You do not have permission to view this result. العلم الكامن وراء أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، كيف تغير الصدمة الدماغ؟ | Obstan - أوبستان

العلم الكامن وراء أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، كيف تغير الصدمة الدماغ؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يمكن للصدمة أن تحدث تغيرات على كل من بنية ووظيفة الدماغ بعدة طرق. وإذا كنت لا تشعر بأنك “عدت إلى وضعك الطبيعي” بعد حدث صادم معين، لا تقلق لست الوحيد الذي يعاني من ذلك، وإليك فيما يلي السبب.

أدمغتنا البشرية جميلة ومعقدة في آن واحد، ولها وظيفة رئيسية واحدة تتلخص في الحفاظ على سلامتنا. بينما نخوض تجارب الحياة المختلفة، يحول دماغنا هذه التجارب إلى ذكريات من شأنها أن تساعدنا في التقرب من الأشياء الجيدة لاحقاً والابتعاد عن تلك السيئة منها إلى حد ما منها.

آلية الدفاع الأولية هذه عبقرية؛ كل ذكرى هنا تعمل كمخطط لمساعدتنا على التعلم بملاحظة أدق التفاصيل وأهمها، كالمكان الذي تواجدنا فيه والروائح التي شممناها والأشياء التي رأيناها والأشخاص الذين تواجدوا في ذاك المكان أو حتى المشاعر التي راودتنا حينها، فضلاً عن العديد من الأمور الأخرى.

عندما يؤول الأمر للصدمة، يريد دماغك بشدة المحافظة على سلامتك، لدرجة أنه يعمل لوقت إضافي. ويعتمد بشكل مفرط على هذه المخططات من الماضي، مما يخلق إحساساً بالخطر في الوقت الحاضر، رغم مرور فترة طويلة بعد زوال التهديد. وفي حال تطور اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يمكن أن يسبب تغييرات دائمة في الدماغ دون علاجه مما قد يحرمك من حياة هنيئة وصحية أكثر.

تأثير الصدمة على الدماغ

يعاني 3.6% من البالغين من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، و37% منهم يعانون من أعراض تصنف على أنها شديدة، وذلك وفقاً للتحالف الوطني للأمراض العقلية (National Alliance on Mental Illness).

وفي سبيل فهم سبب تطور اضطراب ما بعد الصدمة، من المفيد أن يكون لديك فهم أساسي للدماغ بالدرجة الأولى.

تم تقديم نموذج الدماغ الثلاثي (Triune Brain) في الستينيات من قبل عالم الأعصاب Paul MacLean ولا يزال النموذج قائماً حتى يومنا هذا، باعتباره طريقة أساسية لفهم الأداء المعرفي.

وفقاً لهذا النموذج يمكن تقسيم الدماغ إلى ثلاث مناطق رئيسية، من البسيط إلى المعقد:

  1. دماغ الزواحف: ينطوي على غرائز البقاء على قيد الحياة ويدير عمليات الجسم اللاإرادية، مثل معدل ضربات القلب والتنفس والجوع والعطش.
  2. دماغ الثدييات أو العاطفي (الحوفي): يحتوي على الجهاز الحوفي، الذي يعالج المشاعر مثل الفرح والخوف، كما ينظم التعلق والتكاثر.
  3. الدماغ العقلاني (القشرة المخية): مسؤول عن المعالجة الحسية والتعلم والذاكرة واتخاذ القرارات وحل المشكلات المعقدة.

عندما تواجه شيئاً صادماً، يغلق الدماغ جميع الأنظمة غير الأساسية ويتحرك نحو أنظمة الدماغ “السفلية”. وهذا ما ينشط الجهاز العصبي الودي، ويسبب إطلاق هرمونات التوتر تجهيزاً لوضع النجاة والذي يتلخص بثلاث استجابات: القتال أو الهروب أو الجمود (الكّر أو الفًر أو الجمود). وبالنسبة للصدمة تحديداً تم إدراج استجابة رابعة وهي: الاستجابة المزيفة.

وبمجرد زوال التهديد، يعود جهازك العصبي نظير الودي (اللاودي) إلى النشاط مما يسمح لعقلك باستئناف الأداء الطبيعي لجميع الأجزاء الثلاثة، حتى تتمكن من “الهدوء واستيعاب” ما حدث للتو.

إلا أن هذا لا يحدث لدى الجميع، لأن اضطراب ما بعد الصدمة في جوهره، هو بقاء الدماغ في وضع النجاة طوال الوقت، أي غير قادر على الاسترخاء.

وفيما يلي بعض التأثيرات الدائمة للصدمة على الدماغ وكيف تؤدي إلى أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

اللوزة

تُعد هذه المنطقة ذات الشكل اللوزي بحجم 1 بوصة (2.54 سنتيمتر) فقط من الدماغ بمثابة “إنذار الحريق”. بمجرد أن تشعر بالخطر، فإن اللوزة هي الجزء الذي يدفعك نحو وضع الكر أو الفر.

وإذا كنت تعيش مع صدمة، تظهر الأبحاث أن اللوزة المخية لا تدرك الفرق بين التهديد الذي حصل في الوقت الماضي والتهديد الآن. لذلك عندما يتم تذكيرك بتجربة سابقة فإنها تستجيب تماماً كما لو كنت تعايش الحدث الصادم لأول مرة، مرسلةً بذلك دفقاً من هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول.

وبالنتيجة قد تشعر وكأنك على حافة الهاوية أو في حالة تأهب قصوى أو تعاني من مستويات عالية من التوتر أو القلق طوال الوقت.

الحُصين

يقع الحُصين في الجزء الخلفي من الدماغ وهو مركز التعلم. تُظهر الأبحاث أن الحُصين أصغر وأقل نشاطاً لدى الأشخاص الذين سبق أن عاشوا صدمة معينة، مما قد يؤدي إلى مشاكل تتعلق بالذاكرة وحل المشكلات.

وهذا ما يجعل التفريق بين الماضي والحاضر أمراً صعباً. وبالتالي يضعك في حالة دائمة من اليقظة المفرطة أو رد الفعل العاطفي القوي.

القشرة الجبهية

تقع القشرة الجبهية في الجزء الأمامي من الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن اتخاذ القرارات. وتظهر الأبحاث أن قشرة الفص الجبهي بالنسبة لأولئك الذين يعيشون مع الصـدمة أقل نشاطاً.

يمكن أن يؤدي هذا التثبيط لقشرة الفص الجبهي إلى إبطاء عملية تعلم أشياء جديدة من شأنها أن تساعدك في التحكم في خوفك. ونتيجة التفاعل مع فرط نشاط اللوزة، يمكن أن تواجه قشرة الفص الجبهي صعوبة في تجاوز استجابة القتال أو الهروب أو الجمود.

وعلى هذا النحو، ستشعر وكأنك تواجه صعوبة في التحكم في استجابتك للخوف أو صعوبة التفكير المنطقي.

الجهاز العصبي

عندما يكون الجهاز العصبي في حالة فرط نشاط مستمر مع اضطراب ما بعد الصدمة، فإن نافذة التسامح العاطفي لديك تتقلص، أي مقدار الإجهاد الذي يمكنك التعامل معه قبل أن يخرج الأمر عن سيطرتك.

وبالمقارنة مع شخص ليس لديه تاريخ من الصدمات، قد تجد أنك انفجرت استجابةً لأتفه حدث أو أن تبدي استجابة لصدمة حول حدث ما بينما قد لا يبديها الآخرون.

كيف تؤثر هذه التغييرات على حياتك اليومية؟

قد يمثل التعايش مع الصدمة تحدياً كبيراً، ومع حدوث العديد من التغييرات في الدماغ جنباً إلى جنب مع هرمونات التوتر المنتشرة في نظامك بشكل منتظم، قد تواجه العديد من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

وفقاً لجمعية الطب النفسي الأمريكية (APA)، فإن بعضاً من تلك الأعراض يشمل:

قد تلاحظ أيضاً نقصاً في الدوافع، عندما يستخدم عقلك الكثير من الطاقة لحمايتك من التهديدات الخارجية (المتصورة). فقد تشعر وكأن طاقتك قد نفدت ويصبح من الصعب استجماع القوة لأداء المهام اليومية أو أنشطة الرعاية الذاتية.

وإذا كان عقلك في حالة تأهب قصوى للتهديدات، فقد يكون من الصعب التعرف بدقة على ما يشعر أو يفكر به الآخرون أو حتى فهم دوافعهم. وهذا يعني مواجهتك لبعض تحديات التواصل، وقد يتخلل التوتر ضمن علاقاتك المقربة.

الشفاء من اضطراب ما بعد الصدمة

يختلف علاج اضطراب ما بعد الصدمة تبعاً لكل شخص. وعادة ما يتضمن شكلاً من أشكال العلاج النفسي ويعرف أيضاً باسم العلاج بالكلام (talk therapy). بعض الأساليب الموصى بها تشمل ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يمكن أن تحدد هذه الطريقة أنماط التفكير السلبية وتمنعها، مما قد يؤدي إلى تغيير في السلوك.

علاج المعالجة المعرفية (CPT): وهو علاج يساعد المريض على مواجهة الأفكار والذكريات المرتبطة بالحدث الأليم، مما يمكن أن يساعده في إعادة هيكلة المعتقدات التي كونها، بعيداً عن الحدث الصادم.

العلاج بالتعرض المطول (PE): وهو علاج قائم على إعادة تجربة الحدث الصادم عن طريق تذكره، مما يساعدك في تعلم تقنيات تحمل التوتر والتهدئة الذاتية في بيئة آمنة.

إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين (EMDR): تستخدم هذه الطريقة نبرات الصوت أو نقرات الأصابع لإعادة النظر في تجربة مؤلمة من خلال عدسة مختلفة وتشكيل معتقدات جديدة حولها.

توصي الرابطة الأمريكية لعلم النفس أيضاً بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لعلاج القلق والاكتئاب واضطرابات النوم المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة. والأدوية الأكثر شيوعاً هي:

  • باروكستين (باكسيل)
  • فلوكستين (بروزاك)
  • سيرترالين (زولوفت)

كما أن هناك العديد من استراتيجيات الرعاية الذاتية التي يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في رحلة الشفاء، بما في ذلك تناول طعام غني بالعناصر الغذائية. والنوم من سبع إلى تسع ساعات في الليلة وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة خمس مرات في الأسبوع، وتطوير التركيز الذهني أو ممارسة التأمل.

الخطوات التالية

على الرغم من ترسخ أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى من يعاني منها. إلا أن مرونة الدماغ والجهاز العصبي تجعل الشفاء أمر ممكن.

يعد التثقيف حول اضطراب ما بعد الصدمة أمراً بالغ الأهمية. كلما عرفت المزيد عنه، زاد استعدادك للتعامل مع أي تحديات تعترض طريقك.

إذا كنت ترغب في العمل مع شخص أخصائي في الصدمات، يمكنك البحث عن معالج قريب يقدم لك العون. كما أن هناك بعض التطبيقات على الانترنت التي من شأنها أن تساعدك في عملية الشفاء.

على الرغم من أن الصدمة يمكن أن تحدث في لحظة، إلا أن استرخاء الدماغ والجسم والشفاء يستغرق وقتاً. لذا تحلى بالصبر أثناء عملية الشفاء، وحاول ممارسة أساليب التعافي المذكورة سابقاً في وقت ما.

اقـرأ أيضاً: ما هي الصدمة (Trauma)؟ ما أسبابها؟ وهل يمكن التأقلم معها؟

اقرأ أيضـاً: اضطراب ما بعد الصدمة المعقد، أعراضه، تشخيصه وعلاجه

اقـرأ أيضاً: العلاج النفسي الديناميكي في علاج اضطراب ما بعد الصدمة

المصدر: the science behind ptsd symptoms how trauma changes the brain

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: