الاضطرابات السلوكية وتأثيراتها على الفرد منذ الطفولة وحتى البلوغ

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يمكن أن تؤثر الاضطرابات السلوكية على البالغين على الرغم من ارتباطها بالأطفال عموماً، ويكون تأثير الاضطراب السلوكي كبيراً خاصة إذا ترك الفرد دون علاج منذ بلوغه مرحلة الشباب. 

ما هي الاضطرابات السلوكية؟

على الرغم من أن الاضطراب السلوكي يبدو وكأنه مصطلح شامل نظراً لأن كل الاضطرابات النفسية ستؤثر على سلوك الفرد إلى حد ما، فإن الاضطرابات السلوكية (Behavioral Disorders) تشير إلى مجموعة معينة من الحالات النفسية المميزة. 

يمكن أن تكون الاضطرابات النفسية اندفاعية ومدمرة لكل الأشخاص المحيطين، كان هناك في السابق حالات قليلة مختلفة ضمن هذه الفئة. لكن كما ينص الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – النسخة الخامسة، فقد توسعت هذه الفئة بإضافة اضطرابات جديدة إليها. 

فيما يلي الاضطرابات السلوكية المحددة حالياً من قبل هذا الدليل التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي:

حتى يتم التشخيص بواحد من الاضطرابات السابقة، يجب أن تستمر الأعراض مدة ستة أشهر على الأقل أو أكثر وتسبب مشكلات في المدرسة، المنزل، المواقف الاجتماعية أو العمل (بالنسبة للبالغين). 

قد ينطوي كل من تلك الاضطرابات على سمات متشابهة مثل العدوانية، الاندفاع، التخريب وظهورها في سن مبكر جداً. إلا أنها جميعاً فريدة من نوعها ويجب أن تناقش بالتفصيل كل على حدة.

اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه

هو واحد من الاضطرابات السلوكية الأكثر شيوعاً التي تؤثر على الأطفال. إذ يقدر أن حوالي 8.4 بالمئة من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون منه بينما يعاني 2.5 بالمئة من البالغين من هذا الاضطراب أيضاً.

في الحقيقة، لا يدرك الكثير من البالغين أنهم مصابون به ويظهرون علامات دالة عليه لسنوات عدة قبل تشخيصهم وتلقيهم العلاج.

ينطوي اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على فئات مختلفة، تسمى أيضاً تظاهرات، وهي:

  1. النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه.
  2. النوع الذي يغلب عليه فرط النشاط/ الاندفاع.
  3. النوع المشترك (في حال استيفاء الحد الأدنى من معايير النوعين السابقين).

قد يهيمن نوع واحد على الآخر عند بعض الناس، لكن تظهر أعراض فرط النشاط عادة في عمر الثالثة تقريباً بينما تكون الأعراض المرتبطة بنقص الانتباه أكثر ظهوراً بين الخامسة والثامنة من العمر.

تتقدم الحالة تدريجياً، وقد تتطور الأعراض ما يعني أن بعضها قد يظهر ويختفي. مما يؤدي إلى تشخيص جديد بتظاهر وتجلي مختلفان.

عند الأطفال، يجب أن يتم لحظ ستة أعراض حتى يتم التشخيص بتظاهر أو فئة محددة من الاضطراب، بينما يحتاج التشخيص به عند البالغين إلى ظهور خمسة فقط (17 عاما وما فوق).

على سبيل المثال، تظهر أعراض فرط النشاط عند فتى عمره ست سنوات؛ كثير الحركة ومتململ، لا يستطيع الثبات في مكانه، كثير الكلام، يقاطع الآخرين ويرفض أن ينتظر حتى يحين دوره.

في المقابل، تظهر لديه أربعة أعراض فقط من نقص الانتباه ترتبط بشكل أساسي بالإصغاء، الانتباه، اتباع التوجيهات والحفاظ على التركيز. نتيجة ذلك، يتم تشخيصه بـ النوع الذي يغلب عليه فرط النشاط ولكن قد يتغير هذا التشخيص بمرور الوقت.

بغض النظر عن العمر، يمكن أن يسبب اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط صراعاً عند الفرد في حياته اليومية، خاصة في المدرسة، العمل أو ضمن التفاعلات الاجتماعية العادية. على الرغم من التحديات التي يواجهها المصابون به، فإنه حالة قابلة للعلاج ويستطيع الأشخاص المصابون بها عيش حياة منتجة مع العلاج الدوائي، بناء المهارات والعلاج النفسي.

اضطراب المتحدّي المعارض

حالة نفسية أخرى يمكن أن تظهر خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة. وقد تترافق مع حالات أخرى مثل نقص الانتباه وفرط النشاط والقلق.

توصف هذه الحالة عادة بكون الشخص غير مطيع ولا ينصاع لشخصيات السلطة مثل الأهل والمدرسين. تتضمن بعض الأعراض:

  • الغضب، الكلام بقسوة مع البالغين، رفض فعل ما يطلب منه ومعارضة القواعد.
  • سهولة الانفعال.
  • السلوك الحاقد مثل الانتقام وإزعاج الآخرين عمداً.

قد تشابه هذه الأعراض أعراض حالات نفسية أخرى. وفي اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على وجه الخصوص، تتوافق الأعراض المرتبطة بضبط النفس.

إضافة إلى ذلك، يكون أداء أولئك الذين يعانون من اضطراب المتحدي المعارض أفضل عندما يمارسون سلطتهم على الآخرين. على غرار اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يجب أن تظهر الأعراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

إلى الآن، لم تعرف الأسباب الكامنة وراء اضطراب المتحدي المعارض، لكن هناك نظريتان تتعلقان بذلك: النظرية التطورية ونظرية التعلم.

تعتقد النظرية التطورية أن اضطراب المتحدي المعارض يحدث في فترة الصغر، وينشأ من صعوبات في تعلم الاستقلال عن الأهل أو مقدمي الرعاية. تقترح نظرية التعلم أن هذه المواقف (التحدي والمعارضة) هي سلوكيات مكتسبة من خلال التعزيز السلبي. وتساعد سلوكيات هذا الاضطراب الفرد بشكل أساسي على نيل ما يريد، مثل الانتباه، وبالتالي سيستمر في فعلها.

يعد التشخيص المبكر أمراً جوهرياً وحاسماً في الاضطراب لأنه يمكن أن يستمر مسبباً المزيد من المشاكل الجسيمة مثل ارتكاب الجرائم وعدم إطاعة عناصر الشرطة؛ وكلها سمات يمكن أن تُرى في اضطراب السلوك.

اضطراب السلوك

حالة أكثر حدة من اضطراب المتحدي المعارض بكثير، وعلى الرغم من أن البعض يعتبرونها استمراراً له، فإن اضطراب السلوك يعد حالة منفصلة، وذلك وفقاً للجمعية الأمريكية للطب النفسي.

يعد هذا الاضطراب أكثر خطورة لأنه يميل إلى أن يكون أكثر عدوانية في طريقة كسر القواعد؛ وعن عمد أحياناً، ما يؤدي إلى النشاط الإجرامي في بعض الأوقات.

بعض علامات اضطراب السلوك:

  • التنمر والشجار.
  • حمل الأسلحة واستخدامها.
  • تخريب الممتلكات، سواء العامة أو الخاصة.
  • التسرب من المدرسة.

يمكن أن يكون لجوانب اضطراب السلوك عواقب خطيرة وجسيمة على الناس وبشكل خاص على الحياة المدرسية، الاجتماعية والعائلية، إذ قد تسبب بعض النشاطات والتصرفات الطرد من المدرسة أو أسوأ من ذلك مثل الإرسال إلى سجن الأحداث إذا ما ارتكب الفرد جريمة ما.

من المهم جداً ملاحظة أن اضطراب السلوك يمكن أن يتم تشخيصه في عمر 18 عاماً أو أقل فقط. يُشخص البالغون الذين يظهرون ذات الأعراض عادة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والذي ينتمي إلى فئة أخرى منفصلة من الحالات النفسية، وتعرف بـ اضطرابات الشخصية والتي تتضمن أمراضاً مثل الحدية، النرجسية، الانطوائية والعديد غيرها.

في حين أن اضطراب السلوك يمكن أن يشكل خطراً على الفرد والآخرين، يمكن معالجته من خلال مجموعة مختلفة من الوسائل مثل العلاج الأسري والذي يشجع ويعزز مهارات التربية الإيجابية وبناء العلاقات.

وفي المقابل، يساعد الأطفال في ضبط غضبهم ومشاعرهم والسيطرة عليها. يعد ذلك أساسياً في منع المشكلات من الاستمرار إلى مرحلة البلوغ والوقاية من إمكانية نشوء اضطراب الشخصية.

الاضطراب الانفجاري المتقطع

على غرار اضطراب المتحدي المعارض، فإن الاضطراب الانفجاري المتقطع هو نوع عدواني آخر من اضطرابات السلوك التي تتجلى في مرحلة الطفولة إلا أنها يمكن أن تكون مستمرة أكثر.

في الحقيقة، تكون بعض علامات هذا الاضطراب مدمرة كما غيرها من أعراض الاضطرابات الأخرى إلا أن الاختلاف بينها هو أن الأعراض اندفاعية، إذ تكون عادة عبارة عن نوبات غضب غير مخطط لها لا تتطلب كثيراً من التحريض والاستفزاز، وإذا حدث ذلك، فستكون غير مناسبة لهذا الموقف على الإطلاق.

يمكن أن يؤدي الفشل في السيطرة على الغضب إلى تكرار نوبات الغضب والجدال، وقد يؤذي هذا الحنق الآخرين، الحيوانات والممتلكات بشكل لفظي أو جسدي.

الجزء المهم الآخر للتشخيص بهذا الاضطراب هو أنه ينبغي أن يتسبب بإجهاد ملحوظ وكبير للفرد، وتعطيل في المدرسة أو العمل. يمكن أن يؤثر على الأطفال والبالغين ولا يتم التشخيص به تحت سن السادسة. وإذا ما تم ذلك، فيعني أنه لا يوجد اضطراب منفصل يشرح أو يفسر هذه الحالة.

لسوء الحظ، أحد أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع هو التعرض لصدمة جسدية وعاطفية خلال النضج، والتي يمكن أن تؤدي أيضاً إلى حالات أخرى مثل اضطراب ما بعد الصدمة، القلق، الاكتئاب وغيرها الكثير.

لذلك، بالإضافة إلى تغيير الأفكار العدوانية وتعليم مهارات التأقلم للمصابين به، فإن العلاج النفسي والاستشارة يمكن أن يكونا ضروريان لمعالجة صدمة الماضي. في بعض الحالات، يكون العلاج الدوائي مفيداً أيضاً في تهدئة الشخص وإبقاء نوبات الغضب تحت السيطرة.

اضطراب تقلبات المزاج التخريبية

هو واحد من أحدث حالات الاضطرابات السلوكية التي دخلت الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية – النسخة الخامسة. علـى الرغم من أنه واحد من الإضافات الجديدة إلى المؤلفات الطبية النفسية، فإنه لا يحمل الكثير من أوجه التشابه بينه وبين الحالات الأخرى.

على سبيل المثال، يتميز هذا الاضطراب بالهيجان والغضب المفرطين ونوبات متكررة من الانفعال والتي ترى جميعها في الاضطراب الانفجاري المتقطع. علـى الرغم من احتمالية استيفاء شخص ما معظم معايير الحالتين، فإن أحد الاختلافات الرئيسية بينهما هو مدى استمرارية الغضب.

في الاضطراب الانفجاري المتقطع، يكون الغضب قصيراً نسبياً، ويعود الفرد إلى حالته الطبيعية بعد وقت قصير من نوبة الانفعال.

لكن، في اضطراب تقلبات المزاج التخريبية، يمكن أن تدوم هذه المشاعر وقتاً أطول، ويكون الأطفال المصابون به في حالة من الهيجان والانفعال معظم اليوم وقد يصابون بنوبات غضب سواء جسدياً أو لفظياً 3 مرات أو أكثر خلال الأسبوع.

كما هو الحال في الاضطراب الانفجاري المتقطع، يمكن أن يكون اضطراب تقلبات المزاج التخريبية مدمراً للغاية ويسبب مشاكل في المدرسة والمنزل، لكن يمكن إدارته بنفس العلاجات.

حتى يتم التشخيص باضطراب اضطراب المزاج التخريبية، يجب أن يكون المريض بين السادسة والثمانية عشر عاماً وأظهر الأعراض لمدة أكثر من سنة، خاصة الغضب المستمر والثابت.

يعد كل من العلاج النفسي وتدريب الأهل المسار العلاجي الأول في علاج هذا الاضطراب. لكن، في كثير من الحالات، يكون العلاج الدوائي ضرورياً لإدارة أعراضه.

خلاصة

كما رأينا سابقاً، اضطرابات السلوك مجموعة متنوعة، لكن يتشابه ما تحتويه مع بعضه البعض في كثير من الجوانب.

إحدى أكثر الطرق الصحيحة لمعالجة اضطراب السلوك هي العلاج النفسي، إذ نجح الكثير من الأطفال والبالغين في ذلك من خلال الاستعانة بتقنيات مثل العلاج المعرفي السلوكي المترافقة مع مساعدة أخصائي الصحة النفسية.

إذا راودك الشك بأن طفلك يعاني من أي من هذا الاضطرابات، رتب موعداً مع طبيب العائلة وذلك لإجراء تشخيص رسمي، لأن تلقي العلاج الصحيح يمكن أن يحدث فرقاً من حيث الأدوية الموصوفة، وبالحصول على الوصفات والجرعات المناسبة للحالة، يحظى المرضى بفرصة أكبر للنجاح في العلاج وعيش حياة أفضل.  

اقرأ أيضاً: نوبات الغضب عند الأطفال، علاماتها وكيف تساعد طفلك على تجاوزها؟

اقرأ أيضاً: علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال والبالغين

اقرأ أيضاً: السلوك الخارجي ذو الطابع العدواني، أسبابه وعلاجه

المصدر: ?What Are Behavioral Disorders

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: