You do not have permission to view this result. كيف يساهم نظام الدعم الاجتماعي في الصحة النفسية | Obstan - أوبستان

كيف يساهم نظام الدعم الاجتماعي في الصحة النفسية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يُعرف نظام الدعم الاجتماعي (social support system) غالباً على أنه مكون رئيسي للعلاقات المتينة والصحة النفسية القوية. ولكن ماذا يعني الدعم الاجتماعي بالضبط؟ وما فائدة الاندماج الاجتماعي والدعم العاطفي والمعلوماتي؟

بشكل أساسي، ينطوي الدعم الاجتماعي على وجود شبكة من العائلة والأصدقاء الذين يمكنك اللجوء إليهم في أوقات الحاجة.

تلعب هذه العلاقات دوراً مهماً في أدائك في الحياة اليومية، سواء كنت تواجه أزمة شخصية وتحتاج إلى مساعدة فورية، أو أنك ترغب فقط في قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يهتمون لأمرك.

الدعم الاجتماعي هو الذي يمنح الأمل للناس في أوقات التوتر ويعطيهم القوة للاستمرار وحتى الازدهار في كثير من الأحيان.

لكن، الدعم الاجتماعي ليس طريقاً ذو اتجاه واحد بالتأكيد. فبالإضافة إلى الاعتماد على الآخرين، يجب أن تكون أنت ذاتك تؤدي غرض الدعم بشكل من الأشكال للعديد من الأشخاص في حياتك.

أهمية نظام الدعم الاجتماعي القوي 

يتحدث علماء النفس وغيرهم من المتخصصين في الصحة النفسية عن أهمية وجود شبكة دعم اجتماعي قوية، كما يحثون الناس على الاعتماد على أصدقائهم وعائلاتهم للحصول على الدعم عند محاولة الوصول إلى الأهداف أو التعامل مع أزمة ما.

أظهرت الأبحاث أيضاً مدى الترابط بين العلاقات الاجتماعية والعديد من الجوانب المختلفة للصحة والسلامة والعافية، إذ ارتبط ضعف الدعم الاجتماعي بالاكتئاب والوحدة، وقد ثبت أنه يغير وظائف المخ ويزيد من مخاطر:

في إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الرجال في منتصف العمر على مدى سبع سنوات، وُجد أن الذين يتمتعون بدعم اجتماعي وعاطفي قوي أقل عرضة للوفاة من أولئك الذين يفتقرون إلى مثل هذه العلاقات.

إذاً، ما هي جوانب البيئات الاجتماعية الأساسية والضرورية جداً للصحة؟ وكيف تؤثر البيئات الاجتماعية بالضبط على رفاهيتنا العامة؟ وما أهمية نظام الدعم الاجتماعي للإنسان؟

للإجابة على ذلك، يجب أن نلقي الضوء على فكرة أن هناك جانبان أساسيان لعالمنا الاجتماعي يساهمان في الصحة هما: ​​الدعم الاجتماعي والدمج الاجتماعي.

الدعم الاجتماعي (Social Support)

يشير الدعم الاجتماعي إلى الموارد النفسية والمادية التي توفرها شبكة اجتماعية لمساعدة الأفراد في سبيل التعامل مع التوتر والتأقلم معه، وقد يأتي هذا الدعم بأشكال مختلفة، إذ يشمل:

  • مساعدة الشخص في أداء المهام اليومية المختلفة عندما يكون مريضاً، أو تقديم المساعدة المالية عند الحاجة
  • تقديم النصيحة لصديق عند مواجهته لموقف صعب
  • توفير الرعاية والتعاطف والاهتمام للأحباء المحتاجين

الاندماج الاجتماعي (Social Integration)

هو المشاركة الفعلية في العلاقات الاجتماعية المختلفة، بدءاً من العلاقات العاطفية وصولاً إلى الصداقات. ينطوي هذا الاندماج على المشاعر والألفة مع مجموعات اجتماعية مختلفة والإحساس بالانتماء لها، بما في ذلك أن يكون الفرد جزءاً من:

  • عائلة
  • شراكة
  • مجتمع ديني
  • نشاط اجتماعي

يقول الخبراء أن الاندماج في مثل هذه العلاقات الاجتماعية يمنح فائدة ذات طابع وقائي ضد السلوكيات غير القادرة على التكيف والعواقب الصحية الضارة.

أنواع نظام الدعم الاجتماعي

تنطوي الشبكات الاجتماعية الداعمة على أشكال مختلفة، كما أنها تلعب أدواراً متنوعة في حياة الفرد. في ما يلي بعض من هذه الأنواع.

الدعم العاطفي (Emotional Support)

في بعض الأحيان يمنحك الأشخاص في حياتك دعماً عاطفياً، إذ يساندونك عندما تحتاج إلى ذلك ويكونون الكتف الذي تتكئ عليه وتبكي عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي تريدها. هذا النوع من الدعم مهم بشكل خاص خلال أوقات التوتر أو عندما يشعر الشخص بالوحدة.

الدعم المادي/الملموس (Instrumental Support)

في حالات أخرى، قد يقدم لك الأشخاص من حولك دعماً مادياً، إذ يهتمون باحتياجاتك المادية ويقدمون يد العون عندما تحتاج إليها. وقد يتضمن ذلك إحضار وجبة ساخنة لك عندما تكون مريضاً أو توصيلك إذا كانت سيارتك معطلة. تظهر أهمية هذا الدعم عند يكون لدى الناس احتياجات تتطلب تلبيتها بشكل فوري.

الدعم المعلوماتي (Informational Support)

يشمل الدعم المعلوماتي تقديم التوجيه والمشورة والمعلومات والإرشاد، ويكون ذا أهمية عند اتخاذ القرارات أو التغييرات الكبيرة في حياة المرء.

من خلال الحصول على الدعم المعلوماتي، سيشعر الناس بقلق وتوتر أقل إزاء المشكلات التي يحاولون حلها، وهذا بفضل نصيحة صديق موثوق أو مرشد أو أحد أفراد الأسرة الموثوقين.

كما ترى، قد يقوم الأشخاص في شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بك بأدوار مختلفة. فالمعلم يمكن أن يمنحك دعماً بالمعلومات، بينما قد يقدم أحد الوالدين الأنواع الثلاث جميعها. من خلال امتلاك شبكة دعم اجتماعي قوية، من المرجح أن تتلقى نوع الدعم الذي تحتاجه عندما تكون بحاجته فعلاً.

الفوائد الصحية للدعم الاجتماعي

الآن بعد أن فهمنا أن أنظمة الدعم الاجتماعي تتضمن أنواعاً مختلفة من الدعم الاجتماعي بالإضافة إلى الاندماج في مجموعات اجتماعية مختلفة، فقد حان الوقت لإلقاء نظرة عن كثب على كيفية تأثير هذه العلاقات الاجتماعية على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.

الخيارات والسلوكيات الصحية

للانخراط ضمن المجموعات الاجتماعية تأثير تنظيمي على السلوكيات، إذ يؤثر على ما إذا كان الناس يتبعون نظاماً غذائياً صحياً، يمارسون الرياضة، يدخنون، يشربون الكحول، أو يتعاطون مواد غير مشروعة.

بالطبع فإن الفئات الاجتماعية يمكن أن تؤثر سلباً في هذا الصدد، إذ أن ضغط وتأثير الأقران قد يؤديان إلى خيارات صحية سيئة أو حتى خطيرة.

لكن، من الممكن جداً أن يحصل العكس، فكثيراً ما يؤدي ضغط ودعم الجماعة إلى دفع الأشخاص للانخراط في سلوكيات صحية.

إذا سبق وحاولت الإقلاع عن عادة سيئة، مثل التدخين، فمن المحتمل أنك أدركت مدى أهمية الدعم الاجتماعي. إذا كانت ارتباطاتك الاجتماعية لا تدعمك، سيغدو النجاح أكثر صعوبة. أما إن حصلت على الدعم والتشجيع من أصدقائك وعائلتك، ستجد أن تحقيق هدفك بات ممكناً أكثر.

التعامل مع الضغوط

ثبت أن الإجهاد له عواقب صحية خطيرة تتراوح من انخفاض المناعة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لذا فإن الدعم الاجتماعي ذو فائدة كبيرة في مساعدة الناس على التعامل مع التوتر.

كون الفرد محاطاً بأشخاص مهتمين وداعمين يساعده على رؤية نفسه أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط التي تجلبها الحياة.

كما أظهرت الأبحاث أن الحصول على دعم اجتماعي قوي في أوقات الأزمات يمكن أن يساعد في تقليل عواقب الاضطرابات الناجمة عن الصدمات، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

تحسين الدافع

يمكن للعلاقات الاجتماعية أن تساعد الفرد على البقاء متحمساً ومحفزاً عند محاولة تحقيق أهدافه. على سبيل المثال، يجد الأشخاص الذين يحاولون إنقاص وزنهم أو الإقلاع عن التدخين أنه من المفيد التواصل مع الأشخاص الذين يحاولون بنشاط تحقيق نفس الأهداف.

غالباً ما يكون التحدث إلى الأشخاص الذين يخوضون نفس التجربة مصدراً للدعم والتعاطف والتحفيز.

خلاصة

من حين لآخر، قد يكون من المهم تقييم علاقاتك من خلال طرح أسئلة كهذه:

  • هل لديك دعم اجتماعي كاف؟
  • هـل التعمق بعلاقاتك الحالية سيعود عليك بأي نفع؟
  • هل يمكنك استخدام بعض الاتصالات أو المنافذ الاجتماعية الجديدة؟

ومن يعلم، قد تقرر أن تكون سباقاً ونشطاً في تقديم الدعم العاطفي والحصول عليه. وهذا بالتأكيد سيحسن نوعية حياتك بشكل كبير.

في المقابل، إن كنت تكافح من أجل تكوين صداقات أو الحفاظ عليها، يمكنك التحدث إلى معالج، ومن المحتمل أن يكون مقدم خدمات الصحة النفسية قادراً على مساعدتك في إدارة علاقاتك بطريقة صحية حتى تتمكن من الحصول على الدعم الاجتماعي الذي تحتاجه لتكون بأفضل صورة.

اقرأ أيضاً: الضبط الاجتماعي، تعريفه، أنواعه وحاجة المجتمع إليه

اقرأ أيضاً: الحركة الاجتماعية، تعريفها وتاريخ نشأتها

اقرأ أيضاً: كيف تخالط الآخرين إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD)

المصدر: How Social Support Contributes to Psychological Health

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: