادو التي تحتوي على مستويات عالية من الدوبامين. والتفاح والباذنجان والسبانخ والطماطم أيضاً معروفة أنها مصادر للدوبامين، كما تعد البروتينات مكوناً بارزاً في عملية إنتاج الدوبامين.
تناول المعززات الحيوية (البروبيوتيك)
قد ينظر إلى المعززات الحيوية على أنها مساعدة في تعزيز صحة الأمعاء والبكتيريا المفيدة التي تعيش فيها.
ولا يقتصر دور هذه البكتيريا بأنها جزء مهم من ميكروبيوم (Microbiome) الجسم والأمعاء فقط، بل قد تكون مفيدة لإنتاج الدوبامين والنواقل العصبية الأخرى. [Microbiome: هو مجموع الميكروبات المتعايشة مع الإنسان أو الأحياء الأخرى].
الموسيقى
لا أحد يعرف كيف تؤثر الموسيقى على الدماغ تماماً، ولكن هناك سبب ما يجعل بعض أنواع الموسيقى تمنحك السعادة، تجعلك هادئاً جداً، تمنحك أيضاً النشاط عند الاستماع إليها.
قد يُعزى ذلك إلى قدرة الموسيقى على تحفيز إنتاج الدوبامين في الدماغ، مما قد يتركك تشعر السرور والإثارة عند الاستماع إلى الموسيقى، وقد يساعد في تعويض مستويات الدوبامين المتضائلة.
خلاصة
يمدك الدوبامين بالشعور بالسعادة والإثارة والتحفيز عند القيام بالأنشطة إذ كان موجوداً بنسبة متوازنة في جسمك. ولكن قد تبدأ الأمور في السير نحو الاتجاه الأسوأ عندما ينخفض الدوبامين، فقد يحدث هذا نتيجة بعض المشكلات، مثل الاستعداد الوراثي والسمنة والتوتر وأسباب أخرى.
عندما يحدث هذا، فقد تعاني من بعض المشكلات الصحية مثل: التعب المستمر، الإمساك، سوء الحالة المزاجية، اضطرابات النوم والاستجابات السلبية الأخرى.
لحسن الحظ، يمكنك تعويض مستويات الدوبامين المنخفضة في الجسم عن طريق النظام الغذائي الجيد الذي يتكون من الفواكه كالموز وتناول المعززات الحيوية وكذلك البروتين. كما يمكنك تعويض نقص الدوبامين من خلال الاستماع إلى الموسيقى وممارسة الرياضة بشكل روتيني.
اقـرأ أيضاً: النواقل العصبية، أنواعها، دورها وكيف تؤثر على حياتنا
اقرأ أيضـاً: هرمون السيروتونين، دوره ومخاطر زيادة نسبته في الجسم
اقـرأ أيضاً: النواقل العصبية، أنواعها، دورها وكيف تؤثر على حياتنا
المصدر: The Most Common Low Dopamine Symptoms
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم