لطالما حيّر السلوك البشري أولئك الذين يحاولون فهم آلية عمل العقل لسنوات عدة. لم تبين ظواهر الإدراك، الشخصية، المعرفة، السلوك، رد الفعل، العلاقات والشعور التنوع الواسع للملكات العقلية فحسب، بل أثرت أيضاً على علاقاتنا مع أنفسنا ومع البيئة المحيطة.
الأنواع الرئيسية لعلم النفس
- علم النفس السريري (Clinical psychology)
- علم النفس المعرفي (Cognitive Psychology)
- علم النفس النمائي (Developmental Psychology)
- علم النفس التجريبي (Experimental psychology)
- علم نفس الصحة (Health psychology)
- علم نفس المجتمع (Community psychology)
- علم نفس الرياضة (Sports psychology)
- علم النفس التفاضلي (Differential psychology)
- علم النفس المقارن (Comparative psychology)
- علم النفس الشرعي (Forensic psychology)
- علم النفس التنظيمي أو علم نفس العمل (Organizational or work psychology)
- علم نفس الأعصاب (Neuropsychology)
- علم نفس الأطفال (Child psychology)
- علم النفس الإنساني (Humanistic psychology)
- علم النفس اللاقياسي (غير الطبيعي) (Abnormal psychology)
- علم نفس الجنس (Psychology of sexuality)
توجد فروع مختلفة ضمن علم النفس وكل منها مسؤول عن دراسة سلوك العقل، والتأكيد على مناطق مختلفة منه مثل الوعي، الإدراك، السلوك اللاوعي، الحالة الجسدية، الأفكار وغيرها.
يشكل الآتي شرحاً مفصلاً عن الأنواع المختلفة لعلم النفس الموجودة ومكونات كل منها:
علم النفس السريري
هو مجال علم النفس المسؤول عن تقييم، تشخيص وعلاج الأشخاص الذين يعانون من نوع من الإجهاد النفسي. ويهدف إلى تخفيف التوتر أو الخلل الوظيفي الناجم عن أسباب نفسية عدة. يؤدي ذلك إلى التطور الشخصي والصحة والعافية الجسدية والعاطفية للفرد.
يدرس علماء النفس السريري أعماق شهادة الطب الشرعي وعلم نفس الأعصاب السريري ويستخدمون نماذج مصممة ومعدّلة بشكل خاص لخلق تحالف علاجي. ويستخدمون استكشاف ما يعقب المشكلات النفسية، ما يساعد في تحديد وتطبيق نهج جديدة في التفكير والسلوك.
علم النفس المعرفي
يدرس علم النفس المعرفي العمليات العقلية التي تحدد وتُملي السمات السلوكية. يستند إلى فهم التعلم، الإدراك، الذاكرة والانتباه وذلك لتطبيق معالجة المعلومات على الاستدلال العقلي والوظائف الاعتيادية. علم النفس المعرفي هو نتاج مشاركة عدة أخصائيين من علم الأعصاب الحيوي، علماء المنطق واختصاصيي اللغة والذين لا يؤكدون على النظرية فقط بل على التكوين أيضاً.
علم النفس النمائي
هو الدراسة العملية للتغيرات النفسية المستمرة والتي تحدث عند الإنسان مع تقدمه في العمر. يستند هذا الفرع من علم النفس إلى المقاربة العلمية والتي تهدف إلى تفسير النمو، التغيير والاتساق والترابط على مدى الحياة.
ينظر علم النفس النمائي في تغير الأفكار، المشاعر والسلوكيات على طول مسار حياة الفرد.
يدرس علماء النفس النمائي مجموعة واسعة من المجالات النظرية، مثل العمليات البيولوجية، الاجتماعية، العاطفية والمعرفية. ويلعبون أيضاً دوراً كبيراً في معالجة المشاكل النمائية والعمل على توفير المساعدة للأطفال، البالغين وكبار السن في مواجهة التحديات النمائية.
علم النفس التجريبي
يستخدم علم النفس التجريبي الطرق العملية والتجريبية لفهم العقل والسلوك البشري.
يهدف الأسلوب التجريبي في علم النفس إلى فهم النشاطات الحيوانية – القائمة على الإنسان بشكل رئيسي- والتنظيم الوظيفي للعمليات الذهنية من خلال التلاعب بالمتغيرات والتي يمكن أن تتسبب في نشوء السلوك.
علم نفس الصحة
هو فرع علم النفس القائم على جانب عام من الحفاظ على الصحة، ومنع الأمراض وعلاجها. يسعى إلى فهم كيف يتداخل سلوك الفرد مع صحته.
يدرس هذا المجال الفرعي من علم النفس العام المكونات الشخصية للأمراض الصحية ويفحص آلية تأثير العوامل النفسية السلوكية والاجتماعية عليها.
علم نفس المجتمع
يتعامل هذا الفرع مع التفاعلات بين الناس والبيئة، والطرق التي يؤثر من خلالها المجتمع على الفرد والأداء المجتمعي.
يهدف علم نفس المجتمع إلى تحسين صحة وسلامة ورفاه الأفراد والمجتمعات من خلال تدخلات مبتكرة وبديلة مصممة بالتعاون مع أفراد متضررين في المجتمع وتخصصات أخرى ضمن حقل علم النفس وخارجه.
يتعامل علماء نفس المجتمع مع قضايا اجتماعية حساسة ومهمة. على سبيل المثال، يمكن أن يركزوا على إيجاد سبل لمساعدة الفئات المتضررة والمحرومة في المجتمع، مثل الفقراء، المحرومين من حقوقهم والمشردين، محاولين الاتصال مع مجتمعاتهم المحلية والوصول إلى الموارد والدعم.
يسعون أيضاً إلى تقليل التوتر الإثني من خلال البحث عن المشاكل الاجتماعية التي تواجهها الأقليات وفهمها.
علم نفس الرياضة
هو نوع من أنواع علم النفس الذي يستخدم المعرفة والمهارات النفسية للوصول إلى أداء أمثل للرياضيين. يدرس هذا الفرع النفسي تأثير الجوانب النفسية، التنموية والاجتماعية على الرياضة والمشاكل المنهجية المرتبطة بالهيئات والمؤسسات الرياضية.
يساعد علماء نفس الرياضة الرياضيين في الأداء على أعلى مستوى وإعادة التأهيل بعد الإصابة ويستطيعون أيضاً استكشاف الآثار التي تركتها المشاركة في الألعاب الرياضية على الرياضيين، العوامل التي ساهمت في الفوز والنجاح في هذا الحقل أو العواقب النفسية للإصابات الجسدية، إذ يمكن أن يقوموا بوظيفة المدربين، الاستشاريين أو المعالجين النفسيين، ويمكنهم تقديم العلاج النفسي للعديد من المشكلات مثل اضطرابات الأكل أو التغييرات في العمل.
علم النفس التفاضلي
من المعروف أن معظم فروع علم النفس تتعامل مع أوجه التشابه بين الأفراد أو المجموعات، سواء كانوا من نفس النوع أم لا. في المقابل، يتعامل علم النفس التفاضلي مع اختلافات الحياة النفسية بين الأفراد؛ يفحص كيف يتشابه الناس وكيف يختلفون عن بعضهم من حيث الأفكار، المشاعر والسلوك.
ينص علم النفس التفاضلي على إمكانية تصنيف البشر نفسياً، وفقاً لذكائهم وسماتهم الشخصية.
يسعى علم النفس التفاضلي جاهداً لفهم الطرق التي يتشابه بها الناس من الناحية النفسية؛ لكن، على وجه التحديد الخصائص النفسية التي تجعلهم مختلفين عن بعضهم البعض، وذلك لفهم العوامل التي تؤثر على سلوك الإنسان.
قد يساء استخدام الملاحظات التي تؤخذ من مراقبة الاختلافات بين المجموعات وتوضع في قوالب نمطية عندما تنسب معظم الخصائص لكل الأفراد في المجموعة بطريقة عشوائية دون تمييز، وعندما تعتبر الاختلافات بين المجموعات موروثة فحسب وغير قابلة للتغيير.
علم النفس المقارن
يتعامل علم النفس المقارن مع دراسة سلوك الحيوان، ويستند ذلك إلى مقارنة الأجناس أو الأنواع؛ إذ يقارن الإنسان مع الحيوان وتقارن الحيوانات ضمن مجموعاتها الفرعية المختلفة.
بدأت الأبحاث التي تناولت سلوك الحيوان مع تشارلز داروين (Charles Darwin) وكتابه الذي حمل عنوان “أصل الأنواع”. منذ ذلك الحين، أصبح حقل علم النفس المقارن دراسة متعددة التخصصات. يساهم الأخصائيون من مختلف التخصصات اليوم سواء علماء الأحياء، علماء النفس أو علماء الإنسانيات من بين آخرين في دراسة سلوك الحيوان.
أحد فروع علم النفس المقارن هو علم نفس الحيوان، والذي يدرس بعمق واستناداً إلى النهج العلمية آلية عمل ووظيفة عقل الحيوانات. ويمكن أيضاً التمييز بين عدة فروع ضمن علم نفس الحيوان بما فيها علم نفس الكلاب (canine psychology) وعلم نفس القطط (feline psychology)
علم النفس الشرعي
أو علم نفس القانون؛ هو تطبيق العلم وعلم النفس على القضايا والمسائل المتعلقة بالقانون والنظام القانوني. يقوم علم النفس الشرعي على دراسة الحجج والتعاليل وراء قرارات هيئة المحلفين، الأدلة وإفادات شهود العيان، التقييم المنهجي وتقييم اتساق وترابط المعلومات وتقاطعها بين مختلف المصادر.
يجب أن يتمتع علم النفس الشرعي بفهم جيد للقانون والوضع القانوني للحالة ضمن قاعة المحكمة. وفي حال “الإنساب” إلى أمراض نفسية، يكون عالم النفس الشرعي المسؤول عن تقييم الشاهد وذلك لتبيان ما إذا كان المرض النفسي هو حالة عامة أم مؤقتة.
علم النفس التنظيمي أو علم نفس العمل
هو الدراسة العلمية لسلوك وموقف الناس في العمل، والعمليات النفسية الكامنة وراء أداء المؤسسات.
يركز علم النفس التنظيمي على نطاق واسع من المواضيع البحثية، مثل تحليل الوظائف وإجراءات اختيار الموظفين، الأداء والأداء مع الكادر الوظيفي، تحليل احتياجات التدريب في المؤسسات، العوامل التي تؤثر على ضغط العمل والرفاهية فيه، المواقف في العمل، الأهداف والمحفزات من بين أمور أخرى أيضاً.
علم نفس الأعصاب
هو فرع من علم النفس وعلم الأعصاب يهدف إلى فهم كيف ترتبط بنية ووظيفة الدماغ بعمليات نفسية محددة.
يختص علماء النفس العصبي في فهم العلاقة بين الدماغ الفيزيائي (بنية) وسلوك الإنسان (الوظيفة) وتكون مقاربتهم ذات طابع علمي ويشاركون نظرتهم حول معالجة المعلومات في العقل مع علم النفس المعرفي والعلوم المعرفية.
علم نفس الأطفال
فرع خاص من علم النفس التقليدي الذي يركز على الأطفال، وبشكل أساسي على تطورهم وسلوكهم. ويعد واحداً من أكثر أنواع علم النفس الشائع دراستها.
يغطي هذا النوع من علم النفس فترات من مرحلة الطفولة، منذ الولادة حتى بداية المراهقة. وتتضمن بعض المواضيع التي يدرسها علم نفس الأطفال: التطور ال
عرفي، التطور العاطفي، اضطرابات الطفولة، تنمية المهارات الاجتماعية والصحة النفسية والعاطفية.
علم النفس الإنساني
يسند إلى الاعتقاد بأن الإنسان كائن “جيد” بالفطرة، وأن سلوكه يتأثر بالعوامل الخارجية مثل المشكلات النفسية والاجتماعية الناجمة عن الانحرافات عن اتجاهاته الطبيعية.
يعمل علم النفس الإنساني بدأب لمساعدة الناس في تطوير إمكانياتهم وتعزيز رفاهيتهم، ويقترح وجهات نظر تؤكد على مراقبة الفرد ككل ويؤكد على مفاهيم مثل الإرادة الحرة، الكفاءة الذاتية وتحقيق الذات.
علم النفس اللاقياسي (غير الطبيعي)
أحد فروع علم النفس ويدرس السلوك غير الطبيعي. إذ يدرس الأفراد “غير الطبيعيين” أو “غير النمطيين” مقارنة مع أفراد مجتمع ما. الهدف من ذلك هو فهم التغيير في الطبيعة والأنماط التفاعلية غير الطبيعية التي يتبناها الفرد.
يستعين هذا النوع من علم النفس بعلم نفس الأمراض وعلم النفس السريري لتقصي أسباب الاضطرابات النفسية، وهو المسؤول عن دراسة الخصائص غير القابلة للتكيف للحالة في وجود الإعاقة، التوتر أو العجز الوظيفي.
علم النفس الجنساني
هو نوع من أنواع علم النفس القائم على دراسة متعددة الاختصاصات للجوانب المتنوعة للسلوك الجنسي والجنسانية البشرية، بما في ذلك التطور الجنسي، العلاقات بين الأشخاص، العجز الوظيفي الجنسي، النشاط الجنسي، الأمراض المنقولة جنسياً والأمراض النفسية الجنسية مثل إدمان الجنس، البيدوفيليا (الولع بالأطفال)، التلصص، السادية (إيذاء الغير)، وغيرها بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تحدث بعد التعرض للعنف الجنسي.
اقرأ أيضاً: علم النفس الشرعي السريري، تعريفه والمجالات التي يختص بها
اقرأ أيضاً: علم النفس الشرعي والقانون، الاختلافات بينهما وكيف يكمل أحدهما الآخر
اقرأ أيضاً: عشرة من أشهر علماء علم النفس وكبار المؤثرين في مجالاته المختلة
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
