مرض باركنسون، الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

مرض باركنسون (Parkinson’s disease) والذي يُعرف أيضاً بـ “داء باركنسون”، هو حالة صحية تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي، تصنف على أنها من حالات الاضطراب الحركي العصبي لأنها تؤثر على قدرة الدماغ على التحكم في الوظائف الحركية في الجسم، كما تتميز بأعراض كالرعشة وتيبس العضلات وصعوبات في الحركة والتوازن والتنسيق.

مـرض باركنسون من الحالات التي تزداد سوءاً مع مرور الوقت ولا يوجد لهذه الحالة علاج، لكن يمكن التحكم بها لفترة زمنية طويلة باستخدام الأدوية وعن طريق الجراحة.

كما أن متوسط ​​العمر المتوقع للشخص المصاب بمـرض باركنسون مماثل تماماً لمتوسط ​​العمر المتوقع لشخص لا يعاني منه.

أعراض مرض باركنسون

تنقسم أعراض مرض باركنسون إلى مجموعتين: الأعراض الحركية والأعراض غير الحركية.

أعراض مرض باركنسون الحركية

وهي مشكلات مرتبطة بالحركة وذلك بسبب عدم قدرة الدماغ على إرسال إشارات إلى العضلات كما يجب.

فيما يلي بعض الأعراض الحركية لمـرض باركنسون:

  • رعشة في اليدين أو القدمين أو الفك.
  • تباطؤ في الحركة.
  • تيبس في العضلات.
  • محدودية الحركة.
  • مشي غير منتظم.
  • انحناء الجسم.
  • صعوبة في التوازن والتنسيق.
  • تقلصات وتشنجات عضلية.
  • قلة إظهار تعابير الوجه.
  • تلعثم النطق وصعوبة الكلام.
  • الكتابة بخط أصغر من المعتاد

وقد تجعل هذه الأعراض أداء المصاب بالأنشطة اليومية مثل الاستحمام وارتداء الملابس والمشي والتحدث والكتابة والقيادة، أمراً صعباً للغاية وقد تزيد أيضاً من خطر السقوط وإيذاء المصاب لنفسه.

الأعراض غير الحركية

يؤثر مرض باركنسون أيضاً على الجملة الودية للجهاز العصبي وهي مسؤولة عن العديد من وظائف الجسم اللاإرادية مثل: الهضم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم.

فيما يلي بعض الأعراض غير الحركية لمرض باركنسون (داء باركنسون):

  • فقدان حاسة الشم.
  • الإمساك.
  • انخفاض ضغط دم.
  • مشكلات في المضغ والبلع.
  • سيلان اللعاب.
  • فقدان السيطرة على المثانة.
  • حالة من الاكتئاب.
  • الشعور بالقلق.
  • فقدان الذاكرة.
  • حدوث الهلوسات.
  • تشكل الأوهام .
  • اللامبالاة.
  • الإرهاق.
  • الإصابة بالخَرَف.
  • تغيرات في الوزن.
  • مشكلات في الرؤية
  • اضطرابات النوم.
  • تململ في الساقين.

غالباً ما تظهر الأعراض غير الحركية كفقدان الشم والإمساك وتململ الساقين وصعوبة النوم على المصاب قبل أن تظهر الأعراض الحركية كالرعشة وتيبس العضلات بشكل ملحوظ.

تشخيص مرض باركنسون

قد يكون تشخيص مرض باركنسون (داء باركنسون) أمراً صعباً وذلك لعدم وجود تحاليل واختبارات تستطيع تحديد ما إن كنت مصابا به أم لا، فالطريقة المستخدمة تتضمن التشخيص السريري، وهذا يعني أن مقدم الرعاية الصحية سيجري فحصاً جسدياً وعصبياً وقد يطلب منك القيام بتمارين معينة لتقييم حركاتك.

كما أنه سيراجع معك بعض الأمور مثل تاريخك الطبي، والتاريخ الطبي العائلي للأمراض العصبية، والتعرض المحتمل للسموم ومبيدات الآفات لتحديد عوامل الخطر الخاصة بك لهذه الحالة.

وقد تضطر لإجراء فحوصات مخبرية كاختبارات الدم والبول وإجراء بعض الصور كالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CAT)، والتصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون وحيد (DaT scans)، للمساعدة في استبعاد الاحتمالات الأخرى.

قد تشابه بعض الحالات الصحية الأخرى في أعراضها مرض باركنسون (داء باركنسون) وكثيراً ما يتم تشخيصها بالخطأ على أنها مرض باركنسون.

المعيار الحالي لتشخيص مرض باركنسون هو قائمة مرجعية طورتها الجمعية الدولية لاضطراب باركنسون والحركة.

ونظراً لأن تشخيص مرض باركنسون يعتمد بشكل كبير على الحالة السريرية، فقد يحيلك طبيب الرعاية الأولية إلى طبيب أعصاب أخصائي في اضطرابات الحركة للحصول على التشخيص الأدق.

أسباب مرض باركنسون

ينتج مرض باركنسون (داء باركنسون) عن تغيرات غير طبيعية في الدماغ. لكن السبب وراء كل هذه التغييرات لم يتضح بالكامل بعد.

فيما يلي بعض التغيرات العصبية المرتبطة بمرض باركنسون:

  • انخفاض مستويات الدوبامين: قد يؤذي مرض باركنسون الخلايا العصبية  التي تنتج الدوبامين في الدماغ مما يؤدي إلى تموتها، علماً أن الدوبامين هو ناقل عصبي ينقل الرسائل العصبية إلى الباحة المحركة التي تتحكم في حركة العضلات، وبالتالي فإن مستويات الدوبامين المنخفضة هي المسؤولة عن الأعراض الحركية لهذه الحالة.
  • انخفاض مستويات النوربينفرين: يتميز مرض باركنسون أيضاً بمستويات منخفضة من النوربينفرين، وهو ناقل عصبي كيميائي مهم لعمل الجملة الودية للجهاز العصبي، بالتالي إن المستويات المنخفضة من النوربينفرين مسؤولة عن الأعراض غير الحركية لهذه الحالة.
  • أجسام ليوي المتراكمة: يظهر لدى العديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنـسون رواسب غير طبيعية من بروتين ألفا سينوكلين في الدماغ، والمعروف باسم “أجسام ليوي”، في الحقيقة، هذا محور التركيز الرئيسي بين الباحثين حول احتمالية الإصابة بالمرض.

عوامل الخطر المرتبطة بمرض باركنـسون:

  • العمر: يعد أهم عوامل الخطورة لهذه الحالة لأن معظم الناس يصابون به بعد سن الستين.
  • التاريخ الطبي للعائلة: قد يؤدي وجود تاريخ مرضي في العائلة لزيادة احتمال الإصابة بالمرض.
  • الجنس: يصيب الرجال بنسبة 50٪ أكثر من النساء.
  • التعرض لمبيدات الآفات والسموم: يزيد تلوث الهواء ومبيدات الآفات وبعض الملوثات الصناعية خطر الإصابة بمرض باركنسون.
  • إصابة في الرأس: قد تؤدي الإصابة في الرأس إلى انخفاض مستويات الدوبامين، خاصةً عند الأشخاص الذين تعرضوا أيضاً لمبيدات الآفات.

أنواع مرض باركنسون

يُصنف مرض باركنـسون على نطاق واسع إلى نوعين، بناءً على العمر الذي ظهرت فيه الأعراض لأول مرة.

مرض باركنسون المبكر: يرى الأشخاص المصابون بهذا النوع من مرض باركنـسون الأعراض لأول مرة قبل سن الخمسين، قد يصاب به الشخص عن طريق الوراثة.

مرض باركنسون المتأخر: تظهر الأعراض لدى المصابين بهذا النوع من مرض باركنـسون لأول مرة بعد سن الستين، وقد تلعب بعض الطفرات الجينية دوراً في بعض حالات الإصابة بمرض باركنـسون المتأخر كذلك.

العلاج

قد يساعد علاج مرض باركنسون في إبطاء تقدم الحالة وتقليل أعراضها، لكن لا يمكن علاج المرض بشكل كامل، سوف يقيّيم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك حالتك ويقترح مسار العلاج بناءً على عمرك والأعراض الظاهرة لديك، إذ يمكن للأدوية والعلاج الجراحي تخفيف حدة المرض. 

الأدوية

فيما يلي بعض أنواع الأدوية التي تخفف من حدة مرض باركنسون:

ليفودوبا (levodopa): هذا الدواء هو العلاج الرئيسي لمرض باركنسون، تستخدمه الخلايا العصبية في دماغك لصنع الدوبامين وسد نقص إمداد الدماغ المتضائل له.

عادةً ما يتم دمج هذا الدواء مع دواء آخر، يُعرف باسم “كاربيدوبا”، مما يجعل ليفودوبا أكثر فعالية ويقلل من آثاره الجانبية، تشمل أسماء العلامات التجارية ريتاري (Rytary)، وسينيميت (Sinemet)، وانبريجا (Inbrija).

ناهضات الدوبامين: تحاكي هذه المجموعة من الأدوية تأثيرات الدوبامين في دماغك. تشمل ناهضات الدوبامين:

  • نيوبرو (روتيغوتين)
  • ريكويب (روبينورول)
  • ميرابيكس (براميبكزول)
  • ابوكين (ابومورفين)

مثبطات نواقل ميثيل-O الكاتيكول (COMT) وأوكسيديز أحادي الأمين من النمط – ب (MAO B): تمنع هذه الأدوية وظيفة إنزيمات أوكسيديز أحادي الأمين ونواقل ميثيل-O الكاتيكول التي تحطم روابط الدوبامين في الدماغ.

تشمل مثبطات نواقل ميثيل-O الكاتيكول (COMT):

  • اونجنتيس (اوبيكابون)
  • كومتان (انتاكابون)
  • تاسمار (تولكابون)

تشمل مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين:

  • شاداغو (سافيناميد)
  • ازيليكت (راساغيلين)
  • الديبريل (سيليغيلين)
  • زيلابار(سيليغيلين)

مضادات الكولين (Anticholinergics): تساعد هذه الأدوية في تخفيف حدة أعراض المرض كالرعشة وتيبس العضلات. تشمل مضادات الكولين أرتان (ثلاثي هكسيفينيديل) وكوجنتين (بنزتروبين).

أمانتادين (Amantadine): دواء مضاد للفيروسات قد يساعد في تخفيف حدة أعراض مرض باركنسون والأعراض الجانبية ليفودوبا (levodopa)، يباع تحت الأسماء التجارية غوكوفري (Gocovri)، وسيمتريل (Symmetrel)، واوسمولكس إي ار (Osmolex ER).

قد تقلل الأدوية بشدة من حدة أعراض مرض باركنسون، وخاصة في المراحل المبكرة، ولكن ومع مرور الوقت، قد تصبح أقل فعالية وقد تبدأ الأعراض في الظهور مرة أخرى.

العلاج الجراحي 

تكون الجراحة خياراً لبعض الأشخاص إذا لم يعد التداوي مفيداً فيما يلي أنواع الجراحة التي قد تساعد في تخفيف حدة أعراض مرض باركنسون:

التحفيز العميق للدماغ: يتضمن هذا الإجراء الذي اعتمدته إدارة الغذاء والدواء (FDA) زرع أقطاب كهربائية في الدماغ وجهازاً كهربائياً في الصدر، يصدر الجهاز إشارات كهربائية غير مؤلمة تحفز الدماغ وتمنع نشاط الدماغ غير المنتظم الذي يسبب الأعراض الحركية لمرض باركنسون.

بضع (إحداث شق في) الكرة الشاحبة والمهاد (Pallidotomy and thalamotomy): تتضمن هذه الإجراءات تدميراً انتقائياً لأجزاء صغيرة من الدماغ كالكرة الشاحبة (الشاحبة الظهرية) والمهاد، وهما المسؤولان عن بعض الأعراض كالرعشة وتصلب العضلات والحركات اللاإرادية.

التأقلم

 فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك في التأقلم مع مرض باركنسون:

التعرُّف على حالتك: قد يساعدك تثقيف نفسك بخصوص حالتك بالقيام بدور فعال في تحسين مستوى الرعاية بك وإعداد نفسك للمراحل المقبلة.

توقع التغييرات: أعراض مرض باركنسون قد تجعل الأنشطة الروتينية صعبة لذا تحلى بالصبر مع نفسك وتقبل قدراتك، فإن هذا سيساعدك في كبح الغضب والإحباط.

تقبُل الدعم من أحبائك: شارك مشاعرك مع أحبائك، واطلب ما تحتاجه، وتقبل دعمهم ومساعدتهم قد يساعدك في التعامل مع الحالة.

الحفاظ على نشاط عقلي وجسدي: قد يساعدك ذلك في البقاء نشيطاً ومشاركاً في تقليل معدل التدهور الجسدي والمعرفي.

طلب الدعم: قد يكون من المفيد لك ولأحبائك تحديد مجموعات الدعم والموارد القريبة للحصول على المشورة والمعلومات والرعاية الطبية.

منع السقوط: يمكنك تحسين وضعك المعيشي لمنع السقوط، وهو خطر صحي مرتبط بمرض باركنسون.

خلاصة

يتميز مرض باركنسون بانخفاض تدريجي في القدرات البدنية والمعرفية، لكن قد تساعدك الأدوية والجراحة على التمتع بنوعية حياة أفضل لفترة أطول. وقد يساعدك كونك على اطلاع بالمرض ومستعد للتعامل مع هذه الحالة والتغييرات التي تُحدِثها أنت وأحبائك.

اقرأ أيضاً: الخرف، تعريفه، أعراضه، تشخيصه وآلية حدوثه المرضية

اقرأ أيضاً: ما هو تأثير الخرف على طريقة الأكل والشرب؟

اقرأ أيضاً: الهياج النفسي الحركي، الأعراض، الأسباب والعلاج

المصدر: What Is Parkinson’s Disease?

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: