You do not have permission to view this result. التوكيد العاطفي، تعريفه، تأثيراته، علاماته وكيفية ممارسته | Obstan - أوبستان

التوكيد العاطفي، تعريفه، تأثيراته، علاماته وكيفية ممارسته

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

التوكيد العاطفي (Emotional Validation) هو عملية تعلم وفهم التجربة العاطفية لشخص آخر والتعبير عن قبولها. يتميز التوكيد العاطفي عن الإلغاء العاطفي (Emotional invalidation) والذي يحدث في حال رفض التجارب العاطفية للشخص أو تجاهلها أو الحكم عليها. لا يعني توكيد أي نوع من العاطفة (توكيد العواطف / توكيد المشاعر / الاعتراف بالمشاعر) أنك تتفق مع الشخص الآخر أو تعتقد أن استجابته العاطفية لها ما يبررها. بدلاً من ذلك، تُظهر أنك تفهم ما يشعر به دون محاولة إقناعه بالعدول عنها أو لومه عليها.

التوكيد العاطفي هو الاعتراف بتجربة الشخص الداخلية، أفكاره، مشاعره وسلوكياته وتقبلها واعتبارها صادقة.

علامات التوكيد العاطفي

يشعر الشخص من خلال التوكيد العاطفي أن الآخرين لا يرون ويسمعون عواطفه فحسب، بل يقرّون أيضاً بوجود تلك العواطف.

يميل الشخص الذي يشعر بأن مشاعره وعواطفه ليست “خاطئة” أو غير مناسبة إلى أن يتمتع بإحساس قوي بالهوية والقيمة، ويمكنه ضبط المشاعر بشكل أكثر فعالية.

بالإضافة إلى أن التوكيد العاطفي يساعد على فتح الباب أمام التعاطف مع الذات؛  فالشعور بأن مشاعرنا صحيحة يساعدنا على تجنب الخجل ولوم الذات، فنستطيع الاستجابة لها بثقة.

 يأتي التوكيد من الآخرين أو من داخل الفرد، ويتضمن التوكيد الذاتي التعرف على أفكارك ومشاعرك وتقبلها.

ممارسة التوكيد العاطفي

التوكيد العاطفي هو مهارة تتطلب الممارسة ويعزز تحسينها علاقاتك مع الآخرين ويساعدك على تأكيد صحة أفكارك ومشاعرك. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الرئيسية.

تحديد المشاعر والاعتراف بها

قد يكون صعباً معرفة المشاعر التي يشعر بها الفرد إذا لم يعبر عنها بوضوح، لذلك قد تضطر إلى سؤاله أو التخمين ثم السؤال عما إذا كان ما خمنته صحيجاً.

على سبيل المثال، تخيل أن من تحب يتصرف بغضب معك. إذا عبّر بالفعل عن شعوره بالغضب، أظهر له ببساطة أنك أصغيت إليه كقولك: “أنا أتفهم أنك غاضب“، إذا لم يعبر عن مشاعره، يمكن أن تقول: “تبدو غاضباً حقاً، هل هذا ما تشعر به؟”

الاعتراف بمصدر العاطفة

الخطوة التالية هي تحديد الموقف أو السبب المثير للمشاعر، اسأل الشخص عن سبب استجابته، كقولك مثلاً: “ما الذي يجعلك تشعر بهذه الطريقة؟” ولكن ضع في ذهنك أن هذا الشخص العزيز عليك قد لا يكون قادراً على إيصال ذلك بوضوح أو فهم ما يجري.

في هذه الحالة، أخبره أن هنالك شيء ما يبدو مزعجاً له وتريد معرفته ولكن لا يمكنك ذلك بدون فهم الموقف تماماً.

تأكيد صحة المشاعر

تخيل أن الشخص قادر على قول مصدر الغضب والتعبير عنه. في المثال السابق، لنفرض أن سبب غضبه هو تأخرك 15 دقيقة في العودة إلى المنزل من العمل.

بالنسبة لك، يبدو غضبه غير مبرر أو غير متناسب مع الإساءة (رد الفعل). ومع ذلك، لا يزال بإمكانك توكيد مشاعره من خلال التعبير عن قبولك لما يشعر به حتى لو لم تقتنع بتبريره.

قد تقول: “أعلم أنك تشعر بالغضب لأنني تأخرت 15 دقيقة في العودة إلى المنزل. لم يكن في نيتي أن أغضبك، كنت عالقاً في زحمة السير؛ لكن يمكنني ملاحظة أن انتظاري جعلك تشعر بالضيق”.

لست بحاجة إلى الاعتذار عن سلوكك إذا لم تشعر أنك ارتكبت أي خطأ، وإنما نزع فتيل الموقف ببساطة من خلال الاعتراف بمشاعر الشخص.

فيما يلي أمثلة على عبارات التوكيد:

  • “يمكنني الإحساس بشعورك”.
  • “لا بد أن ذلك صعب للغاية”.
  • “أشعر بنفس الطريقة.”
  • “ياله من أمر محبط!”
  • “أراهن أنك محبط”.
  • “أنا هنا من أجلك.”

فيما تمثل العبارات التالية الإلغاء العاطفي:

  • “ليست بتلك المشكلة الكبيرة”
  • “عليك أن تشعر أنك محظوظ”.
  • “أنت حساس للغاية“.
  • “لا تكن جباناً”.
  • “لو لم تفعل ذلك لما حدث هذا”.
  • “لا أريد أن أسمع السبب”.

اعتبارات خاصة

فيما يلي بعض الطرق الأخرى لمساعدة الأشخاص على الشعور بالراحة والقبول عند البوح بمشاعرهم:

راقب لغة جسدك: حافظ على وضعية جسدك بشكل منفتح ومريح؛ استدر نحو الآخر وتجنب إشارات الجسد التي قد يتم فهمها على أنها رفض مثل مصالبة ذراعيك وتجنب التواصل البصري.

عبر عن التعاطف: حتى لو لم تكن المشاعر التي تعتري الشخص الآخر مفهومة، أظهر اهتمامك بها.

اطرح أسئلة: تابع المشكلة عن طريق طرح أسئلة لتوضيح ما يعنيه الشخص الآخر، إذ يُظهر ذلك أنك تستمع وتحاول أن تفهم.

تجنب إلقاء اللوم: ركز على إظهار الدعم ولا تلقي باللوم على مصادر خارجية أو على الشخص الآخر.

تأثير التوكيد العاطفي

عندما تؤكد مشاعر شخص ما، فأنت بذلك:

تعبر عن قبولك: أي أنك تثبت للشخص اهتمامك وتقبله له كما هو عليه.

تقوي العلاقة: يشعر الأشخاص الذين يظهرون قبولهم لبعض بتواصل أكبر ويبنون روابط أقوى.

تُظهر قيمة الشخص الآخر: يشعر الشخص أنه مهم بالنسبة لك.

تعزز تنظيماً عاطفياً أفضل: تشير الأبحاث إلى أن التوكيد العاطفي يمكن أن يساعد الفرد على تنظيم عواطفه بشكل أفضل، ويكون ذلك مهماً مع المشاعر السلبية أو المجهدة القوية على وجه الخصوص.

نصائح تساعد في التوكيد العاطفي 

ليس عليك أن تستسلم عندما تُعامل بسوء، إذا كان أحد أفراد أسرتك يتصرف بشكل غير لائق أو عدواني، فإن إخراج نفسك من الموقف هو أفضل خيار لك.

أخبره أنك تريد التحدث معه ولكن لا يمكنك فعل ذلك بشكل فعال حتى يتمكن من التواصل معك بهدوء؛ لذلك ستعود لاحقاً عندما يصبح الوقت مناسباً.

ضع في اعتبارك أن توكيد مشاعر شخص تحبه قد يساعد في نزع فتيل الموقف، لكنه لن يؤدي إلى اختفاء المشاعر أو جعل الشخص يشعر بالتحسن على الفور. على أية حال، من المحتمل أن يمنع ذلك من ازدياد الموقف سوءاً.

إذا كان الشخص يعاني من أعراض حالة صحية نفسية، شجعه على طلب مساعدة مختصة.

عواقب الإلغاء العاطفي

تتضمن بعض الآثار النفسية، السلوكية والعاطفية الضارة للإلغاء العاطفي ما يلي:

مشاكل في إحساس الشخص بالهوية: يمكن أن يقلل الإلغاء العاطفي إحساس الشخص بذاته. عندما يشعر الناس أن سمات شخصيتهم، أفكارهم وسلوكياتهم غير مقبولة، فقد ينشأ لديهم إحساس بتدني احترام الذات أو إحساس ضعيف بالذات.

صعوبة ضبط العواطف: يدل الإلغاء أن ما يشعر به الناس أو الطريقة التي يعبرون بها عن هذه المشاعر خاطئة. يمكن أن يقودهم إلى الشعور بعدم قدرتهم على الوثوق بمشاعرهم ما يؤدي إلى صعوبة تنظيم تلك المشاعر.

ضعف الصحة النفسية: قد يساهم الإلغاء العاطفي أيضاً في الإصابة بحالات صحية نفسية بما في ذلك الاكتئاب والقلق، وقد ينتاب الناس شعور بأن أفكارهم ومشاعرهم لا تهم الآخرين.

يمكن أن يؤدي الإلغاء العاطفي، بما في ذلك عدم قبول الذات، إلى زيادة صعوبة التعافي من الاضطرابات الصحية النفسية.

تؤكد بعض النظريات النفسية السائدة لاضطراب الشخصية الحدية (BPD) أن العديد من الأشخاص المصابين بالاضطراب لم يتلقوا توكيداً عاطفياً كافياً طوال فترة تعافيهم. قد يكون هذا أحد عوامل تطور خاصية عدم التنظيم العاطفي للاضطراب. 

يكون عادة لدى المصابين باضطراب الشخصية الحدية استجابات عاطفية قوية جداً للأحداث التي تبدو ثانوية للآخرين. نتيجة لذلك، يعاني المصابون به بشكل متكرر من الإلغاء العاطفي، أي أن الآخرين يتفاعلون مع مشاعرهم كما لو أنها غير صحيحة أو غير منطقية.

تذكر: ليست مهمتك تخليص الشخص الآخر من هذه المشاعر، على الرغم من إمكانية اختيارك لأن تكون داعماً. بدلاً من ذلك، يمكن أن يساعد الاعتراف بمشاعر الشخص وتوكيدها في إيجاد طريقته الخاصة لتنظيمها.

خلاصة

يعد التوكيد العاطفي أداة مهمة يمكنها تحسين التواصل والعلاقات الشخصية، ولحسن الحظ؛ هو مهارة باستطاعتك تعلمها والعمل على تحسينها بالممارسة. 

اقرأ أيضاً: أنواع العواطف والفرق بينها وبين المشاعر

اقرأ أيضاً: معلومات مهمة عن المشاعر يجب معرفتها

اقرأ أيضاً: تدريب العواطف وأهميته في تطوير التنظيم العاطفي لدى الأطفال

المصدر: What Is Emotional Validation

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: