إنها لخطوة هائلة تخطو بها في حياتك لمجرد أن تقرر الذهاب إلى العلاج النفسي. بعد مرور أشهر أو سنوات من الآن، بعد أن عملت جاهداً في تحديد المشكلات لإحداث التغيير الحقيقي؛ سوف تدرك حينها أنها أول خطوة انعطاف جذري في حياتك. الاستفادة من العلاج النفسي.
تنوّه الدكتورة أليسون تشيس (Allison chase) إلى أن: العلاج النفسي فعال في دعم الصحة العقلية لأي شخص وهو فرصة للحصول على دعم احترافي في معالجة الأفكار والمشاعر العارمة والقاسية التي قد يعاني منها أي فرد. والتي بدورها قد تسبب ممارسة سلوكيات غير صحية وسلوكيات غير قابلة على التكيف.
حين اتخاذك قرار السير في هذه الرحلة، يصب كل مبتغاك نحو التأكد من الحصول على أفضل النتائج من جلسة العلاج، وإليك الطرق التالية لتحقيق ذلك.
البحث عن أفضل معالج نفسي مناسب
كما لا تتوافق بشكل طبيعي مع كل شخص تقابله، قد يستغرق بعض الوقت لإيجاد أفضل معالج مناسب لك. وهذا جزء أساسي في هذه المرحلة وسيُكلّل بنجاحها. الاستفادة من العلاج النفسي.
في الواقع، وجدت الأبحاث أن المرضى يحصلون على أقصى استفادة من العلاج عندما يشعرون بعلاقة حقيقية مع أخصائي الصحة العقلية الذي يعالجهم.
لذا عليك أن تبدأ في كتابة ما تبحث عنه في المعالج. بعد ذلك، ابحث عن المعالجين القريبين من خلال قراءة سيرهم الذاتية والتعرف على نهجهم العلاجي. ثم حدد موعد استشارة مجانية مع من يناسبك.
تنصح ليانا ستوكارد (Leanna Stockard): يمكنك الاستفادة من الاستشارة لفهم تخصصات المعالج، والطرائق العلاجية التي يستخدمها وما إذا كان أسلوبه في العلاج نافعاً لك.
كما من الضروري الإشارة إلى أن الشعور بالثقة والراحة تجاه المعالج الذي اخترته مفتاح أساسي لتكوين علاقة علاجية إيجابية بينكما.
الحرص على أوقات المواعيد
لن يكون التوقيت مثالياً دائماً، لكن على المعالج الذي اخترته أن يكون متاحاً في أوقات مناسبة ومريحة بالنسبة إليك.
تنوّه أيضاً الدكتورة “تشيس” على أنك سوف تمنح نفسك الوقت لتحليل ومعالجة كل النقاشات الحادة التي ستدور بينكما أو المواضيع التي سوف تنبثق خلال الحديث.
كما تنصح ب “محاولة الابتعاد عن أي مقابلة عمل أو التزامات شخصية بعد بضعة ساعات من الجلسة، للتمكن من معالجة المشاعر التي راودتك بعد إتمام الجلسة أو الحفاظ عليها”.
كما عليك أن تلاحظ أيضاً أنه عندما يصبح التوقيت أو الموقع عائقاً. فقد يمنعك ذلك من عقد جلسات قد تشكل بالفعل تحدياً لحضورها.
وقد تجد أن العلاج عبر الإنترنت هو الطريقة الأكثر ملاءمة وبالتالي فهو فعال بالنسبة لك. أو قد تجد أن قيادتك السيارة لمدة 30 دقيقة تمنحك الوقت لمعالجة وتهيئة نفسك قبل العودة إلى المهام التي تنتظرك في المنزل أو العمل.
اسمح لنفسك بالتأثر
الذهاب للعلاج خطوة قوية ورائعة، ومن المهم أيضاً الانفتاح خلال كل جلسة لتحقيق أكبر استفادة ممكنة. تقول الدكتورة “تشيس” أن سرعة تأثرك وصدقك يسمحان بالانتقال إلى مراحل أفضل لمعالجة المشكلات النفسية الحالية.
لذا كن صريحاً مع أفكارك ومشاعرك، وشارك الأحداث المؤثرة من ماضيك، وناقش تجارب العلاج السابقة التي مررت بها. كيفية فوائد نصائح أهمية الاستفادة العلاج النفسي.
كن صريحاً وحدد أهدافاً واضحة
تذكر سبب ذهابك للعلاج وتواصلك مع المعالج. في حين يقدم إليك المعالج رؤية عن ذاتك ويساعدك في وضع أهدافك وفق مجراها الصحيح. إلا أنه من الضروري أن تخبره عن سبب وجودك وهدفك من الجلسات.
تتمثل أحد أفضل الاستراتيجيات في كتابة قائمة بالمواضيع التي يريد الفرد العمل عليها في الجلسة. بدلاً من إضاعة الوقت في الدراما خلال الأسبوع وذلك لإحراز تقدم ذي مغزى نحو الهدف. كما تشير الأبحاث أن العلاج النفسي أكثر نفعاً في حال وضع المريض أهدافاً محددة بوضوح. كيفية فوائد نصائح أهمية الاستفادة العلاج النفسي.
تشير ستوكارد: “قد يعمل المعالج النفسي بالتعاون معك على تطوير استراتيجيات تساعدك في بلوغ أهدافك أو واجباتك. ومن المهم مواكبتها حتى تتمكن من تحديد ما إذا كانت هذه المهارات ستكون مفيدة لك على المدى الطويل”. كيفية فوائد نصائح أهمية الاستفادة العلاج النفسي.
كن صادقاً مع نفسك خلال العلاج وقيّم مدى تقدمك باستمرار خلاله. الاستفادة من العلاج النفسي.
حافظ على توقعات واقعية
تحديد الأهداف مساعدة جداً في تحقيق الهدف الأساسي من العلاج كما أن تكون لطيفاً مع نفسك. إلى حينها حافظ على توقعات واقعية لنفسك خلال فترة العلاج.
تقول ستوكارد: «كثيراً ما أدرك شيئين مع عملائي، إما الشعور بخيبة أمل لأنهم لا يحرزون تقدماً بالسرعة الكافية. أو لعدم رؤيتهم تقدمهم على الإطلاق».
تضيف: «أوصي بتأطير العلاج بذات الطريقة التي نتعلم حينها مهارة جديدة أو بناء عضلات. مثلاً؛ ابدأ صغيراً، وأقبل أنه سيكون هناك عثرات طوال الطريق، وأدرك أن الرحلة لا تقل أهمية عن الهدف النهائي».
مراعاة ذاتك بعد الانتهاء من الجلسة
يستطيع أن يغير العلاج حياتك، لكن لن يشبه النزهة دائماً، فقد تغادر الجلسة أحياناً وتعتريك مشاعر ثقيلة وتكشف النقاب عن نقاط عمياء مؤلمة لم ترها من قبل، وأنّ عليك القيام ببعض العمل الشاق.
تقول ستوكارد: “احصل على الوقت الخاص بك بعد الجلسة لمعالجة ما استخلصته والاعتناء بنفسك عاطفياً أو حتى للقيام بشيءٍ ما تحبه”.
لذا كن لطيفاَ مع نفسك خلال رحلة العلاج، وتأكد من أخذ قسط من الراحة بعد الجلسة وبين كل جلسة وأخرى لتعزيز وتقوية عقلك وروحك.
الخلاصة
نتعرض كل يوم لمختلف السيناريوهات الصعبة والأفكار السلبية والعواطف المعقدة. لذا يساعدك العمل مع المعالج المناسب لك في تحديد مهارات التأقلم خلال هذه الأوقات والتعامل بلطف مع نفسك.
ويساعدك أيضاً في اكتشاف طرق جديدة للتكيف والتقدم نحو تطوير ذاتك. لذا تابع السير في هذا النهج وحافظ على تأثرك اتجاه ما يجري وكن ممتناً لذاتك.
اقـرأ أيضاً: هل عليك إخبار المعـالج النفـسـي كل شيء؟
اقرأ أيضـاً: الأسئلة المفتوحة في العـلاج النفسـي، أنواعها وفعاليتها
اقـرأ أيضاً: المقابلة النفسية الأولى، أهدافها وأهميتها في العـلاج النفسـي