اضطراب الشخصية شبه الفصامية، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يرغب كل منا أن يكون وحيداً بعض الأوقات. لكن، إذا كنت دائماً تتجنب التفاعلات الاجتماعية وتفتقد الاهتمام بالعلاقات المقرّبة، فمن الممكن أنك تعاني من اضطراب الشخصية شبه الفصامية أو الانعزالية (Schizoid Personality Disorder).

لا يشبه اضطراب الشخصية شبه الفصامية الفصام؛ فذلك اعتقاد خاطئ. هما في الحقيقة حالتان صحيتان نفسيتان مختلفان. إذاً ما هو الاختلاف بينهما؟

عندما تتعايش مع اضطراب الشخصية شبـه الفصامية، من الممكن ألا تشعر بحاجة إلى طلب المساعدة في البداية. يعود السبب غالباً إلى أن أداءك اليومي لم يتغير؛ أي تستطيع الدراسة والعمل وأن تكون منتجاً ضمن عدة ظروف.

لكن إذا كنت مهتماً في الحصول على فهم أفضل لشخصيتك وتطوير أدوات جديدة يمكن أن تحسن جودة الحياة لديك، قد يساعدك المعالج النفسي في بلوغ ذلك. تقدم لك هذه المقالة بعض النصائح كخطوة أولى على هذا الطريق.

ما هو اضطراب الشخصية شبه الفصامية؟

اضطراب الشخصية شبه الفصاميـة هو واحد من عشرة اضطرابات محددة في النسخة الحديثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – النسخة الخامسة، وهو كتاب مرجعي يستخدمه معظم أخصائيي الصحة النفسية في التشخيص.

يقوم أخصائيو الصحة النفسية عادة بتشخيص اضطرابات الشخصية إذا لاحظوا بعض أو كل الأعراض العامة التالية:

  1. صعوبة في التواصل مع نفسك والآخرين.
  2. سمات شخصية لا تتكيف مع المعايير الاجتماعية وتجعل من الصعب بالنسبة لك التأقلم مع التغييرات.
  3. أنماط مستمرة وطويلة الأمد من السلوك خلال معظم المواقف.
  4. سلوك وعواطف مجهدة لا علاقة لها بتأثير العمر، الثقافة، المرض أو تعاطي العقاقير المخدرة.

نظراً لاختلاف اضطرابات الشخصية جميعها، هناك حاجة لمزيد من المعايير لإجراء تقييم محدد. صُنفت الشخصيات ضمن ثلاث مجموعات استناداً إلى أكثر السمات المهيمنة عليها.

يقع اضـطراب الشخصية شبه الفصامية ضمن المجموعة (أ) وتتميز هذه المجموعة بسلوكيات وأفكار تكون فردية وعجيبة، غريبة الأطوار ومنفصلة (متبددة).

تشمل الاضطرابات الأخرى في هذه المجموعة اضطرابات الشخصية الفصامية والشخصية الارتيابية.

عموماً، إذا كنت تعاني من اضطراب الشخصية شبـه الفصامية، يكن أن تصبح ما يطلق عليه الآخرون صفة “الانطوائي”. وذلك لابتعادك عنهم عادة وعدم شعورك باهتمام بالسعي وراء الحفاظ على علاقات معهم، ولن يبدو عليك الحزن ظاهرياً ولن تقلق إزاء قلة التواصل الاجتماعي معهم؛ بما فيها العلاقات العاطفية والأسرية.

إذا كنت تعاني من أعراض القلق أو الاكتئاب، يمكن أن يكون مرتبطاً بترافق ذلك مع حالات صحية نفسية أخرى وليس بالاضطراب بحد ذاته. الشخص الانطوائي.

يمكن ألا تكون إقامة علاقات جنسية أو تكوين عائلة ضمن أهدافك الشخصية أيضاً. إذ لا تجد متعة فيها. ونتيجة ذلك كله، تفضل النشاطات الانطوائية بغرض المتعة والعمل على حد سواء.

بشكل عام، على الرغم من أنك تدرك بوضوح افتقادك للاهتمام بالعلاقات الاجتماعية، فإنك لا ترى مشكلة في ذلك ولا تعاني من إجهاد كبير بسبب عزلتك هذه؛ ذلك ما يفسر عدم التماس المساعدة من أخصائي صحة نفسية في البداية. الشخص الانطوائي.

تشخيص الشخصية شبه الفصامية

يُقدر بأن حوالي 7.5 بالمئة من الأشخاص حول العالم يعانون من اضطـراب الشخصيـة شبه الفصامية (الانعزالية). أخصائي الصحة النفسية هو الوحيد القادر على تشخيص هذا الاضطراب بدقة والأطباء النفسيون وعلماء النفس هم في الغالب من يجرون عملية التشخيص. الشخص الانطوائي تشخيص الشخصية شبه الفصامية.

ولأجل التشخيص، يقومون بتقييم سلوكياتك، عواطفك ومواقفك بالإضافة إلى تاريخك الطبي والشخصي. يمكن إجراء ذلك من خلال الحديث معك على مدى جلسة أو أكثر، ثم يقارنون بعدها هذه الملاحظات مع المعايير الموضوعة من قبل الدليل الخامس.

يمكن أن تتداخل أعراض حالات صحية نفسية أخرى مع أعراض اضطراب الشخصـية شبه الفصامية، إذ يمكن أن تهيمن عليك سمات التجنب واضطرابات الشخـصية الارتيابية، على سبيل المثال. 

عندما يحدث ذلك، وكنت تعاني من مزيج من الخصائص المهيمنة المرتبطة باضطرابات الشخصية المختلفة، فلن يتم تشخيصك بكل تلك الاضطرابات. بدلاً من ذلك، يمكن أن يتم تشخيصك باضطراب الشخصية المختلط.

ربما تعاني أيضاً من أعراض اضطراب القلق المعمم، رهاب الخلاء والاكتئاب السريري.

أعراض الشخصية شبه الفصامية

على الرغم من أن بعض الأعراض يمكن أن تكون موجودة أثناء مرحلة الطفولة، فيمكن ملاحظة اضطراب الشخصية شبـه الفصامية عادة في مراحل البلوغ المبكرة. الشخص الانطوائي تشخيص الشخصية شبه الفصامية.

تشمل معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات الشخـصية الخاصة باضطراب الشخـصية شبه الفصامية (الانعزالية) نمطاً طويل الأمد من واحد أو أكثر من الأعراض التالية: الشخص الانطوائي تشخيص الشخصية شبه الفصامية.

  • تجنب العلاقات المقربة بما فيها العلاقات الأسرية.
  • تفضيل النشاطات الانطوائية.
  • اهتمام منخفض، إذا وجد، بتجارب العلاقات الجنسية مع شخص آخر.
  • قضاء وقت قليل في النشاطات.
  • الافتقار للأصدقاء أو الأشخاص المقربين. 
  • عدم الاكتراث بآراء الآخرين.
  • الانفصال العاطفي، أو المشاعر المسطحة.

تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر في درجتها وحدتها. يجب أن تهيمن أربعة منهم على الأقل بمرور الوقت وخلال عدة مواقف.

أيضاً، يمكن أن يُظهر العديد منا سمة واحدة لاضطراب الشخصية شبـه الفصامية (الانعزالية) في مرحلة ما من حياته، لكن يختلف هذا عن اضطراب الشخصـية من ناحية الحدة، عدد المرات والمدة.

يعد اضطراب الشخصية شبه الفـصامية (الانعزالية) تشخيصاً صحياً نفسياً رسمياً. يجب أن تستوفى بعض المعايير الدقيقة لأجل تحديد التشخيص الذي يستطيع الأخصائي المدرب فقط القيام به. 

لا يشير هذا الاضطراب إلى شخص:

  1. يستمتع بالبقاء وحيداً من حين لآخر.
  2. يلعب ألعاب الفيديو أو يجد متعة بالنشاطات الانفرادية.
  3. اتخذ قراراً بالبقاء دون زواج أو عدم إنجاب أطفال.
  4. يحتفظ بمشاعره لنفسه.
  5. يستمتع بأحلام اليقظة والتخيل.
  6. حوله دائرة صغيرة أو ضيقة من الأصدقاء.
  7. لا ينسجم مع أفراد عائلته.

فيما يلي نظرة أساسية على أعراض اضطراب الشخصية شبه الفصـامية المحددة من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية – النسخة الخامسة.

1. تجنب العلاقات المقربة

إذا كنت تعاني من اضطراب الشخصية شبـه الفصامية (الانعزالية)، يمكن ألا تشعر برغبة إطلاقاً في بناء أو الحفاظ على علاقات اجتماعية مقربة وتتجنبها دائماً، حتى مع أفراد عائلتك.

في الحقيقة، التفاعل الحميم مع الآخرين يمكن أن يبعث شعوراً بعدم الارتياح داخلك. مما يمكن أن يجعلهم يظنون بأنك شخص منعزل ويتجنبون الاقتراب منك أيضاً.

على الرغم من أنك تفضل البقاء وحيداً بعيداً عن العلاقات الحميمية مع الآخرين، فيبقى إحساس الإحباط والخيبة يراودك بين الحين والآخر عندما تشعر بأنهم يرفضونك أو لا يفهمونك. لكن، هذا الشعور ليس كافياً بالنسبة لك حتى تسعى لإقامة علاقات نشطة معهم.

2. تفضيل العزلة والانفراد

طالما أنك لا تشعر باهتمام بالتفاعل مع الآخرين أو تشكيل علاقات وطيدة معهم، يمكن أن تختار النشاطات الانفرادية معظم الأوقات. وإذا كان الخيار لك، من المرجح أن تقضي كل الوقت في هذه النشاطات بدلاً من قضائه مع الآخرين.

لا تمنحك النشاطات الانفرادية أي شعور بالتقييد أو الانعزال، إذ يمكن ألا تشعر بالحزن حيال بقائك وحيداً فهذا هو خيارك أنت.

من الممكن أن تواجه مشاكل مهنية إذا اقتضى عملك أن تكون جزءاً من فريق أو على تواصل مباشر مع الآخرين، لذلك تفضل الأعمال التي يمكن أداؤها بشكل منفرد أو عن بعد وتجيدها أيضاً .

3. نقص الاهتمام بالتجارب الجنسية

على الرغم من أن ذلك لا يشكل قاعدة، لكن إذا كنت تعاني من اضطراب الشخصية شبه الفصامية (الانعزالية)، يمكن أن ينعدم اهتمامك بالعلاقات الجنسية مع الآخرين أو بشكل عام.

وإذا كان لديك القليل من الاهتمام بها، يمكن أن تختار التجارب الجنسية التي لا تتضمن وجود شخص آخر، إذ يمكن أن تكون حياتك المتخيّلة نشطة جداً، حتى لو لم تعمل عليها، وإذا كان هناك أي نشاط جنسي مع شخص آخر، فذلك لا يعني الحميمية أو التواصل بالنسبة لك.

4. الشعور بالحماس تجاه القليل من الأنشطة

إذا كنت تعاني من اضـطراب الشخصية شبه الفصامية (الانعزالية)، فيمكن ألا تجد متعة أو بهجة في العديد من الأنشطة. ربما تختار قضاء الوقت بممارسة نشاط أو اثنين مثل ألعاب الفيديو أو الأحجيات ولكن بمفردك، وربما تجد نفسك أكثر في مراقبة الحياة وليس في المشاركة النشطة فيها.

يمكن أن تنغمس أحياناً في تخيلات وتهيؤات، والتي قد تبدو مثيرة أكثر مما يدور حولك. وذلك سبب آخر وراء تحفظك وابتعادك عن الآخرين والمواقف على حد سواء.

5. عدم وجود أصدقاء أو أفراد مقربين

نظراً لنقص الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، يمكن أن تجد نفسك محاطاً بعدد قليل جداً من المقربين غير الأقارب من الدرجة الأولى، إذا وجد.

يمكن ألا تواعد أحداً أو أن تعكف عن الزواج. وفي حال العكس، لن تكون مهتماً بإنشاء رابط وثيق أو علاقة حميمة أو جنسية أو غيرها.

6. عدم الاكتراث لآراء الآخرين

يمكن ألا تبالي بالمديح أو الانتقاد الموجه إليك من الآخرين، ما يعني أنك لا تستجيب عادة لمن يوافق أو يعارض تصرفاتك. قد يسبب ذلك مشاكل شخصية واجتماعية؛ إذ يمكن أن ينظر إليك الآخرون على أنك شخص أناني (مهووس بنفسك) ولا يمكن الاقتراب منه.

7. العاطفة المسطحة والانفصال

عندما تتعايش مع اضطراب الشخصية شبه الفصامية (الانعزالية)، يمكن أن يصفك الآخرون بأنك شخص عديم الفكاهة، بارد وبليد.

يمكن أن تحمل داخلك القليل من العواطف ولا تميل إلى التعبير عن أي منها. يعود السبب في ذلك، عند الحديث عن العواطف، إلى أنك لا تشعر عادة بارتفاع أو انخفاض في العواطف.

ويمكن أن تواجه صعوبة في التعبير عن المشاعر في كل المواقف الاجتماعية. وهذا في المقابل يمكن أن يترجم على شكل تعابير وجه قليلة ونبرة صوت ثابتة.

لكن قد يكمن التحدي أمامك في التعبير عن هذه المشاعر وليس بالضرورة في الشعور بها وتجربتها. بعبارة أخرى، يمكن ألا تشعر برغبة في التعبير أو الإبلاغ عن مشاعرك للآخرين، لكن هذا يختلف عن فقدان المشاعر بأكملها.

هل اضطراب الشخصية شبه الفصامية هو ذاته اضطراب التوحد؟

يعد كل من اضطراب الشخصية شبه الفصامية واضطراب طيف التوحد تشخيصان مختلفان.

بعض الأوقات، يمكن أن يبدو التوحد مشابهاً لاضطراب الشخصية شبه الفصامية (الانعزالية). لكن هذه مقارنة سطحية نتيجة سوء الفهم لما يتضمنه  كلا التشخيصين.

التوحد هو اضطراب نمائي عصبي، وليس اضطراب شخصية، يمكن أن يؤثر على التفاعل الاجتماعي من بين أشياء أخرى أيضاً.

لكن ليس من الضرورة أن يفضل الشخص المصاب بالتوحد العزلة أو أن يتجنب العلاقات الحميمية، إذ تبقى رغبته في التواصل مع الآخرين موجودة بخلاف الشخص المصاب باضطراب الشخصية شبه الفصامية (الانعزالية).

هل اضطراب الشخصية شبه الفصامية هو نفسه الفصام؟

تتشارك القليل من الحالات الصحية النفسية البادئة “فـصـام“، لكن ليس بالضرورة أن تتداخل مع بعضها أو أن تحمل معها الأعراض ذاتها. في هذه الحالة، فإن اضطراب الشخصية شبه الفصامية ليس هو ذاته الفـصـام.

يكمن الاختلاف الرئيسي بينهما في أن الأشخاص المصابين بالفصام يعانون من أعراض ذهانية مستمرة، مثل الهلوسات (رؤية أو سماع أشياء لا يراها أو يسمعها غيرهم) أو الأوهام ( المعتقدات الزائفة)، وتلك ليست أعراضاً نمطية لاضطراب الشخصية شبه الفصامية، إذ لا يعاني المصابون به تشوهات عن الواقع.

أيضاً، إذا كنت تعاني من اضطراب الشخصية شبه الفصامية، فستحافظ على قدرتك على التفكير بشكل مجرد، وتستطيع الكلام بوضوح وبأسلوب منظم، والذي يمكن ألا يمثل حالة الأشخاص المصابين بالفصام عندما يصابون بالنوبة.

في بعض الأوقات، يمكن أن يتم تشخيص الفرد باضطراب الشخصية شبه الفصامية أو اضطراب شخصية أخرى من المجموعة (أ) قبل تشخيصه بالفصام في مرحلة معينة من حياته، وذلك بسبب امكانية تشاركهم بعض الأسباب المتشابهة وأعراض العزلة الاجتماعية.

بعبارة أخرى، في بعض الحالات، يمكن أن يسبق اضطراب شخصية من المجموعة (أ) تشخيص الفصام أو يكون العلامة الأولى الدالة عليه في المستقبل.

لا يمثل هذا قاعدة دائماً، ولا يعني أن التشخيص باضطراب الشخصية شبه الفصامية سوف يؤدي دائماً إلى التشخيص بالفصام أو يسببه.

هل اضطراب الشخصية شبه الفصامية هو نفسه اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

كلا الاضطرابان هما تشخيصان نفسيان، لكن لكل حالة معايير تشخيصية وأعراض خاصة. بينهما أوجه اختلاف عديدة والقليل من أوجه التشابه، إن وجدت.

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو، كما يوحي اسمه، معاد للمجتمع، ما يعني أن هناك كرهاً شديداً وازدراء نحو جميع الناس ولكن دون رغبة حقيقية بالعيش في عزلة عنهم.

ويميل الفرد في هذا الاضطراب إلى معاداة أو رفض المعايير الاجتماعية، إظهار سلوكيات عدوانية، وافتقار إلى الشعور بتأنيب الضمير.

في المقابل، يعتبر الشخص المصاب باضطراب الشخصية شبه الفصامية اجتماعياً أكثر من المعادي للمجتمع، إذ يعاني من نقص في الاهتمام أو التفاعل مع الآخرين دون حمل مشاعر قوية تجاههم، إذ نادراً ما يتبع هذا الشخص سلوكيات عدوانية أو مدمرة لأنه لا يشعر باهتمام إزاء التواصل أو إيذاء الآخرين.

ما سبق هو طبعاً المقارنة الأساسية بين هذين الاضطرابين لكن توجد مفارقات أخرى مهمة بينهما، ولا يستطيع سوى أخصائي الصحة النفسية فقط إعطاء التشخيص الدقيق في الحالتين.

يكون اضطراب الشخصية شبه الفصامية أكثر عرضة لأن يحدث بالتزامن مع أنواع أخرى من اضطرابات الشخصية مثل:

  • الارتيابية (paranoid).
  • المتجنبة أو الانطوائية (avoidant).
  • الفصامية (schizotypal).

ولكن من النادر وجود أعراض متداخلة بين اضطراب الشخصية شبه الفصامية والشخصية المعادية للمجتمع.

هل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية شبه الفصامية أكثر عنفاً وخطورة من غيرهم؟

من الشائع سوء الاعتقاد بأن هؤلاء الأشخاص يتصفون بالعنف والخطورة، إذ ليس هناك ما يكفي من الأدلة العلمية التي تبين احتمال وجود خطر متزايد للسلوك العنيف إذا كان الشخص يعاني من اضطراب الشخصية شبه الفصامية مقارنة باضطرابات الشخصية الأخرى أو بغيره من الأصحاء. الشخص الانطوائي.

يمكن أن يكون هذا الاعتقاد الخاطئ نابعاً من الخلط بين شبه الفصام واضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع والفصام.

بينما من المحتمل وجود ميل نحو السلوكيات العنيفة في اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع وبعض الحالات من الفصام، إلا أن هذا الاحتمال بالنسبة لاضطراب الشخصية الشبه فصامية أقرب إلى المعدوم. الشخص الانطوائي.

في الواقع، نظراً إلى الميل نحو عدم الشعور بمشاعر قوية في اضطراب الشخصية شبه الفصامية، فسيكون الغضب أو شعور الكراهية نادراً عند الشخص المصاب حتى لو تم استفزازه. الشخص الانطوائي.

في بعض إفادات حالات العنف لدى المصابين بهذا الاضطراب، كان من المرجح أكثر ارتباط السلوك العنيف مع حالات صحية نفسية مرافقة وليس مع اضطراب الشخصية شبه الفصامية بحد ذاته.

أسباب اضطراب الشخصية شبه الفصامية

إذا تم تشخيصك باضطراب الشخصية شبه الفصامية، يمكن أن تتساءل عن الأسباب التي أدت إلى ذلك. في الحقيقة، لا يوجد إجماع بين أفراد المجتمع الطبي على الأسباب الفعلية لهذا الاضطراب.

يشيع الاعتقاد بأن تكون الأسباب مزيجاً من العوامل التالية:

  • تأثيرات بيئية
  • تأثيرات اجتماعية وثقافية
  • تجارب حياتية مبكرة
  • علاقات مرحلة الطفولة
  • البيولوجيا والمورثات

في حالة اضطراب الشخصية شبه الفصامية، هناك ميل باتجاه نشوئه إذا كان هناك أحد المقربين من الدرجة الأولى تم تشخيصه بـ: اضطراب الشخصية شبه الفصامية، اضطراب الشخصية الفصامية أو الفصام لكن لا يعني ذلك حدوث هذا الأمر دائماً. الشخص الانطوائي.

تقترح أبحاث أخرى أن الاكتئاب والعزلة الحادة خلال السنوات المبكرة من حياة الفرد ترتبط بنشوء اضطراب الشخصية شبه الفصامية، إذ يمكن أن يكون على صلة بـ سوء المعاملة، الإهمال والرفض. الشخص الانطوائي.

بشكل أساسي، لا تتوفر أبحاث كافية تتناول اضطراب الشخصية شبه الفصامية بشكل خاص حتى نتوصل لفهم أو أساس كامل لأسبابه وعوامل الخطورة المتعلقة به.

هل اضطراب الشخصية شبه الفصامية قابل للعلاج؟

من الشائع ألا تفكر في علاج اضطراب الشخصية شبه الفصامية في حال كنت مصاباً به، إذ من الممكن ألا ترى بأنك بحاجة إلى المساعدة فيما يتعلق بمشاعرك وسلوكياتك، فلن تهتم باللجوء إلى معالج نفسي على أية حال. لكن يمكن أن يوفر العلاج الفرصة للحصول على رؤية عميقة إزاء خيارات نمط أسلوب حياتك وتحسين جودتها.

يبدو العلاج النفسي أكثر الطرق فعالية في علاج اضطراب الشخصية شبه الفصامية، إذ يمكن أن يساعدك على:

حالما تبدأ رحلة العلاج، يمكن أن ترسم أهدافك الخاصة بالتعاون مع المعالج الخاص بك استناداً إلى ما ترغب في كسبه من العلاج.

تتضمن بعض نهج العلاج النفسي الأكثر استخداماً في إدارة اضطراب الشخصية شبه الفصامية ما يلي:

نادراً ما يُستخدم الدواء في علاج هذا الاضطراب. ولكن، في حال استخدامه، يكون ذلك عادة بسبب احتمال وجود حالات نفسية مرافقة يمكن أن تستفيد منه.

الخطوات التالية

يعد اضطراب الشخصية شبه الفصامية حالة صحية نفسية مزمنة. حتى لو لم تشعر برغبة أو حافز لاتباع العلاج النفسي، إلا أنه بإمكانه مساعدتك على تطوير أو اكتساب المهارات الاجتماعية التي يمكن أن تحسن من جودة حياتك في المقابل.

اقـرأ أيضاً: مراحل الفصام الثلاثة وأعراض كل مرحلة، التشخيص والعلاج

اقرأ أيضاً: خمس عشرة طريقة لمساعدة شخص عزيز يعاني من مرض نفسي خطير

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية التمثيلية، أعراضه، أسبابه وعلاجه

المصدر: All About Schizoid Personality Disorder

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: أوبستان
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: