الذاكرة العاطفية، ما هي وما أنواعها؟ وما هي مراحل الذاكرة؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

نعلم جميعاً أن الذكريات تتشكل في مجموعة متنوعة من النظم التي يمكن تقسيمها إلى: نظم تدعم الذاكرة الواعية ونظم تخزن المعلومات في اللاوعي. يتم تخزين الذكريات العاطفية في نوعي الأنظمة السابقين؛ خلافاً للذكريات الأخرى. سنتحدث في هذا المقال عن أنواع الذاكرة العاطفية ومراحل الذاكرة، كما يتناول المقال العلاقة بين اللوزة الدماغية والخوف، والعلاقة بين اللوزة الدماغية والعواطف.

ما هي الذاكرة العاطفية؟

تضم الذاكرة العاطفية (Emotional Memory) الاستجابات العاطفية المكتسبة لمختلف المحفزات: الحب، الكراهية، المخاوف العقلانية وغير المنطقية، مشاعر الاشمئزاز ومشاعر القلق.

عند تذكر حدث أو موقف، يختبر الفرد أحاسيس مختلفة مثل: الإثارة، الغضب، الألم والفرح  من بين العواطف الأخرى.

بالطبع، لا يمكن اختبار المقدار نفسه من شدة العواطف التي تنشطها الذاكرة خلال الموقف الحقيقي. لكن الذاكرة العاطفية تعمل عن طريق خلق الذكرى التي تولد المشاعر، سواء مشاعر ممتعة أو مؤلمة.

هناك العديد من المواقف المرتبطة بالعواطف الشديدة مثل أحداث الطفولة، الخسارة والفقدان، التجارب الخطيرة أو الأحداث الصادمة. ويمكن أن تكون بعض هذه الذكريات مؤججة لمشاعر القلق أو الخوف.

لا يمكن الاعتماد على الثقة بالذكريات العاطفية، إذ يميل العقل إلى تشويه هذه الذكريات؛ فلا تظهر دائماً على حقيقتها. هذه النظرة الخاطئة عن الذكريات والتي يزودنا بها العقل تكون بغرض حماية صحتنا النفسية من خلال آلية دفاع ما.

اللوزة الدماغية والعواطف 

اللوزة عبارة عن جزء من نسيج عصبي على شكل لوزة يقع في الفص الصدغي (الجانبي) للدماغ. لدى كل شخص لوزتان واحدة على  كل جانب من الدماغ.

يُعتقد أنها جزء من الجهاز الحوفي داخل الدماغ وهو النظام المسؤول عن عواطف وغرائز البقاء والذاكرة. ومع ذلك تزعم بعض الدراسات أن اللوزتين يعملان بشكل مستقل عن الجهاز الحوفي.

تربط اللوزة الدماغية (The amygdala) المناطق القشرية التي تعالج المعلومات الحسية بالأنظمة المستجيبة في منطقة ما تحت المهاد وجذع الدماغ.

اللوزة الدماغية هي المنطقة التي ترسل التدفعّات التي تنقل العواطف وهي مركز التحكم فيها، كما أنها تؤثر مباشرة على التعلم والذاكرة.

التدفعّات التي ترسلها اللوزة هي التي تولد ذلك قبل ذكرى ما، وعندها يعبر الشخص عن المشاعر ويتفاعل معها. وهذه البنية (اللوزة) مسؤولة عن إدراك العواطف مثل الغضب والخوف والحزن وعن التحكم بالعدوانية.

قبل الاعتقاد أن اللوزة هي الوحيدة المسؤولة عن القدرة على تذكر التجارب العاطفية. وفقاً لـ كينسنغر (Kensinger) وكوركن (Corkin) عام 2004. فإن التفاعلات القشرية والهرمونية التي ترسلها اللوزة ليست هي الوسيلة الوحيدة التي يتم من خلالها تذكر التجارب العاطفية.

أظهرت الأبحاث أن اللوزة الدماغية تلعب أيضاً دوراً مهماً في السيطرة على النشاط الجنسي والرغبة الجنسية لدى الناس وقد يتغير حجمها وشكلها حسب عمر الفرد والنشاط الهرموني والجنس.

اللوزة الدماغية والخوف

تتنشط اللوزة الدماغية عادة في حالات الخوف المباشر. عندما ترصد حواسنا تغيراً في بيئتنا يمكن أن يكون خطيراً، فإن اللوزة تكون مسؤولة عن تحضير الجسم للرد والدفاع عن نفسه.

تتفاعل اللوزة مع الأحداث الصادمة؛ على سبيل المثال، إذا تعرضنا لحادث في البحر، فإن اللوزة هي المسؤولة عن معالجة هذا الحدث وتذكيرنا بما حصل عندما نكون بالقرب من البحر وتفعيل التنبه وعاطفة الخوف.

تلعب اللوزة دوراً أساسياً في تجربة القلق هذه؛ ولهذا روابط متبادلة مع الموضع الأزرق (locus coeruleus) [هوَ نُواة في جسر فارول وتلعب دوراً وظيفياً فيما يتعلق بالضغط النفسي والفزع] وهو الموقع الرئيسي في الدماغ الذي ينتج النورادرينالين.

النورادرينالين هو مادة كيميائية عضوية يمكن أن تعمل كهرمون أو كناقل عصبي. وهي مسؤولة عن تحضير الجسم للاستجابة للتهديد وتضييق الأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم ومستويات السكر فيه.

غالباً، يتعرض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة لذكريات الصدمة المخزنة في الحُصين، بعد ذلك ينشط الحُصين اللوزة الدماغية والتي تقوم بدورها بتفعيل مناطق أخرى من الدماغ لإنتاج استجابة الخوف.

يعاني المصاب بـ اليقظة المفرطة (hypervigilance) من حالة تنبيه مفرطة. إذ يكون دماغه ضمن أعلى معدل من نشاطه الحسي. لذلك تميل حالات الانتباه والحساسية الحسية إلى الزيادة بشكل ملحوظ. في حالات اليقظة المفرطة هذه، تكون اللوزتان نشيطتان لفترات طويلة من الزمن.

أنواع الذاكرة العاطفية

تندرج كلاً من الذاكرة الصريحة والذاكرة الضمنية ضمن أنواع الذاكرة العاطفية.

الذاكرة الصريحة (Explicit memory) 

تخزن هذه الذاكرة معلومات حول الأحداث والتعلم والتجارب الخاصة التي ندركها تماماً. يقدم هذا النوع ذكريات واعية يمكن وصفها بالكلمات وتتضمن كلاً من ذاكرة الأحداث (الذاكرة الدلالية) وذاكرة التجارب الشخصية (الذاكرة العرضية).

الذاكرة الضمنية (Implicit memory) 

تخزن الذاكرة الضمنية دون وعي معلومات حول العادات والقدرات وتتيح لنا تعلم أشياء معينة دون أن ندرك ذلك.

يتم التعبير عن هذه الذاكرة تلقائياً ويصعب شرحها وتستخدم لتذكر المعلومات التي لا يمكننا وصفها بسهولة بالكلمات ولا ندرك معرفتها.

مراحل الذاكرة

تمر العملية الكاملة للذكرى بأربع مراحل هي حفظ الذكرى، استحضار الذكرى، التعرف على الذكرى وأخيراً موقع الذكرى.

حفظ الذكرى (memory preservation)

يحيا الماضي في وعينا طالما أنه يتعلق بحاضرنا. وتجعل شدة العلاقة بين الماضي والحاضر الموقف الذي مررنا به سابقاً يقود إلى وجود كامن له أو إلى تأثيره على الواقع. الذكريات المحفوظة في الوعي أو اللاوعي هي ذكريات لا نريد محوها.

استحضار الذكرى (Evocation of memory)

نستقدم إلى الوعي شيئاً قد نسيناه للحظات، حرّكه اهتمامنا الحالي؛ وقد يكون هذا الاستحضار عفوياً أو طوعياً.

في الاستحضار العفوي (التلقائي) تأتي الذكرى إلى الوعي دون جهد مسبق، حتى أننا قد نعتقد أن هذه الذكرى تحاول أن تقف في طريق أذهاننا وتضطهدنا بحضورها المستمر.

في الاستحضار الطوعي، نلاحق تلك الذكرى الهاربة، ونسعى إليها على وجه التحديد لأننا في حاجة إليها ونجبرها أحياناً على أن تكون مشاركاً في حياتنا اليومية.

التعرف على الذكرى (Recognition of the memory)

للوصول إلى مرحلة التعرف على الذكرى، من الضروري العودة إلى ماضينا لتحديد مكان الذكرى هناك وربط الموقف الماضي الذي حدثت فيه مع وضعنا الحالي. إن التعرف على الذكرى ممكن فقط إلى الحد الذي يرتبط فيه هذا الماضي بحاضرنا.

بعبارة أخرى، سيتم التعرف على الذكرى إذا كان هناك انصهار واندماج لحاضرنا المشكوك فيه، القلِق وغير المستقر مع الماضي المحدد والمؤكد.

موقع الذكرى (Location of the memory)

تصبح الذاكرة دقيقة تماماً عندما نحدد موقع اللحظة التي أصبحت فيها موجودة. نحدد موقع الذكريات في الوقت نفسه بذات الطريقة التي نضع بها الأجسام في الحيز حولنا: نرجعها إلى تواريخ معينة بدقة متزايدة حتى إيجاد اللحظة بالضبط في نهاية المطاف.

لكن، في الواقع، لا تبحث الذكرى عن تواريخ معزولة بل تمتد بالكامل نحو ماضينا لنختبرها، نسيطر عليها وندمجها في حاضرنا.

اقرأ أيضاً: ما هي الذكريات الزائفة وكيف تتشكل؟

اقـرأ أيضاً: سيكولوجيا النسيان، لماذا تخفق الذاكرة وهل يمكن قياس النسيان؟

اقرأ أيضاً: نصائح لـ تحسين الذاكرة في أقل من عشر دقائق

المصدر: Stages of memory and emotional memory

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: