التنافر المعرفي (Cognitive dissonance)؛ هو مصطلح حالة عدم الراحة، ويعني تعارض نمطين أو اكثر من أنماط التفكير، ويتضمن أفكار، معتقدات، أو المعرفة التي يتصرف الفرد على أساسها بطريقة معينة. تأثيرات والتعامل مع التنافر المعرفي
نظرية التنافر المعرفي
تطرح نظرية التنافرِ المعرفي كره الناس للتناقضات داخل عقولهم، وتشرح سبب بذل الناس مجهود لتطوير تفكيرهم في الوقت الذي تتعارض به أفكارهم و كلماتهم و سلوكياتهم مع بعضها البعض.
على سبيل المثال، عندما يتعلم الفرد معلومات جديدة تتحدى معتقداً راسخاً، أو يتصرف بطريقة تقوّض السيرة الذاتية السلبية. يشعر الإنسان بدافع لحل مسألة الشعور السلبي الناتج لاستعاده التنافر المعرفي.
على الرغم من عدم حل الفرد للتنافرِ المعرفي، قد تتراوح الاستجابة له من التجاهل إلى تغيير معتقدات الفرد أو سلوكه للقضاء على الصراع. بينما نظرية مفهوم كيف تتعامل مع تأثيرات التنافر المعرفي.
ما هو التنافر المعرفي؟
عندما يكذب الشخص ويشعر بعدم الراحة حيال تصرفه بسبب رؤيته لنفسه صادقاً في الأساس، من المحتمل أنه يعاني من التنافر المعرفي. بينما نظرية مفهوم كيف تتعامل مع تأثيرات التنافر المعرفي.
وهكذا يكون خلاف عقلي مرتبط بالتناقض بين التفكير بحالة معينة (فعله أمراً خاطئاً) وتفكيرٍ آخر( يقول أنه على حق).
من أنشأ مفهوم التنافر المعرفي؟
نشر عالم النفس “ليون فيستنغر” كتاب نظرية “التنافرُ المعرفي” عام 1957، حول الأمثلة المستخدمة لتفسير نظرية الأفراد المعتقدين بيوم القيامة.
وشرحهم عن سبب عدم انتهاء العالم كما كانوا يتوقعون. أجريَت الكثير من التجارب لتوضيح التنافرِ المعرفي بسياق اكثر وضوحاً.
هل يعتبر التنافـر المعرِفي كالنفاق؟
لا، بل يتضمن التنافر التعارض بين مبادئ الفرد المزعومة، ومعتقداته أو شخصيته ومن هو بالواقع و كيف يتصرف.
فالتنافـر المعرفـي هو الحالة عقلية لا تبعث بالسرور، يمكن ان تنتج عند شخص لديه معتقدات معينة لكنه يفكر أو يتصرف بطريقة متناقضة. بينما نظرية مفهوم كيف تتعامل مع تأثيرات التنافر المعرفي.
ما مدى شيوع التنافُر المعرِفي؟
ليس واضحاً بعد. في حين وصِفَ التنافرُ المعرفي بأنه شيء يختَبَر على نطاق واسع و بإنتظام. فالمجهود الذي يبذَل لتصويره بدراسات ليست دائماً لها جدوى، لذلك قد يصبح أقل شيوعاً من المفترض.
ليس بالضرورة أن يختبر الناس حالة الإزعاج نتيجة كل تناقض يتضح في اتفكيرهم و معتقداتهم.
كيف تتعامل مع التنافر المعرفي؟
يشكل التنافـر المعرفـي تحدياً، كيف يمكن أن نعالج إحساس الإنزعاج الذي يرتفع عند تتضارب أفكارنا و أفعالنا ببعضها؟ بعض الإجابات قد تكون مقنعة أكثر من غيرها.
الرجل الذي يعرف أن عادات الأكل التي يتبعها تزيد من خطورة احتمال المرض. يشعر بالتشتت بين سلوكه المفضل و فكرة أنه يمكن أن يصبح بحالة خطرة.
قد يهدئ هذا الشعور بقوله لنفسه أن الإرشادات الصحية مبالغٌ فيها أو بأنها نافعة أكثر، من خلال أخد القرار في العمل أكثر على تغيير سلوكه.
أما عن المرأة فإذا علِمَت أن الرجل السياسي المفضل لديها قام بعمل غير اخلاقي. قد تستنج أنها عبارة عن تُهمٍ نَسبها إليه أعداؤه أو بدلاً من ذلك تعيد التفكير بدعمها له.
ماهي بعض تأثيرات التنافـر المعرفـي ؟
قد تقودنا الى تغيير مبادئنا لتصبح أكثر تناسباً.
تجرى دراسة على المساهمين الذين أكملوا التعاطي مع مهمة ومسألة غير ممتعة. لأنهم وجدوا هؤلاء لتقييم المسألة على أنها أكثر إمتاعاً إذا طلِبَ منهم أولاً أن يصرّحوا أنها ممتعة، هذا أحد تأثيرات التنافـر المعرفـي.
نظرياً، إن التنافر أو التعارض قد يؤدي إلى إختلافات عديدة بالتصرفات والمعتقدات.
كيف تتجنب التنافـر المعرفـي؟
هناك طرق عديدة يفكر بها الناس لمعالجة إحساس التنافر عند عدم تناسب المعارف مع بعضها البعض.
قد تتضمن إنكار وتجزئة الأفكار غير المرحب بها، السعي في تفسير فكرة لا تتماشى مع المحيط أو تغيير معتقد شخص ما أو سلوكه.
هل يعتَبَر التنافر المعرفي شيء سيء؟
ليس بالضرورة، فالتنافر المعرفي قد يقدم فرصة للتطور من خلال لفت النظر إلى التناقضات في أذهاننا.
على سبيل المثال، بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بهذه الحالة، سينتبهون إلى حاجتهم لتحديث معتقداتهم كي تعكس الحقيقة. أو تغيير سلوكهم كي يتناسب بشكل أكبر مع صورة الشخص الذي يرغبون بتحقيقها.
اقـرأ أيضاً: تأثير الإجماع الخاطئ، تعريفه، أسبابه وكيفية التعامل معه
اقرأ أيضـاً: انحياز الإدراك المتأخر (Hindsight Bias)، كيف يؤثر على رؤيتنا للماضي وما هي أسبابه
اقـرأ أيضاً: الانحياز التأكيدي، تأثيره، أنواعه وكيفية التغلب عليه
المصدر: Cognitive Dissonance