يتسبب انسحاب الكوكايين (Cocaine withdrawal) بأعراض جسدية ونفسية شديدة، بعضها للأسف قد يكون مهدداً للحياة، لكن تتوافر مصادر دعم تساعد في تخطي هذه المرحلة العصيبة.
تشير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى استخدام ما يزيد عن خمسة ملايين شخص للكـوكـاييـن، وأن معدل الوفيات بسبب الجرعات الزائدة من الكوكايين بارتفاع مستمر منذ عام 2012. إذ أسفرت الجرعة الزائدة من الكوكايين عن حالة وفاة واحدة من بين خمس حالات في عام 2019.
الإقلاع عن تعاطي الكوكايين
من المُسلَّمات أن الإقلاع عن تعاطـي الكـوكـاييـن هو خطوة إيجابية من شأنها أن تقلل خطر الموت وتحسّن صحتك العامة. إلا أن الانسحاب الذي يحدث خلال رحلة الإقلاع يتسبب في فقدان الفرد لعزيمته وعودته للتعاطي مرة أخرى. إذ أن الرغبة الشديدة في تعاطي المادة قد تكون أصعب من أن يتحملها الشخص، وقد يكون من الصعب السيطرة على الأعراض.
يمكن أن يساعدك أخصائيو الصحة النفسية والطبية في إدارة أعراض الانسحاب، كما تزويدك بالدعم الذي تحتاجه للإقلاع عن التعاطي بشكل نهائي.
يتسبب الكوكايين في إفراز مستويات مرتفعة من مواد كيميائية معينة في الدماغ، وهو سبب الشعور بالنشوة وأيضاً سبب انهيار الشخص بمجرد خروج الكوكايين من جسمه.
ينجم عن تعاطي الكوكايين لفترات طويلة تكيّف الجسم مع المستويات المرتفعة من هذه المواد الكيميائية، وعند التوقف عن تعاطي الكوكايين يجب أن يعيد الجسم ضبط توازنه واستقراره الطبيعي. وبسبب هذا التغيير المفاجئ يمكن أن يكون رد الفعل شديداً للغاية.
أعراض انسحاب الكوكايين عند البالغين
يؤثر تعاطي الكوكايين على جميع أنحاء الجسم وعند التخفيف أو التوقف تماماً عن تعاطيه، تبدأ أعراض الانسحاب في الظهور.
في البداية سيشعر الشخص برغبة شديدة في استهلاك كمية أكبر من المادة، وقد يصعب إدارة الأعراض الجسدية والنفسية حينها.
كما يمكن أن يبدأ ظهور الأعراض رغم بقاء الكوكايين في مجرى الدم. تختلف أعراض انسحاب الكوكايين باختلاف الشخص وطول مدة التعاطي وشدته.
الأعراض الجسدية لانسحاب الكوكايين
يمكن أن تكون الأعراض الجسدية لانسحاب الكوكايين مزعجة ومؤلمة. أكثرها شيوعاً ما يلي:
- الإجهاد
- الشعور بالضيق
- تباطؤ في الحركة
- زيادة الشهية
- تنميل (وخز في البشرة أو الحكة)
الأعراض النفسية لانسحاب الكوكايين
غالباً ما تكون الأعراض النفسية لانسحاب الكوكايين شديدة وخطيرة لدى بعض الأشخاص إلى الحد الذي قد تتطلب عناية طبية. وتشمل الأعراض ما يلي:
- رغبة شديدة في تعاطي الكوكايين
- الانفعال وسرعة الغضب
- القلق
- سلوك متهور
- صعوبة في اتخاذ القرارات
- الاكتئاب
- أفكار انتحارية
- الكوابيس
هل يُهدد انسحاب الكوكايين حياة الفرد؟
يمكن أن يسبب انسحاب الكوكايين أعراض اكتئاب شديدة، مترافقة مع أفكار سلبية وانتحارية، في هذه الحالة الشخص معرض لخطر إيذاء نفسه. لكن بإشراف طبي يمكن التخفيف من حدة الأمر، إذ يمكنهم الإشراف والمساعدة في إدارة الأعراض ومراقبة أي مضاعفات محتملة.
إذا كنت تعاني من أعراض انسحاب الكوكايين أو تعرف شخصاً ما يعاني منها، فلا تتردد في الحصول على الدعم والمساعدة.
أعراض انسحاب الكوكايين عند الأطفال حديثي الولادة
يمكن أن يعاني الأطفال حديثي الولادة من “متلازمة الامتناع عند حديثي الولادة” والتي تحدث إثر تعرض الجنين للكوكايين والكحول والمواد الأخرى التي تسبب الإدمان خلال وجوده في الرحم، والتي يمكن أن تتسرب من خلال الدم وصولاً إلى الجنين، ما يؤثر عليه أثناء الاستخدام ولفترة طويلة بعدها أيضاً.
بسبب التعرض للدواء يمكن أن يعتاد الطفل عليه، ما يتسبب في ظهور أعراض الانسحاب بمجرد ولادته على اعتبار أنها بداية انقطاع الدواء عنه. تشمل أعراض انسحاب الكوكايين عند الأطفال ما يلي:
- البكاء المفرط
- البكاء بصوت عالي
- صعوبة في النوم
- رجفة
- تشنج في العضلات
- حدوث نوبات
- ردود فعل مبالغ بها
- التعرق
- الإقياء
- الإسهال
- الحمى
- صعوبة في الرضاعة
- انسداد الأنف والعطاس
- كثرة التثاؤب بينما فترة انسحاب الكوكايين من الجسم.
ما هي المدة التي يستغرقها انسحاب الكوكايين عادة؟
يمكن أن يبدأ الانسحاب مباشرةً بعد بضع ساعات من آخر جرعة تناولها الشخص. وتستمر أعراضه عادةً ما بين أسبوع إلى أسبوعين، ولكن تختلف تلك المدة وفقاً لكل الشخص. يُطلق على فترة الانسحاب التي تحدث بعد التوقف عن تعاطي الكوكايين بشكل فوري اسم “الانسحاب الحاد”.
وفي بعض الأحيان، يعاني الأشخاص من الأعراض لفترة تتجاوز أول أسبوعين بعد التوقف، وهذا ما يسمى بالانسحاب المزمن أو الانسحاب طويل الأمد، أو ما بعد الانسحاب الحاد، أو الانسحاب نصف الحاد، ويمكن أن يستمر لمدة تصل إلى شهرين.
تشمل الأعراض المستمرة الشائعة الإرهاق والقلق، والرغبة الشديدة في التعاطي، وصعوبة التركيز والنوم.
خيارات العلاج لانسحاب الكوكايين
يعتمد العلاج على شدة الأعراض، ويمكن أحياناً أن تساعد متابعة برنامج علاجي في الحفاظ على السلامة ومتابعة التغييرات وتوفير التسهيلات اللازمة للتغلب على الإدمان. بالنسبة للدواء، لا يوجد دواء معياري واحد يتم وصفه للمساعدة في التخلص من سموم الكوكايين، ولكن يمكن أن تساعد بعض الأدوية في علاج أعراض مثل الاكتئاب أو الإرهاق.
يمكن أيضاً اللجوء إلى الاستشارة وذلك اعتماداً على أعراض واحتياجات الفرد. غالباً ما يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعالاً للسلوكيات التي تسبب الإدمان والرغبة الشديدة في التعاطي.
خيارات العلاج لحديثي الولادة
أيضاً يعتمد على شدة الأعراض، قد يحتاج الأطفال في هذه الحالة إلى سوائل عن طريق الوريد للمساعدة في معالجة الجفاف الناتج عن الإقياء أو الإسهال.
وقد يُعطى الأطفال الذين يعانون من نوبات أو ألم دواءً للمساعدة في تخفيف هذه الأعراض، وثم يتم تخفيف جرعة الدواء تدريجياً مع زوال الأعراض. بينما فترة انسحاب الكوكايين من الجسم.
الخلاصة
قد يكون من الصعب السيطرة على شدة أعراض انسحاب الكوكايين. عندما يبدأ جسمك بالتخلص من الكوكايين، يبدأ ظهور أعراض مثل الرغبة الشديدة في التعاطي والاكتئاب والقلق والإرهاق. أما الأعراض اللاحقة غالباً تكون أكثر حدة لدى الأشخاص الذين تعاطوا الكوكايين لفترة طويلة.
يمكن لبرامج العلاج الداخلي (العلاج في المستشفى) أن تساعد على تجاوز أعراض انسحاب الكوكايين في بيئة آمنة وخاضعة للمراقبة الطبية.
ويمكن لأخصائيي الصحة النفسية والطبية تقديم التوجيه والعلاج حسب الحاجة. وهذا بدوره يسهل التجربة ويخفف حدتها ويرفع احتمال النجاح في الإقلاع عن التعاطي. بينما فترة انسحاب الكوكايين من الجسم.
تستمر المرحلة الحادة من الانسحاب عادةً من أسبوع إلى أسبوعين. والبعض يعاني من استمرار الأعراض لمدة تصل إلى شهرين.
اقرأ أيضـاً: كل ما تحتاج معرفته حول الكوكـايين
اقرأ أيضاً: علامات تعاطـي الكوكـايـيـن والتسمم به
اقـرأ أيضاً: إدمـان الميثامفيتامين (Meth Addiction)، أسبابه, آثاره, مخاطره وعلاجه